اللهُم صَلِ علىْ مُحمِدٍ وَ آلِ مُحَمِدٍ وَ عجِلَ فرجَهُم وَ أهلِكَ أعدائِهُمْ وَ إرَحمِنَا بِهُمْ يَا الله
الَسَلآمُ عَليِكُمْ وَ رحَمِة الله وَ نُوره وَ بَركَاتُه
السَلآمُ عَلىْ آلحُسيِنَ وَ علىْ عليَّ بِنَ آلحُسيِنَ وَ عَلىْ أولآدَ الحُسيِنَ وَ عَلىْ أصحَآبَ الحُسيِنَ
آلسَلآمُ عَلىْ قتيِلَ العَبّرآتَ آلسَلآمُ عَلىْ آلدمَآءَ آلزآكيِآتَ السَلآمُ علىْ الدمِآءَ السَآئِلآتَ السَلآمُ عَلىْ الأروآحَ الطآهِرآتَ السَلآمُ علىْ الأجسَآد العآرياتَ
۞ اْلَخِـيَـمْه آلَفاَطِمّيَة اْلَحُسـينيَة الـثـآمـنِـة عـشَـر/ لمَآذا يتمنىْ المَيتَ الرُجوعَ إلى الدُنيَآ ؟ ۞
قال الله تعالى : ( أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقنَاكُمْ عَبَثاً وَ أَنَّكُمْ إِليْنَا لَا تُرجْعُونَ )
الله عز وَ جل لم يخلق الإنسان عبثاً و لم يتركه سُدى بل جعل له أجلاً لا مفرَّ منه و لما كان لهذة الحياة الدنيا نهاية ، ولا بد من الرجوع إلى الله كآن لابدَّ من وجود هدف لهذا الإنسان في الدنيا وهو إعمار الآخرة ، ورد في الرواية : ( الدنيا مزرعة الآخرة ) .
ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام : ( أفلا تزوَدوا في الدنيا من الدنيا ما تحزرون أنفسكم به غداً ) .
ولكن كثيراً من الناس في غفلة عن الآخرة و الإستعداد لها نتيجة الإنغماس في شهوات الدنيا كما قال تعالى : ( اْقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَ هُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ )
وعندها يتمنون الرجوع إلى الدنيا ، ولكن لماذا ؟!
للعمل الصالح : قال تعالى ( حَتَّىْ إِذَا جَآءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونَ ) فمن هذه الآية نفهم على أنه ورد إلى عالم الآخرة دون عمل صالح ، و دخول الجنة متوقف على الإيمان و العمل الصالح فيخسر بذلك الجنة و بالتالي سوف يُنقل إلى جهنم ، لأنه كما قال تعالى : ( فَرِيقٌ فِيَّ الْجَنَّةِ وَ فَرِيقٌ فِي السَّعِيرَ )
لما يراه في جهنم من أشكال مرعبة : قال تعالى : ( وَوَجَدُواْ مَا عَمِلُواْ حَاضِراً ) و في آية أخرى ( لِّيُرَوْاْ أَعْمَالَهُمْ ) حيث تتجسد هذة الأعمال بصورة مرعبة و أشكال مخيفة من قبيل الحيات و العقارب و الكلاب و الذئاب ..
لمرافقة الشياطين : حيث يقرن مع شيطانه بسلسلة ، كما قال تعالى : ( فَكُبْكِبُواْ فِيهَا هُمْ وَ الْغَاوُونَ * وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ ) و لِبشاعة منظر الشيطان و نتن رائحته يتمنى الهروب منه ( قَالَ يَالَيْتَ بَيْنِي وَ بَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقِينِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ )
هرباً من عذاب جهنم : و حيَّاتها و زقومها و ضريعها و حميمها و أنكالها فإنه لشدة مايجد من عذابها يتمنى الفِرارَ و قد جآء في الروايَة ( لو أن رجلاً كان بالمشرق و جهنم بالمغرب ثم كُشف عن غطاء منها لغلت جمجمته ) و بروايَة آخرى ( لخرج دماغ أحدكم من منخرية لشدة حرها ) .
و بروآيَة : ( إن في جهنم نهراً يسيل ناراً ، على حافتيَه حيات مثل البغال الدهم ( السوداء ) فإذا ثارت إليهم لتأخذهم إستغاثوا منها بالإقتحام بالنار ) .
و بروايَة ( يقرب الحميم إلى فيه ( فمه ) فإذا دنا من وجهه شوى وجهه و وقعت فروة رأسه فإذا شربه قطع أمعاءه حتى تخرج من دبره ) .
هرباً من سجن جهنم : لأنه كان في جنة الدنيا و صار إلى سجن جهنم و لا شك أنه يريد التخلص من ذلك السجن : ( رَبَّنَآ أَخْرِجنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإنَّا ظَالِمُونَ )
و لكن هذا السجن لا يمكن الفرار منه ( إِنَّآ أَعتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا )
إذاً علينا أن نغتنم فرصة وجودنا في الدنيا من قبل أن يأتي يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم و لهم اللعنة و لهم سوء الدار ( قُل لِّعِبَادِىَ الَّذِينَ ءَامَنُواْ يُقيِمُواْ الصَّلَاةَ وَ يُنُفِقُواْ مِمَّا رَزَقنَاهُمْ سِرّاً وَ عَلَانِيَةً مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَ لَا خِلَالٌ )
فلذا علينا أن نقدم لآخرتنا ما نحرز أنفسنا به غداً و مثلُنا الأعلى في ذلك أهل البيت الذي قدَّموا طعامهم للمسكين و اليتيم و الأسير في سبيل محبة الله و نيل رضاه ( وَ يُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىْ حُبَهِ مِسْكيناً وَ يَتيماً وَ أَسِيراً * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَآءً وَلَا شُكُوراً ) .
