[align=center]اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
حياة السيد عبد الحسين شرف الدين (قدس سره)
مولده ونشأته :
ولد السيد عبد الحسين شرف الدين (قدس سره) في الكاظمية سنة 1290 هـ. من أبوين كريمين تربط بينهما أواصر القربى، ويوحد نسبهما كرم العرق، فأبوه الشريف يوسف بن الشريف جواد بن الشريف إسماعيل، وأمه البرة (الزهراء) بنت السيد هادي بن السيد محمد علي، منتهيين بنسب قصير إلى شرف الدين أحد أعلام هذه الأسرة الكريمة.
ثم درج في بيت مهدت له أسباب الزعامة العلمية، ورفعت دعائمه على أعلام لهم في دنيا الإسلام، ذكر محمود، وفضل مشهود، وخدمات مشكورة، فكانت طبيعة الإرث الاثيل، تحفزه للنهوض من جهة أخرى، وتربيته الصالحة ـ كانت قبل ذلك ـ تصوغه على خير مثال يصاغ عليه الناشئ الموهوب، فهو أنى التفت من نواحي منشئه الكريم، استقى النشاط والتوفر على ما بين يديه من حياة.
ثم شبل في هذا البيت الرفيع، يرتع في رياض العلم والأخلاق، ويرتقي في معارج الكرامة، فلما بلغ مبلغ الشباب الغض اصطلحت عليه عوامل الخير، وجعلت منه صورة للفضيلة، ثم كان لهذه الصورة التي انتزعها من بيته وبيئته وتربيته أثر واضح في نشأته العلمية، ثم في مكانته الدينية بعدئذ.
فلم يكد يخطو الخطوة الأولى في حياته العلمية حتى دلت عليه كفايته، فعكف عليه طلابه وتلامذته، وكان له في منتديات العلم في سامراء والنجف الاشرف صوت يدوي، وشخص يومأ إليه بالبنان.
ومنذ ذلك اليوم بدأ نجمه في الأوساط العلمية يتسع إشراقه كلما توسع هو في دراسته، وتقدم في مراحله حتى ارتاضت له الحياة العلمية، على يد الفحول من أقطاب العلم في النجف الاشرف وسامراء، كالطباطبائي، والخراساني، وفتح الله الاصفهاني، والشيخ محمد طه نجف، والشيخ حسن الكربلائي، وغيرهم من أعلام الدين وأئمة العلم.
ولما استوفى حظه العلمي من الثقافة الإسلامية العالية، كان هو قد صاغ لنفسه ذوقا عاليا، ساعدته على إنشائه ملكاته القوية، وسليقته المطبوعة على حسن الأداء، وتخير الألفاظ، وقوة البيان، وذرابة اللسان، وسعة الذهن، فكان بتوفيقه بين العلم والفن ممتازا في المدرسة، مضافا إلى ما كان له من الميزة الفطرية في ناحيتي الفكر والعقل.
على انه لم يكتف من مدرسته بتلقي الدروس واكتناز المعارف فقط، بل استفاد من ملابسات الحياة العامة التي كانت تزدحم على أبواب المراجع من أساتذته، وانتفع من الأحداث المؤتلفة، والحوادث المختلفة التي كانت تولدها ظروف تلك الحياة، فكان يضع لما اختلف منها، ولما ائتلف حسابا، ويستخرج منه نفعا ويقدر له قيمة، وينظر إليه نظرة اعتبار، ليجمع بين العلم والعمل، وبين النظريات والتطبيق.
إذن فقد كانت مدرسته ـ بالقياس إليه ـ مدرستين: يعاني في إحداهما المسائل العلمية، ويعاني في الثانية المسائل الاجتماعية، ثم تتزاوج في نفسه آثار هذه وآثار تلك مصطلحة على إنتاج بطولته.
في عاملة:
وحين استعلن نضجه، ولمع فضله في دورات البحث ومجالس المذاكرة والتحصيل، عاد في الثانية والثلاثين من عمره ـ إلى جبل عامل ـ جنوب لبنان، موقورا مشهورا مملوء الحقائب، ريان النفس، وريق العود، ندي اللسان، مشبوب الفكر، وكان يوم وصوله يوما مشهودا، قذفت فيه عاملة بأبنائها لتستهل مقدمه مشرقا في ذراها وأجوائها، واستقبلته مواكب العلماء والزعماء والعامة، إلى حدود الجبل من طريق الشام في مباهج كمباهج العيد.
ولم تكن عاملة ـ وهي منبت أسرته ـ مغالية أو مبالغة بمظاهر الحفاوة به، أو بتعليق أكبر الآمال عليه، فإنها علمت ـ ولما يمض عليه فيها غير زمن يسير ـ أنه زعيمها الذي ترجوه لدينها ودنياها معا، وتتعلق به عن خبرة، بعدما تعلقت به عن سماع.
