بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الصورةالسابعة: (ألاينظرونإلىالإبلِكيفَخُلِقت*وإلىالسماءكيفرُفعت*وإلىالجبالِكيفنُصبت)(الغاشية/ 17-19)، إنها دعوة مفتوحة من الخالق المصوّر المبدع، إلى العين الإنسانية، أن تتدبّر وتتأمّل، مطالبةً البشرية (...أفلاينظرون...) أن تعي أبعاد الجمال هذه المرّة بحاسة البصر، إذ لابدّ أن تتسع فتحةُ عدسة العين الإنسانية، كي تستوعب هذه المفردات الثلاث: الإبل المخلوقة، والسماء المرفوعة، والجبال المنصوبة، ولو تأمّلنا دور حاسّة البصر في إدراكها للجمال، لوجدناها وكما يقول الدكتور محمد زغلول: "في مقدمة الحواس المقدّرة للجمال، والتي تدركه وتنقله إلى النفس يقول جويو: (إنّ الإحساسات التي يصح نعتها بالجمال على أتمّ وجه، هي الإحساسات البصرية)، حتى عرّف ديكارت (الجمال) بقوله: هو ما يروق العين".
فلقد رصد المصور المبدع، ثلاثة إرتفاعات – لكل منها جماله الخاص – ليست بغريبة عن ذهنية ذلك الحجازي في الجزيرة العربية، فهو وسط هذه الصحراء ينظر إلى الإبل، ولكن كيف خلقت...؟
وينظر إلى السماء، ولكن كيف رفعت...؟
وينظر ثالثة إلى الجبال، ولكن كيف نصبت...؟
ثلاث صور لا ينكر جمالها، وإبداع خالقها إلا الحس المتبلّد، فهذه الجمال جمالها أنها خلقت بشكلٍ يلائم وظيفتها الصحراوية، وتلك السماء الجميلة: "من ذا رفعها بلا عمد...؟ ونثر فيها النجوم بلا عدد...؟ وجعل فيها هذه البهجة وهذا الجمال وهذا الإيحاء...؟".
أسئلة أجوبتها تكمن في القلوب والعقول المتفتّحة، والتي تفقه للجمال قيمة، فالسماء في الصحراء، غير السماء في غيرها، بل كل شيء في الصحراء يبدو أنّه يختلف عن غيره، فالشروق والزوال والمغيب، صورٌ لها إيحاءاتها هناك، وهكذا الليل وما فيه من النجوم على ، حينها تخرّ النفس الإنسانية، خاشعة متصدّعة من خشية الله، وتملأ الصحراء بصوتها المدوّي: (...ربناماخلقتهذاباطلاًسبحانكفقِناعذابالنار)(آل عمران/ 191).
وتكتمل الصورة بالجبال، التي كستها الطبيعة بأروع مناظرها، فلا يكاد إنسان سليم لا يبهره جمال الجبال، وعظمة خالقها، وكل ذلك الجمال للإبل المخلوقة، والسماء المرفوعة، والجبال المنصوبة، جامد هامد، وقّار لا نجد له حركة تذكر.
- الصورةالثامنة: (وفيالأرضقطعٌمتجاوراتٌوجنّاتمنأعنابوزرعونخيلٌصنوانٌوغيرصنوانٍ...)(الرعد/ 4).
ثمّة حقيقة مهمة لابدّ لنا أن نقرّرها، قبل أن نضع أيدينا على اللمسات الجمالية لهذه الصورة، وهي "إنّ النفس الإنسانية إذا تكرّرت عليها أروع مناظر الطبيعة، سوف يفقدها ذلك التكرار الشعور بلذة النظرة الأولى، التي يستغرق الإنسان فيها، وتصبح تلك المناظر شيئاً معتاداً للنفس ومألوفاً"، فهذه الأرض التي تطؤها أقدام الملايين من الناس كل يوم، تحمل من مناظر الجمال الشيء الكثير، بل والكثير جدّاً، فمن ينكر جمال الأنهار والبحار، والجبال والوديان، والبساتين والغابات، والرياض والواحات... إلخ، لكنّ هذه المناظر الجميلة، نتيجة للألفة والتكرار الحاصل عن طريق المشاهدة اليومية، نرى أنّ "الكثيرين يمرّون عليها فلا تثير فيهم حتى رغبة التطلّع إليها...!"، لكنّ الرجوع إلى جمال النظرة الأولى، أو التأمّل والتدبّر في النظرات اللاحقة، سوف لا يبخس هذه القطع المتجاورات حقها من الجمال.
