اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
في ليالي الجمع ينبغي للإنسان أن يعمق الإنسان من درجة توجهه نحو الله سبحانه وتعالى,
و أن يعيش لذة العطش الروحي الذي لا يطفؤه إلا المثول أمام الله سبحانه وتعالى لطلب نيل فضله و طلب المزيد من كرمه و عطاياه في هذه الليلة العظمية.
إن الذنوب هي الحجب التي تمنع وصول فيوضات الله ورحمته إليك, وتسد أمام منافذ الرحمة الإلهية, فإن الرحمة الإلهية مع سعتها لا تنال إنسانا متماديا في الذنوب مستخفا بأوامر الله سبحانه وتعالى.
إن رحمة الله متاحة أمام الجميع, غير محصورة على أحد, لكن حصولها و نيلها متوقف على تصفية مرآة القلب من الخبائث و الذنوب,
فالذنوب تحجب الأنوار و الإشراقات الإلهية عن قلب الإنسان,
فكدورة القلب, واشتغاله بما يضاد تعاليم السماء و توجيهات القرآن الكريم تشكل حاجزا قويا أمام وصول ألطاف الله و فيوضاته إلى روح الإنسان.
إن النفحات الإلهية يتحصل عليها الإنسان قدر استعداده, وهذا الاستعداد له علاقة بسعي الإنسان لمراقبة نفسه, والإكثار من الاستغفار العملي.
إن القلب إذا صفا من هذه الشوائب زاد اتصاله بعالم الغيب, وظهر له من إفاضات الله سبحانه وتعالى ما لا يمكن وصفها.
إن كل إقبال على الله سبحانه وتعالى, وكل إعراض عن سيئة يخلق نورا في القلب,
وهذا النور يجعل القلب مستعدا إفاضة علم يقيني, و حصول على مزيد من العطايا الإلهية.
قال الله تعالى :
{ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ } العنكبوت : 69
و إن التوبة الصادقة هي أول وسيلة للوصول إلى عطايا الله سبحانه وتعالى بيسر و سهولة.
الاستغفار الحقيقي هو إعلان الإنسان عن التوبة أمام الله سبحانه و تعالى و انسلاخه من الذنوب.
ذكر آية الله العالم الرباني السيد العظيم العباس الكاشاني في مصابيح الجنان,
و آية الله الشيخ عباس القمي في مفاتيح الجنان أن من قرأ هذا الاستغفار ثلاث مرات قبل صلاة الصبح يوم الجمعة غفرت ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر أو أكثر.
الاستغفار هو :
أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم و أتوبُ إليه.
إضاءة :
هذا العمل المختصر إذا دعوت به في هذه الليلة العظيمة بتوجه و إقبال قبل أداءك لصلاة الصبح
فإن الله إذا وجد منك صدقا في طلب الاستغفار و توجها حقيقيا من عليك بالمغفرة, فاغتنم هذه الفرصة في ليلة الجمعة العظيمة.
منقول ..
دمتم برضا الباري