اللهمّ عرّفني نفسك، فإنّك إنْ لم تعرّفني نفسَك لمْ أعرف نبيّك، اللهمّ عرّفني رسولك، فإنّك إنْ لم تعرّفني رسولك لم أعرفْ حجّتك، اللهمّ عرّفني حجّتك، فإنّك إنْ لم تعرّفني حجّتك ضلَلتُ عن ديني

ربيع القرآن الكريم

روضة تهتم بـ المعارف القرآنية، الفضائل، التفسير، القصص

المشرفون: أنوار فاطمة الزهراء،تسبيحة الزهراء

صورة العضو الرمزية
شجرة فاطمة الزهراء
فـاطـمـيـة
مشاركات: 7662
اشترك في: الجمعة أكتوبر 17, 2008 4:00 am
مكان: في رحاب الزهراء "ع"

ربيع القرآن الكريم

مشاركة بواسطة شجرة فاطمة الزهراء »

[align=center][font=Arabic Transparent]بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين المؤيد بالقرآن الكريم محمد وآله الطيبين الطاهرين الغر الميامين.
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد وعجِّل فرجهم


ستكون هذه الحلقة عن الجزء السابع عشر من القرآن الكريم والذي يتكون من سورة الأنبياء وسورة الحج التي ستكون محور حديثنا.


مضمون سورة الحجّ:
سمّيت هذه السورة بـ "سورة الحجّ" لأنّ جزءاً من آياتها تحدّث عن الحجّ. وهناك إختلاف بين المفسّرين وكتّاب تأريخ القرآن حول مكّيتها أو مدنيّتها. وكون هذه السورة مدنيّة أقوى.


هذا ويمكن تقسيم مواضيعها إلى عدّة أقسام هي:


1 ـ تضمنّت آيات منها موضوع "المعاد" وأدلّته المنطقية، وإنذار الغافلين عن يوم القيامة ونظائر ذلك التي تبدأ هذه السورة بها لتضمّ جزءاً كبيراً منها.


2 ـ يتضمّن جزء ملحوظ من هذه الآيات جهاد الشرك والمشركين، وجلب إنتباه الناس إلى عظمة الخالق بواسطة معاجز الخلق في عالم الوجود.


3 ـ دعا جزء آخر من هذه السورة الناس إلى الإعتبار بمصير الأقوام البائدة، وما لاقت من عذاب إلهي، ومن هذه الأقوام قوم نوح، وعاد وثمود، وقوم إبراهيم ولوط، وقوم شعيب وموسى.


4 ـ وتناول جزء آخر منها مسألة الحجّ وتاريخه منذ عهد إبراهيم عليه السلام، ومسألة القربان والطواف وأمثالها.


5 ـ وتضمّن الجزء الآخر مقاومة الظالمين والتصدّي لأعداء الإسلام المحاربين.


6 ـ وإحتوى قسم آخر نصائح في مجالات الحياة المختلفة.


7 ـ التشجيع على أعمال الصلاة والزكاة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتوكّل والتوجّه إلى الله سبحانه وتعالى.


فضيلة تلاوة سورة الحجّ:
جاء في حديث للرسول الأكرم محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) "من قرأ سورة الحجّ اُعطي من الأجر كحجّة حجّها، وعمرة إعتمرها، بعدد من حجّ وإعتمر فيما مضى وفيما بقي"!


وهذا الثواب والفضل العظيم ليس لمجرد التلاوة اللفظيّة فقط، وإنّما لتلاوة تنير الفكر، وتفكّر يتبعه عمل وتطبيق.


* * *


اخترت لكم من هذا الجزء آيات تتكلم عن الحج رزقنا الله إياه جميعاً وهي الآيات 26 - 28 من سورة الحج:


{ وَإِذْ بَوَّأْنَا لاِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لاَّ تُشْرِكْ بِى شَيْئاً وَطَهِّرْ بِيْتِىَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ * وَأَذِّن فِى النَّاسِ بِالْجَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِر يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيق * لِّيَشْهَدُوا مَنَـافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِى أَيَّامٍ مُّعْلُومَـاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِّن بَهِيمَةِ الأنْعَـامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ }

التّفسير


الدّعوة العامّة للحجّ!



