اسم الأب: محمد بن عبد الله صلّى الله عليه وآلِهِ وسلم
اسم الأم: خديجة بنت خويلد رضوان الله عليها
الولادة: 20 جمادى الاخرة عام 5 بعد البعثة
الشهادة: 3 جمادى الاخرة عام 11 هــ
مكان الدفن: مجهول عند الناس
حياة السيدة الزهراء عليها السلام:
ولدت السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها بعد مبعث الرسول صلّى الله عليه وآلِهِ وسلم بخمس سنين في بيت الطهارة والإيمان لتكون رمز المرأة المسلمة وسيدة نساء العالمين وأم الأئمة حيث كانت القطب الجامع بين النبوة والإمامة. فاطمة وأبوها وبعلها وبنوها.
طفولة فاطمة عليها السلام:
نشأت فاطمة الزهراء عليها السلام في بيت النبوة ومهبط الرسالة فكان أبوها رسول الله صلّى الله عليه وآلِهِ وسلم يزقها العلوم الالهية ويفيض عليها من معارفه الربانية.
وشاءت حكمة الله تعالى أن تعاني هذه الأبنة الطاهرة ما كان يعانيه أبوها من أذى المشركين فيما كان يدعوهم الى عبادة الإله الواحد. ولم تكد تبلغ الخامسة من عمرها حتى توفيت أمها خديجة فكانت تلوذ بأبيها رسول الله صلّى الله عليه وآلِهِ وسلم الذي بات سلوتها الوحيدة فوجدت عنده كل ما تحتاجه من العطف والحنان والحب والاحترام. ووجد فيها قرة عينه وسلوة أحزانه فكانت في حنانها عليه واهتمامه به كالأم الحنون حتى قال عنها: "فاطمة أم أبيها".
هجرة فاطمة عليها السلام:
بعد أن غادر النبي صلّى الله عليه وآلِهِ وسلم مكة متوجهاً إلى المدينة لحق الإمام علي عليه السلام به ومعه الفواطم، ومنهم فاطمة الزهراء عليها السلام، وكان عمرها انذاك سبع سنوات، فلحقوا جميعاً بالنبي صلّى الله عليه وآلِهِ وسلم الذي كان بانتظارهم ودخلوا المدينة معاً.
زواج فاطمة عليها السلام من علي عليه السلام:
ما بلغت فاطمة الزهراء عليها السلام التاسعة من العمر حتى بدا عليها كل ملامح النضوج الفكري والرشد العقلي فتقدم سادات المهاجرين والأنصار لخطبتها طمعاً بمصاهرة النبي صلّى الله عليه وآلِهِ وسلم ولكنه كان يردهم بلطف معتذراً بأن أمرها الى ربها.
وخطبها علي عليه السلام فوافق النبي صلّى الله عليه وآلِهِ وسلم ووافقت فاطمة وتمّ الزواج على مهر قدره خمسمائة درهم، فباع علي درعه لتأمين هذا المهر ولتأثيث البيت الذي سيضمهما فكان أن بسط أرض الحجرة بالرمل ونصب عوداً لتُعلق به القربة واشترى جرةً وكوزاً، وبسط فوق الرمل جلد كبش ومخدة من ليف.
لقد كان هذا البيت المتواضع غنياً بما فيه من القيم والأخلاق والروح الايمانية العالية فبات صاحباه زوجين سعيدين يعيشان الألفة والوئام والحب والاحترام حتى قال علي عليه السلام يصف حياتهما معاً.
( فوالله ما أغضبتها ولا أكرهتها على أمرٍ حتى قبضها الله عزّ وجلّ، ولا أغضبتني ولا عصت لي أمراً. لقد كنت أنظر إليها فتنكشف عني الهموم والأحزان. )
وقد كانا قد تقاسما العمل، فلها ما هو داخل عتبة البيت وله ما هو خارجها. وقد أثمر هذا الزواج ثماراً طيبة، الحسن والحسين وزينب وأم كلثوم.
