اللهمّ عرّفني نفسك، فإنّك إنْ لم تعرّفني نفسَك لمْ أعرف نبيّك، اللهمّ عرّفني رسولك، فإنّك إنْ لم تعرّفني رسولك لم أعرفْ حجّتك، اللهمّ عرّفني حجّتك، فإنّك إنْ لم تعرّفني حجّتك ضلَلتُ عن ديني
التسبيح
المشرف: أنوار فاطمة الزهراء
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 533
- اشترك في: الثلاثاء نوفمبر 03, 2009 8:11 pm
- مكان: كل أرض كربلاء
التسبيح
[align=center]للعلامة الشيخ عبدالمنعم الكاظمي
وبمناسبة كلمة - فسبح جبريل - يجدر بي أن أبحث بحثاً شيقاً يستفيد منه القراء الكرام عن التسبيح ومعناه وأثره في تهذيب النفوس وتكميل العقول :
-التسبيح - لغة وشرعاً هو التنزيه وهو معنى ما ورد في آيات كثيرة من القرآن الكريم كقوله تعالى -
(يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) .
وقوله تعالى ( يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض الملك القدوس العزيز الحكيم )
وقوله تعالى ( سبح لله ما في السماوات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم)
وقوله تعالى ( سبح اسم ربك الأعلى ) .
وقوله تعالى ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً ) .
وقوله تعالى ( تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليماً غفوراً ) .
إلى غير ذلك من الآيات القرآنية التي عبرت عن تنـزيه الله تعالى عن صفات الأمكان والحدوث والمعلولية بكلمة : ( سبح ) ؛ أو ( يسبح ) ؛ أو ( سبحان ) .
وكلمة : سبحان ؛ اسم لمصدر التسبيح ، لأن كل فعل رباعي على وزن فعل - بتشديد العين - يأتي مصدره على وزن تفعيل ؛ مثل كلم تكليما ، وعلم تعليما ، وهذب تهذيبا ، وهكذا ، فمصدر سبح هو : تسبيح ، لا سبحان ، وتكون كلمة ( سبحان ) اسم لهذا المصدر .
كما تكون منصوبة بالفتحة الظاهرة على النون على أنها مفعول مطلق من فعل محذوف تقديره سبح أو اسبح سبحان الله .
كما أن كلمة ( سبحان ) لا تستعمل إلا مضافة إلى اسم ؛ سواء كان الاسم لفظ الجلالة كقولك : سبحان الله ؛ أو إلى ما يدل على الخالق ويختص به كقولك : سبحان رب السماوات والأرض ؛ أو سبحان ربي ؛ أو سبحان ربنا . أو مضافة إلى ضمير يرجع إلى الخالق المتعال كقولك : سبحانك اللهم ؛ أو سبحانه وتعالى . ولكن كلمة - سبحان - صارت من الكلمات المختصة في استعمالها مع أسماء الله تعالى ولا يصح ولا يجوز استعمالها في غير الله تعالى .
ولا شك في أن ( التسبيح ) هو تنزيه الله تعالى عن النقائص ؛ كالشرك والظلم والاحتياج إلى مكان أو زمان ، وبعبارة أشمل وأجمع هو تنزيه الله تعالى عن سائر صفات الممكن والحادث .
تسبيح الموجودات حتى الجمادات
وهذا المعنى هو المقصود والمراد من تسبيح سائر الموجودات التي أوجدها الله تعالى سواء كانت ممن يعقل كالملائكة والإنسان أو كانت من الحيوانات ، أو كانت من النباتات أو كانت من الجمادات .
فكل موجود محتاج في وجوده إلى موجد ، وكل ممكن مفتقر إلى واجب الوجود ، وكل حادث لم يحدث ولن يحدث إلا بفيض الوجود عليه من الخالق المتعال .
