رسول الرَّحمة وهكذا أراد الله تعالى للناس أن يروا في رسول الله الرّحمة في قلبه، لأنَّ القلب هو مركز الإحساس والشعور، فقد يعيش الإنسان الإحساس بالحقد والعداوة والبغضاء، كالكثيرين من الناس الذين لا ينفتحون على إنسانيّتهم بالانفتاح على إنسانيّة الناس من حولهم، فيحملون الحقد والعداوة والبغضاء لهم، فتكون أحاسيسهم ومشاعرهم نقمةً على الناس، لأنها توزِّع المشاعر التي تفصل الناس بعضهم عن بعض، وتؤدّي إلى الكثير من التقاطع ومن الأوضاع السّلبيَّة، بينما الإنسان الّذي يعيش الإحساس بالحبّ، ينفتح على النّاس كافّة، لأنَّ الإنسان الذي ينبض قلبه بالحبّ للنّاس، هو الّذي لا يشعر بوجود حاجزٍ بينه وبين الآخرين، لأنّه يحبّ الذي يتّفق معه في الرأي من أجل أن يتعاون معه في ما اتّفقا عليه، ويحبّ مَن يختلف معه بالانفتاح عليه والتَّحاور معه في الأمور الّتي يختلف فيه معه، لأنَّ الحوار يؤدّي إلى الوحدة أو التّقارب في الموقف.
فالإنسان المؤمن هو الَّذي يعيش مسؤوليّة هداية النّاس من حوله، والله تعالى كما أراد للإنسان أن يهتدي، أراد له أن يهدي {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ}.
لذلك، فالحبّ هو الّذي يجمع النّاس على الخير والحوار، وعلى تجربة الوصول إلى الحقيقة، وهكذا كان النبيّ(ص) رحمةً في طاقاته، فطاقاته هي طاقات الحقّ وطاقات العدل وطاقات الخير، وقد حدّثنا الله تعالى عن رسول الله(ص) في الصّفة البارزة من شخصيّته في قوله: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}، فالله يعظِّم رسوله بتعظيم خُلُقه، وهذا يعني أنَّ عظمة أخلاق النبي وصلت إلى حدّ بحيث إنَّ الله يعظِّم أخلاقه، فهذه مرتبة عظيمة جداً، وهي توحي لنا أنّ كلّ أخلاق النبيّ في كلّ تنوّعاتها قد بلغت القمّة في مراقي العظمة، في صدقه وأمانته وعفته، وفي عطائه وكرمه وإقباله على الناس في رعايته لهم وفي رأفته بهم ورحمته لهم، فهو الّذي يمثّل العظمة الّتي هي قمّة الأخلاق.
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الابرار الاخيار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله تعالى بكم طرح مبارك
نسأل الله تعالى بحق محمد وآل محمد أن يحفظكم ويرزقكم خير الدنيا والآخرة وشيعة محمد وآل محمد
وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين
والحمد لله رب العالمين
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله بكم على جميل ردودكم ودعواتكم ,,, أسال العلي القدير ان يحفظكم ويوفقكم ان شاء الله