اللهُم صَلِ علىْ مُحمِدٍ وَ آلِ مُحَمِدٍ وَ عجِلَ فرجَهُم وَ أهلِكَ أعدائِهُمْ وَ إرَحمِنَا بِهُمْ يَا الله
الَسَلآمُ عَليِكُمْ وَ رحَمِة الله وَ نُوره وَ بَركَاتُه
السَلآمُ عَلىْ آلحُسيِنَ وَ علىْ عليَّ بِنَ آلحُسيِنَ وَ عَلىْ أولآدَ الحُسيِنَ وَ عَلىْ أصحَآبَ الحُسيِنَ
آلسَلآمُ عَلىْ قتيِلَ العَبّرآتَ آلسَلآمُ عَلىْ آلدمَآءَ آلزآكيِآتَ السَلآمُ علىْ الدمِآءَ السَآئِلآتَ السَلآمُ عَلىْ الأروآحَ الطآهِرآتَ السَلآمُ علىْ الأجسَآد العآرياتَ
۞ اْلَخِـيَـمْه آلَفاَطِمّيَة اْلَحُسـينيَة الحـآديـه وَ الأربعون / التعظيم لأهل البيت عليَهُم السَلآم ۞
التعظيم منشؤه المعرفة ، قال الله تعالى ( إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَآؤُاْ ) .
و بالمقابل التجرؤ سببه لجهل ، نقرأ في الدعاء : ( و تجرأت بجهلي ) - فالذي يعرف مقام الله يعظمه ، ومن أعرف من محمد و آلِ محمد بالله عز وَ جل فقد ورد عن رسُول الله - صلىْ الله عليَه وَ آله وَ سلمَ - ( ياعلي ماعرف الله إلا أنا و أنت ) .
و لذلك نرى مدى خوف الأئمة "عليَهُم السلآم" من الله و إضطرابهُم بين يديه تعالى ، فالنبي "صلىْ الله عليَه وَ آله وسَلِم" ( كان يُسمع من صدره أزيز كأزيز المِرْجَل ) و الإمام عليَّ عليَه السلآم ( في كل ليلة تأخذه غشية من خشية الله ) .
الإمام الحُسين عليَه السَلآم يصفر لونه إذا أراد الوضوء و كذلك الإمام الحسن عليَه السلآم و كذلك الامام زين العابدين "عليَه السلآم" كانت تضطربَ أعضاؤه و ترتعد فرائصَه إذا قام للصلاة .
و هكذا الحال بالنسبة لمقامات النبي "صلىْ الله عليَه وَ آله وسَلِم" و الأئمَة "عليَهُم السَلآم" فمن أعرف من الله عز وَ جل بمحمد و آل محمد فقد ورد عن النبي "صلىْ الله عليَه وَ آله وَ سَلمْ" ( و ما عرفني إلاَّ الله و أنت وما عرفكَ إلاَّ الله و أنا )
و كذلك الله عز وَ جل يعظم الزهراء "عليهآ السلآم" ففي سورة الدهر لا يذكر عزَّ شأنه الحور تعظيماً لشأنِ فآطمَة
وَ كذلك الله عز وَ جل يعظم علياً "عليَه السلآم" فأكثر من ثلث القرآن ورد في حق علي "عليَه السلآم"
ورد عن رسُول الله "صلىْ الله عليَه وَ آله وسلمْ" ( ياعلي لولا أني أخشى أن تقول فيك طوائف من أمتي ما قالته اليهود و النصارى في عيسى بن مريم "عليَه السلآم" ، لقلت فيك مقالة ما مررت أمام ملأ إلاَّ و أخذوآ التراب من تحت قدميك )
و قال فيهِ ( أنا مدينة العلم و علي بابها )
( قُسمت الحكمة عشرة أجزاء ، أُعطي علي تسعة أجزاء ، و سائر الناس جزءاً واحداً ، و شارك علي "عليَه السلآم" الناس في الجزء العاشر )
و كذلك النبي "صلى الله عليه و آله وسلم" العارف بمقام فاطمة "عليهآ السلآم" ، يقوم لها إجلالاً و إحتراماً ، يقبل يدها يجلسها في مكانه ، (( مستحيل أن يحركها برجله ؟!!! كما يدَّعي البعض و العياذ بالله ) .
