
السابع عشر من شهر رمضان المبارك من السنة الثانية للهجرة الشريفة وقعت هذه المعركة غزوة بدر الكبرى وملخصها: اوكان سبب ذلك أن عير القريش خرجت إلى الشام فيها خزائنهم ، فأمر النبي صلى الله عليه وآله أصحابه بالخروج ليأخذوها ، فأخبرهم أن الله تعالى قد وعده إحدى الطائفتين : إما العير أو قريش إن أظفر بهم، فخرج في ثلاث مائة وثلاثة عشر رجلا ، فلما قارب بدرا كان أبوسفيان في العير ، فلما بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وآله قد خرج يتعرض العير خاف خوفا شديدا ، ومضى إلى الشام ، فلما وافى النقرة اكترى ضمضم بن عمرو الخزاعي بعشرة دنانير ، وأعطاه قلوصا ، وقال له : امض إلى قريش وأخبرهم أن محمدا والصباة من أهل يثرب قد خرجوا يتعرضون لعيركم فأدركوا العير ، وأوصاه أن يخرم ناقته ، ويقطع أذنها حتى يسيل الدم ، ويشق ثوبه من قبل ودبر ، فإذا دخل مكة ولى وجهه إلى ذنب البعير وصاح بأعلى صوته وقال : يا آل غالب يا آل غالب ، اللطيمة اللطيمة ، العير العير ، أدركوا أدركوا وما أراكم تدركون ، فإن محمدا والصباة من أهل يثرب قد خرجوا يتعرضون لعيركم ، فخرج ضمضم يبادر إلى مكة .
وخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مع ثلاثمائة وثلاثة عشر من اصحابه من المدينة الى ان وصلوا الى أرض بدر ـ وهي اسم بئر رمى المسلمون فيها قتلى المشركين ـ فلما وصل النبي صلى الله عليه وآله وسلم الى هناك أشار الى الارض قائلاً: هنا مصرع فلان، وهناك مصرع فلان فعدد مصرع كل القتلى من صناديد قريش، فكان كما قال.
المشركون في بدر:
ولما وصل المشركون، صعدوا على تل ونظروا الى جيش المسلمين مستخفين بهم، والمسلمون أيضاً نظروا الى العدو بعين الاحتقار والاستخفاف، كما قال تعالى: «وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلاً وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً وَإِلَى اللّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ». الأنفال:44
وَرَوبعد رؤيتهم جيش النبي صلى الله عليه وآله وسلم نزلوا خلف ذلك التل بعيداً عن الماء وبعثوا عمر بن وهب مع جماع للتفحص وليرى هل للمسلمين كمين؟ أولا، فجال بفرسه حتى طاف عسكر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يميناً وشمالاً ثم رجع وقال: «مالهم كمين ولا مدد، ولكن نواضح يثرب قد حملت الموت الناقع اما ترونهم خرساً لا يتكلمون، يتلمظون حتى يقتلوا بعددهم، فارتاؤوا رأيكم».
ملائكة النصر:
ووقع الرعب في قلوب المشركين وفي قلب أبي جهل بعد قتل هؤلاء الثلاثة، وكان يحرضهم على القتال، فجاء ابليس في صورة سراقة بن مالك وقال:
اني جارلكم أدفعوا الي رايتكم، فدفعوا اليه راية الميسرة وركض امامهم وشوقهم على القتال، فنظر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال لأ صحابه:«غضوا أبصاركم وعضوا على النواجذ» ثم دعا وطلب النصر من الله فأرسل الله الملائكة لنصرتهم، وقال تعالى:
«وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ»..الى قوله «يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلاَفٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ مُسَوِّمِينَ». آل عمران:123،125
فلما رأى ابليس الملائكة ولى هارباً وضرب الراية على الارض ونكص على عقبية، فجاءه منبه بن الحجاج وأخذ رداءه وقال: يا سراق أين؟ أتخذلنا في هذه الحالة، فضرب على صدره وقال اني أرى ما لا ترى، قال تعالى: (فلما تراءت الفئتان نكص على عقبيه وقال إني بريء منكم إني أرى ما لا ترون إني أخاف الله والله شديد العقاب).
شجاعة نادرة:
وكان علي عليه السلام يهجم على القوم كالليث الغضبان، حتى قتل منهم ستة وثلاثين رجلاً، وقد روى عنه عليه السلام انه قال: «لقد عجبت يوم بدر من جرأة القوم وقد قتلت الوليد بن عتبة اذ أقبل حنظلة بن ابي سفيان فلما دنا مني ضربته ضربة بالسيف فسالت عيناه ولزم الارض قتيلاً».
وقتل سبعون رجلاً من ابطال قريش في تلك المعركة، منهم: عتبة، وشيبة، والوليد بن عتبة، حنظلة بن ابي سفيان، وطعيمة بن عدي، والعاص بن سعيد، ونوفل بن خويلد، وأبي جهل.
سجود الشكر:
ولما رأى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رأس ابي جهل مقطوعا ًسجد الله شكراً، ثم انهزم جيش المشركين فلحقهم المسلمين، وأسروامنهم سبعين نفراً، وكانت هذه الحادثة في اليوم السابع عشرة من شهر رمضان.
كان النضر بن الحارث، وعقبة بن أبي معيط في جملة الاسرى، فأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقتلهم، وقد كانوا من أعداء النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعقبة هو الذي تفل على وجه النبي صلى الله عليه وآله وسلم بمشورة أمية بن خلف الذي قتل أيضاً
ملخص من مقال من موقع الشيرازي. نت[/font][/align]