بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى فَاطمة و أبيها و بعلها و بنيها و السر المستودع فيها و اجعلني من مواليها
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
قال اليعقوبي: 2/12: «كان أصحاب الكتاب لايزالون يقولون لعبد المطلب في رسول الله منذ ولد، فيعظم بذلك ابتهاج عبد المطلب، فقال: أما والله لئن نَفَستني قريش الماء، يعني ماءً سقاه الله من زمزم، وذي الهرم «بئر» لتنفسني غداً الشرف العظيم، والبناء الكريم، والعز الباقي، والسناء العالي، إلى آخر الدهر ويوم الحشر! وتوالت على قريش سنون مجدبة حتى ذهب الزرع وقحل الضـرع ففزعوا وقالوا: قد سقانا الله بك مرة بعد أخرى، فادع الله أن يسقينا، وسمعوا صوتاً ينادي من بعض جبال مكة: معشر قريش إن النبي الأمي منكم، وهذا أوان تَوَكُّفه، ألا فانظروا منكم رجلاً عظاماً جساماً له سنٌّ يدعو إليه وشرفٌ يعظم عليه، فليخرج هو وولده ليمسوا من الماء ويلتمسوا من الطيب ويستلموا الركن، وليدع الرجل وليؤمِّن القوم، فخصبتم ما شئتم إذن وغُثتم!
فلم يبق أحد بمكة إلا قال: هذا شيبة الحمد، هذا شيبة الحمد! فخرج عبد المطلب ومعه رسول الله وهو يومئذ مشدود الإزار، فقال عبد المطلب: اللهم سادَّ الخَلة، وكاشف الكُربة، أنت عالمٌ غير مُعلم، مسؤولٌ غير مُبَخَّل، وهؤلاء عُبداؤك وإماؤك بعذرات حرمك، يشكون إليك سنيهم التي أقحلت الضرع، وأذهبت الزرع، فاسمعنَّ اللهم، وأمطرنَّ غيثاً مَريعاً مغدقاً. فما راموا حتى انفجرت السماء بمائها، وكظ الوادي بثجه»، وفي ذلك يقول بعض قريش:
بشيبة الحمد أسقى الله بلدتنا * وقد فقدنا الكرى واجلوَّذَ المطر
مناً من الله بالميمون طائرُهُ * وخيرِ من بُشرت يوماً به مضر
مبارك الأمر يستسقى الغمام به * ما في الأنام له عدلٌ ولا خَطَر
وقد اشتهرت رواية رقيقة بنت أبي صيفي بن هاشم، وفيها: «قام فاعتضد ابن ابنه محمداً فرفعه على عاتقه، وهو يومئذ غلام قد أيفع أو كرب، ثم قال... فورب الكعبة ما راموا حتى انفجرت السماءبمائها... فسمعت شِيخان قريش وجلتها: عبدالله بن جدعان، وحرب بن أمية، وهشام بن المغيرة يقولون لعبد المطلب: هنيئاً لك سيد البطحاء»!
الدعاء للطبراني/606، معجمه الكبير: 24/260، مجمع الزوائد: 2/214، شرح النهج: 7/271 وغيرها.
ومعنى: قد أيفع أو كرب: أنه كان صبياً يافعاً قارب البلوغ، فكان يبدو كبير السن للناظر، وإن كان سنه أصغر من ذلك صلى الله عليه وآله وسلم .
وكان جده يعتمد عليه في المهمات!
ففي الكافي: 1/447 عن الإمام الصادق عليه السلام قال: «كان عبد المطلب أرسل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى رعاته في إبل قد ندَّت له ليجمعها فأبطأ عليه، فأخذ بحلقة باب الكعبة وجعل يقول: يا رب أتهلك آلك إن تفعل فأمرٌ ما بدا لك! فجاء رسول الله بالإبل، وقد وجه عبد المطلب في كل طريق وفي كل شعب في طلبه.. ولما رأى رسول الله أخذه فقبله وقال: يا بني لاوجهتك بعد هذا في شئ، فإني أخاف أن تُغتال فتقتل».
وقال اليعقوبي: 2/10: «رجع من بني سعد ابن أربع سنين أو خمس وهو في خلق ابن عشر وقوته».