تناولت الآية السابقة قضيّة المسجد الحرام وحجّاج بيت الله، أمّا هذه الآيات فتستعرض بناء الكعبة على يد إبراهيم الخليل (عليه السلام)، وَ وجوب الحجّ وفلسفته، وبعض أحكام هذه العبادة الجليلة. وبتعبير آخر: كانت الآية السابقة مقدّمة للأبحاث المختلفة التي تناولتها الآيات اللاحقة، إذ بدأت بقصّة تجديد بناء الكعبة: { وإذ بوّأنا لإبراهيم مكان البيت } أي تذكّر كيف أعددنا لإبراهيم مكان الكعبة ليقوم ببنائها.



وكلمة "بوّأ" مشتقة من بواء، أي الأرض المسطّحة، ثمّ أطلقت على إعداد المكان مطلقاً.


وتقصد هذه الآية حسبما يراه المفسّرون أنّ الله هدى إبراهيم (عليه السلام) إلى مكان الكعبة بعد أن هدمت بطوفان نوح وخفيت معالمها. إذ حدثت عاصفة فأزالت التراب وكشفت عن اُسس البيت، أو بعث الله سحابة ظلّلت مكان البيت، أو بأيّ أُسلوب آخر كشف الله لإبراهيم (عليه السلام) أسّس الكعبة، فقام هو وإبنه إسماعيل (عليهما السلام) بتجديد بناء بيت الله الحرام.


وتضيف الآية الكريمة أنّه عندما تمّ بناء البيت خوطب إبراهيم (عليه السلام): { أن لا تشرك بي شيئاً وطهّر بيتي للطائفين والقائمين والركّع السجود }


فمهمّة إبراهيم (عليه السلام) كانت تطهير البيت وما حوله من أي نجس ظاهر أو باطن، ومن أي صنم أو مظهر للشرك، من أجل أن يوجّه عباد الرحمن قلوبهم وأبصارهم إليه تعالى وحده في هذا المكان الطاهر، وليقوموا بأهمّ العبادات في هذه البقعة المباركة، ألا وهو الطواف والصلاة في محيط إيمانيّ لا يخالطه شرك.


وأشارت الآية أيضاً إلى ثلاثة من الأركان الأساسيّة في الصلاة: القيام، والركوع، والسجود، بالترتيب، لأنّ الأركان الباقية تستظلّ بها.


وبعد إعداد البيت للعبادة، أمر الله تعالى إبراهيم (عليه السلام): { وأذّن في الناس بالحجّ يأتوك رجالا وعلى كلّ ضامر يأتين من كلّ فجّ عميق }


كلمة "أذّن" مشتقة من "الأذان" أي "الإعلان". و "رجال" جمع "راجل" أي "ماشي". و "الضامر" تعني الحيوان الضعيف. و "الفجّ" في الأصل تعني المسافة بين جبلين، ثمّ أطلقت على الطرق الواسعة و "العميق" تعني هنا "البعيد".


وقد ذكرت الآية هنا الحجّاج المشاة أوّلا، ثمّ الراكبين، لأنّهم أفضل منزلة عند الله، بسب ما يتحمّلون من صعاب السفر أكثر من غيرهم، ولهذا السبب قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): "للحاج الراكب بكلّ خطوة تخطوها راحلته سبعون حسنة، وللحاج الماشي بكلّ خطوة يخطوها سبعمائة حسنة".


أو أنّ هذه المنزلة جاءت لتحديد أهميّة حجّ بيت الله الحرام، الذي يجب أن يتمّ بأي اُسلوب وبأيّة إمكانات. وأن لا ينتظر الحاج مركباً له.


