الثبات والصمود عنوان رسالة زينب(عليها السلام) الثورية-7-
من أجل إرساء وتدعيم التعاليم القيمة للسيدة زينب العقيلة(سلام الله عليها) وهي الثبات والصمود والاستبسال امام حكومة الجور والطغيان وسلطة يزيد المستبدة، فقد وقفت تلك المرأة العظيمة امام ذلك الرجل الوقح، كالجبل الاشم مخاطبة ايّاه بكل جرأة وقوة:
”فَكِدْ كَيْدَكَ، وَاسْعَ سَعْيَكَ، ونَاصِبْ جَهْدَكَ، فَوَاللهِ لاَ تَمْحُوَنَّ ذِكْرَنَا، ولاَ تُمِيتُ وَحْيَنَا، وَلاَ تُدْركُ أَمَدَنَا، وَلاَ تَرْحَضُ عَنْكَ عَارَهَا.وَهَلْ رَأْيُكَ إِلاَّ فَنَداً، وَأَيَّامُكَ إِلاَ عَدَداً، وَجَمْعُكَ إِلا بَدَداً، يَوْمَ يُنَادِي الْمُنَادِ: أَلاَ لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ”.
فأرادت بطلة الاسلام زينب(عليها السلام) بذلك أن تبين أن الحق لا يسكت عنه تحت أي ضغط وتحت أي ظرف، ويجب أن يصدح المرء بحقّه بصوت عال غير مكترث بما قد يحصل، وهذا درس رائع آخر من دروس عاشوراء المضيئة(30).
كــــلـــــمـــــــــة اخـــــيــــــــــــرة
ولابد أن نختم في نهاية المطاف بكلام غاية في الروعة والجمال للسيدة زينب(سلام الله عليها ) وهو كلامها المبارك الذي تعرّضنا له في بداية هذا المقال حيث قالت العقيلة زينب للامام السجاد(عليه السلام):
(ما لي أراك تجود بنفسك يا بقيّة جدّي واخوتي، فوالله إنّ هذا لعهد من الله إلى جدّك وأبيك، ولقد أخذ الله ميثاق اُناس لا تعرفهم فراعنة هذه الأرض، وهم معروفون في أهل السماوات، إنّهم يجمعون هذه الأعضاء المقطّعة والجسوم المضرّجة فيوارونها، وينصبون بهذا الطفّ علماً لقبر أبيك سيّد الشهداء لا يدرس أثره، ولا يمحى رسمه على كرور الليالي والأيام، وليجهدن أئمّة الكفر وأشياع الضلال في محوه وطمسه فلا يزداد أثره إلا علواً..)(31)،(32).
اجل لابدّ من القول أن ما قالته السيدة زينب فيما يتعلق بخلود وبقاء واقعة كربلاء وديمومتها صار حقيقة في عصرنا الراهن (33) وكأنها حاضرة معنا فتشرح وتحكي لنا ما يجري اليوم بالضبط؛ اذْ يشدّ الرحال ملايين الناس الى كربلاء في احصائات تتحدث عن أعداد تفوق عدد القاصدين لبيت الله الحرام بمرّات، بل إن من يقصد كربلاء ليس من الشيعة فقط، بل من السنّة والمسيحيين والطوائف الاخرى ايضا، وهذه الطقوس والشعائر بكيفيتها وكمّيتها تحكي وتدل على حقانيّة مذهب اهل البيت عليهم السلام، وترفع راية انتصار شهداء كربلاء عاليا (34).
إن العقيلة زينب بحق هي بنت أمير المؤمنين الشجاعة، وبحديثها هذا عن مصير كربلاء واستشراف خلودها وبقائها بهذه الطريقة العجيبة والمحيّرة، بحيث نحن الان وبعد 14 قرنا نرى حدوث ما قالته تماما، أجل فان قلب زينب الغض يعلم أن ما حصل هو بداية فقط، على الرغم من أن القلوب السوداء لبني امية والمنافقين الذين معهم كانوا يعتقدون أنه النهاية وأنهم بسلوكهم المشين قد حازوا على كل شيء (35).
إعداد ودراسة شعبة الأخبار في المكتب الإعلامي التابع لسماحته (دام ظله) makarem.ir.
