بسم الله الرحمـن الرحيـــــــم
الحمد لله رب العآلمين، والصـــلآة والسلآم على محمد وآله الطيبين الطآهرين.
قآل الله تعآلـــى في كتآبه الكريم:{ماأَصابَكَ مِن حَسَنَةٍ فَمِنَ اللهِ، وَمـــاأَصابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَفسَكَ}..
إن مآيصدر عن الإنسآن إمــآ أن يكون حسنة وخيراً ينتفع به، أو سيئة وشراً يضرّه.
هذه الآية الكــريمة تخبر الإنسآن أن مايصيبه من حسنة ونفع وربح وخير وكــل شيء
في صآلحه فإنمـــآ هو من الله تعآلــــى، لأن الله لآيريد لأحد شراً أو سوءاً.
وأمــــآ السيئآت والمصآئب التي تصيب الإنسآن، فهـــــي من الإنسآن نفسه، وكل إبتلآء يصيب الإنسآن
فسببه الإنسآن نفسه.
وهذه الآيه تخآطبنآ جميعاً، فإن الإنسآن بطبعه حسن الظن بنفسه، ففي الحديث عن أمير المؤمنين( سلآم الله عليه)
أنه قال: "يبصر أحدكم القذى في عين أخيه، ولآيبصر الجذع في عينه". أي أن أحدنآ ينتبه حتى للشعرة الصغيرة في عين أخيه- أي يرى عيوب الناس جيداً- لكنه لآيرى عيوب نفسه مهمآ كانت كبيرة.
تريد الآية أن تقول لنآ:إنّ أحدكم قد يعمل شيئاً سيئاً، ولآيظهر أثره السيء إلآ بعد مرور عشر سنين أو عشرين سنة أو أكثر أو أقل، وربمـآ تظهر الثمرة السيئة لبعض الأعمــآل عند الموت! فلآ ينبغي للإنسآن الذي تصيبه السيئة أن يعجب ويقول : لمآذا أصبت بهذا البلآء السيء؟ فلعلّ جذوره تعود إلــى مآقبل خمسين سنة، وهو لآيدري، فإنّ الله تعآلــى جعل لكل شيء قدراً وحدّاً ومقيآساً، ومقيآس الله لآيختلف ولآيتخلف.
نقل العلآمــــة المجلسي( رحمه الله) حديثاً في البحآر عن الإمآم الصآدق(سلآم الله عليه) أنّه قال: " كان في زمن موســـى( صلوآت الله عليه) ملِك جبّار قضى حاجة مؤمن بشفاعة عبد صالح"، وكان العبد الصالح منشغلاً عن الناس بالعبـــــادة يريد التقرب بها إلى الله سبحانه، فيمآ الملك مشغول بشهوآته ولذآته وظلمه وطغيآنه.
فاتفق أن مات الملك وذآك العبد الصآلــــح كلآهمآ في يوم واحد. ولآشك أن ذلك لم يقع مصادفة لأن لكل شيء سبباً عند الله تعآلــى، وإن كنّا نجهله، وهذه الحقيقة تثبتهآ هذه القصة نفسهآ، يقول نص الحديث :"فتوفي في يومٍ" أي في يوم واحد " الملك الجبآر والعبد الصالح،فقآم علــى الملِك الناس"، أي اهتمّــوا بموت الملِك، وقاموا بتشييعه ودفنه، وتركوا أعمـــآلهم، وأغلقوا دكآكينهم ومحلآتهم احتراماً له وحداداً عليه، وكمــآ ورد في نص الحديث:" وأغلقوا أبوآب السوق لمدة ثلآثة أيـــآم".
أمــّآ ذلك العبد فقد بقي مطروحاً كل هذه المدة في بيته دون أن يعلم أو يكترث بـه أحد، حتــى تفسخ بدنه، وعلته الرآئــحة الكريهة، وبدأت الديدان تأكل من لحمه. تقول الروآية:" وبقي ذلـك العبد الصآلــح في بيته، وتنآولــت دوآبّ الأرض من وجهه، فرآه موســى بعد ثلآث، فقآل:" يـــآربّ،هو_أي الملك_ عدوك، وهذا_ العبد الصــآلح_وليّك"! فمآهي العلّة؟ ولمـــآذا جعلت موته في هذا الوقت بالذآت فيُغفل عنــه؟ ولمآذا كان موت ذلك الطــآغي_ وهو عدوك_ في عزّ واحتـــرآم، وموت هذا العبد الصآلــح_ وهو وليّك_ فــي ذلّ وهوآن ؟!"
فأوحى الله: ياموســى ، إنّ وليّي سأل هذا الجبــآر حاجة، فقضآهآ، فكــآفأته".
أمـــــآ الملك فكانت له عندي يــد، وأردت أن أجآزيه عليهآ، وهي أنه يوم سأله هذا العــآبد_ وهو وليّي_ لم يردّه،
بل قضى حــآجته، فأصبحت له يد عندي لأّنــّه أحسن إلــى عبدي ووليّي،فكــآفأته بــهذآ التشييع والتجليل_في الدنيا_ ليأتيني ولآيد له عندي، وهو عدوّي، فأدخله النار. وأمــآ عبدي ووليّي فقد"سلطت دوآب الأرض على محآسن وجهه لسؤآله ذلك الجبّآر".
