اللهمّ عرّفني نفسك، فإنّك إنْ لم تعرّفني نفسَك لمْ أعرف نبيّك، اللهمّ عرّفني رسولك، فإنّك إنْ لم تعرّفني رسولك لم أعرفْ حجّتك، اللهمّ عرّفني حجّتك، فإنّك إنْ لم تعرّفني حجّتك ضلَلتُ عن ديني
الحمد والدعاء
المشرف: أنوار فاطمة الزهراء
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 7515
- اشترك في: الثلاثاء فبراير 10, 2009 6:25 pm
الحمد والدعاء
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم[/align]
[align=center]اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم[/align]
[align=center]{ الحمد والدعاء}[/align][اللهم اني أفتتِح الثناء بَحمدِك، وانت [align=center]مُسددٌ للصواب بمنِك، وأيقنتُ أنك أنتَ أرحمُ الراحمين في مَوضع العفوِ والرحمة، وأشد المعاقبين في موضوع النكال والنقمة، واعظم المتجبرين في موضع الكبرياء والعظمة، اللهم أذنت لي في دُعائك ومسألتِك، فأسمع يا سميعُ مدحتي، وأجب يا رحيمُ دَعوتي، وأقل يا غفورُ عَثرتي، فكم يا إلهي مِن كُربَةٍ قد فرجتها، وهموم قد كشفتها، وعثرةٍ قد أقلتهاـ ورَحمةٍ قد نَشرتها، وحلقةِ بلاء قد فَككتها..]
[اللهم اِني افتتحُ الثناء بِحَمدِك، وانتَ مُسددٌ للصوابِ بِمَنَّك]
ينبغي للداعي ان يبدأ حديثه ودعاءه بالثناء على الله سبحانه وتعالى، والثناء على الله قد يكون بالشكر لله وحده، وقد يكون بتسبيحه سبحانه وتعالى وتقديسه، (اللهم اني افتتح الثناء بحمدك)، سوف يكون اول ثنائي لك حمدي لك، وقد تعني هذه الجملة ان الثناء انما هو بما وهب الله لنا واعطانا من فضل يجب ان نحمده عليه، فثنائي عليك انما يكون بحمدك، فلولا انك رزقتني القدرة على الثناء ووفقتني للدعاء كيف كنت استطيع ان احمدك أو اثني عليك..
[وانت مسدد للصواب بمنك..]
ان حسن الافتتاح لا يدل على حسن الختام، فربما يكون الإنسان في مفتتح حياته، ومفتتح حديثه حسناً صالحاً، صائباً لكنه ينحرف بعدئذ تحت تأثيرات مختلفة، لذلك فنحن نطلب من رب القدرة لتستمر استقامتنا على الصواب: (وانت مسدد للصواب بمنك)، انت الذي تسددني للصواب.
حينما يرمي الإنسان سهماً ويصيب الهدف، يكون قد سدّد الرمية، لانها اصابت هدفها، ونحن حينما ندعو ربنا نطلب منه ان يسدد دعوتنا للصواب ويستجيبها، وهو المسدد للصواب، إلا اننا يجب ان لا نغفل عن ان نعم الله تعالى علينا ومنها تسديده لنا للصواب ليس امراً نستحقه نتيجة اعمالنا وجهدنا، وانما هي بمن الله سبحانه وتعالى لذلك فاننا نقول في دعائنا وبكل خشوع: (وانت مسدد للصواب بمنك..).
[وأيقنتُ انت ارحم 1الراحمين في موضع العفو والرحمة واشد المعاقبين في موضع النكال والنقمة..]