إصلاحه :
وابتدأت في عاملة حياة جديدة، شأنها الشدة في الدين، واللين في الأخلاق، والقوة في الحق، والهوادة مع الضعفاء، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والتطامن لأهل الدين، والتواضع للعلماء، وكانت يومئذ إقطاعيات منكرة، لا تملك العامة معها من أمر نفسها شيئا، ولا تفهم من الحياة في ظلها غير معناها المرادف للرق والعبودية، أو لا يفسح لها أن تفهم غير ذلك من حياتها الهينة المسخرة للأقوياء من جبابرة الناس وطواغيتهم، فلما استقر به المقام في عاملة، لم يستطع إقرار هذا النظام المستبد بحقوق الجماعة، ولم يجد من نفسه، ولا من إيمانه، ولا من بره، مساغا للصبر على الإقطاعية هذه، وإن ظاهرها الأقوياء، والمتزعمون، والمستعمرون، وكل من يتحلب ضرعها المادي الحلوب، لذلك ثار بها وبهم، وأنكر عليها وعليهم، واستغلظ الشر بينه وبينهم، فجمعوا له واجلبوا عليه، وسعوا فيه، وكان كل سعيهم بورا.
اثر بلاغته :
وكان لمنابره البليغة، ولأساليب إرشاداته البارعة، اكبر الأثر في تحقيق إصلاحه المنشود، ولا غرو فان للسيد المؤلف مقاما خطابيا يغبطه عليه خطباء العرب، ويعتز به الدين والعلم والأدب.
وخطابته ككتابته تستمد معانيها وقوتها وغزارتها من ثقافته كلها، فإذا قرأته أو سمعته رأيت مصادر ثقافته كلها منهلة متفتحة الأفواه كشرايين الثدي وعروقه، ترفده من كل موضع وعاه في حياته ما ينسجم وموضوعه الذي هو بسبيله، وعلى ذوقه الممتاز أن يضع أطراف ما يتدفق إليه في هيكل الموضوع الذي بين يديه، ويركزه في مكانه، حتى إذا انتهى أنهى إذن بحثا نافعا كله غذاء ومتاع.
وأعظم به ـ إلى جانب هذه البلاغة ـ متخيرا لآلئ معانيه، وأزياء أفكاره يقدرها تقديرا، ويرصفها رصفا، ويبعث فيها حياة تنبضها بما يريد لها من دلالة في مفهوم أو من منطوق بأوصافه، وإضافاته، وبكل تآليفه المنسوقة المنسجمة.
ثم اعظم به محدثا إذا تشاجن الحديث وتشقق وانساب على سفينة، يمخر العباب، فهناك النكتة البارعة، والطرفة اللامعة، والنادرة الحلوة، والخبر النافع.
من هذا وذاك علقت به النفوس، واجتمع عليه الرأي، فقاد للخير وابتغى المصلحة. وتكاملت له زعامة عامة، يحل منها في شغاف الأفئدة والقلوب، ولم تكن هذه الزعامة مرتجلة مفاجئة، بل كانت عروقها واشجة الأصول، عميقة الجذور، تتصل بالأعلام من آبائه، والغر من أعمامه وأخواله، ثم صرفت هذا الميراث الضخم يده البانية، فأعلت أركانه ومدت شطآنه وخلجانه.
بيته :
فبيته في ذرى عاملة، مطنب مضروب، للقرى والضيفان، تزدحم فيه الوفود، وتهدى إليه الحشود اثر الحشود، ويصدر عنه الكروب بالرفد المحمود، وهو قائم في تيار الموجتين المتعاكستين بالورد والصدر، هشاشا طلق المحيا لا يشغله تشييع الصادر، عن استقبال الوارد، ولا يلهيه حق القائم عن حقوق القاعد، ولكنه يجمع الحقوق جميعا ويوفق بينها، فيوزعها عادلة متناسبة.
ولأريحيته الكريمة جوانب انفع من هذا الجانب، وابعد اثر، فهو مفزع يأوي إليه المحتاجون والمكروبون، وملجأ يلوذون به في الملمات يستدفعون به المكاره، حين تضيق بها صدور الناس، وتشتد بهم آلامها، فإذا طفت بيته، رأيت ألوان الغايات، تدفع بألوان من المحتاجين إليه، المعولين عليه في مختلف أحوالهم، وأوضاعهم الخاصة والعامة، مما يتصل بدينهم أو دنياهم، وتراه قائما بين هؤلاء وهؤلاء، يجودهم بنفحاته العلوية، ويغدق عليهم من أريحيته الهاشمية، ويبذل لهم من روحه وراحته ما يملأ به نفوسهم مرحا وسرورا، ثم لا يسألهم على ذلك جزاء ولا شكورا.
خدماته :
أما خدماته المناضلة ضد الاستعمار الأجنبي فحدث عنها ولا حرج ولا يتسع مجالنا هذا لتفصيل القول في ذلك النضال، إن خدماته العظيمة في العهد التركي، ثم في العهد الفرنسي، ثم في أيام الاستقلال، كانت امتدادا لحركات التحرير، وارتقاء بها نحو كل ما يحقق العدل ويوطد الأمن، وينعش الكافة على أن السلطات في العهود كلها لم تأل جهدا في مقاومته، ومناوأة مشاريعه بما تقاوم به السلطات الجائرة من الدس والاضطهاد وقتل المصالح، ولعل المحن التي كابدها هذا الإمام الجليل في سبيل إسعاد قومه، لم يكابد نارها إلا أفذاذ من زعماء العرب وقادتهم، ممن ابلوا بلاءه وعانوا عناءه.