فتسبيح الموجودات حتى الجمادات هو افتقارها إلى خالقها ؛ وهو معني تنزيه الخالق عن صفات ا لحاجة والأمكان والحدوث ؛ وهو المقصود من قوله تعالى ( وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم ).
هذا هو ما قاله الحكماء والفلاسفة الإلهيون وقاله المتكلمون أيضاً وإن ذهب بعضهم إلى أن كل شيء له تسبيح في القول حتى الجمادات ولكن لا كقولنا وتعبيرنا ، وهو معنى : ( لا تفقهون تسبيحهم ) .
واستدلوا على ذلك بمعجزة تسبيح الحصى في كف الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله كما ذكر ذلك الماوردي في كتابه أعلام النبوة : من أن مكرزاً العامري أتاه فقال هل عندك من برهان نعرف به أنك رسول الله صلى الله عليه وآله فدعا صلى الله عليه وآله بتسع حصيات فسبحن في يده فسمع نغماتها من جوفها . وقد أشار الحلّبي في معجزة - تسبيح الحصى - في سيرته ج3ص319
كما أن كثيراً من المتكلمين ذكروا معجزة نطق الجمادات واستدلوا عليه بما روى أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : إني لأعرف حجراً بمكة كان يسلم علي قبل أن أبعث إني لأعرفه الآن .
وقالوا أنه هو الحجر الأسود .
وبما روى عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال :
كنت مع النبي صلى الله عليه وآله بمكة فخرجنا في بعض نواحيها فما استقبله جبل ولا شجر إلا وهو يقول : السلام عليك يا رسول الله .
ذكر ذلك جملة من الرواة والمؤرخين ومنهم الحلّبي في سيرته ج1 ص245-246 .
وعلى كل حال فإن التسبيح في الجمادات وسائر المخلوقات حاصل ومتحقق ، إذ هو اعتراف كل موجود بخالقه وهو تسبيح وتنزيه منها للخالق المتعال عن سائر صفات النقص والحاجة والحدوث والإمكان ، سواء كان تسبيحها باللفظ والمقال على اختلاف أقوالها ونطقها أو كان تسبيحها بالواقع والحال فمعنى التسبيح : هو تنزيه الخالق المتعالى ذاتاً وصفات وأفعالاً من كل ما ينافي وجوب وجوده وتوحيده في الذات والصفات والأفعال .
لذا اهتم الشارع المقدس بجعل التسبيح في الصلوات فيقول المصلي في ركوعه : سبحان ربي العظيم وبحمده ؛ وفي سجوده : سبحان ربي الأعلى وبحمده ؛ وفي ما زاد على الركعتين يقرأ التسبيحات الأربع : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر .
كل ذلك لتوجيه المسلمين والمؤمنين بل سائر الناس إلى توحيد الله تعالى بأعلى مراتب التوحيد وتنزيهه عن سائر صفات النقص والإمكان والحدوث .
ويكفي في فضل التسبيح - الذي ورد في كثير من الآيات والأحاديث - آية واحدة ، هي قوله تعالى :
( وإن يونس لمن المرسلين * إذ أبق إلى الفلك المشحون * فساهم فكان من المدحضين * فالتقمه الحوت وهو مليم * فلولا أنه كان من المسبحين * للبث في بطنه إلى يوم يبعثون ) .
فإن يونس النبي (ص) أبق - أي فر وانهزم - من قومه إلى السفينة خشية نزول العذاب عليهم وهو بين ظهرانيهم وصعد في السفينة المملوءة والمشحونة بالناس فأشرفت السفينة على الغرق فقالوا - لنطرح واحداً منا في البحر كي تنجوا السفينة وقرروا استعمال السهام للقرعة ، فساهم يونس عليه السلام معهم فخرجت السهام عليه ثلاث مرات ، فألقوه في البحر وقيل - هو ألقى نفسه في البحر ، فالتقمه وابتلعه الحوت في حالة كان ملوماً على الفرار من قومه ، فأوحى الله تعالى إلى الحوت : أني لم أجعل عبدي رزقاً لك ، وإنما جعلت بطنك مسجداً له . فبقى في بطن الحوت بإعجاز من الله تعالى وقدرته ثلاث أيام وقيل أكثر - إلى أربعين يوماً ثم أخرجه الله تعالى من بطن الحوت وأرسله إلى أهل نينوى في الموصل.