[30] كلمة سماحته في جموع المصلين في صلاة ظهر عاشوراء في حرم كريمة أهل البيت(س)، بتاريخ1393/8/13.”فَكِدْ كَيْدَكَ، وَاسْعَ سَعْيَكَ، ونَاصِبْ جَهْدَكَ، فَوَاللهِ لاَ تَمْحُوَنَّ ذِكْرَنَا، ولاَ تُمِيتُ وَحْيَنَا، وَلاَ تُدْركُ أَمَدَنَا، وَلاَ تَرْحَضُ عَنْكَ عَارَهَا.وَهَلْ رَأْيُكَ إِلاَّ فَنَداً، وَأَيَّامُكَ إِلاَ عَدَداً، وَجَمْعُكَ إِلا بَدَداً، يَوْمَ يُنَادِي الْمُنَادِ: أَلاَ لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ”.
فأرادت بطلة الاسلام زينب(عليها السلام) بذلك أن تبين أن الحق لا يسكت عنه تحت أي ضغط وتحت أي ظرف، ويجب أن يصدح المرء بحقّه بصوت عال غير مكترث بما قد يحصل، وهذا درس رائع آخر من دروس عاشوراء المضيئة(30).
كــــلـــــمـــــــــة اخـــــيــــــــــــرة
ولابد أن نختم في نهاية المطاف بكلام غاية في الروعة والجمال للسيدة زينب(سلام الله عليها ) وهو كلامها المبارك الذي تعرّضنا له في بداية هذا المقال حيث قالت العقيلة زينب للامام السجاد(عليه السلام):
(ما لي أراك تجود بنفسك يا بقيّة جدّي واخوتي، فوالله إنّ هذا لعهد من الله إلى جدّك وأبيك، ولقد أخذ الله ميثاق اُناس لا تعرفهم فراعنة هذه الأرض، وهم معروفون في أهل السماوات، إنّهم يجمعون هذه الأعضاء المقطّعة والجسوم المضرّجة فيوارونها، وينصبون بهذا الطفّ علماً لقبر أبيك سيّد الشهداء لا يدرس أثره، ولا يمحى رسمه على كرور الليالي والأيام، وليجهدن أئمّة الكفر وأشياع الضلال في محوه وطمسه فلا يزداد أثره إلا علواً..)(31)،(32).
اجل لابدّ من القول أن ما قالته السيدة زينب فيما يتعلق بخلود وبقاء واقعة كربلاء وديمومتها صار حقيقة في عصرنا الراهن (33) وكأنها حاضرة معنا فتشرح وتحكي لنا ما يجري اليوم بالضبط؛ اذْ يشدّ الرحال ملايين الناس الى كربلاء في احصائات تتحدث عن أعداد تفوق عدد القاصدين لبيت الله الحرام بمرّات، بل إن من يقصد كربلاء ليس من الشيعة فقط، بل من السنّة والمسيحيين والطوائف الاخرى ايضا، وهذه الطقوس والشعائر بكيفيتها وكمّيتها تحكي وتدل على حقانيّة مذهب اهل البيت عليهم السلام، وترفع راية انتصار شهداء كربلاء عاليا (34).
إن العقيلة زينب بحق هي بنت أمير المؤمنين الشجاعة، وبحديثها هذا عن مصير كربلاء واستشراف خلودها وبقائها بهذه الطريقة العجيبة والمحيّرة، بحيث نحن الان وبعد 14 قرنا نرى حدوث ما قالته تماما، أجل فان قلب زينب الغض يعلم أن ما حصل هو بداية فقط، على الرغم من أن القلوب السوداء لبني امية والمنافقين الذين معهم كانوا يعتقدون أنه النهاية وأنهم بسلوكهم المشين قد حازوا على كل شيء (35).
إعداد ودراسة شعبة الأخبار في المكتب الإعلامي التابع لسماحته (دام ظله) makarem.ir.
[31] كامل الزيارات، ص 274- 275؛ بحار الانوار، ج 28، ص 57 و ج 45، ص 179؛ نفس المهموم، ص 210 ومقتل الحسين للمقرّم، ص 308.
[32] عاشوراء جذورها ودوافعها وأحداثها وتداعياتها؛ ص550.
[33] كلمة سماحته في يوم الأربعين في رواق الامام الخميني(ره) في حرم السيدة فاطمة المعصومة(سلام الله عليها) بتاريخ، 1393/9/22.
[34] نفس المصدر.
[35] عاشوراء جذورها ودوافعها وأحداثها وتداعياتها؛ ص550.