مرارة السبي
يقول الراوي:
ان ابن زياد عقد مجلساً خاصاً مع شمر بن ذي الجوشن، وشبث بن ربعي وعمرو بن الحجاج لعائن الله عليهم وجماعة تداول فيه كيفية ارسال السبايا إلى دمشق، ومع من؟ وتم الاختيار أن يكون زجر بن قيس، وأبو بردة بن عوف، وطارق بن أبي ذبيان لعنهم الله تعالى قادة الموكب، وما ولدت أم شراً من هؤلاء الثلاثة، وأمر على الموكب شمر بن ذي الجوشن، ومعه جماعة من اتباعه، ممن باعوا ضمائرهم لأبن زياد، وسلبت الرحمة من قلوبهم.
ولم يكن السفر من الكوفة إلى الشام بالسهل اليسير، فقد عرف الطريق بالوعورة والمصاعب، ولم يكاد السائر فيه يبلغ الشام حتى يقطع من عمره اكثر من شهر على الابل الصابرة المجدة. ولكن ابن زياد أراد أن يكون الطريق بأقل كثير من هذه المدة ليضرب عصفورين بحجر واحد: أولا ـ الامعان في اجهاد السبايا، واذلالهم، وثانياً تفادياً لكل الاحتمالات التي تنشأ من تنقل الموكب ـ حسب طبيعته في القرى والمدن التي يمر بها، وخشية ردود الفعل فيها،
قال الراوي:
«لقد كان مسيرة الطريق شهر للابل ذوات الصبر والقوة، ولكن الحداة الغلاظ ارهقوا قدرتها، وأوجعوا صبرها، فقطعت الإبل في عشرة أيام أو دونها ما كان عليها أن تقطعه في شهر أو أكثر، وكأنما سالت امام الابل عثرات الطريق لتحط عن قريب بعض أوزار القوم، ولو لا أنها كانت تحمل عفافاً طهراً ليس مثله في الارض عفاف وطهر، لألقت بأحمالها حين كانت تفزعها أصوات الحدا، وكأنها حست بما تحمل، وحنت لرنة الحزن من فوقها فسارت وأسرعت، كأنها لم تسمع من قبل برنة حزن كما سمعت في هذا البكاء.
وسير بالسبايا في اعتساف وارهاق ليل نهار، وسير بهن من خلف الرؤوس كلما كان يسار بالسبايا من الحروب، وكان سير شمر بن ذي الجوشن أميراً لهذا الركب سبباً في أن يصوم أهل البيت عن الكلام، فما نبست منهن نابسة بكلمة ولا أشارت واحدة منهن باشارة، وكان إذا حدث أحد نفسه بالكلام أو علا صوته بالبكاء قرعه الفرسان بالرماح.
يقول الراوي:
ان ابن زياد عقد مجلساً خاصاً مع شمر بن ذي الجوشن، وشبث بن ربعي وعمرو بن الحجاج لعائن الله عليهم وجماعة تداول فيه كيفية ارسال السبايا إلى دمشق، ومع من؟ وتم الاختيار أن يكون زجر بن قيس، وأبو بردة بن عوف، وطارق بن أبي ذبيان لعنهم الله تعالى قادة الموكب، وما ولدت أم شراً من هؤلاء الثلاثة، وأمر على الموكب شمر بن ذي الجوشن، ومعه جماعة من اتباعه، ممن باعوا ضمائرهم لأبن زياد، وسلبت الرحمة من قلوبهم.
ولم يكن السفر من الكوفة إلى الشام بالسهل اليسير، فقد عرف الطريق بالوعورة والمصاعب، ولم يكاد السائر فيه يبلغ الشام حتى يقطع من عمره اكثر من شهر على الابل الصابرة المجدة. ولكن ابن زياد أراد أن يكون الطريق بأقل كثير من هذه المدة ليضرب عصفورين بحجر واحد: أولا ـ الامعان في اجهاد السبايا، واذلالهم، وثانياً تفادياً لكل الاحتمالات التي تنشأ من تنقل الموكب ـ حسب طبيعته في القرى والمدن التي يمر بها، وخشية ردود الفعل فيها،
قال الراوي:
«لقد كان مسيرة الطريق شهر للابل ذوات الصبر والقوة، ولكن الحداة الغلاظ ارهقوا قدرتها، وأوجعوا صبرها، فقطعت الإبل في عشرة أيام أو دونها ما كان عليها أن تقطعه في شهر أو أكثر، وكأنما سالت امام الابل عثرات الطريق لتحط عن قريب بعض أوزار القوم، ولو لا أنها كانت تحمل عفافاً طهراً ليس مثله في الارض عفاف وطهر، لألقت بأحمالها حين كانت تفزعها أصوات الحدا، وكأنها حست بما تحمل، وحنت لرنة الحزن من فوقها فسارت وأسرعت، كأنها لم تسمع من قبل برنة حزن كما سمعت في هذا البكاء.
وسير بالسبايا في اعتساف وارهاق ليل نهار، وسير بهن من خلف الرؤوس كلما كان يسار بالسبايا من الحروب، وكان سير شمر بن ذي الجوشن أميراً لهذا الركب سبباً في أن يصوم أهل البيت عن الكلام، فما نبست منهن نابسة بكلمة ولا أشارت واحدة منهن باشارة، وكان إذا حدث أحد نفسه بالكلام أو علا صوته بالبكاء قرعه الفرسان بالرماح.