فكان إخراجه حياً من بطن الحوت وعدم لبثه فيها إلى يوم القيامة بسبب تسبيحه لله تعالى وتقديسه وتنزيهه له من صفات الحدوث والإمكان والحاجة .
قال الطبرسي - أعلى الله مقامه - ما نصه :
أي كان من المصلين في حال الرخاء ، فنجّاه الله عند البلاء ، عن قتادة وقيل : كان تسبيحه أنه كان يقول : ( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ) عن سعيد بن جبير رضوان الله عليه ، وقيل : من المسبحين أي من المنزهين لله تعالى عما لا يليق به ولا يجوز في صفته .
التسبيح في رأي الفيلسوف ملا صدرا
وللمرحوم الفيلسوف الكبير الملا صدرا الشيرازي بحث علمي عرفاني في معنى ((التسبيح)) عند تفسيره لسورة الأعلى ( سبح اسم ربك الأعلى ) ؛ فقد جعل التسبيح عشرة مراتب ؛ من أرادها فليراجع تفسيره المطبوع مع كتاب كشف الفوائد للحلي أعلى الله مقامه في شرح قواعد العقائد لنصير الحق والملة الخواجة نصير الدين الطوسي طيب الله ثراه .
ومن كلامه رضوان الله عليه في تفسيره الكبير في تفسير قوله تعالى : ( وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم ) ما نصه :
حقيقة التسبيح وروحها تجريد الذات الإلهية من علائق الأكوان وشوائب الحدثان والإمكان ، وهذا لا يتحصل إلا ممن كان له نحو من التجرد والطهارة . فكل من كان أشد تجرداً ، وأقوى براءة من المواد الكونية ، وأتم تخلصاً عن الغواشي الدنياوية ، فهو أتم تسبيحاً للحق ، لأن كل أحد لا يعتقد شيئاً إلا بما في جوهره وذاته . وهذه الحقيقة لها مراتب .
أولها : مرتبة الذات الأحدية الإلهية ، سبوح قدوس رب الملائكة والروح .
ثانيها : تسبيح الملائكة المقربين ، والعقول المهيمنة ولكل واحد منهم تسبيح واحد مشتمل على أعداد تسبيحات التي دونه .
ثالثها : تسبيح الملائكة السماوية ، ولكل منهم تسبيحات متعددة حسب إعداد الدورات الفلكية والكوكبية ، وإعداد الارتباطات والاتصالات وبالجملة حسب تكرر الحوادث الماضية والآنية التي وقعت لكل كرة منسلكة كما يسبحه في مسلك امتداد الأزمنة والأوقات .
رابعها : تسبيح الملائكة الأرضية والنفوس النطقية مع طبائعها وقواها الطبيعية والسفلية .
خامسها : ذكر الأبدان والأبعاد مع أعضائها وأجزائها ، وكل واحد منها مسبح وذاكر لربه بلسان يخصه بل كل لسان لذكر الحق وتسبيحه بوجه كما ذكره صاحب نصوص الحكم بقوله .
فالكل السنة الحق ناطقة بالثناء عليه ، بل إن شئت قلت : كل واحد تسبيح وذكر لربه والعالم كله أيضاً من جهة الوحدة الطبيعية - كما أثبته المحققون -تسبيح واحد وذكر مفرد لوصف جماله وجلاله ، وسبحة واحدة بوجه آخر يوصف بها كماله تعالى وربوبيته . إلى آخر كلام هذا الفيلسوف العظيم - ملا صدرا - في تفسيره
[/align]
وبمناسبة كلمة - فسبح جبريل - يجدر بي أن أبحث بحثاً شيقاً يستفيد منه القراء الكرام عن التسبيح ومعناه وأثره في تهذيب النفوس وتكميل العقول :
-التسبيح - لغة وشرعاً هو التنزيه وهو معنى ما ورد في آيات كثيرة من القرآن الكريم كقوله تعالى -
(يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) .
