الصبر : خصيصةٌ فاضلة يُعجَب بها الناس ويجلّونها , ويُكْبرون صاحبها , ويتمنّون أنّها فيهم , ولكن قليلٌ هم الذين يحظون بها .
والصبر : خلقٌ ينطوي على معانٍ ساميةٍ رفيعة , منها : الإيمان بالله , والتسليم لقضاء الله , والرضا بأمر الله , والشكر على ما يريده ويحبّه الله . كما يعبّر عن قوّة الجَنان , ورجاحة العقل , وثبات القلب , واطمئنان النفس وهدوئها , ويشير إلى الزهد وحسن التوكّل على الله , والثقة به سبحانه وتعالى , والتصديق بوعده وهو القائل : (يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) .
وفي تعريف الصبر قال علماء الأخلاق : هو ضدُّ الجزع , وهو ثبات النفس , أو هو احتمال المكاره من غير جزع , أو هو قسر النفس على مقتضيات الشرع والعقل ؛ أوامرَ ونواهي .
وفي الرواية قال جبرئيل (عليه السّلام) في تفسير الصبر : تصبر في الضرّاء كما تصبر في السرّاء , وفي الفاقة كما تصبر في الغنى , وفي البلاء كما تصبر في العافية , فلا يشكو حالَه عند المخلوق .
وفي رواية : فلا يشكو خالقه عند المخلوق بما يصيبه من البلاء .
وفي بيان أنواع الصبر قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) :
(( الصبر ثلاثة ؛ صبرٌ على المصيبة , وصبرٌ على الطاعة , وصبرٌ عن المعصية )) .
وقال أمير المؤمنين (عليه السّلام) : (( الصبر صبران ؛ صبرٌ عند المصيبة , حسنٌ جميل , وأحسن من ذلك الصبر عند ما حرّم الله عليك )) . وعنه (سلام الله عليه) أيضاً قال : (( الصبر صبران ؛ صبرٌ على ما تكره , وصبرٌ عمّا تحبّ )) .
والصبر يوحي بأنَّ هناك صراعاً ومقاومة , وقتالاً وغلبة , أو أنَّ هنالك طرفَينِ متنازعين , وهناك نتيجة , والصبر هو الذي يحدّد النتيجة . قال الإمام عليّ (عليه السّلام) : (( الإيمان على أربع دعائم ؛ على الصبر , واليقين , والعدل , والجهاد . والصبر منها على أربع شعب ؛ على الشوق , والشفق , والزهد , والترقّب ؛ فمن اشتاق إلى الجنّة سلا عن الشهوات , ومَن أشفق من النار اجتنب عن المحرّمات , ومن زهد في الدنيا استهان بالمصيبات , ومن ارتقب الموت سارع إلى الخيرات )) .
والصبر ليس تحمّلاً وحسب , إنّما هو شكرٌ وتسليمٌ لله (جلّ ثناؤه) أيضاً . والصبر ليس مقاومة وحسب , إنّما هو مبادرةٌ للقتال ضدَّ جنود الضلال والتضليل أحياناً . والصبر ليس إمساكاً للنفس عن اقتراف المعاصي وحسب , إنّما هو أيضاً نهوضٌ وعزم على عمل الخير وإتمامه بنيّةٍ سليمةٍ صالحة ؛ فهو مقيّدٌ بقوله تعالى : (ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ) .
ومن هنا يتمايز الصابرون ؛ فمنهم من يتصبّر لوجه الناس , لا عن إيمانٍ أو رضاً أو تسليمٍ لقضاء الله سبحانه وتعالى , ومنهم من يرجو بصبره نوال ثوابه تبارك وتعالى , أو يتحاشى به عقاباً , ولكن منهم مَن يصبر طاعةً لله (جلّ وعلا) , وحبّاً ورضاً وتسليماً لأمره (عزّ وجلّ) , فلا يشكو ولا يضجر ولا يعترض .
والصبر درجات وأنواع , منه صبر العوامّ على وجه التجلّد , وهو لا ثواب عليه ؛ إذ لا يكون لله , ومنه صبر الزهّاد والعبّاد لتوقّع ثواب الآخرة وخشية عقابها , ومنه صبر العارفين الذين يتلذّذون بالمكروه ؛ لأنّه من عند المحبوب الله (جلّ جلاله) ؛ إذ خصّهم به دون الناس فصاروا ملحوظين بشرف نظرته سبحانه , وموعودين بطيّب بشارته , (وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُهْتَدُونَ) .