ينبغي ان يكون الداعي بين اليأس والرجاء أو بتعبير افضل بين الخوف والامل (يدعونه رغباً ورهباً)، خوفاً واملا، لذلك ترى في بداية دعاء الافتتاح يضع الإمام الدعاة بين الرغبة والرهبة (وايقنتُ انك انت ارحم الراحمين في موضع العفو والرحمة)، اذا كنت أهلاً للعفو والرحمة، فان الرحمة تنزل عليك بحيث لا تستطيع استيعابها، مثلاً: حينما تهطل الامطار من السماء كمظهر من مظاهر رحمة الله، فانها تكون من الكثرة بحيث تفيض الاودية بالماء، ولا تستطيع ان تستوعب الكمية الهائلة من الامطار التي تنزل من السماء، أو اذا فتح الله على الإنسان ابواب الرزق، فانه يغمر الإنسان بحيث لا يعرف ماذا يصنع به، هذا اذا كان الإنسان مستحقاً للرحمة.
اما اذا كان الإنسان مستحقاً للعذاب فان العذاب يأتيه بشدة وبصورة لا يتصورها، اذن، فان الإنسان بين امرين:
اما رحمة واسعة نسألها من الله، واما عذاب شديد نستجير بالله منه، (وايقنت انك انت)، وليس غيرك يا رب (ارحم الراحمين في موضع العفو والرحمة)، فاذا كنتَ مذنباً ودعوتَ الله سبحانه وتعالى، مددت اليه يد الضراعة والمسكنة ليغفر لك ذنبك، فان الله لا يعفو عن الذنب فقط، وانما يزيدك من رحمته، وهذا من اسماء الله سبحانه وتعالى.
فالإنسان المذنب يطلب من الله ان يتجاوز عن سيئاته ويغفر له ذنوبه من قبيل: ترك الصلاة، ايذاء الناس وتضييع حقوقهم، اتهامهم واغتيابهم، تضليل الآخرين.. الخ، فان الله يغفر له ان شاء الله، ويزيده من نعمه بان يعطيه الايمان، والتقوى، والرحمة من عنده، (واشد المعاقبين في موضع النكال والنقمة)، واذا اراد ربنا ان يجازي احداً وان ينتقم منه، فان عذابه يكون شديداً، وما نراه في هذه الدنيا من انواع العذاب التي حلت بالاقوام الكافرة مثل:
قوم لوط أو بلاد عاد أو ثمود أو اصحاب الايكة، وما نعرفه من غرق فرعون وآل فرعون في اليم، كل هذا شيء بسيط جداً من عذاب الله سبحانه وتعالى، اما عذابه الشديد ونكاله ونقمته فهي في الآخرة.
[واعظم المتجبرين في موضع الكبرياء والعظمة]
كل ابناء آدم يذنبون إلا المعصومين منهم، ولكن على الإنسان ان لا يتحدى ربه، فبعض الذنوب يرتكبها الإنسان في حالة التحدي لله عزوجل.
ان كبرياء الله وعظمته لن تسمحا لاحد بان يتحداه، وعلى العبد ان يحذر من تحدي جبار السموات والارض بكثرة الذنوب والاصرار عليها، مما قد يصل الى درجة يخاطبه الله تعالى فيها:
(عبدي افعل ما شئت فاني لن اغفر لك ابداً)1
فعن ابي عبد الله الصادق (ع) قال:
(من همَّ بالسيئة فلا يعملها فانه ربما عمل العبد السيئة فيراه الرب فيقول: وعزنّي وجلالي لا أغفر لك أبداً)2
وقد جاء في دعاء (أبي حمزة الثمالي) ما يشير الى هذا المفهوم، اذ يقول الدعاء:
[الهي لم اعصك حين عصيتك وأنا بربوبيتك جاحد، ولا بأمرك مستخف، ولا لعقوبتك متعرض، ولا لوعيدك متهاون، لكن خطيئة عرضت، وسوّلت لي نفسي، وغلبني هواي، واعانني عليها شقوتي، وغرّني سترك المُرخى عليّ، فقد عصيتك وخالفتك بجهدي، فالآن من عذابك مَن يستنقذني، ومن ايدي الخصماء غداً مَن يخلصني..]
