جاء في حديث الكساء المبارك (هم فاطمة وأبوها وبعلها وبنوها...)
لماذا جعلها الله محوراً مسألة: يستحب بيان مكانة فاطمة الزهراء (عليها السلام) عند الله تبارك وتعالى، وأنه تعالى جعلها (سلام الله عليها) هي المحور في تعريفهم (عليهم السلام).
وعند إرادة الحديث عن أفراد عائلة واحدة، يحسن اقتضاء تسمية واحد منهم ـ لاعتبارات معينة ـ كمركز، ثم إدارة أسماء الباقين عليه، كما قال سبحانه: (فاطمة وأبوها وبعلها وبنوها).
ولعل السر في جعلها (صلوات الله عليها) محوراً، إن الملائكة كانوا قد عرفوا فاطمة (عليها السلام) حين كانوا في الظلمة ثم ببركة نور فاطمة (عليها السلام) خرجوا إلى النور. وفي الحديث: عن جابر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: لم سميت فاطمة الزهراء، زهراء؟
فقال (عليه السلام): لأن الله عز وجل خلقها من نور عظمته، فلما أشرقت أضاءت السماوات والأرض بنورها، وغشيت أبصار الملائكة وخرّت الملائكة لله ساجدين، وقالوا: إلهنا وسيدنا ما هذا النور؟ فأوحى الله إليهم هذا نور من نوري.
ولربما كان السر نفس مفاد حديث: (لولاك لما خلقت الأفلاك...) أو لأجل أن فاطمة (سلام الله عليها) تصلح أن تكون محوراً مباشراً بلا واسطة بينما سائر المعصومين (عليهم الصلاة والسلام) إنما يتصل بعضهم ببعض بواسطة، ففاطمة وأبوها، وفاطمة وبعلها، وفاطمة وبنوها، بينما إذا أريد إبدال اسمها باسم الرسول (صلى الله عليه وآله) فاللازم أن يقول: محمد (صلى الله عليه وآله) وابن عمه، ويقول محمد وأحفاده وكذلك بالنسبة إلى علي والحسنين (عليهم السلام) فربما لهذه الجهة اقتضت البلاغة جعل (فاطمة) (عليها الصلاة والسلام) المحور.
الحركة الدورانية للمخلوقات والمحور الرئيسي لها وربما يكون السبب هو ما ورد في الحديث الشريف عن الصادق (عليه السلام): (هي الصديقة الكبرى وعلى معرفتها دارت القرون الأولى).
ولا يخفى إن الله سبحانه قرر للمخلوقات حركة دورانية بمعنى العودة إلى المبدأ، كما جعل لاجزاء وجزئيات عالمي المادة والماورائيات محاور وأقطاب رحى، فالشمس والقمر والكواكب والأرض يدور بعضها حول بعض، وتدور على القرون، وماء البحار وغيرها تبخره الشمس فيصعد إلى السماء، ثم ينزل منها إليها على شكل أمطار وهكذا دواليك.
والأشجار والحيوانات كذلك تنشأ من الأرض ثم تعود إليها كما كانت.
قال سبحانه: ((وَاللهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الأَرْضِ نَباتاً)) الآية.
وقال تعالى: ((مِنْها خَلَقْناكُمْ وَفِيها نُعِيدُكُمْ)) إلى غير ذلك من الأمور، حتى أن العلماء قالوا: كما أن المادة تتحول إلى (طاقة) وإحدى سبل ذلك الإنفجار الذري، بل ذلك حادث بشكل طبيعي في أجهزة بدن الإنسان والحيوان و... دوماً كذلك الطاقة يمكن أن ترجع إلى الـ (مادة) وإنما الأمر بحاجة إلى أجهزة متطورة تتمكن من استرجاعها كما كانت.
هذا في الماديات.
أما المعنويات: فلها مدار وقطب ومركز أيضاً، ولذا يقال: يدور المجتمع السليم على محور الدين، بمعنى أن الأخذ والعطاء والمعاملات والنكاح وغيرها تكون على محور الدين، وحتى الماديون يرون إن برامجهم ومناهجهم ومجتمعهم، تدور على محور أوامر ماركس مثلاً، فمنه تستمد وإليه ترجع، فإن المجتمع لا تكفي فيه المادة فقط، بل يحتاج إلى قوانين تقوم بتنظيم حياته في مختلف الأبعاد، فلا بد أن يكون له قانون، يكون هو عماد الحياة ومحورها، يدير شؤونه ويحول دون الفوضى والهرج والمرج.
