خلافة علي عليه السلام في حديث الدار والإنذار(1) كانت الرسالة في بدئها ، وبدا التأسيس والتشييد لأركانها وبناء أعمدتها ، فأمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وآله بإنذار ودعوة الأقارب من عشيرته والتماس العون فيهم ، للقيام بنشرها والصدع بها بين الناس ، ولهذا فلما نزل قوله تعالى : ( وأنذر عشيرتك الأقربين ) جمع النبي صلى الله عليه وآله إليه أعيان أهله من قريش ، أولئك الذين كانت لهم الصولة والكلمة بين الناس في مجتمع العرب يومئذ ، وفيهم أعمامه حمزة والعباس وأبو طالب . فلما اجتمعوا عنده ، واستطعموا مما صنعه لهم ، خاطبهم فقال لهم في حديث طويل :
يا بني عبد المطلب ، إني والله ما أعلم شابا في العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به ، جئتكم بخير الدنيا والآخرة ، وقد أمرني الله أن أدعوكم إليه ، فأيكم يؤازرني على أمري هذا ، على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم ؟ فأحجم القوم عنها غير علي ، وكان أصغرهم سنا ، إذ قام وقال : أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه . فأخذ رسول الله برقبته ، وقال : إن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم ، فاسمعوا له وأطيعوا . فقام القوم يضحكون ، ويقولون لأبي طالب : قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع !
وهكذا بدأ تشييد أركان الرسالة ، بتعيين خليفة رسول الله الأكرم ، ولا غرو ، إذ في وجوده ضمان استمرارية الرسالة . إن استحقاق الخلافة بعد النبي صلى الله عليه وآله يتحقق بالمؤازرة والمعونة للنبي الأكرم في أمر الدين ونشر دعوته ، وهذا صريح في قوله صلى الله عليه وآله لبني عبد المطلب : " فأيكم يؤازرني على أمري هذا ، على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم ؟ ! " .
ومن الأمور التي يجب الانتباه إليها هي أن عرض النبي صلى الله عليه وآله الخلافة على بني عبد المطلب باشتراط العون والمؤازرة ، ليس هو أمرا جاء على هوى النبي الأكرم ، إنما هو أمر إلهي بلا ريب ، لأنه من الواضح أن قبول مؤازرة النبي صلى الله عليه وآله في أمر الدين والدعوة إليه هو في الواقع قبول لهذا الدين وتحصيل للإيمان بالله تعالى وبرسوله صلى الله عليه وآله .
ولهذا كان ثمن الخلافة في الواقع هو هذا الإيمان المبكر بدين الله ، ولهذا نسب الله تعالى الولاية لرسوله معرفا إياه بصفة الرسالة المتضمنة للإيمان بالله ، فلما أراد نسبتها إلى خليفة الرسول نسبها إليه معرفا إياه بعلة الاستحقاق وهي الإيمان ، ولهذا قال : ( والذين آمنوا ) ، وهو تعريف لهم بهذا الإيمان المبكر . ولهذا كان علي ولي كل مؤمن بعد النبي صلى الله عليه وآله . لقبوله العرض الذي كان ثمنه الإيمان في حقيقة الأمر . . وهكذا أولو الأمر .
دعوة الى سبيل المؤمنين - المستبصر طارق زين العابدين
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم ياكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحسنتم اختنا الكريمة بارك الله فيكم وجزاكم الله كل خير
دمتم بحفظ الله تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
أشكرك أختي الغالية على الطرح الرائع
جزاك الله ألف خير
ووفقك لما يحب ويرضى
بحق محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
أختي العزيزة .. بارك الله فيك ..
وفقكِ الله ..
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين