وصل اللهم على سيدة نساء العالمين الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء (ع)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين عليهم السلام
وقد نُقل أنّه في ذلك اليوم الذي جاء فيه الطّير إلى المدينة , أنّه كان في المدينة رجل يهودي , وله بنت عمياء زمنة طرشاء مشلولة , والجذام قد أحاط ببدنها , فجاء ذلك الطّائر والدّم يتقاطر منه , ووقع على شجرة يبكي طول ليلته , وكان اليهودي قد أخرج ابنته تلك المريضة إلى خارج المدينة إلى بستان , وتركها في البستان الذي جاء الطّير ووقع فيه , فمن القضاء والقدر أنّ تلك الليلة عرض لليهودي عارض , فدخل المدينة لقضاء حاجته , فلم يقدر أن يخرج تلك الليلة إلى البستان التي فيها ابنته المعلولة ، والبنت لمّا نظرت أباها لم يأتها تلك الليلة , لم يأتها نوم لوحدتها ؛ لأنّ أباها كان يحدّثها ويسلّيها حتّى تنام , فسمعت عند السّحر بكاء الطّير وحنينه , فبقيت تتقلب على وجه الأرض إلى أن صارت تحت الشّجرة التي عليها الطّير , فصارت كلّما حنّ ذلك الطّير , تجاوبه من قلب محزون , فبينما هي كذلك إذ وقع من الطّير قطرة من الدّم , فوقعت على عينها ففتحت , ثمّ قطرة اُخرى على عينها الاُخرى فبرئت , ثمّ قطرة على يديها فعوفيت , ثمّ على رجليها فبرئت , وعادت كلّما قطرت قطرة من الدّم , تلطخ بها جسدها , فعوفيت من جميع مرضها من بركات دم الحُسين (عليه السّلام) , فلمّا أصبح الصّباح , أقبل أبوها إلى البستان فرأى بنتاً تدور ولم يعلم أنّها ابنته , فسألها : أنّه كان لي في البستان بنت عليلة لم تقدر أن تتحرّك . فقالت ابنته : والله أنا ابنتك . فلمّا سمع كلامها وقع مغشيّاً عليه , فلمّا أفاق قام على قدميه , فأتت به إلى ذلك الطّير , فرآه واكراً على الشّجرة يئنّ من قلب حزين محترق ؛ مما فُعل بالحُسين (عليه السّلام) , فقال له اليهودي : بالذي خلقك أيّها الطّير , أن تكلمني بقدرة الله تعالى . فنطق الطّير مستعبراً , ثمّ قال : اعلم أنّي كنت واكراً على بعض الأشجار مع جملة من الطّيور قبالة الظّهر , وإذا بطير ساقط علينا وهو يقول : أيّها الطّيور ! تأكلون وتتنعّمون والحُسين في أرض كربلاء في هذا الحرّ على الرّمضاء طريحاً ظامياً , والنّحر دام ورأسه مقطوع على الرّمح مرفوع , ونساءه سبايا حفاة عرايا . فلمّا سمعن بذلك , تطايرن إلى كربلاء فرأيناه في ذلك الوادي طريحاً ، الغسل من دمه والكفن الرّمل السّافي عليه ، فوقعنا كلّنا ننوح عليه ونتمرّغ بدمه الشّريف , وكان كلّ منّا طار إلى ناحية , فوقعت أنا في هذا المكان . فلمّا سمع اليهودي ذلك , تعجّب وقال : لو لم يكُن الحُسين ذا قدر رفيع عند الله , ما كان دمه شفاء من كلّ داء . ثمّ أسلم اليهودي وأسلمت البنت وأسلم خمسمئة من قومه . :
يا أهل يثرب لا مقام لكم بها قتل الحُسين فأدمعي مدرار
الجسم منه بكربلاء مضرج والرأس منه على القناة يدار
المنتخب
كفوف عباسية & نبع الزهـــراء
وصلى الله تعالى على النبي الكريم محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
والحمد لله رب العالمين