وقوله تعالى ( يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض الملك القدوس العزيز الحكيم )
وقوله تعالى ( سبح لله ما في السماوات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم)
وقوله تعالى ( سبح اسم ربك الأعلى ) .
وقوله تعالى ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً ) .
وقوله تعالى ( تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليماً غفوراً ) .
إلى غير ذلك من الآيات القرآنية التي عبرت عن تنـزيه الله تعالى عن صفات الأمكان والحدوث والمعلولية بكلمة : ( سبح ) ؛ أو ( يسبح ) ؛ أو ( سبحان ) .
وكلمة : سبحان ؛ اسم لمصدر التسبيح ، لأن كل فعل رباعي على وزن فعل - بتشديد العين - يأتي مصدره على وزن تفعيل ؛ مثل كلم تكليما ، وعلم تعليما ، وهذب تهذيبا ، وهكذا ، فمصدر سبح هو : تسبيح ، لا سبحان ، وتكون كلمة ( سبحان ) اسم لهذا المصدر .
كما تكون منصوبة بالفتحة الظاهرة على النون على أنها مفعول مطلق من فعل محذوف تقديره سبح أو اسبح سبحان الله .
كما أن كلمة ( سبحان ) لا تستعمل إلا مضافة إلى اسم ؛ سواء كان الاسم لفظ الجلالة كقولك : سبحان الله ؛ أو إلى ما يدل على الخالق ويختص به كقولك : سبحان رب السماوات والأرض ؛ أو سبحان ربي ؛ أو سبحان ربنا . أو مضافة إلى ضمير يرجع إلى الخالق المتعال كقولك : سبحانك اللهم ؛ أو سبحانه وتعالى . ولكن كلمة - سبحان - صارت من الكلمات المختصة في استعمالها مع أسماء الله تعالى ولا يصح ولا يجوز استعمالها في غير الله تعالى .
ولا شك في أن ( التسبيح ) هو تنزيه الله تعالى عن النقائص ؛ كالشرك والظلم والاحتياج إلى مكان أو زمان ، وبعبارة أشمل وأجمع هو تنزيه الله تعالى عن سائر صفات الممكن والحادث .
تسبيح الموجودات حتى الجمادات
وهذا المعنى هو المقصود والمراد من تسبيح سائر الموجودات التي أوجدها الله تعالى سواء كانت ممن يعقل كالملائكة والإنسان أو كانت من الحيوانات ، أو كانت من النباتات أو كانت من الجمادات .
فكل موجود محتاج في وجوده إلى موجد ، وكل ممكن مفتقر إلى واجب الوجود ، وكل حادث لم يحدث ولن يحدث إلا بفيض الوجود عليه من الخالق المتعال .
فتسبيح الموجودات حتى الجمادات هو افتقارها إلى خالقها ؛ وهو معني تنزيه الخالق عن صفات ا لحاجة والأمكان والحدوث ؛ وهو المقصود من قوله تعالى ( وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم ).
هذا هو ما قاله الحكماء والفلاسفة الإلهيون وقاله المتكلمون أيضاً وإن ذهب بعضهم إلى أن كل شيء له تسبيح في القول حتى الجمادات ولكن لا كقولنا وتعبيرنا ، وهو معنى : ( لا تفقهون تسبيحهم ) .
