خطبة زينب(عليها السلام) المدْهشة في الكوفة
مظْهر العظمة والشموخ الحسيني في الرسالة الزينبية
من المسائل المثيرة والمحيّرة في قصة كربلاء هي الخطبة الغرّاء المجلجلة للسيدة زينب(عليها السلام)(9).
يقول حذيم بن شريك الاسدي (10).:
نظرت الى بنت علي(عليه السلام) في ذلك اليوم وهي تخطب بالناس، فلم أرَ والله خفِرَة أنطق منها كأنما تنطق وتفْرغ عن لسان أمير المؤمنين، وقد أشارت الى الناس أن انصتوا فارتدت الأنفاس وسكنت الاجراس(11).
اجل إن المرأة التي تفقد بالامس المرير ستة من اخوتها واثنين من أولادها وعشرات من أوفى وأخلص الأصحاب لأبيها وهي تعيش الآن إعياء الأسر ووجعه وتقاد بألم كبير الى الشام، لابد أن تكون قلقة مضطربة حزينة عاجزة عن الحديث بأيّ كلام، ولا تبوح بأي منطق(12). ولكن جذوة الرسالة التي تحملها السيدة زينب(عليها السلام) لا يسمح لها بالاستسلام ولا بالخضوع لمثل هؤلاء، حيث انبرت تخاطب اهل الكوفة: ”أَمَّا بَعْدُ: يَا أَهْلَ الْكُوفَةِ، يَا أَهْلَ الْخَتْلِ والْغَدْرِ، أَتَبْكُونَ؟! فَلَا رَقَأَتِ الدَّمْعَةُ، ولَا هَدَأَتِ الرَّنَّةُ(13) إِنَّمَا مَثَلُكُمْ كَمَثَلِ الَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثاً، تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ. أَلاَ وَهَلْ فِيكُمْ إِلَّا الصَّلَفُ وَالنَّطَفُ، وَالصَّدْرُ الشَّنِفُ، وَمَلَقُ الإمَاءِ، وَغَمْزُ الْأَعْدَاءِ؟!”(14)
فنرى زينب كالاسد الغضبان انقض على فريستها وكالسيل الجارف يقتلع كل شئ امامه، انهالت على الخونة من اهل الكوفة ذمّا وتقريعا وتحدثهم بطريقة لاذعة غاية في البلاغة(15) ثم قالت: ”الا بئس ما قدّمت لكم انفسهم أن سخط الله عليكم وفي العذاب انتم خالدون(...) فتعسا ونكْسا وبعدا لكم وسحقا فلقد خاب السعي وتبّتْ الايدي وخسرت الصفقة"(16) .
وحتى تستدرج عواطف وقلوب السامعين قالت بعد ذلك: ”قُتل سليل خاتم النبوة ومعدن الرسالة وسيّد شبابِ أهل الجنّة وملاذُ حيْرتكم ومفْزع نازلتكم ومنار حجتكم ومِدْره سنّتكم”.
ويستمر خطاب زينب المهيب حتى غرست بذر الثورة على حكومة بني اميّة الظالمة في قلوب الحاضرين(17). فقالت: ”فلا يَسْتَخِفّنَّكُم المَهَلُ فإنّه لايحْفزُه البدار ولايخاف فوت الثّار، وإنّ ربكم لبالمرصاد”(18).
نحن نعتقد أن السيدة زينب ومن خلال هذه الخطبة العصماء دقّت ناقوس الخطر في سوق الكوفة المضطرب والهائج بعد حدث مقتل الحسين (عليه السلام)، وبهذه الكلمات دكّت حصون وقلاع الحكومة الاموية المتمثلة بيزيد، فكان ذلك الهلع والقلق بداية النهاية لبني امية، وهو شرارة الثورات اللاحقة على طغاة ذلك العصر(19).
[9] عاشوراء جذورها ودوافعها وأحداثها وتداعياتها؛ ص565
[10] في الملهوف( اللهوف) عدّ أسمه «بشير بن خزيم الاسدي».
[11] عاشوراء جذورها ودوافعها وأحداثها وتداعياتها؛ ص561.
[12] نفس المصدر؛ ص565.
[13] نفس المصدر؛ ص562.
[14] نفس المصدر.
[15] نفس المصدر؛ ص565.
[16] نفس المصدر؛ ص562.
[17] نفس المصدر؛ ص565.
[18] نفس المصدر؛ ص563.
[19] الأمثلة القرآنية؛ ج1 ؛ ص373.
قال النبي صلى الله عليه وآله:
من أحب فاطمة ابنتي فهو في الجنة معي ومن ابغضها فهو في النار
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم المبارك الشريف
مشكورة اختي العزيزة الفردوس المحمدي
بارك الله وبمرورك الكريم
قال النبي صلى الله عليه وآله:
من أحب فاطمة ابنتي فهو في الجنة معي ومن ابغضها فهو في النار
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي يالثارات
طرح موفق
بوركت جهودك دمت بحمى الرحمن ولا حرمك الله من الأجر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وال محمد الابرار الاخيار
السلام على ام المصائب والاحزان
أختي العزيزة بارك الله بكم على الطرح القيم والمبارك
دمتم بحفظ الله