أمّا عبارة "ضامر" فتعني الحيوان الضعيف، إشارةً إلى أنّ هذا الطريق يجعل الحيوان هزيلا، لأنّه يجتاز صحاري جافةً محرقة لا زرع فيها ولا ماء، وإستعداداً لتحمل الصعاب في هذا الطريق.


أو يكون المراد أنّ على الحاج إختيار جواد قوي سريع صابر، رشيق ضامر، متدرّب على السير في مثل هذه الطرق، ولا فائدة ترجى من الحيوان المنعم في هذا الطريق. (مثلما لا يمكن للرجال المترفين إجتياز هذا الطريق).


أمّا عبارة ﴿من كلّ فج عميق﴾ فهي إشارة إلى توجّه الحجاج إلى الكعبة، ليس فقط من الأماكن القريبة، بل يشمل ذلك الحجّاج من الأماكن البعيدة أيضاً. كلمة "كلّ" لا تعني هنا الإستغراق والشمول، بل الكثرة.


وتناولت الآية التالية فلسفة الحجّ في عبارة موجزة ذات دلالات عديدة فقالت: { ليشهدوا منافع لهم } أي أنّ على الناس الحجّ إلى هذه الأرض المقدّسة، ليروا منافع لهم باُم أعينهم.


وقد ذكر المفسّرون لكلمة المنافع الواردة في الآية عدّة معان، إلاّ أنّه لا تحديد لمعناها كما يبدو من ظاهر الآية، فهي تشمل جميع المنافع والبركات المعنوية والمكاسب المادية، وكلّ عائد فردي وإجتماعي وفلسفة سياسيّة وإقتصادية وأخلاقية. فما أحرى المسلمين أن يتوجّهوا من أنحاء العالم إلى مكّة ليشهدوا هذه المنافع! إنّها لعبارة جميلة! ما أولاهم أن يجعلهم الله شهوداً على منافعهم! ليروا بأعينهم ما سمعوه بآذانهم!


وعلى هذا ذكر في كتاب الكافي حديثاً عن الإمام الصادق عليه السلام في الردّ على إستفسار ربيع بن خيثم عن كلمة المنافع ...: منافع الدنيا أو منافع الآخرة؟ فقال: "الكل".


ثمّ تضيف الآية: { ويذكروا اسم الله في أيّام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام } أي أنّه على المسلمين أن يحجّوا إلى البيت ويقدّموا القرابين من المواشي التي رزقهم الله، وأن يذكروا اسم الله عليها حين الذبح في أيّام محدّدة معروفة. وبما أنّ الإهتمام الأساس في مراسم الحجّ، ينصب على الحالات التي يرتبط فيها الإنسان بربّه ليعكس جوهر هذه العبادة العظيمة، تُقيّد الآية المذكورة تقديم القربان بذكر اسم الله على الاُضحية فقط، وهو أحد الشروط لقبولها من لدن العلي القدير. وهذا الذكر إشارة إلى توجّه الحاج إلى الله كلّ التوجّه عند تقديم الاُضحية، وهمّه كسب رضى الله وقبوله القربان، كما أنّ الإستفادة من لحم الضحية تقع ضمن هذا التوجّه.


وفي الحقيقة يعتبر تقديم الأضاحي رمزاً لإعلان الحاج إستعداده للتضحية بنفسه في سبيل الله، على نحو ما ذكر من قصّة إبراهيم (عليه السلام) ومحاولة التضحية بإبنه إسماعيل (عليه السلام)
إنّ الحجّاج بعملهم هذا يعلنون إستعدادهم للإيثار والتضحية في سبيل الله حتّى بأنفسهم.


