الامام الجواد.. مظلومية متجذرة على طول التاريخ
ونحن نعيش هذه الأيام ذكرى استشهاد الامام محمد الجواد الأليمة والفاجعة، لابد لنا من تسليط الأضواء والكشف على كل ذلك، وفهم هذه الشخصية بشمولية وعمق أكبر، يتناسب مع حجم الدور الذي أخذ الامام (ع) على عاتقه القيام به، في فترة متميزة، تعتبر من أهم الفترات، التي عاشها الأئمة (عليهم السلام)، سياسياً، وفكرياً، واجتماعياً. حيث تلك السنوات القلائل التي أعقبت استشهاد والده الاِمام الرضا (ع) على يد "المأمون" العباسي والتي كانت مشحونة بالحذر والترقب من قبل الشيعة عموماً والبيت الهاشمي خصوصاً؛ للسياسة التي اتخذها "المأمون" ودوافعه الخبيثة في تقريب الاِمام الجواد (ع) وإنزاله تلك المنزلة منه.
هذا الترقب والحذر راجع لعدة أمور لعلّ من أهمها ما يوجزه المؤرخون بأنه يصب في دهاء ومكر "المأمون" العباسي وحقده الدفين لآهل البيت العلوي، حيث أن "المأمون" ولاَجل رفع أصابع الاتّهام عنه باغتيال الاِمام الرضا (ع)، أراد أن يثبت ظاهرياً للعوام والخواص حبه للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، من خلال بقائه على ولاء وحب البيت العلوي؛ لذلك أظهر اهتماماً زائداً، وتكريماً متميزاً للاِمام محمد الجواد فأقدم على تزويجه إياه من ابنته زينب المكناة بـ"أم الفضل" عنوة وتحت جبر السيف، واسكانه قصور السلطنة؛ فيما أمر ولاة الاَقاليم والخطباء بإظهار فضائل الاِمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام على المنابر في جميع المناسبات.
لكن التاريخ يحدثنا عن تدبر الامام الجواد (عليه السّلام) ضد هذه المؤامرة العباسية الخبيثة حيث انصرف الامام (ع) الى مدينة جدّه رسول الله صلّى الله عليه وآله بعد زواجه بـ"أمّ الفضل" فأحبط بذلك مكرَ "المأمون" وفوّت عليه تدبيره في محاولة احتوائه وفَصْلِه عن شيعته وجماهير مُحبّيه ، وأنّه بقي في المدينة يتعاهد أمورَ شيعته حتى استدعاه "المعتصم العبّاسيّ" ـ خَلَف المأمون ـ في أوّلِ سنةِ 220 هـ، فأقام في بغداد حتّى استُشهِد في آخر ذي القعدة من تلك السنة، كما ذكرنا سلفاً.
سعى الامام الجواد طيلة حياته القصيرة الزاهرة في حفظ وتقوية ارتباطه بالأمة جمعاء خاصة شيعته عن طريق نصب الوكلاء وإرسال الموفَدين، وأنّه أمر أولئك الوكلاء والموفدين بالعمل بما من شأنه تقوية وحدة المسلمين والاحتراز من التفرقة.. ونجد أنّ الإمام الجواد (ع) قد بعث وكلاء حتى الى المناطق البعيدة مثل الأهواز، وهَمَدان، وسِيستان، وبُسْت، والريّ، والبصرة، وواسط، وبغداد، والكوفة، وقمّ.
وقد أجاز الامام الجواد (ع) لبعض شيعته النفوذَ في مراكز الحكومة وتسنُّمَ المناصب المهمّة، من أجل نصرة المستضعفين من الأمة وحماية إخوانهم الشيعة، فصرنا نجد أفراداً من أمثال "محمّد بن إسماعيل بن بُزَيع" و"أحمد بن حمزة القمّي" يحتلّون مناصب رفيعة في الدولة، وصرنا نجد أنّ "نوح بن درّاج" يصبح قاضيَ بغداد ثمّ قاضي الكوفة.
ساهم الامام الجواد خلال مدة امامته التي لم تدم أكثر من سبعة عشر عاماً في إغناء معالم مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) وحفظ تراثها، وقد عُدّ الشيخ الطوسي (رضي الله عنه) من تلامذة الامام (ع) ورواته والذين تتلمذوا عليه نحو مائة من الثقات، منهم إمرأتان، صنفوا في مختلف العلوم والمعارف الاسلامية.
