روي في عدة من المصادر المعتبرة عن رسول الله – صلى الله عليه وآله – قال : القائم من ولدي إسمه إسمي وكنيته وشمائله شمائلي وسنته سنتي يقيم الناس على ملتي وشريعتي ويدعوهم الى كتاب الله عز وجل، من أطاعه أطاعني ومن عصاه عصاني ومن أنكره في غيبته فقد أنكرني ومن كذبه فقد كذبني ومن صدقه فقد صدقني الى الله أشكو المكذبين لي في أمره والجاحدين لقولي في شأنه والمضلين لأمتي عن طريقته وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .
وقال – صلى الله عليه وآله – في حديث آخر : من أنكر القائم من ولدي في زمان غيبته مات ميتةً جاهلية...
يشتمل هذان الحديثان الشريفان على أساس عقائدي متين للإيمان بالمهدي المنتظر في عصر غيبته – عجل الله فرجه –.
فهما نموذجان لعشرات من الأحاديث الشريفة التي رواها الثقات عن رسول الله – صلى الله عليه وآله – وفيها يعرّف النبي الأكرم أمته بمختلف أجيالها بسليله خاتم الأوصياء الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجورا.
وهذه ألأحاديث آلشريفة صدرت كما لايخفى عليكم مستمعينا ألأفاضل قبل ولادة المهدي المنتظر وقبل غيبته بأكثر من قرنين، وقد صدقهما الواقع التاريخي لاحقا وفي ذلك دليل وجداني واضح على صحتها.
لقد جمع آية الله الشيخ لطف الله الصافي ما يقارب الثلاثمائة من الأحاديث النبوية الشريفة التي تشتمل على المضمون المتقدم إجمالاً أو تفصيلا وأوردها في كتالبه القيّم ( منتخب الاثر في الامام الثاني عشر ) وقد نقل هذه الاحاديث من المصادر الحديثية المعتبرة التي اقر علماء الحديث والرجال باعتبارها، كما ان في هذه الاحاديث كثير من ذوات الاسانيد الصحيحة حسب الموازين الرجالية، ولذلك لايمكن التشكيك بصحة مضمونها العام الذي يصرح بأن ألإمام الثاني عشر من عترته هو المهدي الموعود الذي يملأ الارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا، وأن له غيبة طويلة ينتفع فيها من وجوده كما ينتفع بالشمس إذا غيبها عن ألابصار ألسحاب. فما الذي يترتب على معرفة هذه الحقيقة?
نقول: مادام قد صح وثبت إخبار ألنبي ألاكرم صلى الله عليه واله – ومسبقا بهوية المهدي وغيبته – عجل الله فرجه، لذا فإن في إنكار وجود المهدي وغيبته هو في الواقع تكذيب لرسول الله وإنكار له صلى الله عليه واله وسلم – كما يصرح بذلك الحديثان الشريفان اللذان قرأناهما في بداية هذه الفقرة.
ومن خلال التأمل في نص الحديث الثاني وتصريح رسول الله – صلى الله عليه واله – بان انكار القائم من ولده يؤدي الى موت المنكر ميتة جاهلية، نستنتج – – أن نبي الرحمة – صلى الله عليه واله – يدعو أجيال عصر الغيبة في الواقع الى الإيمان بأن المهدي الموعود هو في غيبته أيضاً إمام زمانهم الذي تنجي معرفته من ميتة الجاهلية ويؤدي انكاره الى الوقوع في هذه الميتة أجارنا الله وإياكم منها.
وعلى ضوء فهم هذه الحقيقة ينبغي للمؤمن أن يكون مبايعاً للمهدي الموعود في عصر غيبته أيضاً.
وتلاوة دعاء العهد المبارك من الوسائل العملية التي هيأها لنا أئمة العترة المحمدية لحفظ وتجديد البيعة بأستمرار لإمام العصر – عجل الله فرجه –.
شمس خلف السحاب
الى متى يا مهدينا الى متى هذا الغياب عجل على ظهورك إذا كنا مع الحق فلا نبالي
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ بارك الله فيكِ اختي على الموضوع الرائع و في إنتظار جديدكِ لا عدمناكِ لا تنسى ترشيح المنتدى