نشرع بذكر طرف من مناقبه وفضائله وخصائصه التي بان بها عن غيره نشرا لثقافة الائمة من اهل البيت ع في زمن نحن نحتاج اليها اكثر من أي زمان.
قد اشتهر في الناس :
أن أبا الحسن موسى عليه السلام كان أجل ولد الصادق عليه السلام شأنا ، وأعلاهم في الدين مكانا ، وأسخاهم بنانا ، وأفصحهم لسانا ،
تواضع الامام
وذكروا : أن الرشيد لما خرج إلى الحج وقرب من المدينة استقبله وجوه أهلها يقدمهم موسى بن جعفر عليهما السلام على بغلة ، فقال له الربيع : ما هذه الدابة التي تلقيت عليها أمير المؤمنين ، وأنت إن طلبت عليها لم تدرك وان طلبت لم تفت ؟ فقال عليه السلام : " إنها تطأطأت عن خيلاء الخيل وارتفعت عن ذلة العير ، وخير الأمور أوسطها ".
عقائدية الامام
وروى الشريف الاجل المرتضى - قدس الله روحه - عن أبي عبيد الله المرزباني ، مرفوعا إلى أيوب بن الحسين الهاشمي قال : كان نفيع رجلا من الأنصار حضر باب الرشيد - وكان عريضا - وحضر معه عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز ، وحضر موسى بن جعفر عليهما السلام على حمار له ، فتلقاه الحاجب بالبشر والاكرام ، وأعظمه من كان هناك ، وعجل له الاذن ، فقال نفيع لعبد العزيز : ما رأيت أعجز من هؤلاء القوم ، يفعلون هذا برجل يقدر أن يزيلهم عن السرير ، أما لئن خرج لأسوءنه ، قال له عبد العزيز : لا تفعل ، فإن هؤلاء أهل بيت قل من تعرض لهم في خطاب إلا وسموه في الجواب سمه يبقى عارها عليه مدى الدهر . قال : وخرج موسى عليه السلام فقام إليه نفيع الأنصاري فأخذ بلجام حماره ، ثم قال : من أنت ؟ فقال : " يا هذا ، إن كنت تريد النسب فأنا ابن محمد حبيب الله ابن إسماعيل ذبيح الله ابن إبراهيم خليل الله ، وإن كنت تريد البلد فهو الذي فرض الله عز وجل على المسلمين وعليك - إن كنت منهم - الحج إليه ، وإن كنت تريد المفاخرة فوالله ما رضي مشركو قومي مسلمي قومك أكفاء لهم حتى قالوا : يا محمد أخرج إلينا أكفاءنا من قريش ، وإن كنت تريد الصيت والاسم فنحن الذين أمر الله تعالى بالصلاة علينا في الصلوات المفروضة بقول : ( اللهم صل على محمد وآل محمد ) فنحن آل محمد ، خل عن الحمار " . فخلى عنه ويده ترعد ، وانصرف بخزي ، فقال له عبد العزيز : ألم أقل لك ؟ !
من اجوبة الامام العلميه
وروى أبو زيد قال : أخبرنا عبد الحميد قال : سأل محمد بن الحسن أبا الحسن موسى عليه السلام بمحضر من الرشيد - وهم بمكة - فقال له : هل يجوز للمحرم أن يظلل على نفسه ومحمله ؟ فقال : " لا يجوز له ذلك مع الاختيار " . فقال محمد بن الحسن : أفيجوز أن يمشي تحت الظلال مختارا ؟ قال : " نعم " . فتضاحك محمد بن الحسن من ذلك ، فقال له أبو الحسن عليه السلام : " أتعجب من سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتستهزئ بها ! ! إن رسول الله كشف ظلاله في إحرامه ومشى تحت الظلال وهو محرم ، إن أحكام الله تعالى يا محمد لا تقاس ، فمن قاس بعضها على بعض فقد ضل عن سواء السبيل " . فسكت محمد بن الحسن ولم يحر جوابا.
الامام الكاظم والقران
وكان عليه السلام أحفظ الناس بكتاب الله تعالى وأحسنهم صوتا به ، وكان إذا قرأ يحزن ويبكي ويبكي السامعون لتلاوته ، وكان الناس بالمدينة يسمونه زين المتهجدين.
ومن باهر خصائصه عليه السلام
ما وردت به الآثار في شأن أمه ، وذلك ما أخبرني به المفيد عبد الجبار بن علي الرازي رحمه الله ، إجازة ، قال : أخبرنا الشيخ أبو جعفر الطوسي قال : أخبرنا الحسين بن عبيد الله ، عن أبي علي أحمد بن جعفر البزوفري ، عن حميد بن زياد ، عن العباس بن عبيد الله ابن أحمد الدهقان ، عن إبراهيم بن صالح الأنماطي ، عن محمد بن الفضل وزياد بن النعمان وسيف بن عميرة ، عن هشام بن أحمر قال : أرسل إلي أبو عبد الله عليه السلام في يوم شديد الحر ، فقال لي : " إذهب إلى فلان الإفريقي فاعترض جارية عنده من حالها كذا وكذا ، ومن صفتها كذا " . فأتيت الرجل فاعترضت ما عنده ، فلم أر ما وصف لي ، فرجعت إليه فأخبرته فقال : " عد إليه فإنها عنده " . فرجعت إلى الإفريقي ، فحلف لي ما عنده شئ إلا وقد عرضه علي ، ثم قال : عندي " وصيفة مريضة محلوقة الرأس ليس مما يعترض ، فقلت له : اعرضها علي ، فجاء بها متوكئة على جاريتين تخط برجليها الأرض ، فأرانيها فعرفت الصفة ، فقلت : بكم هي ؟ فقال لي : إذهب بها إليه فيحكم فيها ، ثم قال لي : قد والله أردتها منذ ملكتها فما قدرت عليها ، ولقد أخبرني الذي اشتريتها منه عند ذلك أنه لم يصل إليها ، وحلفت الجارية أنها نظرت إلى القمر وقع في حجرها . فأخبرت أبا عبد الله عليه السلام بمقالتها ، فأعطاني مائتي دينار فذهبت بها إليه فقال الرجل : هي حرة لوجه الله تعالى إن لم يكن بعث إلي بشرائها من المغرب . فأخبرت أبا عبد الله عليه السلام بمقالته ، فقال أبو عبد الله عليه السلام . " يا ابن أحمر أما إنها تلد مولودا ليس بينه وبين الله حجاب "
. وسمى عليه السلام بالكاظم لما كظمه من الغيظ ، وتصبره على ما فعله الظالمون به ، حتى مضى قتيلا في حبسهم.
في ذكر شهادته عليه السلام وسببها ذكروا :
أن الرشيد قبضه عليه السلام لما ورد إلى المدينة قاصدا للحج ، وقيده واستدعى قبتين جعله في إحداهما على بغل وجعل القبة الأخرى على بغل آخر ، وخرج البغلان من داره مع كل واحد منهما خيل ، فافترقت الخيل فمضى بعضها مع إحدى القبتين على طريق البصرة ، وبعضها مع الأخرى على طريق الكوفة ، وكان عليه السلام في القبة التي تسير على طريق البصرة - وإنما فعل ذلك الرشيد ليعمي على الناس الخبر - وأمر أن يسلم إلى عيسى بن جعفر بن المنصور فحبسه ثم وضعه في سجن السندي الذي دس اليه السم بامر هارون العباسي فقضى مسموما أي وااماماه ااسيداه