وردت روايات كثيرة حول طهارة نسب النبي الاكرم من النبي آدم (عليه السلام) إلى جده عبد المطلب وأولاده عبد الله , وقد جاء ذلك في تفسير قوله تعالى ] وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ( أي ينقلك من طاهر إلى طاهر, يعني في أصلاب النبيين, وهو أكرم خلق الله وأحبهم إلى الله, لم يخلق الله ملكاً مقرباً ولا نبياً مرسلاً , من آدم فمن سواه , خيراً عند الله , ولا أحب منه, يقعده يوم القيامة على عرشه ويشفعه من كل شفع فيه , وباسمه جرى القلم في اللوح المحفوظ في أم الكتاب، وقال (صلى الله عليه واله):" لم يزل ينقلني من أصلاب الطاهرين , إلى أرحام المطهرات حتى أخرجني في عالمكم هذا" . وكذلك روى عن الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السلام) في تأويل قوله تعالى )وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء( قال (عليه السلام): "المقصود من كلمة السماء في الباطن هو رسول الله (صلى الله عليه واله)" .
أما كيفية خلق النبي الاكرم محمد (صلى الله عليه واله), تشير الروايات عن الإمام محمد بن علي الباقر(عليه السلام) قائلا: "كان الله لا شيء غيره , ولا معلوم , ولا مجهول, فأول ما ابتدأ من خلق خلقه, أن خلق محمداً".
وهناك سؤال يطرح نفسه، ما العلة من بعث الأنبياء (عليهم السلام), يكون الجواب على ذلك بقوله تعالى ] كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ(، إذاً الهدف البشارة للصالحين بالجنة, والويل والخلود في النار للمفسدين, ولهذا بعث الله (عزوجل) مائة وأربعة وعشرون ألف نبي.
تبين الروايات التاريخية ان الطينة التي خلق منها النبي الاكرم محمد (صلى الله عليه واله) مميزة عن غيرها , وهذا ما اكده الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) بقوله "... أن الله خلق الناس ثلاث أصناف وهو قول الله تعالى ]كُنتُمْ أَزْوَاجاً ثَلَاثَةً* فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ* وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ* وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ* أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ( فالسابقون هو رسول الله وخاصة الله من خلقه جعل فيهم خمسة أرواح أيدهم بروح القدس فيه بعثوا أنبياء وأيدهم بروح الإيمان وبه خافوا الله وأيدهم بروح القوة وبه قووا على طاعة الله وكرهوا معصيته وجعل فيهم روح المدرج الذي يذهب به الناس ويجيئون وجعل في المؤمنين أصحاب الميمنة روح الإيمان وبه خافوا الله وجعل فيهم روح القوة وبه قووا على الطاعة من الله وجعل فيهم روح المدرج التي يذهب الناس به ويجيئون" .
العتبة الحسينية