اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرج وليهم يا كريم ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,
في إضاءة قيمة من عالم الغرب تنم عن قناعة واضحة وموقف منصف ومتفهم لحقيقة الإسلام ولواحدة من أهم وقائع التاريخ السياسي الإسلامي، جاء الكتاب الشهير الذي حمل عنوان (سطوع نجم الشيعة) لـجرهارد كونسلمان أحد الصحفيين الألمان البارزين ،
والذي عمل لوقت طويل باحثاً ومحققاً للتلفزيون الألماني، ليكتسب خلال ذلك المعرفة الواسعة والدراية المعمقة بجذور التطورات السياسية، ومن ثم ليعكسها في الكثير من المؤلفات والكتب المتنوعة التي أنجزها قلمه البليغ، لا سيما ما يتعلق بالتاريخ والعالم الإسلامي.
الإثارة الأدبية الرائعة للصحفي الألماني كونسلمان المتمثلة بكتابه الشهير هذا والذي لاقى قبولاً وانتشاراً واسعاً في الأوساط الثقافية والمكتبات وساحة القراء ..
يقول (جرهارد كنسلمان) :
(إن الحسين ومن خلال ذكائه قاوم خصمه الذي ألب المشاعر ضد آل علي وكشف يزيد عبر موقفه الشريف والمتحفظ فلقد كان واقعيا ولقد أدرك إن بني أمية يحكمون قبضتهم على الإمبراطورية الإسلامية الواسعة).
من هنا إنطلقت الحياة غير الهادئة لحفيد النبي الحسين فقد إبتدأت بعد موت معاوية حيث شعر الإمام بخطر وتحد قادمين على الدين من الأمويين.
ويستطرد الصحافي الألماني (كونسلمان) في حديثه عن العرش الأموي الهزيل وتحديداً خلافة يزيد بما يحمل من شخصية نكراء وشوهاء فيقول:
(لقد كان يزيد مستخفاً مستهزئاً لا يقوى على تحمل المسؤولية، قال عنه أحد الرجال البارزين الذي يذكر العهد الذهبي الذي حكم فيه النبي: أعلينا أن نبايع من يلاعب الكلاب والقرود ومن يشرب الخمر ويرتكب الآثام علناً ؟ ).
ويمضي الصحافي الألماني كونسلمان مشيراً إلى انطلاقة الركب الحسيني ومروراً بالكارثة فيقول:
(وأتى الحسين وأسرته جميعاً من آخر يوم من العام الستين الهجري إلى الفرات بعد أن تحطمت الآمال ولكن الإصرار يحدوه بعدم البيعة فلم يكن في ذهنه تفكير في الرجوع ).
ويبجل الكاتب موقف أنصار الحسين مع إمامهم فيقول :
( إن الأنصار قد سمعوا أن الويلات ستحل عليهم لكنهم صمدوا وثبتوا، فالحسين قد أخبرهم بما سيحل عليهم، و ذات ليلة رأى في منامه أن النبي قد ظهر له وقال ( ستكون غدا عندنا في الجنة ) وكان ان بكت نساء الحسين وإنتحبن لهذا الكلام ولكن الحسين طلب منهن التماسك )
ويقول الكاتب كونسلمان :
( وبما أن أعداء الحسين تفوقوا عددا إلا أنهم لم ينجحوا بسرعة في كسر الحلقة حول الحسين وكان العطش قد أصاب رجاله وعياله وأثر فيهم بصورة خاصة لأن العدو قد حال بينهم وبين ماء الفرات، وبحلول العصر إنكسرت الحلقة حول الحسين، فلم يكن أمام حفيد النبي الحسين إلا أن يستخدم سيف ذي الفقار الذي دافع به عن نفسه النبي وعلي، فقاتل ببسالة عظيمة حتى إنكسر وكان قد أصيب بأربع وثلاثين ضربة سيف، وثلاث وثلاثين رمية نبال، وهكذا قتلوه وقتلوا أصحابه بلا رحمة ) .
وينعطف الأستاذ جرهارد كونسلمان قائلاً بحرارة محمومة وعاطفة شجية لسلوك نفسي جسده أبو عبد الله (عليه السلام) في ملحمة الطف المليئة بالكمالات الإنسانية فيقول:
(ولمرة أخيرة حاول زعيم الركب الحسيني استخدام عنصر الإقناع أمام أعدائه فقد كان رجلا ذا كلام ساحر خاصة في وقت الشدة، ولكن لم ينفعهم ذلك، فنزل للحرب مع عدم رغبته بها وبقيت كلمات الشهيد الحسين مقدسة حتى اليوم ولقد استخدم فيها الإمام عنصر الفصاحة فاستعان بالمبررات وعبارات الرجاء إلا أنها بقيت بلا أثر فيهم، وفي قيض الظهيرة أصاب الوهن صوت الحسين فجف حلقه وشفتاه ولسانه بفعل العطش فصار القرار للسيوف).
ثم يعرج الصحفي الألماني في كلامه بالقول:
(أدى مصرع الحسين إلى أن تصير سلالة آل محمد وعلي في ضمير كثير من المسلمين.. إنهم أنبل جنس عاش على أرض الدولة الإسلامية، وصار مصرع الحسين في كربلاء أهم حدث في مجرى التاريخ وظل هذا الشهيد رمزاً للمسلمين حتى يومنا هذا، وقد أحس يزيد أن الحسين ميتاً لهو أخطر عليه من الحسين حياً).
ويصور الكاتب الألماني مصائب آل الرسول بعد عصر عاشوراء بتحسر وتحرق فيقول :
( وقام أتباع يزيد بفصل الرؤوس عن الأجساد بما فيهم الحسين وخلعوا الثياب من الأجساد الدامية ومثلوا بكثير من جثث القتلى من أبناء الحسين ولم يسلم منهم حتى الطفلين، وعندما هوجمت الخيام التي تحوي النساء لم يبق على قيد الحياة إلا نساء وعدد قليل من الغلمان فتم إرسالهم إلى الكوفة ليلا فتركوا كربلاء باكين ووصلوا الكوفة حتى سمعت صرخات مدوية ونحيب، مما أصابت الهستيريا أصحاب الفضول بعد إحباطهم من نصرة الحسين ) .
إن ما تناوله الصحفي الألماني في كتابه عن الحسين ونهضته من مضامين إبداعية استلهمت شيئاً من الفاجعة تستحق التبجيل والتكريم مع تحفظنا على بعض آرائه، فلقد تناول حفيد النبي مع عدم انتمائه هو للرسالة المحمدية وهذا مدعاة شرف وفخر لأن الحسين ملك للعالم كله وهو المنهل العذب الذي ينحو نحوه الظامئون من كل الأديان والأجناس ليغترفوا من عذب مائه حتى الوصول للكمال الإنساني الذي مثله أبو الشهداء في كربلاء فالحسين، وكما نستقرأه عبر كتاب هذا الألماني، هو ثورة في وجدان الإنسانية.
ترجم الكتاب إلى اللغة العربية محمد أبو رحمة .
**********
سيدي عرفك حتى غير المسلمين و قتلك و يقتلك مدعي الإسلام
اللهم إننا براء من فعالهم .. نعم البعيدين عن الإسلام عرفوا الحسين عليه السلام
إن هتلر يقول للجيش الألماني (كونوا مثل نفر الحسين كانوا قليلا فغلبوا الكثير)
إذا كان هؤلاء الناس عرفوا قدر الحسين و مكانته .. أين من يدعون أنهم من أمة جده و الذين
لا يريدونا أن نبكي و نلطم لأجل سبط المصطفى عليه و على آله أفضل الصلاة و السلام .