فإذا كان الإمام الصادق عليه السلام يعظَّم إسم فاطمة إذا سمع به و يقوم إجلالاً و إحتراماً ، و يقول لبعض أصحابه ( أما إنك إذا سمَّيت إبنتك فاطمة فلا تسبها و لا تضربها ) ، فكيف بالنبي "صلىْ الله عليَه وَآله وسَلم" عندما يتعاطىْ مع بضعتهِ و حبيبته و روحهِ التيَّ بين جنبيَه .
وَ لذا كان النبي "صلىْ الله عليَه وَ آله وسلِم" إذا أراد الدخُول إلى دار إبنته يستأذن بالدخُول عليها ، بينما نجد عمر "لعنه الله" يتجرأ بالهجوم و يحرق دارها و يعصرها بين الحائط و الباب ، و يكسر ضلعها ، و يسقط جنينها ، قيل له : إن في الدار فاطمَة ، قال : و إن ..
(( يقول و إن ، وإن يالعين وإن يالعين و إن يالعين ))
و كذلك النبي "صلى الله عليَه و آله وسلم" يعظم الحسن و الحُسين ، فيعبر عنهما أنهما ( سيدا شباب أهل الجنة )
و يخاطب الحسين "عليَه السلآم" ( أنت إمام أخو إمام أبو أئمة تسعة تاسعهم قائمهم ) و بلغ من تعظيمه لولده الحُسين "عليَه السلآم" أن إذا رآه في الشارع يركض خلفه حتى يُمسكَه و ينهال عليَه لثماً و تقبيلاً .
فحريَّ بنا أن نتأسى بالنبي "صلىْ الله عليَه وَآله وسَلِمْ" و نعظم أهل بيته "عليهُم السلآم"
و لكن هنآك سؤال بالغ الأهميَة ، لماذا تجرأ القوم وقد سمعوآ من رسُول الله "صلى الله عليَه وآله وسلم" ماسمعوآ بشأن أهلِ بيته و رأوا ما رأوا ؟!
و الجواب : المعرفة وحدها لا تكفي بل لابد من المحبة فإذا عرف الأئمة "عليهم السلآم" و أحبهم يعظمهم و يعظَّم من يعظمهُم .
و قد بلغ من تعظيم المرجع الوحيد البهبهاني أنه كان يتمسح بغبار زوَّار الإمام الحسين "عليَه السلآم" و بلغ أيضاً من تعظيم المرجع السيد عبد الأعلى السبزواري أنه مشى من مشهد الإمام الرضا "عليَه السلآم" إلى مقام أمير المؤمنين "عليهُم السلآم" في النجف .
أما المعرفة من غير محبة فقد يتجرأ صاحبها
فعمر قيل له إن في الدار فاطمة ( فاطمة بكل ثقلها ، سيدة نساء العالمين ، بضعة الرسول صلىْ الله عليَه وآله وسلِم .... ) قال : و إن إستخفافاً بحرمتها و تجاهلاً لمقامها .
و معاوية يعرف علياً "عليَه السلآم" ولكنه يحقد علي علي "عليَه السلآم" ولذا حارب علياً "عليَه السلآم" وقد بلغ من حقده أنه سجد لما بلغه خبر مقتل أمير المؤمنين "عليَه السلآم" .
و عائشة سمعت ما سمِعت من رسُول الله "صلىْ الله عليَه وآله وسلم" بفضل عليَّ و مناقبه "عليَه السلآم" ومع ذلك خرجت لِحربه .
و الذين خرجوآ لِقتال الإمام الحُسين "عليَه السلآم" يعرفونه ولكن قلوبهم مملؤة ببغضه و بغضِ أبيه فلقد خاطبهم أولست : أنا ابن بنت نبيكم ؟!! قالوا : بلى ، ( إذاً يعرفونه ) ، فقال "عليَه السلآم" : إذاً علام تقاتلونني ؟!! قالوا : نقاتلك بغضاً منَّا لأبيكَ .
