اللهمّ عرّفني نفسك، فإنّك إنْ لم تعرّفني نفسَك لمْ أعرف نبيّك، اللهمّ عرّفني رسولك، فإنّك إنْ لم تعرّفني رسولك لم أعرفْ حجّتك، اللهمّ عرّفني حجّتك، فإنّك إنْ لم تعرّفني حجّتك ضلَلتُ عن ديني

خصائص السَّفارة الحقّة

"ما أوذي نبي مثلما أوذيت "

المشرفون: الفردوس المحمدي،تسبيحة الزهراء

صورة العضو الرمزية
الفاطمية العلوية
فـاطـمـيـة
مشاركات: 16729
اشترك في: السبت أكتوبر 25, 2008 4:26 am

خصائص السَّفارة الحقّة

مشاركة بواسطة الفاطمية العلوية »

اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ
وَاهْلِكْ عَدُوَّهُمْ مِنَ الجِنِّ وَالاِنْسِ مِنَ ألاَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ


خصائص السَّفارة الحقّة
الشَّيْخ معين دقيق

لا شكّ أَنَّ السفارة - التي هي وساطة بين إمام العصر وشيعته - تُعتبر من المناصب العظيمة التي لا ينالها إِلَّا ذو حظٍ عظيم. ونظراً لعظم هذا المنصب الَّذِي يشغله من تقلّد زمامها فقد اشرأبّت إليها أعناق الكثيرين قديماً وحديثاً، وكثرت الدعاوى الكاذبة لها، وذلك استدعى أنْ يقع الاهتمام في خصائص السفارة الحقّة؛ ليكون الناس والموالون في كُلّ عصر ومصر على بيّنةٍ من أمرهم، فلا تنطلي عليهم حيل أرباب الدعاوي والأكاذيب.‏

* إثبات السفارة الحقّة‏

أهمُّ خصوصيةٍ تتمتّع بها السفارة الحقّة هي أَنَّها تُثْبت ارتباطها بالناحية المقدسة عن طريقٍ صحيحٍ ومعتبر، والأُمور التي يمكن أنْ تقع طريقاً لإثبات السفارة هي:‏

الطريق الأوّل: الشُّهرة والشياع من دون تكذيبٍ معتدٍّ به.‏

وهذا طريقٌ عقلائيٌّ صحيح، حيث إنَّ المجتمعات البشرية قديماً وحديثاً اتَّخذته وسيلةً لتعيين الوكلاء والمندوبين وما شابه ذلك. والشريعة الإسلامية تعاملت معه على أساس أَنَّه وسيلة إثبات صحيحة مثل كثيرٍ من الموارد، كإثبات الاجتهاد والعدالة والخبرة وما شاكلها.‏

وتتوقّف مصداقية هذا الطريق على عدم وجود دليل يكذّبه، ويضعّف من قيمته، وهذا يكون في الموارد التالية:‏

1- أنْ يُشاع بين الناس سفارة شخصٍ بعد ادّعائه لها، ولكن كانت هذه الدعوى في ظرفٍ زمانيٍّ أو مكانيٍّ لا يُتوقّع صدور التعيين من قبل المعصوم فيه، كما يغلب ذلك في زماننا.‏

2- أنْ تصدر الدعوى من قبل مدّعيها، ويشتهر ذلك بين الناس، إِلا أَنَّه يكون على خلافها شهرة أُخرى تكذبها، وهذا إِنَّما يحصل عادةً في موارد السفارات الكاذبة التي تكون مقتدرة، إمّا لكون السُّلطة الحاكمة مؤيّدة لها، فتبذل المال والقدرة على نشرها بين ضعاف القلوب، وإمّا لكون المدّعي للسفارة نفسه هو صاحب السلطة والجاه.‏