وناهيك بما فاجأته به سلطة الاحتلال الفرنسي حين ضاقت به ذرعا، إذ أوعزت إلى بعض جفاتها الغلاظ باغتياله. واقتحم ابن الحلاج عليه الدار في غرة، وهو بين أهله وعياله، دون أن يكون لديه احد من أعوانه ورجاله، ولكن الله سبحانه وتعالى أراد له غير ما أرادوا، فكف أيديهم عنه، ثم تراجعوا عنه صاغرين يتعثرون بأذيال الفشل والهوان، وما يكاد يذيع نبأ هذه المباغتة الغادرة في عاملة، حتى خفت جماهيرهم إلى صور، تزحف إليها من كل صوب وحدب، لتأتمر مع سيدها فيما يجب اتخاذه من التدابير إزاء هذا الحدث، غير إن السيد صرفهم بعد أن شكرهم، واجزل شكرهم، وارتأى لهم أن يمروا بالحادث كراما.
ثم تلا هذا الحادث أحداث وأحداث اتسع فيها الخرق، وانفجرت فيها شقة الخلاف، حتى أدت إلى تشريد السيد بأهله ومن إليه من زعماء عاملة إلى دمشق، وقد وصل إليها برغم الجيش الفرنسي الذي كان يرصد عليه الطريق، إذ كانت السلطة الغاشمة تتعقبه بقوة من قواتها المسلحة لتحول بينه وبين الوصول إلى دمشق، وحين يئست من القبض عليه، عادت فسلطت النار على داره في (شحور) فتركتها هشيما تذروه الرياح، ثم احتلت داره الكبرى الواقعة في (صور) بعد أن أباحتها للأيدي الأثيمة، تعيث بها سلبا ونهبا، حتى لم تترك فيها غاليا ولا رخيصا، وكان أوجع ما في هذه النكبة تحريقهم مكتبة السيد بكل ما فيها من نفائس الكتب، ومنها تسعة عشر مؤلفا من مؤلفاته، كانت لا تزال خطية إلى ذلك التاريخ.
في دمشق :
وظل في دمشق تجيش نفسه بالعظائم وتحيط به المكرمات، في أبهة من نفسه، ومن جهاده، ومن إيمانه، وكان في دمشق يومئذ مداولات ملكية، واجتماعات سياسية، وحفلات وطنية، تتبعها اتصالات بطبقات مختلفة من الحكومة والشعب، كان السيد في جميعها زعيما من زعماء الفكر، وقائدا من قادة الرأي، ومعقدا من معاقد الأمل في النجاح.
وله في هذه الميادين مواقف مذكورة، وخطابات محفوظة، سجلها له التاريخ بكثير من الفخر والإعجاب.
ولم يكن بد من اصطدام العرب بجيش الاحتلال، فقد كانت الأسباب كلها مهيأة لهذا الاصطدام، حتى إذا التقى الجمعان في (ميسلون) واشتبكا في حرب لم يطل أمدها، ودارت الدائرة على العرب لأسباب نعرض عنها.
غادر السيد دمشق إلى فلسطين ومنها إلى مصر بنفر من أهله، بعد أن وزع أسرته في فلسطين بين الشام، وبين أنحاء من جبل عامل، في مأساة تضيف أدلة إلى الأدلة على لؤم، فقد ظل ثقل من أهله الذين ذهبوا إلى (عاملة) ليالي وأياما لا يجدون بلغة من العيش يحشون بها معد صغارهم الفارغة، على أنهم يبذلون من المال أضعاف القيمة، ويبسطون أكفهم بسخاء نادر، وأخيرا لم يجدوا حلا بغير توزيع قافلتهم في الأطراف المتباعدة، بين من بقي من أوليائهم وأصدقائهم على شيء من الوفاء أو الشجاعة.
في مصر :
حين وصل مصر احتفلت به، وعرفته بالرغم من تنكره وراء كوفية وعقال، في طراز من الهندام على نسق المألوف من الملابس الصحراوية اليوم، وكانت له مواقف في مصر وجهت إليه نظر الخاصة من شيوخ العلم، وأقطاب الأدب، ورجال السياسة، على نحو ما تقتضيه شخصيته الكريمة.
ولم يكن هذا أول عهده بمصر فقد عرفته مصر قبل ذلك بثمان سنين، حين زارها في أواخر سنة تسع وعشرين، ودخلت عليه فيها سنة ثلاثين وثلاثمائة وألف هجرية، في رحلة علمية جمعته بأهل البحث، وجمعت به قادة الرأي من علماء مصر، وعقدت فيها بينه وبين شيخ الأزهر يومئذ ـ الشيخ سليم البشري ـ اجتماعات متوالية تجاذبا فيها أطراف الحديث وتداولا جوانب النظر في أمهات المسائل الكلامية والأصولية، ثم كان من نتاج تلك الاجتماعات الكريمة كتاب (المراجعات).
