اللهُم صَلِ علىْ مُحمِدٍ وَ آلِ مُحَمِدٍ وَ عجِلَ فرجَهُم وَ أهلِكَ أعدائِهُمْ وَ إرَحمِنَا بِهُمْ يَا الله
الَسَلآمُ عَليِكُمْ وَ رحَمِة الله وَ نُوره وَ بَركَاتُه
السَلآمُ عَلىْ آلحُسيِنَ وَ علىْ عليَّ بِنَ آلحُسيِنَ وَ عَلىْ أولآدَ الحُسيِنَ وَ عَلىْ أصحَآبَ الحُسيِنَ
آلسَلآمُ عَلىْ قتيِلَ العَبّرآتَ آلسَلآمُ عَلىْ آلدمَآءَ آلزآكيِآتَ السَلآمُ علىْ الدمِآءَ السَآئِلآتَ السَلآمُ عَلىْ الأروآحَ الطآهِرآتَ السَلآمُ علىْ الأجسَآد العآرياتَ
۞ اْلَخِـيَـمْه آلَفاَطِمّيَة اْلَحُسـينيَة الـثـالـثـة وَ الـعِـشُرونَ / التجـارة الـرابـحـة ؟! ۞
عن الإمام علي " عليه السلام " ( الدنيا دار صدق لمن صدَّقها و دار عافية لمن فهم عنها و دار غنى لمن تزوّد منها و دار موعظة لمن إتعظ بها ، مسجد أحباء الله و مصلى ملائكة الله و مهبط وحي الله و متجر أولياء الله إكتسبوا فيها الرحمة و ربحوا فيها الجنة ) .
و التجارة الرابحة تتقوم بثلاثة أمور تشير إليها الآية الشريفة : ( إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ وَ أَقَامُواْ الصَّلَوةَ وَ أَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَ عَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ )
لذا حثت الروايات على قراءة القرآن ، فقد ورد عن النبي - صلى الله عليه و آله و سلم - في وصيته لسلمان : ( ياسلمان عليك بقراءة القرآن فإن قراءته كفارة للذنوب و ستر من النار ، و أمان من العذاب ، يُكتب لمن يقرأه بكل آية ثواب مئة شهيد ، و يعطى بكل سورة ثواب بني إسرائيل ، و تنزل على صاحبه الرحمة و تستغفر له الملائكة و إشتاقت له الجنة و رضي عنه المولى
و إن المؤمن إذا قرأ القرآن نظر الله إليه بالرحمة و أعطاه بكل آية ألف حور و أعطاه بكل حرف نوراً على الصراط ، فإذا ختم القرآن أعطاه الله ثواب ثلاث مئة و ثلاثة عشر نبياً بلغوا رسالات ربهم و كأنما قرأ كل كتاب أنزل الله على أنبيائه و حرّم الله جسده على النار و لا يقوم من مقامه حتى يغفر الله له و لأبويه
يا سلمان المؤمن إذا قرأ القرآن فتح الله عليه أبواب الرحمة و خلق بكل حرف ملكاً يسبح له إلى يوم القيامة و أنه ليس شيء بعد تعلم العلم أحب إلى الله من قراءة القرآن . . . )
و عن الإمام الحُسين " عليه السلام " ( من قرأ القرآن كانت له دعوة مستجابة ، إما معجلة و إما مؤجلة )
و عن أمير المؤمنين " عليه السلام " ( من قرأ مئة آيه من القرآن من أيَّ القرآن شاء ثم قال يا الله سبع مرات فلو دعا على الصخرة لقلعها ) .
و عنه " عليه السلام " ( لقارئ القرآن بكل حرف يقرأه في الصلاة قائماً مئة حسنة و قاعداً خمسون حسنة و متطهراً في غير الصلاة خمس و عشرون حسنة و غير متطهر عشر حسنات . . . )
و عنه " عليه السلام " ( و إن ختم القرآن ليلاً صلّت عليه الملائكة حتى يصبح و إن ختمه نهاراً صلّت عليه الحفظة حتى يمسي و كانت له دعوة مستجابة و كان خيراً له مما بين السماء و الأرض )
عن الإمام الصادق " عليه السلام " ( من قرأ في المصحف مُتَّع ببصره و خفف الله عن والديه و إن كانا كافرين ) و عنه " عليه السلام " ( أفضل العبادة النظر في المصحف ) و عنه " عليه السلام " ( من قرأ كل يوم في المصحف مئة آية بترتيل و خشوع و سكون كتب الله له من الثواب بمقدار ما يعمله أهل السماء و أهل الأرض ) و بروآيه أخرى عنه ( من إستمع حرفاً من كتاب الله من غير قراءة كتب الله له حسنة و محا عنه سيئة و رفع له درجة )
وعن رسول الله - صلى الله عليه و آله و سلم - ( من قرأ عشر آيات في ليلة لم يكتب من الغافلين ومن قرأ خمسين آية كُتب من الذاكرين ، ومن قرأ مئة آية كُتب من القانتين ، و من قرأ مئتي آية كُتب من الخاشعين ، ومن قرأ ثلاث مئة آية كتب من الفائزين ، ومن قرأ خمس مئة آية كتب من المجتهدين )
عن الإمام الصادق " عليه السلام " ( مايمنع التاجر منكم المشغول في سوقه إذا رجع إلى منزله حتى يقرأ سورة من القرآن ، فتكتب له كل آية يقرؤها عشر حسنات ، و يمحى عنه عشر سيئات ) .