واستدلوا على ذلك بمعجزة تسبيح الحصى في كف الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله كما ذكر ذلك الماوردي في كتابه أعلام النبوة : من أن مكرزاً العامري أتاه فقال هل عندك من برهان نعرف به أنك رسول الله صلى الله عليه وآله فدعا صلى الله عليه وآله بتسع حصيات فسبحن في يده فسمع نغماتها من جوفها . وقد أشار الحلّبي في معجزة - تسبيح الحصى - في سيرته ج3ص319
كما أن كثيراً من المتكلمين ذكروا معجزة نطق الجمادات واستدلوا عليه بما روى أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : إني لأعرف حجراً بمكة كان يسلم علي قبل أن أبعث إني لأعرفه الآن .
وقالوا أنه هو الحجر الأسود .
وبما روى عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال :
كنت مع النبي صلى الله عليه وآله بمكة فخرجنا في بعض نواحيها فما استقبله جبل ولا شجر إلا وهو يقول : السلام عليك يا رسول الله .
ذكر ذلك جملة من الرواة والمؤرخين ومنهم الحلّبي في سيرته ج1 ص245-246 .
وعلى كل حال فإن التسبيح في الجمادات وسائر المخلوقات حاصل ومتحقق ، إذ هو اعتراف كل موجود بخالقه وهو تسبيح وتنزيه منها للخالق المتعال عن سائر صفات النقص والحاجة والحدوث والإمكان ، سواء كان تسبيحها باللفظ والمقال على اختلاف أقوالها ونطقها أو كان تسبيحها بالواقع والحال فمعنى التسبيح : هو تنزيه الخالق المتعالى ذاتاً وصفات وأفعالاً من كل ما ينافي وجوب وجوده وتوحيده في الذات والصفات والأفعال .
لذا اهتم الشارع المقدس بجعل التسبيح في الصلوات فيقول المصلي في ركوعه : سبحان ربي العظيم وبحمده ؛ وفي سجوده : سبحان ربي الأعلى وبحمده ؛ وفي ما زاد على الركعتين يقرأ التسبيحات الأربع : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر .
كل ذلك لتوجيه المسلمين والمؤمنين بل سائر الناس إلى توحيد الله تعالى بأعلى مراتب التوحيد وتنزيهه عن سائر صفات النقص والإمكان والحدوث .
ويكفي في فضل التسبيح - الذي ورد في كثير من الآيات والأحاديث - آية واحدة ، هي قوله تعالى :
( وإن يونس لمن المرسلين * إذ أبق إلى الفلك المشحون * فساهم فكان من المدحضين * فالتقمه الحوت وهو مليم * فلولا أنه كان من المسبحين * للبث في بطنه إلى يوم يبعثون ) .
فإن يونس النبي (ص) أبق - أي فر وانهزم - من قومه إلى السفينة خشية نزول العذاب عليهم وهو بين ظهرانيهم وصعد في السفينة المملوءة والمشحونة بالناس فأشرفت السفينة على الغرق فقالوا - لنطرح واحداً منا في البحر كي تنجوا السفينة وقرروا استعمال السهام للقرعة ، فساهم يونس عليه السلام معهم فخرجت السهام عليه ثلاث مرات ، فألقوه في البحر وقيل - هو ألقى نفسه في البحر ، فالتقمه وابتلعه الحوت في حالة كان ملوماً على الفرار من قومه ، فأوحى الله تعالى إلى الحوت : أني لم أجعل عبدي رزقاً لك ، وإنما جعلت بطنك مسجداً له . فبقى في بطن الحوت بإعجاز من الله تعالى وقدرته ثلاث أيام وقيل أكثر - إلى أربعين يوماً ثم أخرجه الله تعالى من بطن الحوت وأرسله إلى أهل نينوى في الموصل.
فكان إخراجه حياً من بطن الحوت وعدم لبثه فيها إلى يوم القيامة بسبب تسبيحه لله تعالى وتقديسه وتنزيهه له من صفات الحدوث والإمكان والحاجة .