وعلى الإنسان ان يسارع الى التوبة من الذنب، ولا يترك الذنوب تتراكم في حياته فانها تكون اصعب للمغفرة ثم ان تراكم الذنوب على قلب الإنسان تميت قلبه وتجعله ابعد عن الهداية، فيجب ان يبادر الإنسان الى محوها بالتوبة.
[اللهم اذنت لي في دعائك ومسألتك فاسمع يا سميع مدحتي واجب يا رحيم دعوتي، واقل يا غفور عثرتي]
ان من اشد العذاب الذي ينتقم الله به من الكفار والمشركين في نار جهنم هو ان الله سبحانه وتعالى لا يأذن لهم بسؤاله عن شيء، فاهل النار لا يحق لهم التحدث مع الله، إلا ان الله لم يغلق باب التحدث معه وسؤاله التوبة والمغفرة في وجه المذنبين في الدنيا، فانت العبد الضعيف المحتاج المسكين الذي لا تملك لنفسك شيئاً، تتحدى ربك وتذنب الذنب ثم تستغفره وتطلب منه العفو والتوبة، هو يغفر لك، انه فتح امامك، باب المغفرة وآذن لك بالتوبة في الدنيا اما في يوم الحساب فان الله يغلق هذا الباب، فعلينا ان نستغل الفرصة، ونبادر الى التوبة طلب الغفران، (اللهم آذنت لي في دعائك)، الهي: انت الذي بدأت بالفضل واعطيتني الاذن بالدعاء والمسألة (فاسمع يا سميع مدحتي)، اذن فانا أبدأ دعائي بمدح الله وحمده سبحانه وتعالى (واجب يا رحيم دعوتي، واقل يا غفور عثرتي)، اننا نطلب من الله ان يغفر لنا كل العثرات، والزلل والذنوب والهفوات، وان يقبلها أي: يعتبرها وكأنها لم تكن، فالاقالة تعني انك حينما تشتري بضاعة، ثم تكتشف انها لا تفيدك، فترجع الى البائع وتطلب منه ان يستردها ويعيد لك نقودك وكأن لم يكن بيع ولا شراء، هذه هي الاقالة، ونحن نطلب من الله ان يعتبر ذنوبنا وكأنها لم تكن، ويمحيها من صفحات اعمالنا: (واقل يا غفور عثرتي).
[فكم يا الهي من كربة قد فرجتها، وهموم قد كشفتها، وعثرة قد اقلتها، ورحمة قد نشرتها، وحلقة بلاء قد فككتها..]
يا الهي، اذا غفرت لنا ذنوبنا، واقلت عثراتنا فليست هي المرة الأولى، فما اكثر الذنوب التي غفرتها، والكربات التي فرجتها، والعثرات التي اقلتها..
ان الداعي يجب ان يتذكر كربه التي فرجها الله، وهمومه التي كشفها الله، وعثراته التي اقالها الله سبحانه وتعالى، فان هذا التذكر ادعى لان يفتح الله ابواب الاجابة امامه.
ولكن لا ينحصر فضل الله على الإنسان بكشف الهموم، واقالة العثرات، وتفريج الكربات، بل اكثر من ذلك: (ورحمة قد نشرتها وحلقة بلاء قد فككتها)، قد يشعر الإنسان احياناً وكأن البلاء قد حاصره من كل مكان وقد أعيته مذاهب الحياة، وضاقت عليه الدنيا بما رحبت، فاذا به يرى البلاء من كل مكان: اصدقاؤه يخونونه، اقاربه يتركونه، مجتمعه يرفضه، والحكومة تلاحقه، ومن جهة أخرى: جسمه ضعيف والمرض يهجم عليه، وكأن البلاء يهاجمه من كل مكان وليس له أي امل ولا يستطيع ان يمد يده الى أي انسان، هنالك يتجه قلبه الى الله سبحانه وتعالى فيفك الله عنه حلقة البلادء ويجعله ينطلق في الحياة، وتعود كل المياه الى مجاريها، وتغمره رحمة الله ولطفه. إلا ان مشكلة الإنسان انه ينسى كل ذلك، فأنا وانت لا شك قد ابتلينا في فترات من حياتنا بانواع البلاء والمشاكل، ولم يفك حلقة البلاء عنا إلا الله تعالى، ولكننا نسينا تلك اللحظات الصعبة، والدعاء يذكرنا بكل ذلك ويزرع في قلوبنا الامل بالله والرجاء برحمته.
