اللهمّ عرّفني نفسك، فإنّك إنْ لم تعرّفني نفسَك لمْ أعرف نبيّك، اللهمّ عرّفني رسولك، فإنّك إنْ لم تعرّفني رسولك لم أعرفْ حجّتك، اللهمّ عرّفني حجّتك، فإنّك إنْ لم تعرّفني حجّتك ضلَلتُ عن ديني

يوم عرفة منطلق الرحمة الى الله

"ما أوذي نبي مثلما أوذيت "

المشرفون: الفردوس المحمدي،تسبيحة الزهراء

صورة العضو الرمزية
سر النجاة
فـاطـمـيـة
مشاركات: 1002
اشترك في: الخميس نوفمبر 11, 2010 10:56 pm
مكان: في ارض المهدي

يوم عرفة منطلق الرحمة الى الله

مشاركة بواسطة سر النجاة »

اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
يوم عرفة منطلق الرحلة إلى الله


لاتنسونا من الدعاء وازيارة اختكم سر النجاة

ٍلـ سماحة آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي
في ليلة عرفة تهب نسمات الرحمة الإلهية على المؤمنين جميعاً وفي كل مكان ، ولا سيما على حجاج بيت الله الحرام ؛ فهذه الليلة هي ليلة مباركة بذاتها كما هي ليلة الجمعة ، بل أعظم وأفضل ، بالأخص إذا ما عرف الحاج أن روايات عديدة عن أئمة أهل البيت عليهم الصلاة والسلام قد وردت بشأن تبيين أعمالها الخاصّة
أما بالنسبة إلى الحجاج ؛ فتعتبر هذه الليلة العظيمة بداية انطلاقة نحو رحلة إلهية وعرفانية عظيمة ، وهي رحلة الحج الأكبر

ترى ما هي أهم الأعمال في هذه الليلة بالنسبة إلينا كحجاج ؟
إن علينا أن نتهيّأ نفسياً لهذا العمل الكبير ، وهو الوقوف في عرفات وما يرتبط به من أبعاد وآفاق روحانية متعالية ، تماماً كما الإنسان الذي يتهيّأ لإقامة الصلاة بإسباغ الوضوء واستقبال القبلة والتوجه إلى الله سبحانه وتعالى ، وترك الدنيا وراءه ظهرياً ، فضلاً عن إحراز طهارة اللباس والمكان ، وإحراز عدم مغصوبيتهما

ومن التهيؤ النفسي في ليلة عرفة توفر النية الخالصة والواعية لدى الإنسان ؛ بمعنى عقد العزم عن جعل حجه لهذا العام حجّاً نموذجياً واستثنائياً . وبالتأكيد لا نقصد بذلك مسائل الحج المادية ، بل الناحية المعنوية هي المقصود من كلامنا وبحثنا هذا . فالمطلوب من الإنسان في هذه الحياة الدنيا هو التطور في كل المجالات ، ولابد له من أن يقفز بمستواه الروحي ، وإلا فإن حياته ستكون محكومة بالنقصان والفقر

والحاج الذي يريد لحجه أن يكون حجاً نموذجياً ، عليه أن يبذل كل جهده لأن يصل في يوم عرفة إلى الذروة ، حيث يقر ويعترف اعترافاً كاملاً بأنه عبد مخطئ فقير وأن الله سبحانه وتعالى رب غفور وكريم . فهذه المعادلة التي لابد من رسوخها في ذهن الإنسان الحاج هي ما يمكن أن نسميها بذروة العرفان بنفسه وبربه

