عظمة الرسالة الزينبية عند عبورالركب الحسيني الشريف على اجساد القتلى
من أصعب اللحظات في واقعة كربلاء واكثرها إيلاما والتي بلغت ثقل مراراتها ثقل السماوات والارض هي لحظة وداع الركب الحسيني الشريف على أشلاء الشهداء المقطعة تلك اللحظة التي بلورت النظرة الاخيرة لزينب العقيلة ومن معها من العيال لتلك الاجساد المعفرة بالدماء (2).
والاشدّ من ذلك كله والاكثر غصّة ووجع هو ترك اجساد ابناء النبي(صلى الله عليه وآله) وبالاخص ذلك الجسد الطاهر لسيّد شباب اهل الجنة دون غسل ولا كفن تغيطه الرمال ويحثوا عليه التراب وتحركه حرارة الشمس اللاهبة وهجير صحراء كربلاء القاسي،
فان ترمق زينب(عليها السلام) والعيال تلك الصورة المقرحة وتشاهد بدنا مقطع الاوصال اندرست معالمه وغابت هويته بعد أن داستْه حوافر الخيول، فهو موقف مهول وعظيم جدا يمكن أن ينهار المرء له ويخرّ مغشيّا عليه،
ولكن رغم كل تلك الصورة المفجعة فإن الطمأنينة والتماسك الذي امتازت به زينب(عليها السلام)، ذلك الصبر والجلد الذي يذكرنا بصبر وعظمة علي(عليه السلام) وكلماته العذبة، فتحملت كل ما حصل من صعاب وعناء، وتحدت كل ذلك بصبرها وتحمّلها في سبيل الاهداف النبيلة والسامية لآل الرسول الكرام(3).
من هنا فإن زينب(عليها السلام) كانت تعلم أن العدو ينتظر من خلال ممارسته تلك إذلال وإهانة آل النبي وهو في توق عارم أن يرى الضعف والمسكنة والندم على وجوه ما بقى منهم بعد يوم عاشوراء، ليضحك ويقهقه منتشيا، الان زينب وفي ردّها على كل ذلك الجموح الاموي قالت:
”أَللَّهُمَّ تَقَبَّلْ هذا الْقُرْبانَ”
لقد كانت هذه المقولة كحجارة السجيل قد وقعت على رؤوسهم، والرياح العاصفة التي فضحت كل مساوؤهم (5).
والاشدّ من ذلك كله والاكثر غصّة ووجع هو ترك اجساد ابناء النبي(صلى الله عليه وآله) وبالاخص ذلك الجسد الطاهر لسيّد شباب اهل الجنة دون غسل ولا كفن تغيطه الرمال ويحثوا عليه التراب وتحركه حرارة الشمس اللاهبة وهجير صحراء كربلاء القاسي،
فان ترمق زينب(عليها السلام) والعيال تلك الصورة المقرحة وتشاهد بدنا مقطع الاوصال اندرست معالمه وغابت هويته بعد أن داستْه حوافر الخيول، فهو موقف مهول وعظيم جدا يمكن أن ينهار المرء له ويخرّ مغشيّا عليه،
ولكن رغم كل تلك الصورة المفجعة فإن الطمأنينة والتماسك الذي امتازت به زينب(عليها السلام)، ذلك الصبر والجلد الذي يذكرنا بصبر وعظمة علي(عليه السلام) وكلماته العذبة، فتحملت كل ما حصل من صعاب وعناء، وتحدت كل ذلك بصبرها وتحمّلها في سبيل الاهداف النبيلة والسامية لآل الرسول الكرام(3).
من هنا فإن زينب(عليها السلام) كانت تعلم أن العدو ينتظر من خلال ممارسته تلك إذلال وإهانة آل النبي وهو في توق عارم أن يرى الضعف والمسكنة والندم على وجوه ما بقى منهم بعد يوم عاشوراء، ليضحك ويقهقه منتشيا، الان زينب وفي ردّها على كل ذلك الجموح الاموي قالت:
”أَللَّهُمَّ تَقَبَّلْ هذا الْقُرْبانَ”
لقد كانت هذه المقولة كحجارة السجيل قد وقعت على رؤوسهم، والرياح العاصفة التي فضحت كل مساوؤهم (5).
[2] عاشوراء جذورها ودوافعها وأحداثها وتداعياتها؛ ص546.
[3] نفس المصدر.
[4] مقتل الحسين للمقرّم، ص 307.
[5] عاشوراء جذورها ودوافعها وأحداثها وتداعياتها؛ ص547.