يوم الأربعين
تقول الروايات
إن يزيد أمر برد السبايا والأسارى من الشام الى المدينة المنورة في الحجاز مصطحبين بالرؤوس تحت إشراف جماعة من العرفاء يرأسهم النعمان بن بشير الانصاري، فلما بلغ الركب أرض العراق في طريقه الى مدينة الرسول قالت زينب للدليل: مر بنا على طريق كربلاء ومضى بهم حتى أشرفوا على ساحة القتل المشؤومة وكان جابر بن عبد الله الانصاري الصحابي الجليل وجماعة من بني هاشم ورجال من آل الرسول قد وردوا العراق لزيارة قبر الحسين، يقول السيد علي بن طاووس في كتابه اللهوف في قتلى الطفوف (ص 86): (فتوافدوا في وقت واحد وتلاقوا بالبكاء والحزن واللطم وأقاموا المآتم المقرحة للأكباد واجتمع عليهم أهل السواد وأقاموا على ذلك أياما).
وكان جابر بن عبد الله الانصاري قد توجه من المدينة المنورة نحو أرض كربلاء بعد أن سمع بمقتل الإمام الحسين(ع) ـ وكان قد كف بصره ـ يقول عطية العوفي وكان مرافقاً لجابر: (عندما وصلنا الى الغاضرية على شاطئ نهر الفرات اغتسل جابر في شريعتها ولبس أطهر ثيابه، ثم فتح صرة فيها سعد ـ أي عطرـ فنشرها على بدنه ثم لم يخط خطوة إلّا ذكر الله تعالى حتى إذا دنا من القبر قال: ألمسنيه ياعطية، فألمستُهُ إياه، فخرّ على القبر مغشياً عليه فرششت عليه من الماء فلما أفاق قال: يا حسين ـ ثلاثاـ ثم قال: حبيب لا يجيب حبيبه، ثم قال وأنّى لك بالجواب وقد شخبت أوداجك على أثباجك، وفرّق بين بدنك وراسك، أشهد أنك ابن خير النبيين وابن سيد الوصيين وابن حليف التقوى وسليل الهدى وخامس اصحاب الكسا وابن سيد النقبا وابن فاطمة سيدة النسا.. الخ.
الى أن تقول الرواية: ثم أنهم رأوا غباراً من بعيد دلالة على قدوم أشخاص وكان من ناحية الشام فمضى عطية ليرى من هم القادمون من ناحية الشام فما أسرع أن رجع وهو يقول: يا جابر قم واستقبل حرم رسول الله، هذا زين العابدين قد جاء بعمّاته واخواته، فقام جابر حافي الاقدام مكشوف الراس الى أن دنا من الامام زين العابدين (ع) فحدّثه الإمام بما جرى لهم من قتل وسبي وتشريد وكان مما قاله (ع): (يا جابر هاهنا والله قُتلت رجالنا وذُبحت اطفالنا وسُبيت نساؤنا وحُرقت خيامنا).
ومنذ ذلك اليوم وهو العشرين من صفر أصبح هذا التاريخ مشهودا فتتوافد الملايين من الزائرين على كربلاء لزيارة الامام الحسين وإقامة الشعائر وتجديد هذه الذكرى المؤلمة.
تقول الروايات
إن يزيد أمر برد السبايا والأسارى من الشام الى المدينة المنورة في الحجاز مصطحبين بالرؤوس تحت إشراف جماعة من العرفاء يرأسهم النعمان بن بشير الانصاري، فلما بلغ الركب أرض العراق في طريقه الى مدينة الرسول قالت زينب للدليل: مر بنا على طريق كربلاء ومضى بهم حتى أشرفوا على ساحة القتل المشؤومة وكان جابر بن عبد الله الانصاري الصحابي الجليل وجماعة من بني هاشم ورجال من آل الرسول قد وردوا العراق لزيارة قبر الحسين، يقول السيد علي بن طاووس في كتابه اللهوف في قتلى الطفوف (ص 86): (فتوافدوا في وقت واحد وتلاقوا بالبكاء والحزن واللطم وأقاموا المآتم المقرحة للأكباد واجتمع عليهم أهل السواد وأقاموا على ذلك أياما).
وكان جابر بن عبد الله الانصاري قد توجه من المدينة المنورة نحو أرض كربلاء بعد أن سمع بمقتل الإمام الحسين(ع) ـ وكان قد كف بصره ـ يقول عطية العوفي وكان مرافقاً لجابر: (عندما وصلنا الى الغاضرية على شاطئ نهر الفرات اغتسل جابر في شريعتها ولبس أطهر ثيابه، ثم فتح صرة فيها سعد ـ أي عطرـ فنشرها على بدنه ثم لم يخط خطوة إلّا ذكر الله تعالى حتى إذا دنا من القبر قال: ألمسنيه ياعطية، فألمستُهُ إياه، فخرّ على القبر مغشياً عليه فرششت عليه من الماء فلما أفاق قال: يا حسين ـ ثلاثاـ ثم قال: حبيب لا يجيب حبيبه، ثم قال وأنّى لك بالجواب وقد شخبت أوداجك على أثباجك، وفرّق بين بدنك وراسك، أشهد أنك ابن خير النبيين وابن سيد الوصيين وابن حليف التقوى وسليل الهدى وخامس اصحاب الكسا وابن سيد النقبا وابن فاطمة سيدة النسا.. الخ.
الى أن تقول الرواية: ثم أنهم رأوا غباراً من بعيد دلالة على قدوم أشخاص وكان من ناحية الشام فمضى عطية ليرى من هم القادمون من ناحية الشام فما أسرع أن رجع وهو يقول: يا جابر قم واستقبل حرم رسول الله، هذا زين العابدين قد جاء بعمّاته واخواته، فقام جابر حافي الاقدام مكشوف الراس الى أن دنا من الامام زين العابدين (ع) فحدّثه الإمام بما جرى لهم من قتل وسبي وتشريد وكان مما قاله (ع): (يا جابر هاهنا والله قُتلت رجالنا وذُبحت اطفالنا وسُبيت نساؤنا وحُرقت خيامنا).
ومنذ ذلك اليوم وهو العشرين من صفر أصبح هذا التاريخ مشهودا فتتوافد الملايين من الزائرين على كربلاء لزيارة الامام الحسين وإقامة الشعائر وتجديد هذه الذكرى المؤلمة.