في فلسطين :
وحدثت ظروف دعته إلى أن يكون قريبا من عاملة، فغادر مصر في أواخر سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة وألف هجرية إلى قرية من فلسطين تسمى (علما) تقع على حدود جبل عامل، وفي هذه القرية هوى إليه أهله وعشيرته، ولحق به أولياؤه المشردون في هذا الجهاد الديني الوطني، فكانوا حوله في القرى المجاورة. وكان في (علما) كما يكون في جبل عامل من غير فرق كأنه غير مبعد عن داره وبلده، يتوافد إليه الناس من قريب ومن بعيد، ولا يكاد يخلو منزله من أفواج الناس، فيهم الضيوف، وفيهم طلاب الحاجات، وفيهم رواد القضاء، والفقه، وفيهم من تستدعه الحياة السياسية أن يعرف ما عند السيد من وجه الرأي.
وانسلخت شهور في (علما) تصرفت فيها الأمور تصرفا يرضي السيد بعض الرضا، وأبيح للسيد أن يعود إلى عاملة بعد مفاوضات أدت إلى العفو عن المجاهدين عفوا عاما، والى وعد من السلطة بإنصاف جبل عامل، وإنهاضه، وإعطائه حقوقه كاملة.
العودة :
وحين اطمأنت نفسه بما وعدته به السلطة، عاد إلى جبل عامل، ولم تسمح نفسه بأن يعود والمجاهدون مبعدون، لذلك جعل بيروت طريق عودته ـ وطريقه بعيدة عنها ـ ليستنجز العفو العام عن المجاهدين، وكذلك كان، فانه لم يخرج من بيروت حتى كان المجاهدون في حل من الرجوع إلى وطنهم وأهليهم.
ولعل جبل عامل لم يشهد يوما أبهج ولا احشد من يوم عودته، ولعله لن يشهد يوما كهذا اليوم، يحشر فيه الجبل من جبله وساحله، في بحر من الناس يموج بعضه فوق بعض، وتطفوا فوقه الأعلام رفافة بالبشر، منحنية بالتحية، والهتاف، مجلجلة كجلجة الرعد.
ويبدأ من ذلك اليوم موسم للشعر، تفتقت فيه القرائح العاملية عن ذخائر ممتعة من الأدب العالي، وتفتحت سلائقهم عن اصدق العواطف، وأسمى المشاعر تنبض بها قوافيهم تهز المحافل في إبداع وتجويد، صباح، مساء، ولقد امتد هذا الموسم الأدبي زمنا طويلا اجتمع في أيامه ولياليه ضخم القيمة، ضخم الحجم، يمكن اعتباره مصدرا لتاريخ الفكر والسياسة في جبل عامل خلال هذه الفترة.
منزلته في العالم الإسلامي:
ترتسم على كل أفق من آفاق هذا العالم الإسلامي، أسماء معدودة لرجال معدودين، امتازوا بمواهب وعبقريات، رفعتهم إلى الأوج الأعلى من آفاقهم، فإذا أسماؤهم كالنجوم اللامعة تتلألأ في كبد السماء.
أما الذين ترتسم أسماؤهم في كل أفق من تلك الآفاق، فقليل، وقليل هم، وليسوا إلا أولئك الذين علت بهم الطبيعة، فكان لهم من نبوغهم النادر ما يجعلهم أفذاذا في دنيا الإسلام كلها، ومن هؤلاء الأفذاذ سيدنا شرف الدين فقد شاءت الإرادة العليا أن تبارك علمه وقلمه، فتخرج منهما للناس نتاجا من أفضل النتاج، وبهذا استحق أن يتصدر مجلس الخاصة في العالم الإسلامي اليوم.
حياته العلمية:
وقد يلوح مما قدمنا أن المشاكل الاجتماعية المتراكمة من حوله، تصرفه عن النظر في حياته العلمية، وتزحزحه عن عمله الفني. والواقع إن رجلا يمنى بما مني به (سيدنا) ينصرف عادة عما خلق له من علم وتأليف، فإن ما يحيط به من المشكلات يضيق بالنظر في أمر المكتبة، والكتابة، لولا بركة وقته، وسعة نفسه، وقدرة ذهنه.
فهو ـ على حين انه يوفي حق تلك المشكلات الشاغلة ـ يوفي حق علمه فيبلغ من المكتبة نصيب الذي تحتاجه حياته العلمية، وهو منذ ترك النجف الاشرف على اتصال مستمر بالبحث والمطالعة والكتابة والمناظرة. يخلو كل يوم في فتراته إلى مكتبته يستريح إلى ما فيها من موضوعات، وينسى من وراءها من حياة مرهقة لاغبة.
مؤلفاته
وليس أدل على هذا من إنتاجه، هذا الإنتاج الغزير الثري النبيل. وإن مؤلفاته لتشهد بأنه من الحياة العلمية، كمن ينصرف إليها، ولا يشغل بغيرها، وأدل ما يدل منها على ذلك، كيفية مؤلفاته لا كميتها، فهي وإن كانت كثيرة حتى بالقياس إلى رجل يتفرغ إليها، فإنها من الاصالة، والعمق، والاستيعاب، حيث لا تدل على إن مؤلفها رجل يمتحنه الناس بتلك المشاغل، ويبتلونه بما عندهم من مشاكل، فهي بما فيها من قوة، ومتانة، وغور، ونحت وتفكير، أدل على اتصاله الدائم بحياته العلمية من جهة، وأدل على فضله وخصوبة سليقته، من جهة أخرى.
