ناقل الحكاية هو عالم رباني جليل ومرجع زاهد من كبار مراجع التقليد صاحب المقامات العلمية والعبادية السامية الذي عرف عنه قوة إرتباطه بإمام العصر – أرواحنا فداه – ورعاية الإمام له رضوان الله عليه إنه أية الله السيد محمد هادي الميلاني الذي تولى رعاية حوزة مدينة مشهد المقدسة ومرجعيتها على مدى ثلاثة عقود.
وقد نقل الحكاية عنه المؤرخ الثقة أية الله الشيخ محمد الشريف الرازي قدس سره الشريف – في كتابه ( كرامات الصالحين).
ذكر الشيخ الرازي أنه كان ذات يوم في مجلس أيه الله الميلاني فنقل خطيب المنبر حكاية من أحد الكتب، فعلق السيد الميلاني عليها قائلاً: عليكم أن تنقلوا ما يطابق الموازين العقلية والشرعية، وتجتنبوا بكل شدة ما لا أصل له فالإنسان مسؤول عما يقوله...
وبعد هذه الموعظة، نقل المرجع الميلاني الحكاية التالية، قائلاً ما ملخصه:
توفر شرط الأستطاعة لأداء فريضة الحج في أخوين من السادة من ذرية النبي – صلى الله عليه وآله – من أهل تبريز، أحدهما كاسب والثاني عالم وخطيب ديني. فقال الكاسب لأخيه: يجب علينا السفر لأداء فريضة الحج في هذا العام.
ولكن السيد الخطيب إعتذر قائلاً: لقد دعيت لكثير من المجالس في هذا العام ولا فرصة لي الآن، إذهب أنت، وسأحج أنا في العام المقبل إن شاء الله.
وبقي السيد الخطيب على موقفه رغم شدة إصرار أخيه الكاسب عليه وكثرة ما قرأه له من الآيات والأحاديث الشريفة التي تحث على الحج، فاضطر الى أداء فريضة الحج وحده، ولما عاد توفي أخوه قبل أن يحل موسم الحج المقبل.
إشتد الأسى بالسيد الكاسب لوفاة أخيه قبل أن يتمكن من أداء فريضة الحج، وكان يؤذيه أكثر تفكيره بأحتمال أن لا يفوز بالعفو الإلهي لشدة لهجة الأحاديث الشريفة المحذرة من التهاون في أمر الحج لمن إستطاع إليه سبيلاً.
ولكن حدث ما أزال عن هذا الكاسب الورع أساه وأذاه، فقد أراه الله عز وجل في عالم الرؤيا الصادقة ذات ليلة أخاه وهو يعيش في روضة من رياض الجنة حيث قال له: لا تقلق يا أخي فقد نجوت...
فسأله: وكيف فزت بعفو الله؟
أجاب: بعد موتي سجنت في حفرة مظلمة مرعبة لتركي فريضة الحج، وتحت ضغط العذاب توسلت الى الله بأمي فاطمة الزهراء – عليها السلام – طالباً شفاعتها وقلت لها: أماه، أقر بأنني تهاونت في فريضة الحج، لكنني قضيت عمراً في قراءة تعزية ولدك الحسين – عليه السلام – فأنقذيني يا أماه.
واثر هذا التوسل والإستشفاع المخلص بأمنا فاطمة الزهراء – سلام الله عليها – فتحت أبواب السجن وأخرجت منه ونقلوني الى محضرها – عليها السلام – وكان أمير المؤمنين – عليه السلام – حاضراً فطلبت منه أن يشفع لي عند الله لكي يعفو عني فأجاب: " يا بنت رسول الله، ماذا فعل، وقد قال الرجل مراراً من على المنبر للناس بأن من أستطاع الحج ولم يحج يقال له عند الموت: مت يهودياً أو نصرانياً أو مجوسياً، لكنه نفسه ترك الحج وهو مستطيع؟
فقالت – عليها السلام: أعثر على سبيل لنجاته، فأجاب – عليه السلام : ثمة سبيل واحد لكي يعفو الله عنه وهو أن تطلبي من ولدك المهدي أن يحج هذا العام نيابة عنه...
وهذا ما فعلته أمنا الزهراء – عليها السلام – وببركة ذلك عفي الله عني ونجوت من تلك الحفرة ونقلوني الى هذه الروضة والحمد لله.
.....
الى متى يا مهدينا الى متى هذا الغياب عجل على ظهورك إذا كنا مع الحق فلا نبالي
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نورتنا نور الله دربك وقلبك
غاليتي الفاطمية العلوية .. سلمت أناملك على القصة الرائعة
حقيقة ادمعت عيناي .. سلام الله عليكم يا سادتي ومولايي ورحمة الله وبركاته