المصدر : السيرة النبوية عند أهل البيت - للشيخ علي الكوراني -الجزء الأول
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى فَاطمة و أبيها و بعلها و بنيها و السر المستودع فيها و اجعلني من مواليها
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
قال اليعقوبي: 2/12: «كان أصحاب الكتاب لايزالون يقولون لعبد المطلب في رسول الله منذ ولد، فيعظم بذلك ابتهاج عبد المطلب، فقال: أما والله لئن نَفَستني قريش الماء، يعني ماءً سقاه الله من زمزم، وذي الهرم «بئر» لتنفسني غداً الشرف العظيم، والبناء الكريم، والعز الباقي، والسناء العالي، إلى آخر الدهر ويوم الحشر! وتوالت على قريش سنون مجدبة حتى ذهب الزرع وقحل الضـرع ففزعوا وقالوا: قد سقانا الله بك مرة بعد أخرى، فادع الله أن يسقينا، وسمعوا صوتاً ينادي من بعض جبال مكة: معشر قريش إن النبي الأمي منكم، وهذا أوان تَوَكُّفه، ألا فانظروا منكم رجلاً عظاماً جساماً له سنٌّ يدعو إليه وشرفٌ يعظم عليه، فليخرج هو وولده ليمسوا من الماء ويلتمسوا من الطيب ويستلموا الركن، وليدع الرجل وليؤمِّن القوم، فخصبتم ما شئتم إذن وغُثتم!
فلم يبق أحد بمكة إلا قال: هذا شيبة الحمد، هذا شيبة الحمد! فخرج عبد المطلب ومعه رسول الله وهو يومئذ مشدود الإزار، فقال عبد المطلب: اللهم سادَّ الخَلة، وكاشف الكُربة، أنت عالمٌ غير مُعلم، مسؤولٌ غير مُبَخَّل، وهؤلاء عُبداؤك وإماؤك بعذرات حرمك، يشكون إليك سنيهم التي أقحلت الضرع، وأذهبت الزرع، فاسمعنَّ اللهم، وأمطرنَّ غيثاً مَريعاً مغدقاً. فما راموا حتى انفجرت السماء بمائها، وكظ الوادي بثجه»، وفي ذلك يقول بعض قريش:
بشيبة الحمد أسقى الله بلدتنا * وقد فقدنا الكرى واجلوَّذَ المطر
مناً من الله بالميمون طائرُهُ * وخيرِ من بُشرت يوماً به مضر
مبارك الأمر يستسقى الغمام به * ما في الأنام له عدلٌ ولا خَطَر
وقد اشتهرت رواية رقيقة بنت أبي صيفي بن هاشم، وفيها: «قام فاعتضد ابن ابنه محمداً فرفعه على عاتقه، وهو يومئذ غلام قد أيفع أو كرب، ثم قال... فورب الكعبة ما راموا حتى انفجرت السماءبمائها... فسمعت شِيخان قريش وجلتها: عبدالله بن جدعان، وحرب بن أمية، وهشام بن المغيرة يقولون لعبد المطلب: هنيئاً لك سيد البطحاء»!
الدعاء للطبراني/606، معجمه الكبير: 24/260، مجمع الزوائد: 2/214، شرح النهج: 7/271 وغيرها.
ومعنى: قد أيفع أو كرب: أنه كان صبياً يافعاً قارب البلوغ، فكان يبدو كبير السن للناظر، وإن كان سنه أصغر من ذلك صلى الله عليه وآله وسلم .
وكان جده يعتمد عليه في المهمات!
ففي الكافي: 1/447 عن الإمام الصادق عليه السلام قال: «كان عبد المطلب أرسل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى رعاته في إبل قد ندَّت له ليجمعها فأبطأ عليه، فأخذ بحلقة باب الكعبة وجعل يقول: يا رب أتهلك آلك إن تفعل فأمرٌ ما بدا لك! فجاء رسول الله بالإبل، وقد وجه عبد المطلب في كل طريق وفي كل شعب في طلبه.. ولما رأى رسول الله أخذه فقبله وقال: يا بني لاوجهتك بعد هذا في شئ، فإني أخاف أن تُغتال فتقتل».
وقال اليعقوبي: 2/10: «رجع من بني سعد ابن أربع سنين أو خمس وهو في خلق ابن عشر وقوته».
المصدر : السيرة النبوية عند أهل البيت - للشيخ علي الكوراني -الجزء الأول