بهذا الميزان يرجح علم الرجل وفضله، ثم يرجح به امتياز ما كتب، وهو امتياز قليل النظير، فإن المؤلفين المكثرين، كثيرا ما تظهر عليهم السطحية، ويميز كتبهم الحشو، أما السيد شرف الدين فليس فيما قرأنا من مؤلفاته مبتذل سطحي، ولا رخيص سوقي، بل كل ما كتب أنيق رقيق، رفيع عميق، يجمع بين سمو الفكر وترف اللفظ، وهو ما أشرنا إليه في صدر كلامنا من كونه حريصا على المزاوجة بين علمه وفنه، فإذا قرأت فصلا علميا خالصا خلت ـ لقوة أسلوبه ونصاعته ـ أنك تقرأ فصلا أدبيا يروعك جماله المستجمع لكل العناصر الأدبية.
على أنا حين نتجاوز هذه النقطة، فمؤلفاته كثيرة من حيث الكمية أيضا، وهذا يضاعف القيمة،
إنه يدل على ملكة خصبة أصيلة لا يؤخرها أشد العوائق عن الإتقان، وإنها لتثبت له بطولة فكر، واليك ثبتا بآثار هذه البطولة:
1 ـ المراجعات:
هذا نموذج صادق لما كتب، طبع في مطبعة العرفان بصيداء سنة 1355 ونفدت نسخه، وترجم إلى اللغة الفارسية، واللغة الإنكليزية، واللغة الاوردية أيضاً.
2 ـ الفصول المهمة في تأليف الأمة:
كتاب من أجل الكتب الإسلامية، يبحث مسائل الخلاف بين السنة والشيعة على ضوء (الكلام) والعقل والاستنتاج والتحليل. تم تأليفه سنة 1327 هـ، وطبع مرتين بصيدا ـ جبل عامل ـ زاد فيه بالطبعة الثانية سنة 1347 هـ، والفصول المهمة يغنيك عن مكتبة كاملة في موضوعه. يقع في 192 صفحة قطع النصف.
3ـ أجوبة مسائل موسى جار الله:
كتاب على صغر حجمه، عظيم الاحاطة واسع المعلومات، وهو كما يدل عليه اسمه، أجوبة عن عشرين مسألة سأل بها موسى جار الله علماء الشيعة، وهو يظن إن فيها شيئا من الإحراج، كتكفير الشيعة، لبعض الصحابة، ولعنهم، وكنسبة القول بتحريف القرآن للشيعة، ونسبة تحريم الجهاد إليهم أيضا، وكمسائل البداء والمتعة والبراءة والعول وما إلى ذلك، فكانت أجوبة من أشدّ ما يكون، تستقي من العلم والتوفر، وتقوم على البرهان والمنطق فلا تترك أثرا للشك، ولها مقدمة في الدعوة إلى الوحدة، وخاتمة في جهل السائل بكتب الشيعة، وفي بعض ما في كتب السنة من أخلاط. يقع في 152 صفحة من القطع الصغير، طبع في مطبعة العرفان بصيدا سنة 1355 هـ 1936 م.
4 ـ الكلمة الغراء في تفضيل الزهراء:
تقع في 40 صفحة من قطع النصف طبعت مع الفصول المهمة في الطبعة الثانية، وهي من أعمق الدراسات وأصحها منهجا واستنتاجا.
5 ـ المجالس الفاخرة في مآتم العترة الطاهرة:
طبع منها المقدمة وتقع في اثنين وسبعين صفحة بقطع النصف يشرح فيها فلسفة المآتم الحسينية وأسرار شهادة الطف شرحا دقيقا رائعا.
6 ـ أبو هريرة:
طبع سنة 1365 هـ، بمطبعة العرفان في صيدا وهو نسق جديد في التأليف وفتح في أدب التراجم بطراز المستوعب المحلل، ولعله من اجل ما تخرجه المطابع الحديثة بحثا وعمقا وأسلوبا. يبحث حياة أبي هريرة وعصره وظروفه وعلاقاته وأحاديثه وعناية الصحاح الست بروايته على ضوء العلم والعقل.
7 ـ بغية الراغبين:
(مخطوط) كتاب عائلي خاص يؤرخ لشجرة (شرف الدين) ومن يتصل بهم من قريب، وهو كتاب ضخم جليل ممتاز في أدب التراجم بطريقته الخاصة، وتنسيقه المتقن، وربما ترجم بعض الأعلام من أساتذة المترجمين في الكتاب وتلامذتهم وقد يترجم عصورهم وظروفهم، وبهذا تقف منه على كتاب أدبي ممتع رائع، بل انه تاريخ أجيال، بتاريخ رجال.
8 ـ فلسفة الميثاق والولاية:
وهي رسالة فذة في موضوعها، طبعت في صيدا سنة 1360 هـ.
9 ـ ثبت الإثبات في سلسلة الرواة:
ذكر فيه شيوخه من أعلام أهل المذاهب الإسلامية بكل متصل الإسناد بالنبي (صلى الله عليه وآله) وبالأئمة (عليه السلام).
10 ـ مسائل خلافية:
في بعض الفروع تكلم فيها على المذاهب الخمسة طبعت في مطبعة العرفان بصيدا سنة 1370 هـ.
