اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ
وَاهْلِكْ عَدُوَّهُمْ مِنَ الجِنِّ وَالاِنْسِ مِنَ ألاَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ الْسَّلامِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ الْلَّهِ وَبَرَكَاتَةَ
عندما يُفحَم الطاغية إن إيمان ابن عقيل، وصدق يقينه، ووثيق صلته بالله سبحانه وبالنبي والإمام، كل ذلك جعله يتسامى على الظروف الصعبة التي عاكسته، والمآسي التي توالت عليه، فبقي صامداً رغم الجراح والأسر واقتراب الأجل منه. إن السلطة الجائرة، التي تمثلت في ابن زياد وأميره يزيد، لم تكن عند مسلم سوى فتنة. أو ليست الدنيا كلها عند المؤمنين متاع الغرور؟ وإذا كان الإنسان قادماً على ربه بوثيقة الشهادة، فلماذا الخوف؟ وأهل بيت الرسالة عليهم السلام وكل من ربّاه الوحي على حب الشهادة، واصطفاه ربه للدفاع عن قيم الحق أولى الناس باقتحام غمار الموت طلباً لمرضاة ربهم. وها هو مسلم يغدر به أنصاره، ثم يُؤسَر وتتكاثر عليه جروحه، ولكنه تراه كالجبل الاشم يقارع الطاغية ابن زياد بالحجة الدامغة. تعالوا نستمع إليه وهو يرد على سلطان جائر يريد قتله، لعلنا نتخذه عبرة لأنفسنا ودرساً. فلا تخلو الدنيا من جبابرة أشقياء، فهل نكون المدافعين عن الدين الأوفياء كمسلم بن عقيل؟ إذاً لنستمع إلى كلمات مسلم التي تفيض ايماناً ويقيناً.
توجّه الطاغية ابن زياد إلى مسلم عائباً عليه، فقال: إيه ابن عقيل؛ أتيت الناس وهم جمع، شتَّتَ بينهم، وفرقت كلمتهم، وحملت بعضهم على بعض.
هكذا تشبث الطاغية بالأمن شأن كل الجبابرة في التاريخ، الذين يتهمون الأحرار بأنهم ضد الأمن والوحدة. ولكن مسلماً شأنه شأن كل المصلحين ركّز على قيم الحق والحرية وحقوق الإنسان، فقال:
كلا.. لستُ لذلك أتيتُ، ولكن أهل المصر زعموا أنّ أباك قتل خيارهم، وسفك دماءهم، وعمل فيهم أعمال كسرى وقيصر، فأتيناهم لنأمر بالعدل وندعو إلى الكتاب.
فلما سقط في يد الطاغية، وعرف قوة حجة مسلم، لم يجد بُدّاً من أن يتشبث بأسلوب التهمة الرخيصة، والتي ألصقها بشخصية مسلم، ذلك العالم المجاهد فقال:
وما أنت وذاك يا فاسق؟ لِمَ لَمْ تعمل فيهم بذلك، إذ أنت بالمدينة تشرب الخمر؟
ولكن مسلم بن عقيل سلام الله عليه رده بحجته البالغة، إذ رد التهمة عن نفسه أولاً، وان ابن زياد لا يتهمه إلا كذباً. وثانياً، بيّن أن سفك دماء المسلمين أعظم ذنباً، وأن من لا يتورع عن ذلك، هو الذي يشرب الخمر، فقال عليه السلام:
أنا اشرب الخمر؟ أما والله إن الله ليعلم أنك غير صادق، وأنك قد قلت بغير علم، وأني لستُ كما ذكرتَ، وأنك أحق بشرب الخمر مني، وأولى بها من يلغ في دماء المسلمين ولغا، فيقتل النفس التي حرم الله قتلها، ويسفك الدم الذي حرم الله على الغصب، والعداوة، وسوء الظن، وهو يلهو ويلعب، كأن لم يصنع شيئاً.
هكذا حاكَمَ المجاهد الصلب، والمؤمن الصابر عند البأس، مسلم بن عقيل؛ حاكَمَ النظام الأموي في دار إمارة الكوفة، مما جعل ابن زياد يبحث في ذاكرته عن تلك الأفكار القَدَرِيّة التي طالما يُبَرِّر الطغاة سلطتهم بها، زاعمين أنه لولا أن سلطتهم شرعية لما أذن الله لها أن تتحقق، مع أنهم أعرف من غيرهم، بمدى بعدهم عن الله والوحي والرسول والقيم الإنسانية. فقال ابن زياد:
يا فاسق، إن نفسك منّتك ما حال الله دونه، ولم يَرَكَ الله له أهلا.
وكان مسلم لذلك الطاغية بالمرصاد، فرده بقوة الحق الذي لا يُقْهَر وقال:
فَمَنْ أهله إذا لم نكن نحن أهله؟
فقال ابن زياد: أمير المؤمنين يزيد!
فقال مسلم: الحمد لله على كل حال، رضينا بالله حكما بيننا وبينكم.
وهنا بهت الذي كفر وعرف أنه لن يغلب مسلما بالمنطق فقال:
قتلني الله إن لم أقتلك قتلة لم يقتلها أحد في الإسلام من الناس.
فقال له مسلم: أما أنك أحق من أحدث في الإسلام مالم يكن، وأنك لاتدع سوء القتلة وقبح المثلة وخبث السيرة ولؤم الغلبة، لا أحد أولى بها منك.
وانتهى الحوار، وأخذ ابن زياد يشتم مسلماً والحسين وعلياً وعقيلاً عليهم السلام ومسلم لا يكلمه..