أما من يخامره الشك ولو بنسبة ضئيلة بأنه مخطئ فإن استغفاره وعبادته لن يكونا سوى كلمات وحركات مملة ورتيبة وقاصرة عن إيجاد التحول النفسي والمعنوي في الإنسان . في حين نجد الإنسان المؤمن تملؤه الضراعة والاعتراف بحقيقة نفسه ، فيستغفر ربه ويتوجه إليه لأنه يعرف حقيقة ذاته وخطئها وفقرها ، وعليه فإنه على قناعة كافية بتقصيره تجاه ربه عز وجل ؛ بل وحتى الأنبياء والأئمة عليهم الصلاة والسلام ، وهم الذين نعتقد بعصمتهم كانوا يستغفرون ربهم ويتضرعون إليهم ، ليس لتعليم وتوجيه أتباعهم فحسب ، بل وكانوا أيضاً يعتقدون التقصير في أنفسهم وما كانوا يتعبدون به ، بالإضافة إلى ما كانوا يعرفونه ويعترفون به من عظمة وجلال الله وكبريائه ، فكانوا في داخل أنفسهم في حالة ندم واستغفار وإحساس بالتقصير . . فكانوا عليهم السلام كلما ازدادوا عبادةً ازدادوا معرفة بربهم من جهة ، وشعوراً بالفاصلة بين عبادتهم وبين فضل الله وعظمته وكبريائه

والحاج أيضاً إذا أراد الوصول إلى الذروة العرفانية في يوم عرفة عليه أن يصل إلى القناعة المطلقة بالتقصير تجاه الله سبحانه وتعالى ، ولن يصل أحد إلى هذه القناعة ما لم يتوجه توجهاً تاماً إلى عظمة وجلال ربه

إن الأمر المؤكد هو أن لله نفحات على عباده في يوم عرفة ، ولن يستقبل هذه النفحات إلا ذوو القلوب المتفتحة والعامرة بذكر الله ؛ والأمر هذا يشبه إلى حد كبير نوعية استفادة واستقبال هذه الأرض أو تلك لماء المطر ، حيث نرى أرضاً صلدة لا يؤثر فيها الماء النازل رغم غزارته ، بينما نرى أرضاً مستعدة لاستقباله ، فتهز وتربو وتنمو فيها النباتات

وعليه فإن نفحات الله في يوم عرفة من طبيعتها النزول على القلوب الظمأى التي تشعر شعوراً واعياً بحاجتها إلى الرحمة الإلهية ، وتحرص كل الحرص على التعرض لها

وبين هذا وذاك يواجهني بعض الإخوة ببعض التساؤلات ، ومن جملتها أنهم يريدون تلاوة هذا الدعاء أو ذاك في يوم عرفة أو غيره ، ولكنهم لا يتحسسون تلك الحالة الروحانية والعرفانية التي يسمعون عنها ، في حين أنهم يرون من حولهم من الحجاج تفيض أعينهم من الدموع وتستولي عليهم حالة الخشوع بمجرد قراءة دعاء أو تلاوة آية أو وقوفٍ في موقف أو أداء منسك

وأقول لهم بأن عدم التحسس هذا لا ينبغي أن يدفع بصاحبه إلى حالة من اليأس ، فهذه الحالة حالة طارئة . فمن لم تجر في عينه دموع الخشية ، كان بمستطاعه التظاهر بالبكاء لإحراز الخشوع ، وليس التظاهر القائم على أساس النفاق والرياء

وأُضيف إلى ذلك أن حضور مجالس الدعاء والذكر ، سواء في موسم الحج أو غيره من طبيعته تليين القلوب وإحيائها . فمجلس الدعاء والذكر وغير ذلك عبارة عن حلقة من سلسلة تحصيل العقيدة والخشوع ، ولعل مجرد الحضور فيها وأخذ دور ما خلالها سيضفي على الإنسان هالة مقدسة من الروحانية والعرفان ، نظراً إلى أن هذه المجالس هي مهابط رحمة الله تبارك اسمه ونزول الملائكة ، وعندما تنزل وتحلّ ملائكة الرحمة فيها ستشمل جميع الجالسين والمشاركين ، بغض النظر عمن دمعت عينه أو من لم تدمع عينه ، هذا أولاً

وثانياً إن يوم عرفة على محدودية ساعاته ، ولكنه يعتبر يوماً مصيراً بالنسبة للحاج الذي تحمل عناء السفر والغربة وامتنع عن المناهي المفروضة ، لا سيما وأنه يفتقر إلى ضمانة أنه سيعود في السنة القادمة