11 ـ رسالة كلامية:
حول الرؤية طبعت بصيدا سنة 1371 هـ. طبع معها ـ فلسفة الميثاق والولاية ـ طبعة ثانية.
12 ـ كتاب إلى المجمع العلمي العربي بدمشق:
طبع بصيدا سنة 1369 هـ، بحث فيه مع رئيس المجمع الأستاذ كرد علي وناقشه الحساب فيما نسبه إلى الامامية متجنيا عليهم.
13 ـ الاجتهاد مقابل النص.
14 ـ شرح التبصرة في الفقه على سبيل الاستدلال:
خرج منه ثلاثة مجلدات تتضمن كتب الطهارة والقضاء والشهادات والمواريث.
15- تعليقة على الاستصحاب من رسائل الشيخ:
في الأصول ومجلد واحد.
16- رسالة في منجزات المريض.
17- سبيل المؤمنين ـ في الإمامة ـ يقع في ثلاثة مجلدات.
18- النصوص الجلية في الإمامة أيضا فيه أربعون نصا اجمع على صحتها المسلمون كافة، وأربعون من طرق الشيعة مجلوة بالتحليل والفلسفة.
19- تنزيل الآيات الباهرة في الإمامة وهو مجلد واحد يبتني على مائة آية من الكتاب نزلت في الأئمة بحكم الصحاح.
20- تحفة المحدثين فيما اخرج عنه الستة من المضعفين وهو كتاب بكر في الحديث لم يكتب مثله من قبل.
21- تحفة الأصحاب في حكم أهل الكتاب.
22- الذريعة رد على بديعة النبهاني.
23- المجالس الفاخرة أربعة مجلدات، الأول في السيرة النبوية، والثاني في سيرة أمير المؤمنين والزهراء والحسن، والثالث في الحسين، والرابع في الأئمة التسعة (عليهم السلام).
24- مؤلفو الشيعة في صدر الإسلام، نشر بعض فصوله في مجلة العرفان بصيدا.
25- بغية الفائز في نقل الجنائز، نشر أكثرها في العرفان.
26- بغية السائل عن لثم الأيدي والأنامل، رسالة علمية أدبية، فكاهية، فيها ثمانون حديثا من طريقنا وطريق غيرنا.
27- زكاة الأخلاق، نشرت العرفان بعض فصوله.
28- الفوائد والفرائد كتاب جامع نافع.
29- تعليقة على صحيح البخاري.
30- تعليقة على صحيح مسلم.
31- الأساليب البديعة في رجحان مآتم الشيعة يبتني على الأدلة العقلية والنقلية.
ومؤلفاته كلها تمتاز بدقة الملاحظة، وسعة التتبع وشمول الاستقصاء وصحة الاستنتاج، وشدة الصقل، وأمانة النقل وترابط الجزاء.
ثقافته :
ولعلك ألممت بنواحي ثقافته من مؤلفاته، ومما حدثناك عنه في هذه الكلمة، فهو ـ كما علمت ـ أسس، وقام بناؤه في النجف الاشرف، فكان إماما في اللغة وعلوم العربية وآدابها، والمنطق، والتاريخ، والحديث، والتفسير، والرجال، والرواية والأنساب، والفقه والأصول، والكلام، وما يتصل بهذه العلوم من روافد.
هو بالعلوم الإسلامية وما إليها فارس معلم، لا يجارى في حلباتها، ولا يلحق في مضاميرها، ويمتاز بالإضافة إلى ذلك بأدبه القوي الحافل، وبما يتصل به من الأسرار النفسية والاجتماعية والنقد. له في ذلك سليقة ملهمة وملكة قوية ترافقان حديثه وقلمه، محاضرة وخطابة، تأليفا وكتابة، أنه على الإجمال أفضل صورة للعالم الإسلامي الضليع الجامع.
أخلاقه ومواهبه :
هو طويل الأناة، ثقيل الحصاة، واسع الصدر لين الطبع، قوي القلب مهاب، له روعة في النفس، وتأثير يدفعانك لاحترامه وحبه وإن جهلته.
وهو شديد الشكيمة في الحق متوقد الحماسة للدين، لا يعرف هوادة ولا لينا حين تهب بادرة للبغي أو الباطل، على انه متواضع كريم هش.
وللإنصاف في نفسه موضع يسوي بين القريب والبعيد، الحق رائده. فلا يمنعه حبه لأحبائه من إقامتهم على العدل، ولا يمنعه أنصافه ـ وهو يحكم ـ من الاحتفاظ بالحب في زوايا نفسه لمن يحب، ومن هنا كان العدو والصديق عنده سيان في الحكم على ما يأتيان من حسن أو قبح، في آثارهما وافعالهما.
ومن هنا أيضا كان قدوة: في الورع وصفاء النفس، ونقاء الضمير، وقول الحق، وإلى جانب هذا كله له رأي حصيف، ونظر بعيد، يسبر أغوار الناس ويصل إلى حقائق الأمور وأعماقها، فلا يخدع من حال، ولا يغش في ظاهر، ولا يفتل عن صواب ولا يغر في رياء.
يعنى بأقدار الناس، ويوفيهم فوق ما يستحقون، ويشجعهم على إيتاء الخير، ويرهف الناشئة العلمية للإتقان والتجويد، فيبالغ لهم في الاستحسان، ويكيل لهم من الكلم الطيب، والنوال الكريم، ما يدفعهم إلى ما يرمي إليه من تقدمهم.
