عظمة رسالة السيدة زينب (عليها السلام) في بيان الثورة الحسينية
في ضوء ما يراه سماحة آية العظمى الشيخ مكارم الشيرازي(دام ظله)
في ضوء ما يراه سماحة آية العظمى الشيخ مكارم الشيرازي(دام ظله)
بعد مقتل الإمام الحسين وأهل بيته وصحبه صلوات الله عليهم أجمعين نظرت مولاتنا زينب الى الامام علي بن الحسين وقالت:
(ما لي أراك تجود بنفسك يا بقيّة جدّي واخوتي، فوالله إنّ هذا لعهد من الله إلى جدّك وأبيك، ولقد أخذ الله ميثاق اُناس لا تعرفهم فراعنة هذه الأرض، وهم معروفون في أهل السماوات، إنّهم يجمعون هذه الأعضاء المقطّعة والجسوم المضرّجة فيوارونها، وينصبون بهذا الطفّ علماً لقبر أبيك سيّد الشهداء لا يدرس أثره، ولا يمحى رسمه على كرور الليالي والأيام، وليجهدن أئمّة الكفر وأشياع الضلال في محوه وطمْسه فلا يزداد أثره إلا علواً).
لقد أصبح التأمّل والتفكّر في سرّ بقاء واستمرار هذه الثورة من قبل نخب وطوائف مختلفة من المجتمع الاسلامي، وما فتئ التساؤل يلحّ عن لغز ديمومة استذكار واقعة كربلاء وما حفلت من مواقف وقيم ومبادئ في مقاطع مختلفة من الزمن، ولكن يجب القول أن الحصول على نتيجة هذا التساؤل المهم ومعرفة طبيعة الحماس والاقدام والاستبسال الذي شهدته كربلاء يكمن في جزء منها في مواقف وبطولات السيدة العقيلة زينب المتصلة بليل الحادي عشر من المحرم عندما صعب على هذه المرأة استيعاب فراق اخيها الحسين(عليه السلام)، وكذلك ألم ومعاناة يوم الحادي عشر من المحرم الذي شهد ملاحقة خيول وجلاوزة عمر بن سعد لما تبقى من اهل البيت وبالتالي القبض على بنات الرسالة ومن معهن من الاطفال، ليأخذوهن أسرى، في تلك اللحظات المرّة والوقت العصيب ذهبت مولاتنا زينب الى جسد أخيها المقطع بالسيوف والمرمل بالتراب والمدْمَى من كل مكان، فرفعته قليلا لتقول موقفها ورؤيتها الرائعة لكل ما حصل:
”اللهم تقبل منا هذا القربان"(1).
من هنا فان دراسة وتحليل رسائل وخطب السيدة زينب(عليها السلام) في الكوفة والشام ومعرفة طريقة المواجهة التي انبرت بها تلك السيدة العظيمة امام يزيد الطاغية، ومن خلال الافادة من رؤية سماحة آية العظمى الشيخ مكارم الشيرازي(مد ظله) يمكننا من الوقوف على اسرار تلك الخطب الرائعة والولوج في اعماق مكنوناتها، والاجابة عن اللّغز الذي يكمن وراء بقاء هذه السيدة العظيمة الى جانب اخيها الحسين(عليه السلام) حتى اللحظة الاخيرة، ولماذا يكون على عاتقها أداء الرسالة الكبرى بعد استشهاد اخيها، لتصوغ ثورته الفريدة بأروع المواقف واقوى الكلمات.
(ما لي أراك تجود بنفسك يا بقيّة جدّي واخوتي، فوالله إنّ هذا لعهد من الله إلى جدّك وأبيك، ولقد أخذ الله ميثاق اُناس لا تعرفهم فراعنة هذه الأرض، وهم معروفون في أهل السماوات، إنّهم يجمعون هذه الأعضاء المقطّعة والجسوم المضرّجة فيوارونها، وينصبون بهذا الطفّ علماً لقبر أبيك سيّد الشهداء لا يدرس أثره، ولا يمحى رسمه على كرور الليالي والأيام، وليجهدن أئمّة الكفر وأشياع الضلال في محوه وطمْسه فلا يزداد أثره إلا علواً).
لقد أصبح التأمّل والتفكّر في سرّ بقاء واستمرار هذه الثورة من قبل نخب وطوائف مختلفة من المجتمع الاسلامي، وما فتئ التساؤل يلحّ عن لغز ديمومة استذكار واقعة كربلاء وما حفلت من مواقف وقيم ومبادئ في مقاطع مختلفة من الزمن، ولكن يجب القول أن الحصول على نتيجة هذا التساؤل المهم ومعرفة طبيعة الحماس والاقدام والاستبسال الذي شهدته كربلاء يكمن في جزء منها في مواقف وبطولات السيدة العقيلة زينب المتصلة بليل الحادي عشر من المحرم عندما صعب على هذه المرأة استيعاب فراق اخيها الحسين(عليه السلام)، وكذلك ألم ومعاناة يوم الحادي عشر من المحرم الذي شهد ملاحقة خيول وجلاوزة عمر بن سعد لما تبقى من اهل البيت وبالتالي القبض على بنات الرسالة ومن معهن من الاطفال، ليأخذوهن أسرى، في تلك اللحظات المرّة والوقت العصيب ذهبت مولاتنا زينب الى جسد أخيها المقطع بالسيوف والمرمل بالتراب والمدْمَى من كل مكان، فرفعته قليلا لتقول موقفها ورؤيتها الرائعة لكل ما حصل:
”اللهم تقبل منا هذا القربان"(1).
من هنا فان دراسة وتحليل رسائل وخطب السيدة زينب(عليها السلام) في الكوفة والشام ومعرفة طريقة المواجهة التي انبرت بها تلك السيدة العظيمة امام يزيد الطاغية، ومن خلال الافادة من رؤية سماحة آية العظمى الشيخ مكارم الشيرازي(مد ظله) يمكننا من الوقوف على اسرار تلك الخطب الرائعة والولوج في اعماق مكنوناتها، والاجابة عن اللّغز الذي يكمن وراء بقاء هذه السيدة العظيمة الى جانب اخيها الحسين(عليه السلام) حتى اللحظة الاخيرة، ولماذا يكون على عاتقها أداء الرسالة الكبرى بعد استشهاد اخيها، لتصوغ ثورته الفريدة بأروع المواقف واقوى الكلمات.
[1] عاشوراء جذورها ودوافعها وأحداثها وتداعياتها؛ ص403.