*قبسات وتأملات في دعاء الأفتتاح للسيد محمد تقي المدرسي*[/align]
[align=center]اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم[/align]
[align=center]{ الحمد والدعاء}[/align][اللهم اني أفتتِح الثناء بَحمدِك، وانت [align=center]مُسددٌ للصواب بمنِك، وأيقنتُ أنك أنتَ أرحمُ الراحمين في مَوضع العفوِ والرحمة، وأشد المعاقبين في موضوع النكال والنقمة، واعظم المتجبرين في موضع الكبرياء والعظمة، اللهم أذنت لي في دُعائك ومسألتِك، فأسمع يا سميعُ مدحتي، وأجب يا رحيمُ دَعوتي، وأقل يا غفورُ عَثرتي، فكم يا إلهي مِن كُربَةٍ قد فرجتها، وهموم قد كشفتها، وعثرةٍ قد أقلتهاـ ورَحمةٍ قد نَشرتها، وحلقةِ بلاء قد فَككتها..]
[اللهم اِني افتتحُ الثناء بِحَمدِك، وانتَ مُسددٌ للصوابِ بِمَنَّك]
ينبغي للداعي ان يبدأ حديثه ودعاءه بالثناء على الله سبحانه وتعالى، والثناء على الله قد يكون بالشكر لله وحده، وقد يكون بتسبيحه سبحانه وتعالى وتقديسه، (اللهم اني افتتح الثناء بحمدك)، سوف يكون اول ثنائي لك حمدي لك، وقد تعني هذه الجملة ان الثناء انما هو بما وهب الله لنا واعطانا من فضل يجب ان نحمده عليه، فثنائي عليك انما يكون بحمدك، فلولا انك رزقتني القدرة على الثناء ووفقتني للدعاء كيف كنت استطيع ان احمدك أو اثني عليك..
[وانت مسدد للصواب بمنك..]
ان حسن الافتتاح لا يدل على حسن الختام، فربما يكون الإنسان في مفتتح حياته، ومفتتح حديثه حسناً صالحاً، صائباً لكنه ينحرف بعدئذ تحت تأثيرات مختلفة، لذلك فنحن نطلب من رب القدرة لتستمر استقامتنا على الصواب: (وانت مسدد للصواب بمنك)، انت الذي تسددني للصواب.
حينما يرمي الإنسان سهماً ويصيب الهدف، يكون قد سدّد الرمية، لانها اصابت هدفها، ونحن حينما ندعو ربنا نطلب منه ان يسدد دعوتنا للصواب ويستجيبها، وهو المسدد للصواب، إلا اننا يجب ان لا نغفل عن ان نعم الله تعالى علينا ومنها تسديده لنا للصواب ليس امراً نستحقه نتيجة اعمالنا وجهدنا، وانما هي بمن الله سبحانه وتعالى لذلك فاننا نقول في دعائنا وبكل خشوع: (وانت مسدد للصواب بمنك..).
[وأيقنتُ انت ارحم 1الراحمين في موضع العفو والرحمة واشد المعاقبين في موضع النكال والنقمة..]
ينبغي ان يكون الداعي بين اليأس والرجاء أو بتعبير افضل بين الخوف والامل (يدعونه رغباً ورهباً)، خوفاً واملا، لذلك ترى في بداية دعاء الافتتاح يضع الإمام الدعاة بين الرغبة والرهبة (وايقنتُ انك انت ارحم الراحمين في موضع العفو والرحمة)، اذا كنت أهلاً للعفو والرحمة، فان الرحمة تنزل عليك بحيث لا تستطيع استيعابها، مثلاً: حينما تهطل الامطار من السماء كمظهر من مظاهر رحمة الله، فانها تكون من الكثرة بحيث تفيض الاودية بالماء، ولا تستطيع ان تستوعب الكمية الهائلة من الامطار التي تنزل من السماء، أو اذا فتح الله على الإنسان ابواب الرزق، فانه يغمر الإنسان بحيث لا يعرف ماذا يصنع به، هذا اذا كان الإنسان مستحقاً للرحمة.