ولعله لهذه الخلال الكريمة أثرا في صفاء مواهبه، وقوة تأثيره، وصدق كفاياته، فهو من أفصح الناطقين بالضاد حين يتحدث، وأبلهم ريقا حين يخطب، ومن أنفذ الناس للنفس حين يعظ، واحكمهم بالقضاء وأعدلهم بالحكم وأبينهم بالحجة، وأفقههم بالحياة.
أسفاره :
في سنة ألف وتسع وعشرين وثلاثمئة وألف هجرية زار مصر زيارة علمية، كما حدثناك، اجتمع فيها بأفذاذ الحياة العقلية في مصر، وعلى رأسهم الشيخ سليم البشري المالكي شيخ الجامع الأزهر في عصره، وأنتجت اجتماعاته به، ومراسلاته له كتاب (المراجعات).
وفي حوالي سنة 1328 هـ. زار المدينة المنورة، وتشرف بأعتاب النبي (صلى الله عليه وآله) وضرائح أئمة البقيع (عليه السلام).
وفي ثمان وثلاثين كانت الهجرة الدينية السياسية التي عرفت شيئا من حديثها وفيها زار دمشق ومصر وفلسطين، وفي كل هذه البلاد كانت له فوائد علمية ومحاضرات قيمة، وفي سنة 1340 هـ حج البيت من طريق البحر، في عهد المغفور له الملك حسين، وحج معه خلق كثير من جبل عامل في ذلك الموسم، وكان الموسم في ذلك العام من احفل مواسم الحج وأكثرها ازدحاما وإقبالا على هذه الفريضة ولعل مكة لم تشهد مثل هذه الموسم منذ عهد بعيد، وكان في الحجيج تلك السنة كثير من الأعلام من علماء وزعماء من مختلف الأقطار، وكان السيد أبرزهم بين تلك الجموع اسماً، وأعلاهم مكانة، وأرفعهم بيتا واسخاهم كفا.
وهو أول عالم شيعي أم هذه الجماهير الضاغطة المزدحمة في المسجد الحرام بمكة المشرفة، وهي أول مرة تقام فيها الصلاة وراء إمام شيعي على هذا النحو العلني تجتمع فيه الألوف معلنة في غير تقية.
ومن هنا كان حجه مشهورا يتحدث عنه الناس في سائر الأقطار الإسلامية، وقد احتفى به الملك الحسين بن علي أجمل احتفاء وأفضله، واجتمعا أكثر من مرة وغسلا معا الكعبة.
وفي أواخر سنة 1355 هـ، زار أئمة العراق، وجدد العهد بأهله وأرحامه، واستقبله يوم وروده الوزراء والأعيان والزعماء، وعلى رأس الجميع سماحة السيد محمد الصدر من بغداد إلى جسر الفلوجة، في ارتال من السيارات، واستقبل في كربلاء وفي النجف الاشرف باستقبالات علمية وشعبية رائعة فخمة قليلة النظير. وأكاد اسمعه يهتف حين اقبل على مرابع صباه وشبابه:
واجهشت للتوباد حين رأيته *** وكبر للرحمن حين رآني
وطبيعي أن يجهش هو شوقا إلى هذه المعاهد الأنيسة، وان تكبر هي ترحيبا به وفرحا بإقباله بعد فراق امتد أمده سنين طوالا. فكانت حفلات زاهرة زاهية، قد بعد العهد به عن مشاهدها وأعلامها.
وكانت اجتماعاته بالأعلام من أهل العلم، ورجال البحث، آهلة بالفرائد، في مختلف فروع العلم، وشتى مسائله.
وتابع من العراق سفره إلى إيران، فتشرف بزيارة الإمام الرضا (عليه السلام)، وعرج في طريقه على قم وطهران وغيرهما من مدن إيران، ولقي في جميع تلك المدن من مراسيم الحفاوة ما تفرضه شخصيته المحبوبة العظيمة.
آثاره وإنشاءاته:
أفتتح أعماله الإنشائية بوقف حسينية، أعدها ليجتمع إليها الناس في مختلف الأوقات والظروف والدواعي، يعظمون فيها الشعائر، ويتلقون فيها دروس الوعظ والإرشاد، ويقيمون فيها الصلاة، فلم يكن للشيعة مسجد في مدينة صور يوم جاءها السيد، لذلك تملك دارا، ثم وقفها حسينية في بدء التأسيس، ثم حين سنحت الفرصة انشأ مسجدا من أضخم المساجد بناء، وأجملها هيكلا له قبتان عظيمتان، ومنارة شامخة، وباحة رائعة أمام إيوان واسع، يتصل بأبواب المسجد الرحب، ويقوم في وسطه عمودان من الآثار الفينيقية، يحملان القبتين، وخلف المسجد مما يلي المحراب فناء كبير يتصل بخارج البلد.
وحين تم هذا المسجد الجامع العظيم، بدأ بإنشاء ما كان يشغل تفكيره من قديم، أعني إنشاء مدرسة حديثة تمثل مبدأه التربوي في كلمته السائرة (لا ينشر الهدى إلا من حيث انتشر الضلال ). على إن النهوض بشعب بادئ خاضع للسلطات الإقطاعية، معرض للصدمات، ممتحن بالعراقيل، لذلك جاء مشروعه الضخم هذا على مراحل.