فالتعظيم منشؤه المعرفة و المحبة ولذا كلما نعرف الإمام الحُسين "عليَه السلآم" أكثر و نحبه أكثر كلما نعظمه أكثر و نبكي عليهِ أكثر و لذا نقول : إنه من أعرف من الأئمة عليهم السلآم بسيد الشهداء عليه السلآم ولذا كانوآ يبكون عليه إلى حد الإغماء و يعقدون لأجله المآتم فقد ورد :
أن الإمام الصادق عليه السلام كان يجعل من بيته مجلساً ، حُسينية ، و كان يدخل عليه الشعراء ينشدونه القصائد في جده الحُسين صلوات الله عليه فكان يشجعهم ، يقول لجعفر بن عفان : يا جعفر لو كشف لك عن بصرك لرأيت ملائكة الله المقربين معنا في هذا المجلس يبكون و يستغفرون للباكين على الحُسين .
وهذا الذي يُخبر خبير طبعاً لأن الأئمة عليهُم السلآم يرون الملائكة ، الإمام الصادق عليَه السلآم يقول : الملائكة معنا يبكون كما بكينا و يقول لذلك الرجل الذي سأله : يابن رسُول الله لو كشفنا قبر الحُسين هل نجد جسد الحُسين في قبره ؟!
فقال له الصادق عليَه السلآم : إن الحُسين مع جده و أبيه و أمه و أخيه عن يمين العرش ينظر إلى زوَّار قبره ، و يطلب من أبيهِ و أمهِ و أخيه أن يستغفروا للباكين عليه و لزوار قبره ، فأنت بعين الحُسين في هذا المكان أنت بمنظر من الحُسين بمرأى من الحُسين و يستغفر لك الحُسين "عليَه السلآم" .
و في نفس الوقت يريد منَّا الأئمة "عليهُم السلآم" أن نبكي على الحُسين لا أن نجتمع فقط ، بل يريدون منا البكاء لأن البكاء يعبَّر عن الإخلاص وعن الحب للإمام الحُسين عليه السلآم .
البكاء على الحُسين عليه السلآم يدل على معرفتك الكاملة بالحُسين عليَه السلآم ، لأنكَ كلما تعرف الحُسين و تحبه أكثر كلما تحزن لمصائبه و تتأثر ، و لذا كان الأئمه عليهم السلآم يبكون إلى حد الإغماء ، الإمام الرضا عليه السلآم أثناء إستماعه لقصيدة دعبل رحمه الله أُغمي عليه ثلاث مرات .
قالوا : كان يُغمىْ على الإمام الرضا عليَه السلآم ، فيسكت دِعبِل حتى يفيق الإمام الرضا "عليَه السلآم" فيعود دعبل إلى إنشاده و خاصة لما بلغ إلى هذا المقطع الذي وجَّه فيه التعزية إلى فاطمة الزهراء "عليهآ السلآم" :
أفاطم لو خلتِ الحُسيــن مـجــدلاً وقد مآت عــطشاناً بـ شطَّ فـراتِ
إذن للطمتَ الخد فاطـــم عنـــده وأجريت دمع العين في الوجناتِ
أفاطم قومي يابنة الخير وإندبـي نـجـوم سـمـاواتٍ بـ أرض فَــلاة
توفوآ عُطآشىْ بالفرات فـ ليتني توفيـتُ فـيـهـم قـبـل حـين وفاتي
إلـهيَّ بحق الحسين و أخيه وَ جده و أبيَه وَ أمُه وَ بنيَه وَ شيعتَه وَ مواليَه وَ قبرَه وَ سآكنيَه وَ زوارَه وَ مجاوريَه خلصني مِنَ الغم الذيَّ أنا فيَه
ياقاضي الحاجات يا سميع الدعوات يا منزل البركات يادافع البليات برحمتك يا أرحم الراحمين
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهُم كُنْ لِوليُّك الحُجةِ ابن الحسن صلَواتُك عليهِ وعلى ابائِه في هذه الساعة وفي كلِ ساعة ولياً وحافِظْا وقائِداً وناصراً ودليلاً وعَيّنا حتى تُسكِنَهُ ارضَك طوعا وتُمتِعهُ فيها طويلاً برحمتِك يا ارحمْ الراحِمين
وَ صَلىْ الله عَلىْ مُحَمِدَ وَ آلِ مُحَمِدَ آلطَيبيِنَ آلطآهرِينَ
مِنَ قلِبَ اْلَخِـيَـمْ آلَفاَطِمّيَة اْلَحُسـينيَة مُشرفة أحَلىْ روضَة بآلعَآلِمْ / آلنُورَ آلحُسينيَّ
نسألكُم الدعَآءَ