الإستقامة على الولاية
الحكاية التالية نقلها العالم الجليل عبداللطيف البغدادي في كتابه القيم (التحقيق في الإمامة وشؤونها)؛ وسندها هم من العلماء الأتقياء المجمع على وثاقتهم، وصاحبها شيخ جليل عرف بالتقوى والتعبد هو الشيخ راضي آل نصار – رضوان الله عليه – قال العالم البغدادي في كتابه المذكور بعد حديثه عن وسائل وأهمية ترسيخ الولاء الحق في القلوب:
(وبهذه المناسبة أسجل قصة واقعية حدثني بها فضيلة العلامة الشيخ عبد المنعم الفرطوسي، وقد نقلها لي [بسندين] الأول عن آية الله السيد علي شبر والد الخطيب السيد جواد شبر نقلاً عن فضيلة العلامة الشيخ راضي آل نصار والد الشيخ محمد آل نصار، والسند الثاني عن الشيخ راضي نفسه – رضوان الله عليه – أنه قال:
(رأيت في منامي – وأنا في النجف الأشرف – ليلة من ليالي الأربعاء، قبل طلوع الفجر وقت السحر الأخير بحيث إنتبهت عند الأذان؛ كأن الإمام أميرالمؤمنين والإمام الحسن الزكي والإمام الحسين المظلوم – عليهم السلام – والإمام الحجة – عجل الله فرجه – قد دخلوا داري، وحين استقر بهم الجلوس، قال الإمام الحجة كالمخبر: فلان مات.
فالتفت الإمام أميرالمؤمنين – عليه السلام – فقال:
إن الرجل تعب كثيراً ولكن الذنوب حالت بينه وبين الولاية عند الموت)
يقول العلامة الشيخ راضي آل نصار في تتمة حكايته:
(ثم إنتبهت وإذا المؤذن يقول: الله أكبر؛ ولم يمض على تلك الرؤيا إلا مقدار الزمن الذي ينقل به جثمان الميت من منطقة ذلك الرجل الذي أخبر بموته الإمام الحجة المهدي – عليه السلام – وإذا بأخ المتوفى يطرق الباب، وعند مشاهدتي له قلت: ما الخبر؟ فأجاب: إن فلاناً مات وجئنا بجثمانه، فقلت بأي ليلة وبأي ساعة توفي؟ قال: ليلة الأربعاء عند السحر المقارب لطلوع الفجر؛ فقلت في نفسي: سبحان الله).
ثم نقل العالم البغدادي عن العلامة الفرطوسي تعليقة على هذه الحادثة بالقول:
لقد أزعجتني هذه الرؤيا وتركت في نفسي اضطراباً كبيراً وبقيت أفكر في عظم الذنوب وأيها التي تحول بين الإنسان وبين الموت على الولاية، مع أنها تجري في الإنسان مجرى الدم في عروقه، ولشدة اضطرابي نظمت أبياتاً جعلت ولايتي لأهل البيت – عليهم السلام – وديني وديعة مني عند أمين الله في أرضه أميرالمؤمنين – عليه السلام – وصرت أقرأها عند زيارتي للإمام – عليه السلام – في أكثر الأوقات.
يا باني الشرف الموطد للورى
بك مبعد يدنو وشمل يجمع
حامي الشريعة والمجدد عزمها
بولاك كل فضيلة تتشعشع
وإذا ادلهم الخطب تقدح نارها
ما الحر في يوم القراع مضيّع
حمّ البلاء وذوالشقاء منعم
ودجا الظلام وطال ليل أسفع
فأغث غياث الله أمة أحمد
أدرك حيارى للهدى تتطلع
وبعد أن نقل مؤلف كتاب (التحقيق في الإمامة وشؤونها) هذه الأبيات ذكر سنداً ثالثاً لهذه الحكاية وأحد آثار ما رآه الشيخ التقي آل نصار – رضوان الله عليه – فقال:
ونقل لي فضيلة العلامة السيد حسين زيني عن والده السيد كاظم – رحمه الله – ما يقارب هذا النص نقلاً منه عن الشيخ راضي آل نصار، مضافاً الى ذلك: إن الشيخ راضي حاول جاهداً أن يشارك عائلة المتوفى في التشييع فلم يوفق وكذلك لم يوفق لحضور مجلس العزاء..
ثم قال البغدادي: ولعل من أهم ما يحول بين الإنسان وبين الثبات على الولاية عند الموت هو موالاة أعداء الله ومعاداة أولياء الله والحكم بغير ما أنزل الله وغصب حقوق الناس بأنواع الظلم والغش والسرقات والخيانات وترك أركان الدين الخمسة مع الإصرار الى غير ذلك من الإصرار على كبائر الذنوب بلا ندم ولا توبة.