اما اذا كان الإنسان مستحقاً للعذاب فان العذاب يأتيه بشدة وبصورة لا يتصورها، اذن، فان الإنسان بين امرين:
اما رحمة واسعة نسألها من الله، واما عذاب شديد نستجير بالله منه، (وايقنت انك انت)، وليس غيرك يا رب (ارحم الراحمين في موضع العفو والرحمة)، فاذا كنتَ مذنباً ودعوتَ الله سبحانه وتعالى، مددت اليه يد الضراعة والمسكنة ليغفر لك ذنبك، فان الله لا يعفو عن الذنب فقط، وانما يزيدك من رحمته، وهذا من اسماء الله سبحانه وتعالى.
فالإنسان المذنب يطلب من الله ان يتجاوز عن سيئاته ويغفر له ذنوبه من قبيل: ترك الصلاة، ايذاء الناس وتضييع حقوقهم، اتهامهم واغتيابهم، تضليل الآخرين.. الخ، فان الله يغفر له ان شاء الله، ويزيده من نعمه بان يعطيه الايمان، والتقوى، والرحمة من عنده، (واشد المعاقبين في موضع النكال والنقمة)، واذا اراد ربنا ان يجازي احداً وان ينتقم منه، فان عذابه يكون شديداً، وما نراه في هذه الدنيا من انواع العذاب التي حلت بالاقوام الكافرة مثل:
قوم لوط أو بلاد عاد أو ثمود أو اصحاب الايكة، وما نعرفه من غرق فرعون وآل فرعون في اليم، كل هذا شيء بسيط جداً من عذاب الله سبحانه وتعالى، اما عذابه الشديد ونكاله ونقمته فهي في الآخرة.
[واعظم المتجبرين في موضع الكبرياء والعظمة]
كل ابناء آدم يذنبون إلا المعصومين منهم، ولكن على الإنسان ان لا يتحدى ربه، فبعض الذنوب يرتكبها الإنسان في حالة التحدي لله عزوجل.
ان كبرياء الله وعظمته لن تسمحا لاحد بان يتحداه، وعلى العبد ان يحذر من تحدي جبار السموات والارض بكثرة الذنوب والاصرار عليها، مما قد يصل الى درجة يخاطبه الله تعالى فيها:
(عبدي افعل ما شئت فاني لن اغفر لك ابداً)1
فعن ابي عبد الله الصادق (ع) قال:
(من همَّ بالسيئة فلا يعملها فانه ربما عمل العبد السيئة فيراه الرب فيقول: وعزنّي وجلالي لا أغفر لك أبداً)2
وقد جاء في دعاء (أبي حمزة الثمالي) ما يشير الى هذا المفهوم، اذ يقول الدعاء:
[الهي لم اعصك حين عصيتك وأنا بربوبيتك جاحد، ولا بأمرك مستخف، ولا لعقوبتك متعرض، ولا لوعيدك متهاون، لكن خطيئة عرضت، وسوّلت لي نفسي، وغلبني هواي، واعانني عليها شقوتي، وغرّني سترك المُرخى عليّ، فقد عصيتك وخالفتك بجهدي، فالآن من عذابك مَن يستنقذني، ومن ايدي الخصماء غداً مَن يخلصني..]
وعلى الإنسان ان يسارع الى التوبة من الذنب، ولا يترك الذنوب تتراكم في حياته فانها تكون اصعب للمغفرة ثم ان تراكم الذنوب على قلب الإنسان تميت قلبه وتجعله ابعد عن الهداية، فيجب ان يبادر الإنسان الى محوها بالتوبة.