تعلق رسول الله صلّى الله عليه وآلِهِ وسلم بإبنته فاطمة عليها السلام تعلقاً خاصاً لما كان يراه فيها من وعي وتقوى واخلاص فأحبها حباً شديداً إلى درجة أنه كان لا يصبر على البعد عنها، فقد كان إذا أراد السفر جعلها آخر من يودع وإذا قدم من السفر جعلها أول من يلقى.
وكان إذا دخلت عليه وقف لها إجلالاً وقبلها بل ربما قبل يدها. وكان صلّى الله عليه وآلِهِ وسلم يقول: "فاطمة بضعة مني من اذاها فقد اذاني ومن اذاني فقد اذى الله".
ومع ذلك فقد جاءته يوماً تشكو إليه ضعفها وتعبها في القيام بعمل المنزل وتربية الأولاد وتطلب منه أن يهب لها جارية تخدمها. ولكنه قال لها: أعطيك ما هو خيرٌ من ذلك، وعلمها تسبيحة خاصة تستحب بعد كل صلاة وهي التكبير أربعاً وثلاثين مرة والتحميد ثلاثاً وثلاثين مرة والتسبيح ثلاثاً وثلاثين مرة وهذه التسبيحة عرفت فيما بعد بتسبيحة الزهراء.
هكذا يكون البيت النبوي، لا يقيم للأمور المادية وزناً، ويبقى تعلقه قوياً بالأمور المعنوية ذات البعد الروحي والأخروي.
فاطمة عليها السلام العالمة العابدة:
لقد تميزت السيدة الزهراء بمستواها العلمي العميق من خلال اهتمامها بجمع القرآن وتفسيره والتعليق بخطها على هامش آياته المباركة حتى صار عندها مصحف عُرف بمصحف فاطمة عليها السلام. وقد برزت علومها الالهية في الخطبة الشهيرة التي ألقتها في مسجد النبي صلّى الله عليه وآلِهِ وسلم بحضور المهاجرين والأنصار مطالبة بحقها في فدك حيث ظن بعض من سمعها أن رسول الله صلّى الله عليه وآلِهِ وسلم بعث من جديد لبلاغتها وفصاحتها وبعد مراميها وعمق فهمها للإسلام وأحكامه.
كل ذلك دعاها لتكون العابدة المتهجدة الناسكة الزاهدة الورعة حيث كانت تقوم في الليل حتى تتورّم قدماها ثم تدعو لجيرانها ثم لعموم المؤمنين قبل أن تدعو لنفسها حتى عُرف عنها أنها "محدَّثة" أي كانت تأتيها الملائكة فتحدثها.
فاطمة عليها السلام بعد النبي صلّى الله عليه وآلِهِ وسلم:
عندما حضرت رسول الله صلّى الله عليه وآلِهِ وسلم الوفاة أسرَّ إليها بكلمة فبكت، ثم أسرّ إليها بكلمة فضحكت فسألها البعض عن ذلك بعد وفاة النبي صلّى الله عليه وآلِهِ وسلم فقالت: أخبرني أنه راحل عن قريب فبكيت ثم أخبرني إني أول الناس لحوقاً به فضحكت.
ولم يكد جثمان رسول الله صلّى الله عليه وآلِهِ وسلم يغيب في الثرى حتى بدأت مظلومية الزهراء تتعاظم فقد اغتصب حق بعلها بالخلافة ثم اغتصب حقها في فدك، وهي قرية كان النبي صلّى الله عليه وآلِهِ وسلم قد وهبها لها في حياته. ولم يراعِ القومُ في ذلك مقامها ومنزلتها عند النبي ولم يحفظوا فيها وصيته فاشتد حزنها على فراق أبيها ومظلومية بعلها فكثر بكاؤها حتى ماتت حزناً وكمداً بعد خمسٍ وسبعين يوماً من وفاة والدها صلّى الله عليه وآلِهِ وسلم فدفنها علي عليه السلام سراً كي لا يعلم القوم بقبرها، وذلك بوصية خاصة منها عليها السلام للتعبير عن سخطها على ظالميها.
اللهم صل على محمد وآل محمد الأبرار الأخيار ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أختي الكريمــة
أحسنتِ , جزاك الله تعالى كل خير على هذا الطرح ,
بارك الله فيك و وفقك لكل خير,
اللهم صل على محمد وآل محمد .