3- التكذيب من قبل السّفير المسلّم سفارته، وهذا قد يكون بطريقةٍ مباشرةٍ، وقد يكون عن طريق الإحراج للمدَّعي أمام مريديه. ونذكر لذلك نموذجاً حصل في زمن السفير أبي جعفر محمد بن عثمان العمري، فقد نقل الشيخ الطوسي ما لفظه: «حكى أبو غالب الزراري، قال: حدثني أبو الحسن محمد بن محمد بن يحيى المعاذي، قال: كان رجل من أصحابنا قد انضوى إلى أبي طاهر ابن بلال بعد ما وقعت الفرقة، ثمّ إنّه رجع عن ذلك وصار في جملتنا، فسألناه عن السبب، قال: كنت عند أبي طاهر يوماً وعنده أخوه أبو الطيب وابن حرز وجماعة من أصحابه، إذ دخل الغلام، فقال: أبو جعفر العمري على الباب. ففزعت الجماعة لذلك وأنكرته للحال التي كانت جرت وقال يدخل، فدخل أبو جعفر رضي الله عنه، فقام له أبو طاهر والجماعة، وجلس في صدر المجلس وجلس أبو طاهر كالجالس بين يديه، فأمهلهم إلى أن سكتوا. ثم قال: يا أبا طاهر (نشدتك الله) أو نشدتك بالله، ألم يأمرك صاحب الزمان بحمل ما عندك من المال إلي؟ فقال: اللهم نعم. فنهض أبو جعفر رضي الله عنه منصرفاً، ووقعت على القوم سكتة، فلما تجلّت عنهم قال له أخوه أبو الطيب: من أين رأيت صاحب الزمان؟ فقال أبو طاهر: أدخلني أبو جعفر رضي الله عنه إلى بعض دوره فأشرف عليّ من علوّ داره، فأمرني بحمل ما عندي من المال إليه. فقال له أبو الطيب: ومن أين علمت أنّه صاحب الزمان (عج)؟ قال: قد وقع عليّ من الهيبة له ودخلني من الرعب منه ما علمت أنّه صاحب الزمان (عج)، فكان هذا سبب انقطاعي عنه»(1).‏

الطريق الثاني: النّصُّ الصحيح من قبل المعصوم (عج) وهذا هو أكثر الطُّرق شياعاً، وبه ثبتت سفارة السُّفراء الأربعة في عصر الغيبة الصُّغرى.‏

ونكتفي بذكر نموذج واحدٍ على ذلك:‏

جاء «عَنْ جَمَاعَةٍ مِنَ الشِّيعَةِ... فِي خَبَرٍ طَوِيلٍ مَشْهُورٍ قَالُوا جَمِيعاً: اجْتَمَعْنَا إِلَى أَبِي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ نَسْأَلُهُ عَنِ الْحُجَّةِ مِنْ بَعْدِهِ، وَفِي مَجْلِسِهِ أَرْبَعُونَ رَجُلًا، فَقَامَ إِلَيْهِ عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عَمْرٍو الْعَمْرِيُّ، فَقَالَ لَهُ يَا ابْنَ رَسُولِ الله أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْ أَمْرٍ أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، فَقَالَ لَهُ: اجْلِسْ يَا عُثْمَانُ، فَقَامَ مُغْضَباً لِيَخْرُجَ، فَقَالَ: لَا يَخْرُجَنَّ أَحَدٌ. فَلَمْ يَخْرُجْ مِنَّا أَحَدٌ إِلَى أَنْ‏ كَانَ بَعْدَ سَاعَةٍ فَصَاحَ بِعُثْمَانَ، فَقَامَ عَلَى قَدَمَيْهِ، فَقَالَ: أُخْبِرُكُمْ بِمَا جِئْتُمْ؟ قَالُوا: نَعَمْ يَا ابْنَ رَسُولِ الله، قَالَ: جِئْتُمْ تَسْأَلُونِّي عَنِ الْحُجَّةِ مِنْ بَعْدِي. قَالُوا: نَعَمْ، فَإِذَا غُلَامٌ كَأَنَّهُ قِطَعُ قَمَرٍ أَشْبَهُ النَّاسِ بِأَبِي مُحَمَّدٍ، فَقَالَ: هَذَا إِمَامُكُمْ مِنْ بَعْدِي وَخَلِيفَتِي عَلَيْكُمْ أَطِيعُوهُ وَلَا تَتَفَرَّقُوا مِنْ بَعْدِي فَتَهْلِكُوا فِي‏ أَدْيَانِكُمْ، أَلَا وَإِنَّكُمْ لَا تَرَوْنَهُ مِنْ بَعْدِ يَوْمِكُمْ هَذَا حَتَّى يَتِمَّ لَهُ عُمُرٌ، فَاقْبَلُوا مِنْ عُثْمَانَ مَا يَقُولُهُ وَانْتَهُوا إِلَى أَمْرِهِ وَاقْبَلُوا قَوْلَهُ، فَهُوَ خَلِيفَةُ إِمَامِكُمْ وَالْأَمْرُ إِلَيْهِ»(2).‏