[اللهم اذنت لي في دعائك ومسألتك فاسمع يا سميع مدحتي واجب يا رحيم دعوتي، واقل يا غفور عثرتي]
ان من اشد العذاب الذي ينتقم الله به من الكفار والمشركين في نار جهنم هو ان الله سبحانه وتعالى لا يأذن لهم بسؤاله عن شيء، فاهل النار لا يحق لهم التحدث مع الله، إلا ان الله لم يغلق باب التحدث معه وسؤاله التوبة والمغفرة في وجه المذنبين في الدنيا، فانت العبد الضعيف المحتاج المسكين الذي لا تملك لنفسك شيئاً، تتحدى ربك وتذنب الذنب ثم تستغفره وتطلب منه العفو والتوبة، هو يغفر لك، انه فتح امامك، باب المغفرة وآذن لك بالتوبة في الدنيا اما في يوم الحساب فان الله يغلق هذا الباب، فعلينا ان نستغل الفرصة، ونبادر الى التوبة طلب الغفران، (اللهم آذنت لي في دعائك)، الهي: انت الذي بدأت بالفضل واعطيتني الاذن بالدعاء والمسألة (فاسمع يا سميع مدحتي)، اذن فانا أبدأ دعائي بمدح الله وحمده سبحانه وتعالى (واجب يا رحيم دعوتي، واقل يا غفور عثرتي)، اننا نطلب من الله ان يغفر لنا كل العثرات، والزلل والذنوب والهفوات، وان يقبلها أي: يعتبرها وكأنها لم تكن، فالاقالة تعني انك حينما تشتري بضاعة، ثم تكتشف انها لا تفيدك، فترجع الى البائع وتطلب منه ان يستردها ويعيد لك نقودك وكأن لم يكن بيع ولا شراء، هذه هي الاقالة، ونحن نطلب من الله ان يعتبر ذنوبنا وكأنها لم تكن، ويمحيها من صفحات اعمالنا: (واقل يا غفور عثرتي).
[فكم يا الهي من كربة قد فرجتها، وهموم قد كشفتها، وعثرة قد اقلتها، ورحمة قد نشرتها، وحلقة بلاء قد فككتها..]
يا الهي، اذا غفرت لنا ذنوبنا، واقلت عثراتنا فليست هي المرة الأولى، فما اكثر الذنوب التي غفرتها، والكربات التي فرجتها، والعثرات التي اقلتها..
ان الداعي يجب ان يتذكر كربه التي فرجها الله، وهمومه التي كشفها الله، وعثراته التي اقالها الله سبحانه وتعالى، فان هذا التذكر ادعى لان يفتح الله ابواب الاجابة امامه.
ولكن لا ينحصر فضل الله على الإنسان بكشف الهموم، واقالة العثرات، وتفريج الكربات، بل اكثر من ذلك: (ورحمة قد نشرتها وحلقة بلاء قد فككتها)، قد يشعر الإنسان احياناً وكأن البلاء قد حاصره من كل مكان وقد أعيته مذاهب الحياة، وضاقت عليه الدنيا بما رحبت، فاذا به يرى البلاء من كل مكان: اصدقاؤه يخونونه، اقاربه يتركونه، مجتمعه يرفضه، والحكومة تلاحقه، ومن جهة أخرى: جسمه ضعيف والمرض يهجم عليه، وكأن البلاء يهاجمه من كل مكان وليس له أي امل ولا يستطيع ان يمد يده الى أي انسان، هنالك يتجه قلبه الى الله سبحانه وتعالى فيفك الله عنه حلقة البلادء ويجعله ينطلق في الحياة، وتعود كل المياه الى مجاريها، وتغمره رحمة الله ولطفه. إلا ان مشكلة الإنسان انه ينسى كل ذلك، فأنا وانت لا شك قد ابتلينا في فترات من حياتنا بانواع البلاء والمشاكل، ولم يفك حلقة البلاء عنا إلا الله تعالى، ولكننا نسينا تلك اللحظات الصعبة، والدعاء يذكرنا بكل ذلك ويزرع في قلوبنا الامل بالله والرجاء برحمته.