إذآ أردت أن تتصور سيّئة العآبــد بصورة أفضل، فافرض أنّ لك خادماً أو ولـــداً يشتغل عندك، ويأكل من طعآمك، ويسكن بيتك، ويحترمه النآس بسببك، ثم احتــآج مآلاً زهيداً، فذهب إلــى عدوك دون أن يسألك، واستغلّهآ العــدو فرصة لكي يمنّ بوسآطته عليك، فلم يردّ طلبه، أرأيت كم يكون تصرفه سيّئاً ومشيناً ومسخطــاً لك؟!
فكذلك الحآل عندما ذهب ذلك العبد الصآلح إلـــى الملك الجبآر فــي زمـــآنه، فإن العبد الذي يعرف مولآه ويعظّمـــه، لآيفعل مثل ذلــك! ولذلك عآقبه الله بأن سلط الديدآن علـــى لحم وجهه تأكله، لأنه أرآق ماء ذلك الوجه الذي منّ الله به عليـــه أمام عدوّه وعدو مــــولآه. وصــفى حسآبه مع ذلك الملك أيضاً لأنه الـــرب الحكيم المقتدر، وهو القـــآئل :{وَما أَصابَكَ مِن سيِّئَةٍ فَمِن نَفسِكَ}...
ولآأحد منّا يعلم كم كانت المدّة بين سؤآل ذلك العبد للملك وبين موتهمآ، ربـــمآ استغرقت مائة سنة، خصوصاً وأنّ النآس كانوا يعمرون قديماً، ولكن العمل السيء يعطي ثمـــآره السيئة وإن طالت المدة.
ونحن قد تصيبنآ في الحيــآة سيّئات، ولآنعرف جذورها لأنّنا غافـــلون، فربما ظلمنا إنسآناً أو غصبناه حقّه، وإن لم نكن منتبهين، فإنّ الآثــــار التكوينية لأعمـــآل لاتغيرها النوآيا ولا الجهل بها، فالأعمـــآل تترك آثآرها ، ســوآء عَلِم الإنسان بتلك الآثآر أم لم يعلم! فلو أخذتَ حبة شعير ، متصوراً أنها حبة قمح، وبذرتها فــي التربة، فهل ستنبت حسب تصورك أم بحسب واقع الحبة؟ لآشكّ أن النبت سيكون حسب وآقع الحبة، فمن يزرع قمحاً يحصد قمحاً، ومن يزرع شوكاً لايحصد إلآ الشوك، وإن تصوّر أنّه كان غير ذلك!
~~~> إذن، كلّمآ أصبتَ بسيّئة فابحث عن السبب لأنّ الله عادل لآيظلم أحـــداً،{وَمارَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِلعَبِيد}. بــل هو مبعث الإحسآن والكـــرم، {مَاأَصابَكَ مِن حَسَنَةٍ فَمِنَ الله}. أمــآ السوء الذي يصيب الإنســآن فمن نفسه، وكلمــآ عدل الإنسآن سيرته في الحيآة قلّت إصآبته بالسيئآت.
أمــــآ الذي لآيكترث فإن النتيجة السيئة
ستلحقه- والعيآذ بالله - طالت المدة أم قصرت. وعلـــى الإنسآن أن يكون حذراً ولآيغتر
يقول أمير المؤمنين(عليه السلآم):"يابن آدم إذآ رأيت ربك سبحآنه يتآبع عليك نعمـــه، وأنت تعصيه فأحذره". أتدري لمـــآذآ؟ لأن هـــذآ معنآه أن الله أخّر له الســـوء في الآخــرة، وهنـــآك المصيبة أعظم، لأن الدنيآ تنتهي وتنصرم، والإنسآن ينجو منهآ علـى كل حـآل، أمـآ
السوء في الآخـــرة فليس منه منجى.
نسأل الله أن يكفّ عنّآ سيئآتنــآ ويتوفّآنآ مع الأبـــرآر.
وصلى الله علــى محمد وآله الطيبين الطآهرين.. من محآضــرآت آية الله العظمى السيد صآدق الحسيني الشيرآزي(دآم ظله)
ملآحظة:مع المحآضرة "قصة شريك النخعي" لكن لم أضعهآ..
بسم رب الزهراء عليها السلام
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام على من نرتجيها ليوم الفزع الأكبرالسلام على بديعة الوصف والمنظر
نهنئكم بمناسبة ذكرى الإسراء والمعراج وكل عام وآنتم بخير
صديقتي فطومة وفقك الله لكل خير
دمتم بحب ورعاية الزهراء
اللهم أدخلني في كل خير أدخلت فيه محمدا وآل محمد
وأخرجني من كل سوء أخرجت منه محمدا وآل محمد
ربي يعطيكم العافية أختي فاطمة مشكاة قبري على الطرح المبارك
الله يوفقكم ويقضي جميع حوائجكم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين رشح المنتدى لإغاثة المحتاجين والمرضى
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الابرار الاخيار
بارك الله فيكِ اختي الكريمة فاطمة مشكاة قبري
الله يعطيكِ الفين عافية طرح قيم
في موازيين حسناتك ان شاء الله تعالى
موفقة يا رب