انشأ في أولى المراحل، على مدخل المدينة، ستة مخازن، وشيد على سطحها دارا واسعة مراعيا فيها أن تكون يوما ما المدرسة المرجوة، لكن إنجاز هذا المشروع لم يكن يومئذ ممكنا لمعارضة كانت من السلطة ومن يمشي في ركابها من ذوي المصالح الفردية، وبهذا اضطر إلى الاكتفاء يومئذ بهذا القد ينتظر الفرصة المواتية.
وكانت فترة استجمام طويلة نشط بعدها سنة 1357 هـ، فإذا الدار هي المدرسة الجعفرية المثلى، وقد أضاف إليها في الدور الأول مسجدا خاصا بالمدرسة وطلابها، ورفع على سطحه بناء آخر يماثل المدرسة أضيف إليها أيضا، فكانت المدرسة بذلك مؤلفة من نحو خمس عشرة غرفة عدا الأبهاء والساحات.
رفع من الجهة الأخرى ناديا فريدا، سماه (نادي الإمام جعفر الصادق)، طوله اثنان وعشرون مترا ونصف المتر، وعرضه خمسة عشر مترا ونصف المتر، وقد أعده للاحتفالات والمواسم العلمية والدينية والاجتماعية والمدرسية. ثم أسس بعد كل ذلك مدرسة للإناث في سنة أحدى وستين هجرية وهي تتوخى ما توخته مدرسة الذكور من التوفيق في التربية بين المناهج الصالحة الضامنة لحياة أمثل وأفضل.
أما الكلية اليوم فقد نمت نموا مباركا بفضل الله تعالى وعناية سيدنا، قدس الله سره، وإخلاص ولده السيد جعفر الذي عهد بها إليه منذ نشأتها، فانكب على خدمتها بشبابه ونشاطه حتى سما بها فأوصلها إلى رتبة أرقى المدارس، فهي اليوم تناهض أرسخ المعاهد قدما، وتسمو على أمثالها.
وفاته:
كانت يوم الاثنين 30 كانون الأول سنة 1957 الموافق في 8 جمادى الثانية سنة 1377 هـ، ثم دفن بناء على وصية منه في النجف الاشرف بجوار جده الإمام علي بن أبي طالب داخل الصحن في أحدى الغرف المحيطة بالضريح.[/align]
اللهمّ عرّفني نفسك، فإنّك إنْ لم تعرّفني نفسَك لمْ أعرف نبيّك، اللهمّ عرّفني رسولك، فإنّك إنْ لم تعرّفني رسولك لم أعرفْ حجّتك، اللهمّ عرّفني حجّتك، فإنّك إنْ لم تعرّفني حجّتك ضلَلتُ عن ديني
حياة السيد عبد الحسين شرف الدين (قدس سره)
المشرف: يالثارات الزهراء
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 3584
- اشترك في: الأربعاء فبراير 04, 2009 3:36 pm
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 27275
- اشترك في: الاثنين يناير 26, 2009 6:25 pm
Re: حياة السيد عبد الحسين شرف الدين (قدس سره)
[align=center][font=Traditional Arabic]اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم و ارحمنا بهم يا كريم ,,
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أختي الكريمة شكرا لك على هذا الطرح ,
وفقك الله .[/font][/align]
-
- المدير الإداري
- مشاركات: 49873
- اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 23, 2008 1:36 pm
- الجنس: فاطمية
Re: حياة السيد عبد الحسين شرف الدين (قدس سره)
[align=center][font=Traditional Arabic] بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ
ياغياث المستغيثين أغثني بصاحب الطلعة البهية المنتظر المهدي أدركني
الله يعطيك العافية أختي الكريمة
ام حنان [/font][/align]
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ
ياغياث المستغيثين أغثني بصاحب الطلعة البهية المنتظر المهدي أدركني
الله يعطيك العافية أختي الكريمة
ام حنان [/font][/align]
يقينا كله خير
-
- عضو موقوف
- مشاركات: 49213
- اشترك في: السبت أكتوبر 04, 2008 5:03 pm
- مكان: في قلب منتداي الحبيب
Re: حياة السيد عبد الحسين شرف الدين (قدس سره)
[align=center][font=Traditional Arabic]اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
بوركت الايادي على الطرح
جعله الله في ميزان حسناتك[/font][/align]
بوركت الايادي على الطرح
جعله الله في ميزان حسناتك[/font][/align]
( حسبي الله ونعم الوكيل )
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 33196
- اشترك في: السبت أغسطس 15, 2009 6:47 pm
- مكان: قلب هجــر الحبيبة
Re: حياة السيد عبد الحسين شرف الدين (قدس سره)
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واهلك اعداءهم يا كريم
أختي الكريمة / ام حنان
بارك الله فيكِ ، ووفقكِ
دمتِ سالمة
أختي الكريمة / ام حنان
بارك الله فيكِ ، ووفقكِ
دمتِ سالمة
[align=]يا غياث المستغيثين أغثني بـ قالع باب خيبر علي بن أبي طالب أدركني[/align]