والإمام الحسين (عليه السّلام) قد أخلص النيّة لله (عزّ شأنه) , وسلّم له أمره , وصبر أيَّ صبر ... حتّى قال في زيارته حفيدُه الإمام المهديّ (عليه السّلام) : (( وجاهدت في الله حقَّ الجهاد , وكنت لله طائعاً , ولجدّك محمدٍ (صلّى الله عليه وآله) تابعاً , ولقول أبيك سامعاً , وإلى وصيّة أخيك مسارعاً , ولعماد الدين رافعاً , وللطغيان قامعاً , وللطُّغاة مقارعاً , وللاُمّة ناصحاً , وفي غمرات الموت سابحاً , وللفسّاق مكافحاً , وبحجج الله قائماً , وللإسلام والمسلمين راحماً , وللحقّ ناصراً , وعند البلاء صابراً ... )).
فصبر الحسين (سلام الله عليه) كان جهداً وجهاداً ومجاهدة , وكان معبّراً عن الطاعة المطلقة الخالصة لله سبحانه وتعالى , وعن الشجاعة المذهلة . فالصبر مع أنّه إمساكٌ للنفس عن الجزع هو ثباتٌ على قدم الشجاعة , قال الإمام عليّ (عليه السّلام) في مجمل غرر حكمه ودرر كلِمِه : (( الشجاعة صبر
وقيل للحسن بن عليّ (عليه السّلام) : ما الشجاعة ؟
فقال : (( موافقة الأقران , والصبر عند الطعان )) .
ولقد صبر الإمام الحسين (سلام الله عليه) على الطاعات الطويلة , وعن المعاصي الثقيلة , وعلى مصائبَ جمّة , إلاّ أن تُهتك حرماتُ الدين وتهان كرامة المسلمين فذلك ما لم يصبر عليه . وله في جدّه رسول الله المصطفى (صلّى الله عليه وآله) اُسوة ؛ حيث وقف يوماً فقال : (( قد صبرتُ في نفسي وأهلي وعِرضي , ولا صبر لي على ذكر إلهي )) . فأنزل الله (عزّ وجلّ) : (فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ) .
وصبر الإمام الحسين (عليه السّلام) صبر الحكماء العقلاء حتّى كانت نهضته في موقعها المناسب مكاناً وزماناً ؛ فصبر لله , وقام لله (جلّ وعلا) . وقد كتب إلى أخيه (محمّد بن الحنفيّة) : (( فمن قبِلني بقبول الحقّ فالله أولى بالحقّ , ومَن ردَّ عَلَيَّ هذا أصبر حتّى يقضيَ الله بيني وبين القوم وهو خير الحاكمين )). حتّى إذا استوجب الأمر أن يصبر على المسير قام (عليه السّلام) صابراً كما انتظر صابراً ؛ فذهب إلى مكّة ووقف هناك يقول للناس خاطباً : (( ألاَ ومَن كان فينا باذلاً مهجتَه , موطّناً على لقاء الله نفسَه , فلْيرحل معنا ؛ فإنّي راحلٌ مصبحاً إن شاء الله )) .
واعترضه في الطريق (أبو الهرم) وسأله : يابن رسول الله , ما الذي
أخرجك عن حرَم جدّك ؟
فأجابه (عليه السّلام) : (( يا أبا هرم , إنَّ بني اُميّة شتموا عرضي فصبرت , وأخذوا مالي فصبرت , وطلبوا دمي فهربت ... )) .
أمّا الذي لم يصبر عليه الإمام الحسين (صلوات الله عليه) , وهو الغيور , فهو أن يرى بني اُميّة ينزون على منبر رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ؛ يحرّفون الكلم عن مواضعه , ويحكمون بما لم يُنزل الله به كتاباً , ويذلّون عباد الله , ويهينون أولياء الله , ويعودون بالناس القهقرى إلى الجاهليّة الاُولى , ويهلكون الحرث والنسل , ويشيعون الفساد والإفساد , ويسلبون الأموال , ويقتلون الرجال , ويهتكون الأعراض .
فوقف يعلنها ثورةً دونها الأبدان والأنفس والدماء , فقال خاطباً : (( ألاَ ترون إلى الحقّ لا يُعمَل به , وإلى الباطل لا يُتناهى عنه ؟! ليرغب المؤمنُ في لقاء الله ؛ فإنّي لا أرى الموت إلاّ سعادة , والحياةَ مع الظالمين إلاّ برَماً )) .
وأيّ صبرٍ هذا حينما يقْدم المرء على الموت , يرفع إليه قدميه مقْبلاً عليه , راغباً فيه , يراه السعادةَ بعينها ؛ ذلك لأنّه لا يستطيع الصبر على ظلم الظالمين , ولا يقوى أن يرى كيف تُهتك مقدّسات الدين !