وكالة انباء براثا
ونحن نعيش هذه الأيام ذكرى استشهاد الامام محمد الجواد الأليمة والفاجعة، لابد لنا من تسليط الأضواء والكشف على كل ذلك، وفهم هذه الشخصية بشمولية وعمق أكبر، يتناسب مع حجم الدور الذي أخذ الامام (ع) على عاتقه القيام به، في فترة متميزة، تعتبر من أهم الفترات، التي عاشها الأئمة (عليهم السلام)، سياسياً، وفكرياً، واجتماعياً. حيث تلك السنوات القلائل التي أعقبت استشهاد والده الاِمام الرضا (ع) على يد "المأمون" العباسي والتي كانت مشحونة بالحذر والترقب من قبل الشيعة عموماً والبيت الهاشمي خصوصاً؛ للسياسة التي اتخذها "المأمون" ودوافعه الخبيثة في تقريب الاِمام الجواد (ع) وإنزاله تلك المنزلة منه.
هذا الترقب والحذر راجع لعدة أمور لعلّ من أهمها ما يوجزه المؤرخون بأنه يصب في دهاء ومكر "المأمون" العباسي وحقده الدفين لآهل البيت العلوي، حيث أن "المأمون" ولاَجل رفع أصابع الاتّهام عنه باغتيال الاِمام الرضا (ع)، أراد أن يثبت ظاهرياً للعوام والخواص حبه للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، من خلال بقائه على ولاء وحب البيت العلوي؛ لذلك أظهر اهتماماً زائداً، وتكريماً متميزاً للاِمام محمد الجواد فأقدم على تزويجه إياه من ابنته زينب المكناة بـ"أم الفضل" عنوة وتحت جبر السيف، واسكانه قصور السلطنة؛ فيما أمر ولاة الاَقاليم والخطباء بإظهار فضائل الاِمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام على المنابر في جميع المناسبات.
لكن التاريخ يحدثنا عن تدبر الامام الجواد (عليه السّلام) ضد هذه المؤامرة العباسية الخبيثة حيث انصرف الامام (ع) الى مدينة جدّه رسول الله صلّى الله عليه وآله بعد زواجه بـ"أمّ الفضل" فأحبط بذلك مكرَ "المأمون" وفوّت عليه تدبيره في محاولة احتوائه وفَصْلِه عن شيعته وجماهير مُحبّيه ، وأنّه بقي في المدينة يتعاهد أمورَ شيعته حتى استدعاه "المعتصم العبّاسيّ" ـ خَلَف المأمون ـ في أوّلِ سنةِ 220 هـ، فأقام في بغداد حتّى استُشهِد في آخر ذي القعدة من تلك السنة، كما ذكرنا سلفاً.
سعى الامام الجواد طيلة حياته القصيرة الزاهرة في حفظ وتقوية ارتباطه بالأمة جمعاء خاصة شيعته عن طريق نصب الوكلاء وإرسال الموفَدين، وأنّه أمر أولئك الوكلاء والموفدين بالعمل بما من شأنه تقوية وحدة المسلمين والاحتراز من التفرقة.. ونجد أنّ الإمام الجواد (ع) قد بعث وكلاء حتى الى المناطق البعيدة مثل الأهواز، وهَمَدان، وسِيستان، وبُسْت، والريّ، والبصرة، وواسط، وبغداد، والكوفة، وقمّ.
وقد أجاز الامام الجواد (ع) لبعض شيعته النفوذَ في مراكز الحكومة وتسنُّمَ المناصب المهمّة، من أجل نصرة المستضعفين من الأمة وحماية إخوانهم الشيعة، فصرنا نجد أفراداً من أمثال "محمّد بن إسماعيل بن بُزَيع" و"أحمد بن حمزة القمّي" يحتلّون مناصب رفيعة في الدولة، وصرنا نجد أنّ "نوح بن درّاج" يصبح قاضيَ بغداد ثمّ قاضي الكوفة.
ساهم الامام الجواد خلال مدة امامته التي لم تدم أكثر من سبعة عشر عاماً في إغناء معالم مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) وحفظ تراثها، وقد عُدّ الشيخ الطوسي (رضي الله عنه) من تلامذة الامام (ع) ورواته والذين تتلمذوا عليه نحو مائة من الثقات، منهم إمرأتان، صنفوا في مختلف العلوم والمعارف الاسلامية.
وكالة انباء براثا