يقول أحد خدمة مسجد جَمْكَران - الذي تأسس بأمر الإمام المهدي ( عليه السلام ) - : أنا أخدم في هذا المسجد ما يربو على العشرين عاماً ، و سأروي لكم هذه القصة : ( دخلتُ المسجد في ليلة جمعة كالمعتاد ، قِبالة إيوان المسجد القديم ، و جلستُ إلى جانب المرحوم الحاج أبي القاسم - محاسب المسجد - ، الذي كان يستقر في غرفة خاصةٍ حيث يتسلّم الأموال ، و يعطي الوصولات بالمقابل . و قد انتهت صلاة المغرب و العشاء ، و أخذ الناس بالانصراف ، و بينما نحن في هذه الحال ، فإذا بامرأة أقبلَتْ ، و هي تأخذ بيد ابنتها ، التي كانت في السنة الثانية عشرة أو الثالثة عشرة كما يبدو ، و تحتضن صَبيّاً يناهز التاسعة من العمر ، و هو مشلول الساقين . فنظرت إليهم ، و قلت : تفضَّلوا ، هل لديكم حاجة ؟ ، فسلَّمت المرأة عليَّ ، و ردَدَتُ السلام ، و من غير تقديم قالت : نذرتُ خمسة آلاف تومان لوجهِ الله لو شافى إمام العصر ( عليه السلام ) ولدي الليلة ، و هذا هو الألف الأول . قلتُ : و هل جئتِ من أجل الاختبار ؟ ، قالت : فما أفعل يا تُرى ؟ ، ففاجأتها بالقول : اِدفعي المبلغ نقداً ، و قولي بحزم بأنني أدفع هذه الخمسة آلاف ، و ابتغي شفاء ولدي .
فتأمَّلَت قليلاً ، و قالت : حسناً ، إنَّنِي موافقة . فدفعت خمسة آلاف تومان ، و تسلَّمت وصلاً مقابلها ، وب عد ثلاث أو أربع ساعات حيث آخر الليل - و قد نسيتُ الأمر تماماً - رأيتُ السيدة أقبلت ، و هذه المرَّة آخذة بيد ولدها و ابنتها ، و بادرت بالدعاء مكرِّرة القول : أطالَ الله عمرك أيها الحاج ، و منَّ عليك بالتوفيق . قلتُ دون أن ألتفت للوهلة الأولى للموضوع السابق : ما الأمر أيتها السيدة ؟ ، قالت : إنَّ هذا الصبي الذي تراه ، هو الذي كان في حضني عندما جئت إليك أول المساء ، كان مشلول الساقين منذ سنتين .
و ها هو الإمام الحجة ( عليه السلام ) روحي فداه قد شفاه ، و لاأدري كيف أشكره ، و كشفت عن ساقيه ، فإذا بهما قد شُفيتا تماماً ، و ليس عليهما أيّ أثرٍ للضعف و الشَلَل . ثم قالت : أنشدك الله أن لاتخبر أحداً حتى نخرج من المسجد .
قلتُ : يا أيتها السيدة ، إنَّ هذا المشهد ليس بالأمر الجديد ، فأمثاله كثير تمرُّ علينا ، و نراها بأعيننا بين فترة و أخرى . قالت : سنأتي مع أبيه في الأسبوع القادم إن شاء الله ، و نجلب معنا كبشاً ، ثم ودَّعتني و انصرفت ، و في الأسبوع التالي جاؤوا ومعهم الكبش ، فنحروه ، و قدَّموا الشكر لي ، ولقد شاهدتُ الصبي ، و احتضنتهُ ، و قبَّلتهُ )
بسم رب الزهراء عليها السلام
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام على بديعة الوصف والمنظرالسلام على من نرتجيها ليوم الفزع الأكبر
حبيب قلبي شجورتي .. وفقكم الباري لكل مايحب ويرضى
دمتم بحب ورعاية الزهراء
اللهم أدخلني في كل خير أدخلت فيه محمدا وآل محمد
وأخرجني من كل سوء أخرجت منه محمدا وآل محمد