شمس خلف السحاب
الحكاية التالية نقلها العالم الجليل عبداللطيف البغدادي في كتابه القيم (التحقيق في الإمامة وشؤونها)؛ وسندها هم من العلماء الأتقياء المجمع على وثاقتهم، وصاحبها شيخ جليل عرف بالتقوى والتعبد هو الشيخ راضي آل نصار – رضوان الله عليه – قال العالم البغدادي في كتابه المذكور بعد حديثه عن وسائل وأهمية ترسيخ الولاء الحق في القلوب:
(وبهذه المناسبة أسجل قصة واقعية حدثني بها فضيلة العلامة الشيخ عبد المنعم الفرطوسي، وقد نقلها لي [بسندين] الأول عن آية الله السيد علي شبر والد الخطيب السيد جواد شبر نقلاً عن فضيلة العلامة الشيخ راضي آل نصار والد الشيخ محمد آل نصار، والسند الثاني عن الشيخ راضي نفسه – رضوان الله عليه – أنه قال:
(رأيت في منامي – وأنا في النجف الأشرف – ليلة من ليالي الأربعاء، قبل طلوع الفجر وقت السحر الأخير بحيث إنتبهت عند الأذان؛ كأن الإمام أميرالمؤمنين والإمام الحسن الزكي والإمام الحسين المظلوم – عليهم السلام – والإمام الحجة – عجل الله فرجه – قد دخلوا داري، وحين استقر بهم الجلوس، قال الإمام الحجة كالمخبر: فلان مات.
فالتفت الإمام أميرالمؤمنين – عليه السلام – فقال:
إن الرجل تعب كثيراً ولكن الذنوب حالت بينه وبين الولاية عند الموت)
يقول العلامة الشيخ راضي آل نصار في تتمة حكايته:
(ثم إنتبهت وإذا المؤذن يقول: الله أكبر؛ ولم يمض على تلك الرؤيا إلا مقدار الزمن الذي ينقل به جثمان الميت من منطقة ذلك الرجل الذي أخبر بموته الإمام الحجة المهدي – عليه السلام – وإذا بأخ المتوفى يطرق الباب، وعند مشاهدتي له قلت: ما الخبر؟ فأجاب: إن فلاناً مات وجئنا بجثمانه، فقلت بأي ليلة وبأي ساعة توفي؟ قال: ليلة الأربعاء عند السحر المقارب لطلوع الفجر؛ فقلت في نفسي: سبحان الله).
ثم نقل العالم البغدادي عن العلامة الفرطوسي تعليقة على هذه الحادثة بالقول:
لقد أزعجتني هذه الرؤيا وتركت في نفسي اضطراباً كبيراً وبقيت أفكر في عظم الذنوب وأيها التي تحول بين الإنسان وبين الموت على الولاية، مع أنها تجري في الإنسان مجرى الدم في عروقه، ولشدة اضطرابي نظمت أبياتاً جعلت ولايتي لأهل البيت – عليهم السلام – وديني وديعة مني عند أمين الله في أرضه أميرالمؤمنين – عليه السلام – وصرت أقرأها عند زيارتي للإمام – عليه السلام – في أكثر الأوقات.
يا باني الشرف الموطد للورى
بك مبعد يدنو وشمل يجمع
حامي الشريعة والمجدد عزمها
بولاك كل فضيلة تتشعشع
وإذا ادلهم الخطب تقدح نارها
ما الحر في يوم القراع مضيّع
حمّ البلاء وذوالشقاء منعم
ودجا الظلام وطال ليل أسفع
فأغث غياث الله أمة أحمد
أدرك حيارى للهدى تتطلع
وبعد أن نقل مؤلف كتاب (التحقيق في الإمامة وشؤونها) هذه الأبيات ذكر سنداً ثالثاً لهذه الحكاية وأحد آثار ما رآه الشيخ التقي آل نصار – رضوان الله عليه – فقال:
ونقل لي فضيلة العلامة السيد حسين زيني عن والده السيد كاظم – رحمه الله – ما يقارب هذا النص نقلاً منه عن الشيخ راضي آل نصار، مضافاً الى ذلك: إن الشيخ راضي حاول جاهداً أن يشارك عائلة المتوفى في التشييع فلم يوفق وكذلك لم يوفق لحضور مجلس العزاء..
ثم قال البغدادي: ولعل من أهم ما يحول بين الإنسان وبين الثبات على الولاية عند الموت هو موالاة أعداء الله ومعاداة أولياء الله والحكم بغير ما أنزل الله وغصب حقوق الناس بأنواع الظلم والغش والسرقات والخيانات وترك أركان الدين الخمسة مع الإصرار الى غير ذلك من الإصرار على كبائر الذنوب بلا ندم ولا توبة.
شمس خلف السحاب