فلنستلهم من العقيلة زينب تواجه المرأة المسلمة في الألفية الثالثة تحديات كثيرة، بفعل التغيرات السريعة في عالمنا المعاصر المحكوم بالعولمة، والثورة المعلوماتية، كما ان المواضيع الخاصة بها كحقوقها وتمكينها وتنميتها باتت من البنود الرئيسية للنقاش في اجتماعات منظمات رئيسة كالأمم المتحدة وغيرها من المنظمات التي تقوم بوضع الخطط التنموية، ولا يقتصر دورها على ذلك وانما تتوج أنشطتها بتصدير هذه الخطط التنموية في الظاهر والمبطنة من الداخل الى دول العالم، خصوصا الدول المسلمة، التي باتت تعاني الغزو من الثقافي الغربي الذي يسعى لهدم كيانها العقائدي والفكري، وفي ظل هذه المعطيات والتحديات، فإن المرأة المسلمة الرسالية مطالبة بأن ترتقي إلى مستوى التحديات الجديدة وفهم العصر ولغته، والتكيف مع مستلزمات الزمان والمكان؛ مع المحافظة على القيم الدينية والأخلاقية، والهوية الثقافية والتصدي للمخططات التي تهدف الى استغلالها .
ولكي ترتقي المرأة إلى ذلك المستوى المنشود، عليها أن تعمل جاهدة على إعداد نفسها علمياً وعملياً، لتخرج من الهامشية والتهميش الاجتماعي، الذي فرض عليها تارة من قبل المجتمع، وفرضته هي على نفسها حين تمسكت بشعارات غربية زائفة كتحرير المرأة وحرية المرأة، وخرجت من وضع متأخر الى وضع متردٍ فقدت فيه كرامتها وانسانيتها ومكانتها الراقية في الشريعة الإسلامية، وتحولت إلى مجرد وسيلة لإشباع رغبات الرجل ونزواته، وأداة إعلامية رخيصة مبتذلة لترويج الأفكار الفاسدة، وتسويق البضائع.
ومن واقع الإحساس بالمسؤولية تجاه المجتمع واداء تكليفها كخليفة الله عز وجل في الأرض معتمدة على المرجعية الدينية وتتبع منهج أهل البيت عليهم السلام. لا يوجد خلاف على وجود أعباء كثيرة تقع على عاتق إدارات المؤسسات النسائية والتي هي بدورها تعاني شحة الموارد المالية والبشرية القادرة والمستعدة لتبني الأهداف وتفعيل البرامج، كما انها تواجه العديد من التحديات والمعوقات الاجتماعية والقانونية التي تستنفد طاقاتها، وفي هذا السياق فإن على القيادات النسائية ان تستلهم الصبر والتحمل والتضحية والثبات على المبدأ من بطلة كربلاء العقيلة زينب والتي أسست مدرسة عريقة ينهل منها طلاب الحق والإيمان والكرامة، وبرزت كأنموذج نسائي غيرت مجرى التاريخ وأبدت من الإباء والشجاعة والصبر ما أثار أعجاب المؤرخين على مر العصور.
فقد أثبتت عقيلة الطالبيين الحوراء زينب (ع) أن المرأة المؤمنة عزيزة النفس، أبية، شجاعة، وقائدة لا تضعفها الرزايا والفواجع، ولا تفترها عن واجبها الرسالي في أحلك الظروف، و بقراءة واعية لمواقفها خلال الواقعة يتجلى أنها اختارت دورها في هذه الثورة العظيمة بوعي، وقررت الخروج مع أخيها الحسين ، مع أنها من الناحية الدينية والاجتماعية في عهدة زوجها، كما كانت ربة منزلها والقائمة بشؤون ابنائها، وكل ذلك كان يمنع التحاقها بركب أخيها ، لكنها قررت تجاوز العوائق واستأذنت زوجها في الخروج مع أخيها، فأذن لها.
