اللهمّ عرّفني نفسك، فإنّك إنْ لم تعرّفني نفسَك لمْ أعرف نبيّك، اللهمّ عرّفني رسولك، فإنّك إنْ لم تعرّفني رسولك لم أعرفْ حجّتك، اللهمّ عرّفني حجّتك، فإنّك إنْ لم تعرّفني حجّتك ضلَلتُ عن ديني

تهدمت والله اركان الهدى

"ما أوذي نبي مثلما أوذيت "

المشرفون: الفردوس المحمدي،تسبيحة الزهراء

صورة العضو الرمزية
أنوار فاطمة الزهراء
المدير الإداري
مشاركات: 50002
اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 23, 2008 1:36 pm
الجنس: فاطمية

تهدمت والله اركان الهدى

مشاركة بواسطة أنوار فاطمة الزهراء »

تهدمت والله اركان الهدى
من المعتاد ان يكون لأميرالمؤمنين عليه السلام اعداء يتربصون به الدوائر ، فكان اعداء الله واعداء الاسلام واعداء الرسول اللذين كانوا يعبدون الاصنام واللذين كانوا منتفعين ماديا بها من خلال ما يقدم اليها من النذور والقرابين ، واللذين قاتلوا الرسول في معركة بدر واحد وحنين ومعركة الاحزاب وغيرها ولم يستطيعوا النيل منه ان يجتهدوا في تلاقف الفرصة لقتل الامام علي امير المؤمنين عليه السلام معتقدين بأن قتله هو قتل للنبي ونهاية لوجود الاسلام على الارض ، فإذن قتل الامام أمير المؤمنين عليه السلام كان هو الهدف المنشود من قبل أعدائه وعلى رأسهم معاوية بن ابي سفيان الذي انحدر من تلك الشجرة الملعونة في القرآن ، فقد انحدر من اصلاب لطالما عبدت الاصنام وتولعت في حرب الرسول ومعاداة الاسلام ، وبحسب طبيعة الحال كان معاوية يرى ان وجود الامام امير المؤمنين علي عليه السلام يمثل تهديدا لوجوده ، وتهديدا لكرسي الخلافة والذي هو يراها ملكا له ، وبعد الحروب والمعارك الكثيرة التي شنها معاوية المتقمص للباس الاسلام والمتستر به على وصي النبي الامام امير المؤمنين عليه السلام وجر المسلمين الى تلك الحروب الطاحنة وإدامة زخم التشتت بين المسلمين وسفك الدماء تيقن معاوية ان قتل امير المؤمنين عليه السلام من خلال الحرب أمرا بات مستحيلا ، وأنه لا جدوى منه ابدا ، فعمد الى الاغتيال والتصفية الجسدية .

فتواطىء معاوية مع مجرم عظيم الاجرام يسمى بعبد الرحمن بن ملجم لإغتيال امير المؤمنين وقتله والخلاص من وجوده على الارض ، وبالفعل جاء المجرم عبد الرحمن بن ملجم في ليلة التاسع عشر من شهر رمضان في سنة 40 للهجرة ، وكان قد اخفى تحت ثيابه سيفا صقيلا مسموما بسم قاتل شديد الأذى ،وكان في مسجد الكوفة ينتظر ان يحين وقت صلاة الفجر كي يصلي امير المؤمنين عليه السلام وينقطع في توجهه الى الله فيستغل الفرصة فيقتله بذلك السيف الصقيل ، وبالفعل ما إن حان وقت صلاة الفجر وصلى الامام امير المؤمنين عليه السلام بالناس حتى استتر المجرم عبد الرحمن بن ملجم بين صفوف المصلين متظاهرا بالصلاة ، وحينما رفع الامام امير المؤمنين راسه من السجدة الاولى في الركعة الاولى اذ اسرع المجرم عبد الرحمن بن ملجم شاهرا ذلك السيف الصقيل فضرب الامام أمير المؤمنين عليه السلام على رأسه! فسالت الدماء من راسه ، وتخضبت شيبته ولحيته ، وعجت الناس في المسجد ومن بعدها القوا القبض على ذلك اللعين وأمسكوا به ، وبحسب المصادر قال الامام عليه السلام حينما ضرب : (( فزت ورب الكعبة)) نعم فقد فاز الامام امير المؤمنين علي عليه السلام بالشهادة اذ انه قتل في سبيل الله وفي بيت الله وفي شهر الله ، وعلى يد العن خلق الله اللعين بن ملجم وبأمر من أعدى أعداء الله الطاغية معاوية بن ابي سفيان. وذكرت النصوص ان الملائكة ضجت حينها بالبكاء و هبت ريح عاصفة سوداء واصطفقت ابواب المسجد ..

ونادى سيد الملائكة جبرائيل في تلك اللحظات : ((تهدمت والله أركان الهدى، وانطمست والله نجوم السماء وأعلام التقى، وانفصمت والله العروة الوثقى، قتل ابن عم المصطفى، قتل الوصي المجتبى، قتل علي المرتضى، قتل سيد الأوصياء، قتله أشقى الأشقياء)). وما عاش الامام أمير المؤمنين علي عليه السلام بعد ذلك سوى ما يقارب ثلاثة ايام حتى رحل الى الله واخيه رسول الله شهيدا مظلوما صابرا محتسبا في الحادي والعشرين من شهر رمضان في السنة الاربعين للهجرة.


العتبة الحسينية
يقينا كله خير

العودة إلى ”روضة النبي المختار "ص" وال بيته الاطهار "ع"“