إذن فالحياة المادية تدور هي بدورها على محور البعد المعنوي سليماً كان أم سقيماً. وحيث إنهم (عليهم السلام) محور الكون والكائنات، حيث كانوا هم السبب في إفاضته سبحانه وتعالى: المادة والمعنى، وكانوا هم الطرق والوسائط في هذه الإفاضة، لذلك فهم (عليهم السلام) قطب رحى الوجود، وعليهم تدور القرون والأزمان بقول مطلق، وفاطمة (عليها الصلاة والسلام) هي محور هذا المحور.
وإنما خصص بـ (الأولى) في قوله (عليه السلام): (وعلى معرفتها دارت القرون الأولى) كما في رواية البحار، عن الإمام الصادق (عليه السلام)، لأن الأولى إذا كانت على كيفية، فالأخرى تكون على تلك الكيفية ـ عرفاً ـ بخلاف ما إذا كانت الأخرى كذلك، حيث لا تستلزم أن تكون الأولى مثلها أيضاً، وإذا أطلق بأن قال: (دارت القرون) كان المنصرف منه قروننا فقط من قبيل قوله سبحانه في مريم (عليها السلام): ((عَلى نِساءِ الْعالَمِينَ)) حيث المنصرف منه (عوالم زمانها). مثل أن يقال: (الدولة الفلانية أقوى الدول) حيث إن المنصرف منه: (الدولة المعاصرة لها).
معادن الثروات المعنوية وكما أن الله سبحانه جعل للماديات مخازن تستمد منها، مثل الشمس التي هي مخزن ومنبع النور والحرارة والدفء، والبحار وهي مخزن الماء والأسماك و.. والهواء وهو مصدر ومخزن الاوكسجين الذي به يتنفس الإنسان والنبات والحيوان، إضافة إلى ما يحمله من أمواج ـ بشتى أنواعها ـ وغيرها، والأرض وهي مخزن التراب وما ينشأ منه من النباتات والأشجار وغيرها.
وكذلك جعل للمعنويات مخازن ومعادن، يتم الإستمداد منها بالمباشرة أو بواسطة القدوة والأسوة، فالأنبياء (عليهم السلام) خزنة علم الله سبحانه ورسالاته، وكذلك الأوصياء والسيدة الزهراء (عليهم السلام)، والناس يستمدون منهم مختلف العلوم والمعارف، إذ كل المعارف والعلوم البشرية تعود إليهم بشكل أو بآخر.
وكذلك للشجاعة والكرم والعاطفة وغيرها من الفضائل، منابع ومعادن فإن تلك الصفات في الكبار من الناس تحتذى بالأسوة والإتباع.
بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين والصلاة و السلام على أشرف الخلق أجمعين نبي الرحمة وهادي الأمة محمد و آل محمد الطيبين الطاهرين و عجل الله فرجهم و أهلك أعدائهم من الجنة والناس أجمعين.. آمين يا رب العالمين ,,,,,السلام عليكم و رحمة الله و بركاته و رضوانه و غفرانه ,,,,,نتمنى أن تكونوا بألف صحة و عافية و ندعو رب العباد لكم بالتوفيق و السداد و علو الشأن و النجاة في المعاد ...
نشكركم شكرا كثيرا على هذا الطرح الميمون و المبارك أختي الكريمة ، بارك الله فيكم على هذا النقل الرائع حقا ...
لا شلت يمناكم ..نسألكم الدعاء و في امان الله تعالى ....[/size]
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ
بارك الله فيكِ أختي نبع الزهراء على موضوعكِ
والله يجزيكِ كل خير ويجعل لكِ في كل حرف تكتبيه بميزان حسناتكِ لا تنسى ترشيح المنتدى
بسم رب الزهراء عليها السلام
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام على بديعة الوصف والمنظرالسلام على من نرتجيها ليوم الفزع الأكبر
حبيبتي نبع الزهراء آسال الله آن يوفقكم لكل مايحب ويرضى
دمتم بحب ورعاية الزهراء
اللهم أدخلني في كل خير أدخلت فيه محمدا وآل محمد
وأخرجني من كل سوء أخرجت منه محمدا وآل محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
"؟" الغالية نبع الزهراء "؟"
بارك الله طرحك الطيب ووفقك لكل مايحب ويرضى
ورزقك كرامة تحقيق المراد بحق محمد وآل محمد
شمس النبوة وقمر هاشم يوم عاشور دار الفلك فيها وتلاقى النور بالنور