فداها أبوها حول مقام الصدّيقة الطاهرة (عليها السلام) لا تعيننا ألسنتنا وأقوالنا على البيان. شيء لا يمكن أن يوصف. وصفه أرقى من حدود قوالبنا البيانية العادية. ولكن بلغة الفن، يتسنى تقريب الأذهان إلى حد ما. لذلك، أؤكد دائماً على المدح والشعر والأناشيد الإسلامية. بأجنحة الفن يمكن تقريب الذهن بدرجة معينة، غير أنه من المتعذر بلوغ حقيقة هؤلاء فـي مقام الوصف.
طبعاً، الذين يطهرون قلوبهم وأعمالهم، وينزهون أجسامهم وأرواحهم، وينهجون نهج التقوى والورع والطهارة ويربون أنفسهم، وينأون بها بعض الشيء عن الأدران التـي نعانـي منها أنا وأمثالـي، ستستطيع أعينهم أن ترى، إلاّ أنهم لن يتمكنوا أيضاً من الوصف، لكن قلوبهم الطاهرة وأعين أفئدتهم البصيرة تستطيع ضمن حدود معينة أن ترى الأنوار القدسية لأهل البيت ومنهم الصدّيقة الكبرى (عليها السلام)، ويمكنهم أن يدركوا مقامهم. لدينا شواهد على ذلك.
من هذه الشواهد:القول المروي عن الرسول الأكرم: «فداها أبوها». ومن الشواهد ما روي من أن فاطمة الزهراء (عليها السلام) حين كانت تدخل بيت النبـي (صلى الله عليه وآله وسلم)، أو حين كانت تدخل على الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) حيث يجلس، كان الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) يقوم أمامها ويسير إليها «قام إليها». هذه عظمة. أنْ ينظر العالم الإسلامي كله منذ ذلك اليوم وإلى اليوم ـ شيعة وسنّة دون استثناء ـ إلى تلك السيدة الكبيرة بعين العظمة والجلالة، فهذا أيضاً من تلك الشواهد والعلامات.
من غير الممكن أن يتفق جميع العقلاء، والعلماء، والمفكرين من شتى النحل والعقائد المختلفة طوال تاريخ أمة أو شعب من الشعوب على مدح وإجلال شخصية معينة. ما هذا إلاّ بسبب عظمةٍ لا توصف تتمتع بها تلك الشخصية، وهذا بحد ذاته مؤشر ودليل. كل هذه العظمة خاصة بسيدة فـي الثامنة عشرة، فتاة شابة! أكبر سن ذُكرت لفاطمة الزهراء (عليها السلام) فـي مختلف التواريخ هو ما بين الثامنة عشرة إلى الثانية والعشرين.
التكريم الذي كان يخصها به أميرالمؤمنين(عليه السلام) والتكريم الوارد فـي روايات وأحاديث جميع الأئمة (عليهم السلام) بحق فاطمة الزهراء (عليها السلام)، يوضح للإنسان أية عظمة وانبهار يتموّجان فـي كلمات الأئمة حول فاطمة الزهراء. كل واحد من الأئمة شطّ صخّاب يروي وينمّي مناخات المعرفة والمواهب الإنسانية، وكل هذه الجداول تنبع من تلك العين، عين فاطمة الزهراء الدفّاقة (عليها السلام). روايات الصادِقَين (عليهما السلام) وعظمة الإمامين الرضا وموسى بن جعفر والأئمة التالين، والمقام الشامخ لسيدنا بقية الله (أرواحنا فداه) كلها جداول ذلك الكوثر، ذلك الكوثر الخالد، ذلك الينبوع المتدفق. هذه هي بركات فاطمة الزهراء.
نريد أن نقدم هذه السيدة الجليلة كنموذج يعيش بيننا. إمرأة شابة، فتاة شابة كانت حياتها حياةً عادية، وثيابها ثياب الفقراء، وعملها فـي المنزل رعاية الأطفال وإدارة البيت وأن تكون ربة هذا البيت الصغير وتطحن بالرحى، بينما يشمخ فـي داخلها جبل من المعرفة وبحر من العلم عظيم
اللهم صل على الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي الكريمة أحسنتم بارك الله تعالى بكم
نسأل الله تعالى ان يرزقكم شفاعة النبي المصطفى وآله الأطهار مع شيعة محمد وآل محمد
وصلى الله تعالى على النبي الكريم محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
والحمد لله رب العالمين
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين ,,
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
شكرا جزيلا لك أختي الكريمة على هذا الطرح ,
الله يعطيك ألف عافية .
اللهـم صـل علـى محمـد وآل محمـد