وعلى كلّ حال فإنّ القرآن بهذا الكلام ينفي اُسلوب المشركين الذين كانوا يذكرون أسماء الأصنام التي يعبدونها على أضاحيهم، ليحيلوا هذه المراسم التوحيديّة إلى شرك بالله. وجاء في ختام الآية: { فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير }

كما يمكن أنّ تفسّر هذه الآية بأنّ القصد من ذكر اسم الله في ﴿أيّام معلومات﴾ هو التكبير والحمد لله ربّ العالمين لما أنعم علينا من نِعَم لا تعدّ ولا تحصى. خاصةً بما رزقنا من بهيمة الأنعام التي نستفيد في حياتنا من جميع أجزاء أبدانها.
منقول[/font][/align]
في باطن كل إنسان إضاءة صغيره تسمى ضمير
صورة العضو الرمزية
احزان الزهراء
فـاطـمـيـة
مشاركات: 7244
اشترك في: الخميس يناير 01, 2009 3:47 am

Re: ربيع القرآن الكريم

مشاركة بواسطة احزان الزهراء »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد


بارك الله بكم اختي الكريمة على النقل
في ميزان اعمالكم ان شاء الله
تحياتي
صورة العضو الرمزية
ناصرة الزهراء
فـاطـمـيـة
مشاركات: 26879
اشترك في: الجمعة أكتوبر 24, 2008 1:16 am
مكان: بين الرياحين

Re: ربيع القرآن الكريم

مشاركة بواسطة ناصرة الزهراء »

[align=center][font=Traditional Arabic]بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد

الفاطمية الكريمة شجـــــرة الزهراء...
بارك الله فيكم على هذا النقل المبارك
أسأل الله تعالى أن يرزقكم حج بيتهِ الحرام في هذا العام وفي كل عام
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين[/font]
[/align]
صورة العضو الرمزية
السهى
فـاطـمـيـة
مشاركات: 9232
اشترك في: الثلاثاء فبراير 24, 2009 5:58 pm

Re: ربيع القرآن الكريم

مشاركة بواسطة السهى »

اللهم صل على محمد وال محمد

جزاك الله خيرا

يعطيك العافية على هذه المعلومات القيمة .

في حفظ الرحمن
صورة العضو الرمزية
أنوار فاطمة الزهراء
المدير الإداري
مشاركات: 49612
اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 23, 2008 1:36 pm
الجنس: فاطمية

Re: ربيع القرآن الكريم

مشاركة بواسطة أنوار فاطمة الزهراء »

[align=center][font=Traditional Arabic]بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ
جزاك الله خيرا أختي
شجرة فاطمة
جمعة مباركة[/font]
[/align]
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
صورة العضو الرمزية
آلام الزهراء
فـاطـمـيـة
مشاركات: 2503
اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 09, 2008 3:23 am

Re: ربيع القرآن الكريم

مشاركة بواسطة آلام الزهراء »

[align=center][font=Arabic Transparent]بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و آل محمد وعجل فرج مهدي آل محمد ياكريم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحسنتم وبارك الله تعالى بكم أختنا العزيزة لهذا النقل الطيب
وفقكم الله تعالى لمراضيه

تحية طيبه[/font]
[/align]
صورة العضو الرمزية
صرخة الزهراء
فـاطـمـيـة
مشاركات: 23718
اشترك في: الأربعاء ديسمبر 10, 2008 4:13 am
مكان: في مملكة الزهراء

Re: ربيع القرآن الكريم

مشاركة بواسطة صرخة الزهراء »

[align=center][font=Traditional Arabic]اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن اعدائهم
السلام عليكِ و على خدكِ المحمر السلام عليكِ و على أضلاعكِ المكسره
موضوع جميل بما يحتويه من معلومات عن الحج
(الضامر ) كانوالحجاج قبل يستخدمون الحيونات لذلك يكون الحيوان هزيلا
لكن الحمد الله مع تطور اصبحت موصلات حديثه غنيه عن الحيوانات

حبيبتي شجورتي الامورة اسال الله ان يبلغنا حج بيت الله الحرام
دمتم بعناية امي الزهراء[/font][/align]
صورة
اللهم أدخلني في كل خير أدخلت فيه محمدا وآل محمد
وأخرجني من كل سوء أخرجت منه محمدا وآل محمد

العودة إلى ”روضــة الــنـفـحـات الـقـرآنـيـة“