سُئل رسول الله - صلى الله عليه و آله وسلم - : ما أفضل الأعمال ؟ فقال - صلى الله عليه وآله وسلم - : الحال المرتحل . فسُئل - صلى الله عليه وآله وسلم - مالحال المرتحل ؟ فقال - صلى الله عليه وآله وسلم - : صاحب القرآن يضرب من أوله إلى آخره ، و من آخره إلى أوله ، كلّما حلّ إرتحل .
و كان الإمام الرضا " عليه السلام " يختم القرآن كل ثلاثة أيام و ينقل عن بُرير أحد أصحاب الإمام الحسين " عليه السلام " أنه كان في بعض الليالي يختم القرآن تلاوة .
وكان الشيخ المجلسي يوصي ولده محمد باقر أن يقرأ كل يوماً جزءاً من القرآن ، و أن يطالع وصية الإمام علي " عليه السلام " لولده الإمام الحسن عليه السلام .
ورد في الرواية ( نوروا بيوتكم بتلاوة القرآن ، البيت الذي يقرأ فيه القرآن و يذكر فيه الله عز وَ جل تكثر بركته و تحضره الملائكة و تهجره الشياطين و يضيء لأهل السماء كما يضيء الكوكب لأهل الأرض . . . )
و عن الإمام علي " عليه السلام " يصف المتقين ( أما الليل فصافُّون أقدامهم تالين لأجزاء القرآن يُرتلونه ترتيلاً يحزنون به أنفسهم و يستثيرون به دواء دائهم فإذا مرّوا بآية فيها تشويق ركنوا إليها طمعاً و تطلعت نفوسهم إليها شوقاً و ظنُّوا أنها نصب أعينهم ، و إذا مرُّوا بآية فيها تخويف أصغوا إليها مسامع قلوبهم و ظنُّوا أن زفير جهنَّم و شهيقها في أصول آذانهم )
وفي هذة الرواية تأكيد على تلاوة القرآن ليلاً فلا نقضي أوقاتنا على التلفزيون و نهجر القرآن لئلا يشكونا رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ( وَ قَالَ الرَّسُولُ يَارَبِّ إِنَ قَوْمِي اتَّخَذُواْ هَذَا الْقُرءَانَ مَهْجُوراً )
ولا يكفي أننا هجرناه قراءةً حتى هجرناه عملاً ، فقد ورد عن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( يأتي زمان على أمتي لا يبقى من القرآن إلا رسمه ومن الإسلام إلا إسمه ، ينادون به وهم أبعد ما يكونون عنه ) .
وكما أن القرآن عهد الله إلى خلقه ولا بدَّ من المحافظة على هذا العهد ، كذلك شركاء القرآن أهل البيت " عليهم السلام " فلا بدَّ من حفظهم و محبتهم لأنهم قربى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - الذين أمر الله بمودتهم في قولة ( قُل لَّآ أَسْلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّة فِيّ الْقُربَى )
كما إن هذة الأمة لم ترعَ حرمة لأولاد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بل شتتوهم و أسروهم و قهروهم و ظلموهم و قتلوهم ، و إذا برأس الإمام الحسين " عليه السلام " إبن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أُسارى سبايا يُطاف بهن من بلدٍ إلى بلد حتى أوردوهم الشام على أبوابها ثلاثة أيام حتى يُزينوها
كما يُحدَّث سهل بن سعد الساعدي : خرجت حتى توسطت الشام فإذا أنا بمدينة مطردة الأنهار كثيرة الأشجار قد علّقوا الستور و الحجب و الديباج وهم فرحون مستبشرون ، و عندهم نساء يلعبن بالدفوف و الطبول ، فقلت في نفسي : أو لأهل الشام عيدُ لا نعرفه ؟ قالوا : يا شيخ نراك أعرابياً غريباً ، فقلت : أنا سهل بن سعد قد رأيت محمداً - صلى الله عليه وآله وسلم - .
قالوا : يا سهل ما أعجبك السماء لا تمطر دماً ، و الأرض لا تخسف بأهلها ، قلت : ولم ذاك ؟ قالوا : هذا رأس الحسين " عليه السلام " يُهدى من أرض العراق ، فقلت : واعجباه يُهدى رأس الحُسين و الناس يفرحون ؟ قلت : من أي باب يدخل ؟ فأشاروا إلى بب يُقال له : باب الساعات ، قال : فبينما أنا كذلك حتى رأيت الرايات يتلو بعضها بعضاً .
يقول سهل : بينما نحن كذلك و إذا بفارس بيده لواء عليه رأس من أشبه الناس وجهاً برسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - و إذا من ورائه نسوة على جمال بغير وطاء .