في يوم عاشوراء تحدت الظروف العصيبة لتمارس دورها البطولي، مع أن بعض ما أصابها يكفيها عذرا للانشغال بأحزانها والابتعاد عن ساحة المعركة، ومن كان يتوقع من مثلها هذا الخطاب الناري في مجلس يزيد بن معاوية؟ لقد كانت ظروف السبي والأسر، وطبيعة الخفارة والخدر لدى السيدة زينب، وأجواء الشماتة والعداء المحيطة بها في الكوفة والشام، لقد كان كل ذلك أو بعضه يكفي للانكفاء على الذات ومعالجة الهموم والحزن، لكنها تسامت على كل ذلك، وامتلكت زمام المبادرة مسيطرة على كل ما حولها من ظروف وأوضاع. وكانت تنظر إلى ما واجهته بإيجابية واطمئنان، وتعتبرها ابتلاءً وامتحانا إليها لا بد لها من النجاح فيه، بل انها وفي أشد المواقف تضرع إلى الله شاكرة نعمه، معلنة تقبلها لقضائه، واستعدادها لتحمل المزيد في سبيله.
إن ذروة المأساة وقمة المصيبة في سبيل حفظ الدين والدفاع عنه هو مورد للتقرب إلى الله (تعالى) عند السيدة زينب، وذلك هو قمة الوعي، وحينما يسألها عبيدالله بن زياد أمير الكوفة في مجلسه سؤال الشامت المغرور بالنصر الزائف قائلا: كيف رأيت فعل الله بأخيك؟ فإنها تجيبه فورا بجرأة قائلة ''ما رأيت إلا جميلا، هؤلاء قوم كتب الله عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم، وسيجمع الله بينك وبينهم فتحاج وتخاصم فانظر لمن الفلج يومئذ، ثكلتك أمك يا ابن مرجانة''. وتختم خطابها في مجلس يزيد بن معاوية بتأكيد رؤيتها الايجابية لفاجعة كربلاء وتقول ''والحمد لله رب العالمين، الذي ختم لأولنا بالسعادة والمغفرة، ولآخرنا بالشهادة والرحمة، ونسأل الله أن يكمل لهم الثواب، ويوجب لهم المزيد، ويحسن علينا الخلافة إنه رحيم ودود، وحسبنا الله ونعم الوكيل''.
المؤمل من المرأة أن تنطلق بقوة ووعي بأهمية دورها وأن تكون زينبية الحضور، لتشارك الرجل في جميع مفاصل الحركة الاجتماعية، وتفرض تواجدها في الساحة الاجتماعية عن طريق العمل المنهجي الراشد الدؤوب
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف وارحمنا بهم يا كريم
••.•´¯`•.•• أختي الكريمة أنوار فاطمة الزهراء ••.•´¯`•.••
بارك الله في جهودكم وشكر سعيكم وانار قلبكم بنور وجهه الكريم
جزاكم الله خير الجزاء وتقبل منكم هذا القليل بأحسن قبول
نسأل الله لكم الموفقية والسداد بجاه محمد وآل محمد
لعن الله ظالميك يامولاتي يافاطمة الزهراء
لا تنسى ترشيح المنتدى
راية هدى الزهراء
بسم رب الزهراء عليها السلام
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام على بديعة الوصف والمنظرالسلام على من نرتجيها ليوم الفزع الأكبر
حبيبتي نوارة وفقكم الله تعالى لكل مايحب ويرضى
دمتم بحب ورعاية الزهراء
اللهم أدخلني في كل خير أدخلت فيه محمدا وآل محمد
وأخرجني من كل سوء أخرجت منه محمدا وآل محمد
اللهم صل على محمد و آل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا جزيلا لكِ أختي الكريمة الفاطمية أنوار الزهراء
على هذا المجهود و الطرح القيم و المبارك ,
بارك الله فيكِ و وفقكِ لكل خير .
اللهم صل على محمد و آل محمد