بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نص الحديث قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):الطاعة، قرَّة العين.
دلالة الحديث من الواضح، ان الحديث المتقدم يستهدف الاشارة الی أهمية الطاعة لله تعالی من حيث انعكاساتها علی الشخصية المطيعة، حيث ان الطائع او المطيع او الملتزم بمبادئ الله تعالی، يظل اخروياً من الفائزين برضاه تعالی، وبالجنة، كما انه دنيوياً يحقق توازن الشخصية اي عدم تمزقها او قلقها أو توترها.
طبيعياً ثمة فارق بين شدائد الحياة التي يواجهها المؤمن، وبين انعكاساتها علی شخصيته المتوازنة حيث لا يجزع البتة بل يتحمل الشدائد ويفلسفها ومن ثم يأخذ توازنه حيالها لأنه يعرف بوضوح ان وراء العسر يسراً، فضلاً عن ان رضاه تعالی من خلال تحمل الشخصية للشدائد، يهب الشخصية اماناً وطمأنينة، وهذا هو السعادة بدورها.
بلاغة الحديث والآن بعد ان اوضحنا دلالة الحديث، اي كون الطاعة تسّبب توازن الشخصية واسعادها اخروياً، نتجه الی البعد البلاغي المتجسد في عبارة النبّي (صلى الله عليه وآله) وهو،"الطاعة، قرَّة العين"، وهي صورة يمكن تسميتها بالصورة الرمزية، كما يمكن تسميتها بالصورة التضمينية، اما انها رمزية فلأن عبارة (قرَّة العين) ترمز الی سرور الانسان: كما سنوضح. وأما انها تضمينية فلأنها عبارة مشهورة تستخدم في مناسبات كثيرة، ولذلك فإن مجيئها في سياق الطاعة يهبها بعداً جديداً من الدلالة.
ان(قرَّة العين)تعني: التعبير عن سعادة الانسان وسرورة من حيث طاعته لله تعالی.
والنكتة البلاغية هي ان(قرَّة العين) اصلها (برودة العين) مقابل سخونتها، كما انها تعني جفاف دمع العين، ثم رؤية ما يتشوق اليه الانسان وهذه الدلالات المستخلصة من العين القارّة، تعني ان المطيع لله تعالی - كما سبقت الاشارة في مقدمة الحديث الی ذلك - يظل محظياً بما يسعد ويسّر ويفرح بما لا حدّ له من ذلك في الدنيا وفي الآخرة.
اخيراً، لا تغفل نكتة بلاغية جديدة، هي ان قرَّة العين تستخدم في تهنئة من يرزق ولداً، او مطلق ما يحصل عليه الانسان من المسرات، ولذلك فإن استخدامها في سياق الطاعة، يظل من التوظيف البلاغي المدهش.
[align=]يا غياث المستغيثين أغثني بـ قالع باب خيبر علي بن أبي طالب أدركني[/align]
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
أختى الكريمة/
بارك الله فيكِ على الطرح المحمدي المبارك الاكثر من رائع
وفقك الله ووفقنا الى كل ما يحبه ويرضاه
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
قل للمغيّب تحت أطباق الثرى * إن كنت تسمع صرختي وندائيا