قال سهل : فدنوت من أولادهن فقلت : ياجارية من أنت ؟ فقالت : أنا سكينة بنت الحسين " عليه السلام " فقلت لها : ألكِ حاجة إليَّ ، فأنا سهل بن سعد ممن رأى جدكِ و سمعت حديثه
قالت ياسهل : هاك زين العابدين " عليه السلام " إمضِ عليه ، قال سهل : وقد رأيت عيال الحُسين مربطين بالحبال ، ورأيت الإمام السجاد " عليه السلام " في آخر الظعن وقد إرتدى ثوباً أحمر و كان مكشوف الرأس بلا عمامة ، قلت : يا سبحان الله أفي هذا اليوم يرغب الإمام " عليه السلام إلى الملابس الحمراء ؟! فلما دنوت منه و حققت النظر ، وإذا رأى الدم يجري من عنق الإمام " عليه السلام " و سمعته يقول :
ياليت إمي لم تلدني ولم أكن يراني يزيد في البلاد أسير
أُقاد ذليلاً إلى دمشق كأنني من الزنج عبدٌ غاب عنه نصير
قال : ثم أتيت نحوه و سلمت عليه فإستغرب سلامي و قال : يا أيها المُسَلَّم عليَّ ، أعرفتني من الترك أم من الروم ، قال : بل عرفتك إبن محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - ، و أنا خادمك سهل بن سعد الساعدي ، كيف حالك مولاي ؟ قال : يا سهل كيف حال من ترآه بذاك الحال ، و أنا أسير إلى يزيد بن معاوية ، هل رأت عيناك أم سمعت أذناك أن إمرأة سبيت لنا قبل يوم كربلاء ؟ .
ثم قال " عليه السلام " ياسهل هل عندك أموال ؟ قلت : نعم سيدي ما تأمرني ؟ قال : ياسهل إدفعها إلى حاملي الرؤوس و امُرهم أن يبتعدوا من وسط المحامل فلقد خُزيت عماتي و أخواتي من كثرة النظر إليهن .
ثم إلتفت الإمام إلى سهل قال : ياسهل هل عندك ثوب عتيق ، قلت : نعم سيدي ماتأمرني ؟ قال : ياسهل أضعه تحت الجامعة فلقد أكلت عنقي .
يقول سهل : فنزعت العمامة من على رأسي و دفعتها للإمام السجاد " عليه السلام " فلما رفع الجامعة سالت الدماء من رقبة الإمام زين العابدين " عليه السلام " على كتفيه .
قال سهل : وكان معي رفيق نصراني فسمع رأس رأس الحُسين " عليه السلام " وهو يقرأ القرآن و يقول ( وَلَا تَحْسَبَنَّ اللهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ) فقال : ياسهل رأسُ من هذا ؟ فقلت : هذا رأس إبن بنت نبينا محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - فقال يا سهل : مُدَّ يدك أنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمداً عبده و رسوله - صلى الله عليه وآله وسلم - ثم شهر سيفه و شدّ به على القوم وهو يبكي و جعل يضرب فيهم فقتل منهم جماعة كثيرة ، ثم تكاثروا عليه فقتلوه .
فوصل الخبر إلى العقيلة زينب " عليها السلام " أن نصرانياً رق لكم ، فقالت عليها السلام : واعجباه النصارى يرقُّون لنا ، و المسلمون يتفرجون علينا .
و في رواية : لما أُدخل رأس الحسين إلى دمشق وهم في طريقهم إلى مجلس يزيد ، و إذا بالرمح الذي عليه رأس الحُسين " عليه السلام " قد إنتصب فرفعوا رؤوسهم و نظروا و إذا برأس مسلم بن عقيل معلّق و إذا هما يتكلمان
أخوان من بعد الفراق تلاقيا فوق الرماح و للوصال تدانيا
فتقابلا و تسالما و تباكيا فكأنما الإثنان في قيدِ الحيا
إلـهيَّ بحق الحسين و أخيه وَ جده و أبيَه وَ أمُه وَ بنيَه وَ شيعتَه وَ مواليَه وَ قبرَه وَ سآكنيَه وَ زوارَه وَ مجاوريَه خلصني مِنَ الغم الذيَّ أنا فيَه
ياقاضي الحاجات يا سميع الدعوات يا منزل البركات يادافع البليات برحمتك يا أرحم الراحمين
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهُم كُنْ لِوليُّك الحُجةِ ابن الحسن صلَواتُك عليهِ وعلى ابائِه في هذه الساعة وفي كلِ ساعة ولياً وحافِظْا وقائِداً وناصراً ودليلاً وعَيّنا حتى تُسكِنَهُ ارضَك طوعا وتُمتِعهُ فيها طويلاً برحمتِك يا ارحمْ الراحِمين
وَ صَلىْ الله عَلىْ مُحَمِدَ وَ آلِ مُحَمِدَ آلطَيبيِنَ آلطآهرِينَ
مِنَ قلِبَ اْلَخِـيَـمْ آلَفاَطِمّيَة اْلَحُسـينيَة مُشرفة أحَلىْ روضَة بآلعَآلِمْ / آلنُورَ آلحُسينيَّ
نسألكُم الدعَآءَ