فصبرَ الإمام الحسين (عليه السّلام) حينما كلّفه الله بالصمت , وصبر أيضاً حينما كلّفه سبحانه وتعالى بالسفر إلى كربلاء , وصبر في كلّ موقف بما يقتضيه حكم الله (عزّ وجلّ) . ولم يُعرف منه أنّه ضعف في موقفٍ أو حالة , بل كان إذا حدّث الخصوم يريد لهم النصيحة في الله لا إنقاذَ نفسه من سيوفهم , وهو الذي قالها في مكّة على مسامع الملأ : (( كأنّي بأوصالي تتقطّعها عسلان
الفلوات بين النواويس وكربلا , فيملأن منّي أكراشاً جُوفاً , وأجربةً سُغباً . لا محيص عن يومٍ خُطَّ بالقلم )) .
ولم يقف الحسين (سلام الله عليه) يطلب الحياة من الغدرَة يريد أن يؤجّل بطلبه أجلاً هو يعلمه , حاشاه وهو القائل لاُمّ سلمة (رضوان الله عليها) : (( إنّي أعلم اليومَ الذي اُقتل فيه , والساعةَ التي اُقتل فيها , وأعلم مَن يُقتل من أهل بيتي وأصحابي . أتظنّين أنّك علمتِ ما لم أعلمْه ؟! وهل من الموت بُدّ ؟! فإن لم أذهب اليوم ذهبتُ غداً )) .
وقال لابن الزبير : (( لو كنتُ في جُحْر هامةٍ من هذه الهوام لاستخرجوني حتّى يقضوا فيَّ حاجتهم )) .
وقال لعبد الله بن جعفر : (( إنّي رأيت رسول الله في المنام وأمرني بأمرٍ أنا ماضٍ له )) .
وفي بطن العقبة قال لمَن معه : (( ما أراني إلاّ مقتولاً ؛ فإنّي رأيت في المنام كلاباً تنهشني , وأشدُّها علَيَّ كلبٌ أبقع )) .
ويفسّر هذا ما أورده المتّقي الهنديّ في (كنز العمّال), عن محمّد بن عمرو بن حسين قال : كنّا مع الحسين (عليه السّلام) بنهر كربلاء , فنظر إلى شمر بن ذي الجوشن فقال : (( صدق الله ورسوله , قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : كأنّي أنظرُ إلى كلبٍ أبقع يلغ في دماء أهل بيتي )) . وكان شمر أبرص .
وقد أجاد في وصفه الشاعرُ المسيحيّ (پولس سلامة) في إحدى قصائده التي حواها ديوانه (عيد الغدير) , حيث قال :
أبرصاً كان ثعلبيَّ السِماتِ أصغر الوجهِ أحمرَ الشعَراتِ
ناتئَ الصدغ أعقفَ الأنف مُسْ ـودَّ الثنايا مشوَّهَ القسَماتِ
صِيغ من جبهةِ القرود وألو انِ الحرابي وأعينِ الحيّاتِ
منتن الريح لو تنفّس في الأس ـحار عاد الصباحُ للظلماتِ
يستر الفجرَ أنفُه ويولّي إن يصعّدْ أنفاسَه المنتِناتِ
ذلك المسخ لو تصدّى لمر ة ٍ لَشاهتْ صحيفةُ المرآةِ
رعبَ الاُمَّ حين مولده المش ـؤوم والاُمُّ سُحنةُ السَّعَلاةِ
ودعاه (ذو الجوشن) النذل شمر لم يشمّرْ إلاّ عن المُوبِقاتِ
لم يحرّك يداً لإتيان خيرٍ فإذا هَمَّ هَمَّ بالسيّئاتِ
فالإمام الحسين (عليه السّلام) حاشاه أن يرجو من هؤلاء خيراً , لكنّه التكليفُ يستدعي أن يبلّغ حتّى يقطع على كلّ ذي عذرٍ عذرَه ؛ فيعلّم الجاهل , ويخبر الغائب , وينبّه الغافل , ويضع الحجّة البالغة والمحجّة الناصعة الدامغة أمام أعين الناس . وإلاّ فهو يعلم أنّه مقتول , فلمّا أشار عليه عمرو بن لوذان بالانصراف عن الكوفة إلى أن ينظر ما يكون عليه حال الناس , قال (عليه السّلام) : (( لن يخفى عَلَيّ الرأي , ولكنْ لا يُغلب على أمر الله , وإنّهم لا يدَعوني حتّى يستخرجوا هذه العلَقَة مِن جوفي )).