قال الطبرسي - أعلى الله مقامه - ما نصه :
أي كان من المصلين في حال الرخاء ، فنجّاه الله عند البلاء ، عن قتادة وقيل : كان تسبيحه أنه كان يقول : ( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ) عن سعيد بن جبير رضوان الله عليه ، وقيل : من المسبحين أي من المنزهين لله تعالى عما لا يليق به ولا يجوز في صفته .
التسبيح في رأي الفيلسوف ملا صدرا
وللمرحوم الفيلسوف الكبير الملا صدرا الشيرازي بحث علمي عرفاني في معنى ((التسبيح)) عند تفسيره لسورة الأعلى ( سبح اسم ربك الأعلى ) ؛ فقد جعل التسبيح عشرة مراتب ؛ من أرادها فليراجع تفسيره المطبوع مع كتاب كشف الفوائد للحلي أعلى الله مقامه في شرح قواعد العقائد لنصير الحق والملة الخواجة نصير الدين الطوسي طيب الله ثراه .
ومن كلامه رضوان الله عليه في تفسيره الكبير في تفسير قوله تعالى : ( وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم ) ما نصه :
حقيقة التسبيح وروحها تجريد الذات الإلهية من علائق الأكوان وشوائب الحدثان والإمكان ، وهذا لا يتحصل إلا ممن كان له نحو من التجرد والطهارة . فكل من كان أشد تجرداً ، وأقوى براءة من المواد الكونية ، وأتم تخلصاً عن الغواشي الدنياوية ، فهو أتم تسبيحاً للحق ، لأن كل أحد لا يعتقد شيئاً إلا بما في جوهره وذاته . وهذه الحقيقة لها مراتب .
أولها : مرتبة الذات الأحدية الإلهية ، سبوح قدوس رب الملائكة والروح .
ثانيها : تسبيح الملائكة المقربين ، والعقول المهيمنة ولكل واحد منهم تسبيح واحد مشتمل على أعداد تسبيحات التي دونه .
ثالثها : تسبيح الملائكة السماوية ، ولكل منهم تسبيحات متعددة حسب إعداد الدورات الفلكية والكوكبية ، وإعداد الارتباطات والاتصالات وبالجملة حسب تكرر الحوادث الماضية والآنية التي وقعت لكل كرة منسلكة كما يسبحه في مسلك امتداد الأزمنة والأوقات .
رابعها : تسبيح الملائكة الأرضية والنفوس النطقية مع طبائعها وقواها الطبيعية والسفلية .
خامسها : ذكر الأبدان والأبعاد مع أعضائها وأجزائها ، وكل واحد منها مسبح وذاكر لربه بلسان يخصه بل كل لسان لذكر الحق وتسبيحه بوجه كما ذكره صاحب نصوص الحكم بقوله .
فالكل السنة الحق ناطقة بالثناء عليه ، بل إن شئت قلت : كل واحد تسبيح وذكر لربه والعالم كله أيضاً من جهة الوحدة الطبيعية - كما أثبته المحققون -تسبيح واحد وذكر مفرد لوصف جماله وجلاله ، وسبحة واحدة بوجه آخر يوصف بها كماله تعالى وربوبيته . إلى آخر كلام هذا الفيلسوف العظيم - ملا صدرا - في تفسيره
[/align]
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 1406
- اشترك في: الاثنين يناير 25, 2010 7:03 pm
Re: التسبيح
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
جزاك الله كل خير على هذا الطرح الرائع
تحياتي[/align]
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
جزاك الله كل خير على هذا الطرح الرائع
تحياتي[/align]
يا مَنْ يُعْطي مَنْ سَأَلَهُ يا مَنْ يُعْطي مَنْ لَمْ يَسْأَلْهُ
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 714
- اشترك في: الأحد ديسمبر 13, 2009 10:46 pm
- مكان: تحت اقدام مولاتي فاطمة
Re: التسبيح
[align=center]يسلموا اياديك اختي الفاطمية موفقة لكل خير حماكم الله في عيون محمد وال محمد
تقبلي مروري الفاطمي[/align]
-
- عضو موقوف
- مشاركات: 49213
- اشترك في: السبت أكتوبر 04, 2008 5:03 pm
- مكان: في قلب منتداي الحبيب
Re: التسبيح
[align=center][font=Traditional Arabic]بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله بكم..موضوع قيم ومبارك
الله يعطيكِ العافية[/font][/align]
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله بكم..موضوع قيم ومبارك
الله يعطيكِ العافية[/font][/align]
( حسبي الله ونعم الوكيل )
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 10284
- اشترك في: الجمعة يونيو 05, 2009 12:09 am
Re: التسبيح
[align=center]اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
بسم الله الرحمن الرحيم
شكراً لك .. موضوع أكثر من رائع
جزيتم خير الجزاء[/align]
بسم الله الرحمن الرحيم
شكراً لك .. موضوع أكثر من رائع
جزيتم خير الجزاء[/align]
اتَّقُوا ظُنُونَ الْمُؤْمِنِينَ، فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى جَعَلَ الْحَقَّ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ.
