في علي عليه السلام سنن الأنبياء عليهم السلام (1) عن أبي جعفر عليه السلام قال: (كانت في علي سنة ألف نبي) !
وسند الرواية في مرتبة عالية من الإعتبار، فيه بعض أصحاب الإجماع . وأما متنها فهو جملةٌ تحير الكمَّل من أصحاب العقول !
تأمل فيها جيداً فهي تقول إن فهم علي عليه السلام يتوقف على فهم النبوة ، لكن ليس أي نبوة ، بل على فهم ألف نبي ، وأحد هؤلاء الألف آدم ، وأحدهم ابراهيم الخليل ، وأحدهم موسى بن عمران، وأحدهم عيسى بن مريم ، وبقية أولي العزم عليهم السلام ، فعلي عصارة هؤلاء الألف نبي ، فكيف يمكن لنا التقرير والتحرير ؟!
بل كيف لنا أن ندرك مقام النبي مطلق النبي عليه السلام هذا الموجود ذو الجنبتين ، جنبة ملكوتية وجنبة بشرية؟! واحدة للحق بها يتلقى الوحي ، وواحدة للخلق بها يبلغ الوحي ، فبهذا يكون النبي نبياً !
فكيف يمكننا نحن الغارقين في جنبة الخلق أن ندرك جنبة الحق في النبي، مهما بلغنا من العلم والمعرفة؟!
إن الذين يتخيلون أنهم فهموا أو عرفوا ، يقدمون بذلك دليلاً على أنهم ما فهموا ولا عرفوا ! فعندما نتعمق في علم هذا الموضوع وحكمته ونبدأ بتحليل مسألة واحدة منه ، يتضح لنا أن القضية أكبر من فهمنا !
هذا كله في فهم الحد الأدنى للنبوة ، فكيف بمستوياتها العليا ؟!
لابد لنا أن نعترف بأننا وكل من كان من نوعنا من الأولين والآخرين، لا يمكننا أن ندرك حتى مقاماً شبيهاً بمقام النبوة، لأنها حقيقة من عالم الملكوت أعلىمن متناولنا نحن المنفصلين عن ذلك العالم، المنغمرين في عالم الملك! وأنى لنا أن نعرف معنى اتصال شخص بالملكوت؟!
إن النبي إنسان من هذا النوع الذي يقول عنه تعالى: وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ . (سورة الأنعام:75 ) وحقيقة اتصال النبي بعالم الملكوت ، مقولة متفاوتة ، تبدأ مستوياتها من أول درجة الإرتباط بذلك العالم، الى أعلى الدرجات!
فأين ابتداؤها ، وأين الوسط ، والإنتهاء؟!
وإذا كنا عاجزين عن إدراك أدنى درجة منها ، فكيف لنا بأوسطها ، فضلاً عن أعلاها التي هي نقطة نهاية قوس الصعود والنزول؟!
النقطة التي يبدأ منها هرم الوجود وينتهي اليها كمال كل موجود ، درجة وَلَكِنْ رَسُولَ اللهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللهُ بِكُلِّ شَئٍ عَلِيماً . ( سورة الأحزاب: 40 )
وحيث تصورنا دائره عالم النبوة، بدرجاتها الواسعة الشاسعة، العظيمة كلها، من أدناها الى أعلاها! نأتي الى معنى (السنة) .
فما معنى: (كانت في علي سنة ألف نبي) ؟ السنة هنا بمعنى أبرز الأعمال والصفات في النبي عليه السلام مثلاً العلم في آدم وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا (سورة البقرة:31) والصبر والتقوى في نوح، والخلة في إبراهيم، والمناجاة في موسى بن عمران، والإعراض عن عالم الطبيعة والمادة والإستغراق في العبادة والسياحة، في عيسى . فهذا معنى سنة النبي عليه السلام !
وعلى هذا ، لو اجتمع عطر ألف نبي وسننهم في شخصية واحدة ، فماذا ستكون درجة صاحبها؟ وأي مقام سيكون مقامه؟!
ومع أن سند هذا الحديث الشريف قوي لايحتاج الى بحث ، فإن موضوعه واضحٌ أيضاً لمن اطلع على مصادر الاسلام للعامة والخاصة، وعرف منها مقام علي عليه السلام . فالروايات المشتملة على هذا المعنى موجودة في مصادر الجميع ، وردت بألسنة مختلفة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم تحدث عن شباهة علي عليه السلام بعدد من الأنبياء عليهم السلام ولا يتسع المجال لبحثها كلها أو استعراضها، لذا اخترنا واحدة منها لكي تعملوا ما بوسعكم لإحقاق حق هذا المظلوم ، وتحفظوا كرامتكم عند ربكم ، وأنتم تعيشون على مائدة علي وتأملون أن تفوزوا غداً بشفاعته عليه السلام .
سأكتفي بالإشارة الى شئ من فقه هذه الرواية الشريفة لتتأملوا فيها وتنصروا هذا الحق الضائع، الذي لم أر حقاً ضائعاً مثله ، ولا مظلوماً مثل صاحبه!
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم ياكريم
يرحمكم الله تعالى ويغفر لكم ويقضي حوائجكم للدنيا والآخرة
طرح طيب مبارك
اللهم صل على محمد وال محمد الابرار الاخيار
السلام على أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته
ربي يبارك فيكم ويحفظكم ويقضي جميع حوائجكم أنوار الزهراء على الطرح المبارك
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الابرار الاخيار اللهم عجل لوليك الفرج
احسنتم جزاكم الله كل الخير على الموضوع القيم
اختي الفاضلة
حفظكم الله وسدد خطاكم لكل خير
وَرَزَقَكُم الْلَّه الْصِّحَّه وَالْعَافِيَة
وَنُوْر الْلَّه قُلُوْبَكُم بِالْايْمَان بِحَق مُحَمَّد وَآَل مُحَمَّد
جعله الله في ميزان حسناتكم
دُمْتُم فِي حِفْظ وَرِعَايَة الْلَّه
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرج نور الوجود
الغائب الموجود الإمام المقدس المهدي عليه السلام عج
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(إلهي!.. رضا بقضائك، وتسليما لأمرك؛ لا معبود لي سواه)
أسأله تعالى أن يتقبل منكم هذا السير وأن يجعله عملاً صالحاً تقر به العيون
ودعوة مستجابة تسكن إليها القلوب
وصلى الله على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
دمتم برعاية الإمام المهدي المنتظر عليه السلام عج
خادمة العترة الطاهرة
تسبيحة الزهراء
(اللهم أفرغ علينا صبرًا و ثبت أقدامنا و انصرنا على القوم الكافرين)