ثم إن الشيطان وأعوانه يضاعف من وساوسه إلى قلب الإنسان ، لأنه على علم تام بعظمة مردود هذا اليوم عليه ، وبالتالي فهو لا يضيع فرصة في محاولة إضلال الحاج وإقعاده عن الاستفادة من هذه الفرصة الثمينة . وهذا يعني ويشير إلى ضرورة حذر المؤمنين من أن يشغل نفسه في توافه الأمور ، دون اغتنام هذه اللحظات المحدودة في يوم عرفة

أما الأمر الثالث المهم ؛ فهو أن الحاج في يوم عرفة عليه أن يعدّ العدّة لعرض جميع حاجاته على رب العزة سبحانه وتعالى الذي سمح له أن يتكلم معه ويناجيه مباشرة في تلكم اللحظات القدسية النادرة ، وهذى لعمري نعمة كبرى لا تقدر بثمن . ولعل من أهم الحاجات التي ينبغي للحاج أن يطلبها من ربه هي أن يكون مقبولاً لديه ، وأن تستمر حالة الانفتاح بينه وبين الرب ، لأن من خلال هذين المطلبين تفتح أمام الإنسان الكثير من المطالب والآفاق التي تضمن له السعادة في الدنيا والآخرة ، ومن دونهما يكون محكوماً بالعودة إلى نفس العيوب والخمول والتكاسل عن ذكر الله . ولا يغيب عنا بأن الحاج إذا ما حصل على التحول المطلوب في عرفات ، فإنه بفقدانه فيما بعد موسم الحج ، إنما يعني انقطاع فوائد عن الإنسان

من هنا أقترح أن يعود كل حاج من عرفة بهدية يهديها لنفسه ، وهي أن يطلب إلى ربه التوفيق إلى أداء صلاة الليل في هذا العام حتى تكون ضمانة معنوية لصلاح أعمالنا وقربنا الدائم من ربنا الغفور الرحيم
من كتاب في رحاب بيت الله لآية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي الفصل الأول نور المعرفة

نسألكم الدعاء
في ارض المهدي اسير

قلب المهدي يعتصر الما" لكي يابحرين
صورة العضو الرمزية
نبع الزهراء
فـاطـمـيـة
مشاركات: 15021
اشترك في: الثلاثاء مارس 04, 2008 6:40 pm
مكان: كـنـف المـــــنـــصــــــــورة (ع)

Re: يوم عرفة منطلق الرحمة الى الله

مشاركة بواسطة نبع الزهراء »

بسم الله الرحمن الرحيم
وصل اللهم على سيدة نساء العالمين الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء (ع)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله تعالى بكم، سدد الباري جل وعلا خطاكم المباركة لكل خير
نسأل الله تعالى ان يرزقكم شفاعة النبي المصطفى وآله الأطهار مع شيعة محمد وآل محمد
وصلى الله تعالى على النبي الكريم محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
والحمد لله رب العالمين
يا الله

صورة العضو الرمزية
شمعة الولايه
مشاركات: 5588
اشترك في: الاثنين سبتمبر 07, 2009 4:02 am

Re: يوم عرفة منطلق الرحمة الى الله

مشاركة بواسطة شمعة الولايه »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك على الموضوع الرائع الله يعطيك العافية
وجزاك الله خيراً وجعله في ميزان حسناتك
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
صورة


لايوم كيومك يااباعبدالله الحسين
صورة العضو الرمزية
خادمة مولاتي الزهراء
فـاطـمـيـة
مشاركات: 3085
اشترك في: السبت ديسمبر 12, 2009 4:00 pm

Re: يوم عرفة منطلق الرحمة الى الله

مشاركة بواسطة خادمة مولاتي الزهراء »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين

أختي الكريمـة سر النجـاة , بارك الله فيك على الطرح المبارك
وفقك الباري لما يحب ويرضى
أيقتل ضمآنا حسين بكربلا وفي كل عضو من أنامله بحر

العودة إلى ”روضة النبي المختار "ص" وال بيته الاطهار "ع"“