وإنّما قيّدنا هذا الطريق بكونه صحيحاً لأجل أَنَّه قد يضع بعض الرُّواة المعروفين بالكذب والوضع بعض النُّصوص لصالحهم أو لصالح غيرهم مِمّن يرجع إليهم نفع تصدّيه لهذا المنصب العظيم، فلا يكون هذا الطريق حينئذٍ مفيداً ونافعاً لإثبات السفارة.‏

الطريق الثالث: ظهور الكرامات والأُمور الخارقة للعادة من قبل مدّعي السّفارة.‏

وهذا الطّريق قد يكون سيفاً ذا حدّين، فإنّه على الرغم من كونه طريقاً صحيحاً لإثبات السفارة، كيف والذي هو أعلى مقاماً من السّفارة كالنّبوة والإمامة يثبت بالمعجزة التي هي متحدة مع الكرامة مضموناً، غاية الأمر المعجزة اختصّ إطلاقها عند علماء الكلام بما يتحقّق على يدي مدّعي النّبوة، بينما الكرامة هي ما يصدر عمّا دون هذا المقام(3). أو أَنَّ المعجزة أضيق دائرةً من الكرامة؛ لأنّ المعجزة يشترط فيها أن تكون في مقام التحدي لمن يكذبه، وليس كذلك الكرامة(4).‏

فبعد التتبُّع في النُّصوص يخلص الباحث إِلَى أَنَّ الكرامة تتصف بجملة من الخصائص منها:‏

- إنَّ الكرامة عادةً تكون معتضدة بطريق آخر، كالنصّ من قبل المعصوم (ع).‏

- إنَّها عادة لا تكون لأجل إثبات السفارة لعموم الناس، بل إِنَّ السفارة بعد ثبوتها قد يتّفق أنْ ينكرها البعض، فاللطف الإلهي - حينئذ - يقتضي دعم ذلك السفير بكرامةٍ أو أكثر لتثبيته. ومن ذلك ما رواه الشَّيْخ الطوسي: من أَنَّ محمد بن الفضل الموصلي كان رجلاً شيعياً غير أنّه ينكر وكالة أبي القاسم ابن روح رضي الله عنه، ويقول إِنَّ هذه الأموال تخرج في غير حقوقها. فلم يثبّته على عقيدته بسفارته إِلَّا بعد أنْ ظهر له كرامة على يده، بعد أن كتب له مسائل على ورقةٍ بقلم من دون مداد، فأجاب عنها السّفير مطابقاً لما كتبه من أسئلة(5).‏

*****‏

الهوامش:‏
(1) الغيبة، الشيخ الطوسي، ص 400.‏
(2) بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 51، ص 346.‏
(3) الأربعون حديثاً، سليمان بن عبد الله البحراني، ص 413.‏
(4) فتح الباري في شرح صحيح البخاري، ابن حجر العسقلاني، ج 6، ص 424.‏
(5) الغيبة، الشيخ الطوسي، ص 315.‏


وَصَلَّى الْلَّه عَلَى مُحَمّد وَآَل مُحَمَّد الْطَّيِّبِين الْطَّاهِرِيْن.
نَسْأَلُكُم الْدُّعَاء
الى متى يا مهدينا الى متى هذا الغياب عجل على ظهورك
إذا كنا مع الحق فلا نبالي
صورة العضو الرمزية
المستجيره بالحسين
فـاطـمـيـة
مشاركات: 5015
اشترك في: الاثنين سبتمبر 20, 2010 12:31 am

Re: خصائص السَّفارة الحقّة

مشاركة بواسطة المستجيره بالحسين »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله كل خير على هذا الطرح الرائع
تحية لكم
أميري حُسين ونِعْمَ الأَميرْ
صورة العضو الرمزية
المهدي كلمة حق
مشاركات: 3897
اشترك في: الأحد سبتمبر 07, 2008 5:46 am

Re: خصائص السَّفارة الحقّة

مشاركة بواسطة المهدي كلمة حق »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين

جزاكم الله علي خيرا وحفظكم الله
ان شاء الله التوفيق حليفكم واحسنتم كثيرا
عظم الله اجوركم مصاب الكرار
خل تنزع عمايمها وتفرع روسها السادة تصوب حيدر الكرار جدهم على السجادة
صورة العضو الرمزية
أنوار فاطمة الزهراء
المدير الإداري
مشاركات: 50095
اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 23, 2008 1:36 pm
الجنس: فاطمية