أهلَ البيت سلآم الله عليهم يقدمون الطعام إلى الأيتام ولكنَ لهفَ نفسيَّ علىْ يتآمىْ أبيَّ عبدالله عليَه السلآم أينَ هُم عنهُم ؟؟!
تقول الروايَة : لما أدخلوا يتامى الحسين عليه السلام إلى الخربة جاءت إمرأة كوفية عجوز لا تدري ماجرى ؟ تحمل طبقاً فيه طعام ، أدنته إلى اطفال الحسين عليه السلام ، فأخذته العقيلة زينب عليها السلام و أرجعته إلى المرأة و قالت لها : أما علمتِ إننا لا نأكل الصدقة .
قالت : أخيّه إنه ليس طعام صدقة ، قالت : ماهو ؟ قالت : إنه طعام نذر ، قالت : ماقصته ؟ قالت لها : أخيّه كان لي ولد عجز الأطباءَ عن معالجته ، فنذرت لله إذا شُفيَّ ولدي أن أطعم طعاماً ، فرأيت في الرؤيا رسول الله - صلى الله عليه و آله و سلم - و إلى جنبه غلام أشبه الناس به ، وشكوت حال ولدي إلى رسول الله - صلى الله عليه و آله وسلم - فإلتفت إلى الغلام الذي إلى جنبه ، و قال : بُني حسين ضع يدك على رأس هذا الصبي .
و منذ ذلك الحين مَنَّ الله على ولدي بالشفاء ، و هذا الطعام طعام النذر الذي نذرته لله ، و أرجو أن تقبليه ، فإندفعت زينب بالبكاء و النحيب ، قالت لها : ما الخبر ؟ قالت لها زينب عليها السلام : أنتِ رأيتِ الحسين في المنام ، قالت : بلى ، قالت : إذا رأيتِ الآن صورة الحسين عليه السلام تعرفينه ؟ قالت : بلى ، قالت : إنظريَّ إلى الرأس المنصوب على باب الخربه ، فلما نظرت قالت : إي والله هذا هو بعينه ، قالت : هذا الحسين رأسه على الرمح و جسمه على الرمضاء ، فبكت على المرأة وقالت : من أنت ؟
أنا زينـب و الرزايا كفتني أنا سيوف الهواشم الحَضَرتنـي
و الداهيَة العظمى الليَّ دهتنيَّ
ياويلـي مصيبة حسين الصدعتنيَّ و طعنات الأكبر لوجعتني
و طيحَـة قمـرهـا المرمرتنـي
بينما هم في تلك الخربة و إذا بإمرأة محنيَة الضلوع ، دخلت و هي تنتحب فصاحت زينب عليها السلام : يا نساء الكوفة ألم أقل لكُنَّ لا تدخلن عليَّ ؟ و إذا المرأة تنادي : سيدتي والله ما جئت شامتة و لا متفرجة وما أنا بعدَّوة لكم أهل البيت ، سيدتي أنا طوعه التي أجرتُ ابن عمك مسلم بن عقيل .
وقد بلغني أن معكم يتيمة لمسلم لها وصيّة من أبيها ، أوصاني بها أبوها عندما أحسّ بهجوم القوم عليه ، وهو في داري التفت إليَّ و قال : إن يومي قد دنا ولي إليك وصية ، إذا جاءتكم سبايا الحسين عليه السلام و معهم إبنتي حميدة ، فبلّغيها عني السلام و قبّليها نيابة عني ، فلما سمعت العقيلة زينب عليها السلام صاحت : بُنية حميدة أقبليَّ ، فأقبلت إليها ..
لما رأتها طوعة أخذتها و أجلستها في حجرها ثم إنحنت عليها تشمها ، تقبلها و تمسح بيدها على رأسها و تقول : ياحميدة مدّة مضت و أنا أنتظر ورودكم إلى الكوفة ، أين كنتم يا عزيزتي ؟ فأجابتها بلسان الحآل :
عمه يا طوعه جينة يسره ومن الهضم تخنق العبره
وأنا على بوي العين حمره ماشفته و لا شفـت قبره
إلـهيَّ بحق الحسين و أخيه وَ جده و أبيَه وَ أمُه وَ بنيَه وَ شيعتَه وَ مواليَه وَ قبرَه وَ سآكنيَه وَ زوارَه وَ مجاوريَه خلصني مِنَ الغم الذيَّ أنا فيَه
ياقاضي الحاجات يا سميع الدعوات يا منزل البركات يادافع البليات برحمتك يا أرحم الراحمين
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهُم كُنْ لِوليُّك الحُجةِ ابن الحسن صلَواتُك عليهِ وعلى ابائِه في هذه الساعة وفي كلِ ساعة ولياً وحافِظْا وقائِداً وناصراً ودليلاً وعَيّنا حتى تُسكِنَهُ ارضَك طوعا وتُمتِعهُ فيها طويلاً برحمتِك يا ارحمْ الراحِمين
وَ صَلىْ الله عَلىْ مُحَمِدَ وَ آلِ مُحَمِدَ آلطَيبيِنَ آلطآهرِينَ
مِنَ قلِبَ اْلَخِـيَـمْ آلَفاَطِمّيَة اْلَحُسـينيَة مُشرفة أحَلىْ روضَة بآلعَآلِمْ / آلنُورَ آلحُسينيَّ
نسألكُم الدعَآءَ