وهذا هو الصبر , ولا ينافيه أن تسحّ عيناه الكريمتان بالدموع الغزيرة في مواقف عديدة ؛ فالبكاء معبّرٌ عن حزن رحمة , وعن رقّةِ قلب , وسخاء عاطفة . وقد عُرف به الأنبياء والمرسلون (صلوات الله عليهم) . يقول أحد الشعراء في اُرجوزةٍ له :
انظر إلى بكاءِ حضرةِ الصفي آدمَ بعد مَخدعٍ وقد خُفي
بكاؤُه أيضاً على هابيل في أربعينَ ليلةً قتيلا
أمَا سمعتَ من بكاءِ يوسُفِ في السجن بعد قولهِ المتّصفِ
وانظر إلى البكاء من يعقوبه ذَهابَ عينهِ على محبوبه
انظر إلى الحقّ إلى خليلهِ بكاءَه بكاء إسماعيلهِ
انظر إلى الخِضر إلى بكائهِ لأجل آلِ الله عن بلائهِ
وانظر إلى بكاء حضرة النبي السيّدِ المكرّمِ المنتجَبِ
دموع عينيهِ على رُقيّهْ معروفةٌ مشهورةٌ مرويّهْ
انظر إلى بكائه وغمّهِ لابن أبي طالب ابن عمّهِ
لجعفر الشهيد عند موتهِ ولابنه الصغيرِ بعدَ فوتهِ
لاُمّه الفاطم بنتِ الأسدِ كاُمّه زوجةِ عمٍّ أمجدِ
اسمع بكاءَه على النجاشي سلطانِ حبشانٍ بلا تحاشي
انظر إلى دموعه في الحادثهْ لموت إبراهيمَ وابن الحارثهْ
انظر إلى دموعه المطهَّره لذكر اُمّ المؤمنين الطاهره
فالحزن والبكاء من طبائع النفس البشريّة , والأنبياء والأولياء أرقُّ الناس عاطفة ؛ فبكى آدم (عليه السّلام) على ولَده هابيل وحزن عليه , وبكى يعقوب (عليه السّلام) على ولده يوسف حتّى ابيضّت عيناه من الحزن , وأمّا المصطفى الأكرم (صلّى الله عليه وآله) ـ وكان الأصبرَ في الشدائد والمصائب , والأثبتَ في النوائب ـ فقد بكى وحزن , ولم يكن ذلك جزعاً من نازلة , أو اعتراضاً على قضاء الله , أو سخطاً على أمره , حاشاه .
في صحيح البخاريّ , عن أنس بن مالك قال : دخلنا مع رسول الله (صلّى الله عليه وآله)
على أبي سيف القين , [وكان ظئراً لإبراهيم , فأخذ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) إبراهيم فقبّله وشمّه] ثمّ دخلنا عليه بعد ذلك وإبراهيم (عليه السّلام) يجود بنفسه , فجعلتْ عينا رسول الله (صلّى الله عليه وآله) تذرفان , فقال له عبد الرحمن بن عوف : وأنت يا رسول الله تبكي !
فقال : (( يابن عوف , إنّها رحمة )) . ثمّ أتبعها باُخرى , فقال (صلّى الله عليه وآله) : (( [إنّ] العين تدمع , والقلب يحزن , ولا نقول إلاّ ما يرضي ربَّنا , وإنّا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون )) .
يقول الشهيد الثاني زين الدين عليّ بن أحمد الجُبعي العاملي (رضوان الله عليه) : اعلم أنَّ البكاء بمجرّده غير منافٍ للصبر ولا للرضا بالقضاء , وإنّما هو طبيعةٌ بشريّة , وجِبلّةٌ إنسانيّة , ورحمةٌ رحميّة أو حبيبيّة , فلا حرج في إبرازها , ولا ضرر في إخراجها ما لم تشتمل على أحوالٍ تأذن بالسخط , وتنبئ عن الجزع .
والحسين (سلام الله عليه) بكى على مَن قُتل من أهل بيته , وعلى من ظمئ منهم . يقول الشيخ التستري : إنَّ الطبائع البشريّة موجودةٌ فيهم ( في أهل البيت (عليهم السّلام) ) , فيعرضهم الجوع والعطش عند أسبابه , وتحترق قلوبهم لما يرد عليهم.
وقد بكى على ابن أخيه القاسم بن الحسن ـ وهو غلام لم يبلغ الحلم ـ حينما برز إلى الحرب , فاعتنقه حتّى غُشي عليه , وبكى على ولده عليٍّ الأكبر حين برز إلى الميدان , وحين استُشهد , وبكى على أخيه العبّاس حين وجَده قطيعَ اليدين , مُطفأ العينين ؛ واحدةٌ قد نبت فيها السهم , والاُخرى قد جمد عليها الدم , والرأس مفضوخٌ بعمودٍ
المصدر : الأخلاق الحسينية