Re: خصائص السَّفارة الحقّة

مشاركة بواسطة أنوار فاطمة الزهراء »

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ

كل الشكر لطرحك الراقي
جزاكِ الله كل خير وجعله في ميزان حسناتك يوم الدين
تحياتي ومودتي لك
يقينا كله خير
صورة العضو الرمزية
يالثارات الزهراء
مـشـرفـة
مشاركات: 13095
اشترك في: السبت يناير 31, 2009 12:36 am

Re: خصائص السَّفارة الحقّة

مشاركة بواسطة يالثارات الزهراء »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين

اختي الكريمة
شكرا لك على الطرح
موفقين ان شاء الله تعالى في الدنيا والآخرة
بمحمد وآله الطيبين عليهم افضل الصلاة والسلام
قال النبي صلى الله عليه وآله:
من أحب فاطمة ابنتي فهو في الجنة معي ومن ابغضها فهو في النار
صورة العضو الرمزية
شجـون الزهـراء
فـاطـمـيـة
مشاركات: 27275
اشترك في: الاثنين يناير 26, 2009 6:25 pm

Re: خصائص السَّفارة الحقّة

مشاركة بواسطة شجـون الزهـراء »


اللهم صل على محمد وآل محمد ..
الســـلام عليكم و رحمة الله وبركاته ,,
شكرا جزيلا لك أختي الكريمة ,
بارك الله فيكِ و وفقكِ لكل خير.
اللهم صل على محمد وآل محمد


صورة
صورة العضو الرمزية
عشقِي الأبدي هو الله
عضو موقوف
مشاركات: 49213
اشترك في: السبت أكتوبر 04, 2008 5:03 pm
مكان: في قلب منتداي الحبيب

Re: خصائص السَّفارة الحقّة

مشاركة بواسطة عشقِي الأبدي هو الله »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
شكرا اختي الكريمة ع الطرح
بوركت يمنااج وجعله في ميزان الاعماال
دمتم موفقين
( حسبي الله ونعم الوكيل )
صورة العضو الرمزية
دماء الزهراء
فـاطـمـيـة
مشاركات: 43141
اشترك في: الخميس يناير 07, 2010 9:08 pm

Re: خصائص السَّفارة الحقّة

مشاركة بواسطة دماء الزهراء »

بِسْم الْلَّه الْرَّحْمَن الْرَّحِيْم
الْلَّهُم صَل عَلَى مُحَمَّد وَآَل مُحَمَّد الْطَّيِّبِين الْطَّاهِرِيْن


صورة

جَزَاكُم الْلَّه كُل خَيْر
رَحِم الْلَّه وَالِدِيْكُم
و جَعَلَه فِي مِيْزَان حَسَنَاتِكُم
دَعَوَاتِي لَكُم بِالتَّوْفِيْق وَقَضَاء الْحَوَائِج عَاجِلَا كَلَمْح البَصرِبِحق مُصِيَبَة ابِي عَبْدِاللّه الْحُسَيْن عَلَيْه الْسَّلام

نَسْالُكُم خَالِص الْدُّعَاء

صورة

الْلَّهُم صَل عَلَى مُحَمَّد وَآَل مُحَمَّد الْطَّيِّبِين الْطَّاهِرِيْن
يقول الإمام الصادق(ع)"العامل بالظّلم والرَّاضي به والمعين له شركاء ثلاثتهم"
صورة العضو الرمزية
وردة الزهراء
مـشـرفـة
مشاركات: 22948
اشترك في: الاثنين مايو 31, 2010 7:36 pm
مكان: الروح موطنها الحسين

Re: خصائص السَّفارة الحقّة

مشاركة بواسطة وردة الزهراء »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين الأشراف و عجل فرجهم يا كريم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

مأجورين بذكرى استشهاد الامام الحسن العسكري عليه السلام

طـــــــرح جدا قيم و مميز اختي العزيزة ........
بارك الله بكم و اثقــــــل موازين حسناتكم
حفظكم الله تعالى و رعاكم و أعلى شأنكم و رفع درجــــاتكم
بحق محمد و آل محمد
و نسألكم الدعاء
يَــ الطـبـعـک كريــم و مــا تــرد حايــر ..
يــاأباالفضل

العودة إلى ”روضة النبي المختار "ص" وال بيته الاطهار "ع"“