*قبسات وتأملات في دعاء الأفتتاح للسيد محمد تقي المدرسي*[/align]
-
- المدير الإداري
- مشاركات: 49873
- اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 23, 2008 1:36 pm
- الجنس: فاطمية
Re: الحمد والدعاء
[align=center][font=Traditional Arabic] بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ
الله يعطيك العافية أختي
أمل الزهراء
جعله الله في ميزان أعمالك[/font][/align]
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ
الله يعطيك العافية أختي
أمل الزهراء
جعله الله في ميزان أعمالك[/font][/align]
يقينا كله خير
-
- عضو موقوف
- مشاركات: 49213
- اشترك في: السبت أكتوبر 04, 2008 5:03 pm
- مكان: في قلب منتداي الحبيب
Re: الحمد والدعاء
[align=center]اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
يعطيكِ العافية اختي الكريمة [/align]
يعطيكِ العافية اختي الكريمة [/align]
( حسبي الله ونعم الوكيل )
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 3565
- اشترك في: الأحد إبريل 19, 2009 2:06 pm
Re: الحمد والدعاء
[align=center]
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل وسلم وزد وبارك على النبي محمد واله بعدد ما احاط به علمك
السلام على النبي محمد ووصيه علي وابنته فاطمة
وسبطيه وكل اهل بيته الطاهرين
الله يرضى عليك ويرضيك
ويرحم والديك
ورزقك ثواب هذا الموضوع الجنه مع النبي واله
وكذلك كل المؤمنين
اللهم وفقنا وكل المؤمنين لما يحب ويرضى
.[/align]
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل وسلم وزد وبارك على النبي محمد واله بعدد ما احاط به علمك
السلام على النبي محمد ووصيه علي وابنته فاطمة
وسبطيه وكل اهل بيته الطاهرين
الله يرضى عليك ويرضيك
ويرحم والديك
ورزقك ثواب هذا الموضوع الجنه مع النبي واله
وكذلك كل المؤمنين
اللهم وفقنا وكل المؤمنين لما يحب ويرضى
.[/align]
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 33196
- اشترك في: السبت أغسطس 15, 2009 6:47 pm
- مكان: قلب هجــر الحبيبة
Re: الحمد والدعاء
[align=center][font=Traditional Arabic]اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واهلك اعداءهم يا كريم
أختي العزيزة / امل الزهراء
جزاكِ الله خير الجزاء
دمتِ برعاية الرب[/font][/align]
أختي العزيزة / امل الزهراء
جزاكِ الله خير الجزاء
دمتِ برعاية الرب[/font][/align]
[align=]يا غياث المستغيثين أغثني بـ قالع باب خيبر علي بن أبي طالب أدركني[/align]
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 39518
- اشترك في: الأربعاء إبريل 29, 2009 11:20 am
Re: الحمد والدعاء
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و آل محمد الطيبين الطاهرين
جزاك الله خير الجزاء اختي العزيزة امل الزهراء
الله يعطيك الفين عافية على الطرح النوراني المبارك
دمـــــتِ ســــــالمة[/align]
اللهم صل على محمد و آل محمد الطيبين الطاهرين
جزاك الله خير الجزاء اختي العزيزة امل الزهراء
الله يعطيك الفين عافية على الطرح النوراني المبارك
دمـــــتِ ســــــالمة[/align]
(( إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ))
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 27275
- اشترك في: الاثنين يناير 26, 2009 6:25 pm
Re: الحمد والدعاء
[align=center][font=Traditional Arabic]اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم و ارحمنا بهم يا كريم ,,
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته ..
شكرا لك أختي امل الزهراء على هذا الطرح ,
بارك الله فيــــك .[/font][/align]
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته ..
شكرا لك أختي امل الزهراء على هذا الطرح ,
بارك الله فيــــك .[/font][/align]