المفكر الإسلامي سيد قطب، حينما يدنو من هذه الآية ليتفيأ ظلالها، نجده يشير – بطرف خفي – إلى الجمال الثابت فيها، ولكنه يجعل هذا المجال ضمن لوحةٍ فنية، وذلك بيّن من خلال قوله: "ثمّ تمضي الريشة المبدعة في تخطيط وجه الأرض..."، وهكذا حينما تستوقفه الكلمة القرآنية (وزرع) يقول: "والزرع من بقول وأزهار وما أشبه. مما يحقق تلوين المنظر، وملء فراغ اللوحة الطبيعية"، ونحن نعتقد أنّ الجمال في هذه الآية لا تجمعه لوحة، وإنما هو في صورة إطارها الأرض، ولقطاتها (جنات من أعناب) (وزرع) (ونخيل"، والفرق واضح بين اللوحة التي ترسمها الريشة، وبين الصورة التي تلتقطها آلة التصوير، هذا من جهة، ومن جهةٍ ثانية، لابدّ أن نوضّح أنّ الصورة ربّما تكون واحدة، ولكنّ اللقطات فيها مختلفة ومتعدّدة، كما هو الحال في الآية الشريفة، فلو أردنا أن نرتقي مرحلة أكثر من ذلك – أي من الصورة واللقطة – لقلنا: إنّ البعض ممن كتبوا في اللحاظ الفني للقرآن الكريم وأسّسوا له، أمثال سيد قطب، والدكتور محمد حسين الصغير، والدكتور محمود البستاني.. وغيرهم، مع أنّهم أبدعوا غاية الإبداع فيما كتبوا، لكنهم تحدّثوا عن وجود صورة في القرآن الكريم، ولكننا قد أثبتنا من خلال دراسة سابقة، أنّ القرآن الكريم فيه آلتان للتصوير، الأولى "فوتوغرافية"، والثانية "سينمائية" إن صح التعبير.
فالذوق السليم، والحسّ المرهف، هو الحاكم على الفرق بين صورة (وفيالأرضقطعٌمتجاوراتوجناتوأعنابوزرعونخيلٌصنوانٌوغيرصنوان) وبين صورة (فيهماعينانتجريان) (الرحمن/ 50)، أو (فيهماعينانِنضّاختان)(الرحمن/ 60)، فالصورتان التقطتهما آلة التصوير السينمائي هاهنا، وسنسلّط الأضواء بكثافة على نماذج أخرى حين الحديث عن "مظاهر الجمال المتحرّك في القرآن الكريم" إن شاء الله، أمّا صورة (وفيالأرض...) وما تحمله من جمال فلا داعي للإطراء عليه أكثر، وما تبعها في الصور السبع، فهي ملتقطة بآية التصوير "الفوتوغرافي"، بشكلٍ جعلها مشرقة في ألوانها الطبيعية، شاخصة في تجسيمها للمنظر، ورشيقة في ما تحمله من جمال أخّاذ مع أنّه جامد وهامد وثابت...!
بسم الله الرحمن الرحيم
وصل اللهم على سيدة نساء العالمين الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء (ع)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي العزيزة أحسنتم بارك الله تعالى بكم طرح جميل
نسأل الله تعالى الرحمن الرحيم يسدد خطاكم لكل خير في الدنيا والآخرة وشيعة محمد وآل محمد
وصلى الله تعالى على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
والحمد لله رب العالمين أحـيـوا أمـر مكســورة الضـلـع فـاطـمـة الزهــراء عليها السلام
بسم رب الزهراء عليها السلام
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام على بديعة الوصف والمنظرالسلام على من نرتجيها ليوم الفزع الأكبر
حبيبتي هدية فاطمة وفقكم الباري لكل مايحب ويرضى
دمتم بحب ورعاية الزهراء
اللهم أدخلني في كل خير أدخلت فيه محمدا وآل محمد
وأخرجني من كل سوء أخرجت منه محمدا وآل محمد