-
- المدير الإداري
- مشاركات: 49874
- اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 23, 2008 1:36 pm
- الجنس: فاطمية
Re: التسبيح
[align=center][font=Traditional Arabic] بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ
ياغياث المستغيثين أغثني بصاحب الطلعة البهية المنتظر المهدي أدركني
الله يعطيك العافية أختي الكريمة
غدير الأمارات
جمعة مباركة[/font][/align]
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ
ياغياث المستغيثين أغثني بصاحب الطلعة البهية المنتظر المهدي أدركني
الله يعطيك العافية أختي الكريمة
غدير الأمارات
جمعة مباركة[/font][/align]
يقينا كله خير
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 21539
- اشترك في: الاثنين يوليو 13, 2009 10:32 pm
- مكان: حيثُ يكون المهدي أنا معهـ
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 7515
- اشترك في: الثلاثاء فبراير 10, 2009 6:25 pm
Re: التسبيح
[align=center]اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
رحم الله والديك اختي"غدير"
الله يعطيك العافية على الطرح.[/align]
رحم الله والديك اختي"غدير"
الله يعطيك العافية على الطرح.[/align]
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 2057
- اشترك في: الأربعاء إبريل 08, 2009 12:54 pm
Re: التسبيح
[align=center]كثر الله من أمثالكم
مشاركة طيبة
في ميزان حسناتكم
متباركين بالمولد النبوي الشريف[/align]
مشاركة طيبة
في ميزان حسناتكم
متباركين بالمولد النبوي الشريف[/align]
الله
محمد
علي
محمد
علي
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 39518
- اشترك في: الأربعاء إبريل 29, 2009 11:20 am
Re: التسبيح
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الابرار الاخيار
بارك الله فيكِ اختي الكريمة غدير الامارات
الله يعطيكِ الفين عافية طرح رائع و مبارك
موفقة يا رب[/align]
اللهم صل على محمد وال محمد الابرار الاخيار
بارك الله فيكِ اختي الكريمة غدير الامارات
الله يعطيكِ الفين عافية طرح رائع و مبارك
موفقة يا رب[/align]
(( إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ))
Re: التسبيح
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سبحانك يا لا إله إلا أنت ربّي سبحانك وبحمدك
أطروحة مباركة وجميلة ... شكراً لكم
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 33196
- اشترك في: السبت أغسطس 15, 2009 6:47 pm
- مكان: قلب هجــر الحبيبة
Re: التسبيح
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واهلك اعداءهم يا كريم
أختي الكريمة / غدير الامارات
بارك الله فيكِ ، ووفقكِ لكل خير
دمتِ سالمة
أختي الكريمة / غدير الامارات
بارك الله فيكِ ، ووفقكِ لكل خير
دمتِ سالمة
[align=]يا غياث المستغيثين أغثني بـ قالع باب خيبر علي بن أبي طالب أدركني[/align]