وجاء موعد اللقاء
منذ أن يشرق نور الإيمان في قلب الصالحين، ينتظرون لحظة اللقاء مع الرب الرحمن. أو لم يقل ربنا سبحانه: {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً}
لم تكن مهمة رسول الحسين إلى الكوفة سهلة ابداً، وكان الإمام الحسين عليه السلام أعلم الناس بطبيعة الكوفة المتقلبة. وكان جوابه على مَن ذَكَرَ له أوضاع الكوفة، ورجاه بألا يستمر معهم، كان جوابه كلمات تعكس هدفه البعيد من هذا القيام، ولو بصورة اشارة وتورية، فقال لبعضهم: هكذا أمرني جدي. وقال لبعضهم: فَبِمَ يُمْتحن هذا الخلق؟.
فلم ينتدب مسلماً ليكون طليعة قيامه إلا لأنه وجده أهلاً لهذه المهمة الاستشهادية.
كان لمسلم سلام الله عليه اخوة وذرية، وقد تركهم في حماية إمامه وابن عمه الحسين عليه السلام.
ولكن مسلما حين أُصعد إلى سطح القصر لم يفكر في مصير أهله ولا وصّى أحداً بهم. كانت وصيته لعمر بن سعد-والذي كان الهاشمي الوحيد الذي استدرجه بنو أمية، والذي كان نسخة ثانية لأبي لهب في تاريخ الهاشميين- كانت وصيته لذلك الخائن تتلخص في ثلاثة امور: أداء دينه الذي بلغ سبعماة درهم وذلك بعد بيع لامة حربه، ودفن جثمانه، والوصية الثالثة والهامة: ابلاغ امامه الحسين عليه السلام بمصيره..
لقد ندب ابن زياد لقتل سيدنا مسلم سلام الله عليه، بكر بن حمران الأحمري الذي تبادل ومسلم ضربات غير قاتلة عند الحرب ليكون اشد حقداً عليه.
فلما صعد به إلى سطح قصر الامارة في الكوفة، ومسلم عليه السلام يكبر ويستغفر الله ويصلي على رسول الله ويقول: اللهم احكم بيننا وبين قوم غرونا وكذبونا وخذلونا.
وبعد أن قام الجلاد بكر بجريمته دعاه ابن زياد فقال له اقتلته؟
قال: نعم.
قال: فما كان يقول وانتم تصعدون به لتقتلوه؟
قال: كان يكبر ويسبح ويهلل ويستغفر الله. فلما ادنيناه لنضرب عنقه قال: اللهم احكم بيننا وبين قوم غرّونا وكذبونا ثم خذلونا وقتلونا، فضربته ضربة لم تعمل شيئاً.
فقال لي: اوما يكفيك في خدش مني وفاء بدمك أيها العبد؟
قال ابن زياد: وفخراً عند الموت؟
قال: وضربته الثانية فقتلته.
تلك كانت الأمنية التي طالما حَدَّثَ مسلم نفسه بها، وكان أول شهيد في نهضة الإمام الحسين عليه السلام.
لقد بعث ابن عقيل عنفواناً جديداً للشهادة في سبيل حدود الدين، وقيم الوحي، وفي مناهضة الطغاة والجبابرة.
فسلام الله عليه من شهيد لا يظل دمه حتى قيام ولي الله الأعظم الحجة المنتظر عجل الله تعالى فرجه، هاتفاً: يا لثارات الحسين..
مقاطع من كتاب (مسلم بن عقيل-سفير الحسين) بقلم السيد محمد تقي المدرسي.
الى متى يا مهدينا الى متى هذا الغياب عجل على ظهورك إذا كنا مع الحق فلا نبالي
اللهمصلعلىمحمدوآلمحمدالطيبينالطاهرينوعجلفرجوليهمياكريم,,
أختي الكريمة
أحسنت ، بارك الله فيك و شكرا على هذا الطرح الطيب المبارك
في ميزان حسناتك إن شاء الله تعالى .
اللهم عجل لوليك الفرج اللهـمصـلعلـىمحمـدوآلمحمـد
بسم الله الرحمن الرحيم
وصل اللهم على سيدة نساء العالمين الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء (ع)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي العزيزة أحسنتِ بارك الله تعالى بكم، سدد الباري جل وعلا خطاكم المباركة لكل خير
نسأل الله تعالى ان يرزقكم شفاعة النبي المصطفى وآله الأطهار مع شيعة محمد وآل محمد
وصلى الله تعالى على النبي الكريم محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
والحمد لله رب العالمين أحـيـوا أمـر مكســورة الضـلـع فـاطـمـة الزهــراء عليها السلام
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ربي يجزاكِ خير الجزاء أختي العزيزة على الطرح المبارك
الله يوفقكم ويقضي جميع حوائجكم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين رشح المنتدى لإغاثة المحتاجين والمرضى
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
"*" نور عيني الفاطمية العلوية "*"
بارك الله جهودك الطيبة ووفقك لكل ما يحب ويرضى
ورزقك كرامة تحقيق المراد بحق محمد وآل محمد
شمس النبوة وقمر هاشم يوم عاشور دار الفلك فيها وتلاقى النور بالنور
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم وارحمنا بهم ياكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يعطيكم الف عافية
جعله الله تعالى في ميزان حسناتك
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وسَهِّلْ مَخْرَجَهُمْ والعَنْ أعْدَاءَهُم
السلام على الحسين و على علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين
السلام على ساقي عطاشى كربلاء أبا الفضل العباس ورحمة الله وبركاته
اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ
بارك الله فيكِ وجزاكِ الله خير الجزاء أختي على هذا الطرح المبارك
اسأل الله تعالى أن يحفظكم ويقضي جميع حوائجكم بحق النبي المصطفى وعترته الأطهار عليهم السلام