بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
+++++
إن الآية (89) من سورة الحج تصرّح بأنه من البشر أنفسهم (شهيداً من أنفسهم) وهو المستفاد من الآيات الاُخرى فهي تستخدم (من) التبعيضية في قوله تعالى: (من كل اُمّة).
فالشهيد هو كالأنبياء بشرٌ، لا هو من الملائكة ولا من الجن ولا من الكتب السماوية ولا اللوح المحفوظ، وفي هذا تأييد لما تقدم في الحديث عن آيتي سورة الإسراء أن المقصود فيهما من الإمام شخص لا كتاب سماوي، إذ أن الآيتين تتحدثان عن الاحتجاج الإلهي به على اُمّته وهذا هو دور الشهيد في هذه الآيات أيضاً، فالمقصود واحد في كلتا الحالتين، فالإمام هو أيضاً منهم.
والآيات الكريمة تستخدم صيغة المفرد في وصفه، أي إنّ الشهيد على قومه واحد في زمانه الذي يعاصره حياً، وهذا ينسجم مع استخدام آية سورة الإسراء المتقدمة لصيغة المفرد في ذكر الإمام (كل اُناس بامامهم). الأمر الذي ينفي التفسير القائل بأن الاُمة الاسلامية جمعاء أو جماعة المؤمنين الآمرة بالمعروف والناهية عن المنكر هي الشهيدة على أعمال قومها أو الأقوام الاُخرى المعاصرة لها، والأمر نفسه يصدق على نفي القول بأن مصداق هذه الآيات هم (الأبدال) الذين لا يخلو منهم زمان كما ورد في الروايات المروية من طريق الفريقين.(17) بل شهيد الأعمال في زمانه واحدٌ لا أكثر.
وحيث إن دوره هو الشهادة على أعمال اُمته بالكفر والتكذيب أو الإيمان والتصديق كما تقدم القول عن الزمخشري وهذه حالات قلبية وحيث إن: (من الواضح أن هذه الحواس العادية فينا والقوى المتعلّقة بها منا لا تتحمّل إلاّ صور الأفعال والأعمال فقط، وذلك التحمل أيضاً إنما يكون في شيء يكون موجوداً حاضراً عند الحس لا معدوماً ولا غائباً عنه، وأما حقائق الأعمال والمعاني النفسانية من الكفر والإيمان والفوز والخسران، وبالجملة كل خفي عن الحس، ومستبطن عند الإنسان ـ وهي التي تكسب القلوب وعليه يدور حساب رب العالمين يوم تبلى السرائر كما قال تعالى: (ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم)،(18) فهي مما ليس في وسع الإنسان إحصاؤها والإحاطة بها وتشخيصها من الحاضرين فضلاً عن الغائبين إلاّ رجل يتولى الله أمره ويكشف ذلك له بيده).(19)
لذلك يجب أن تكون للشهيد على أُمته إحاطة علمية ربانية بحقائق أعمالهم لأن قيمة الأعمال في الميزان الإلهي هي لحقائقها الباطنية ودوافعها ونواياها كما هو واضح، لذلك لا يمكن أن يكون هذا الشهيد على أُمته شخصاً عادياً بل من الذين يحظون بنعمة التسديد الإلهي المباشر ومن الذين ارتضاهم الله سبحانه فأطلعهم على غيبه إذ من مصاديق غيبه معرفة بواطن أعمال الناس.
ومن المعلوم أن هذه الكرامة ليست تنالها جميع الأمة، إذ ليست )هي (إلاّ كرامة خاصة للأولياء الطاهرين منهم، وأما مَن دونهم من المتوسطين في السعادة والعدول من أهل الإيمان فليس لهم ذلك... إن أقل ما يتصف به الشهداء ـ وهم شهداء الأعمال ـ أنهم تحت ولاية الله ونعمته وأصحاب الصراط المستقيم).(20)
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(إلهي!.. رضا بقضائك، وتسليما لأمرك؛ لا معبود لي سواه)
الفاطمية :،: المستجيرة بالحسين :،:
هَلَاً وَمَرْحَبَا بِهَذِهِ الْرُّوْحِ الْفَاطِمِيَّةِ وَ لَا حَرَّمْنَا الْلَّهِ مِنْ عْطَاهَا الْمَدِيْدَ.
حفظكم الله تعالى رب العالمين من سطوات الإنس والجن
وسائلين المولى عزوجل أن ينعم عليكم بوافر رحمته وسعة رزقه
ويرحمكم برحمته أنه أرحم الراحمين
وصلى الله على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
دمتم برعاية الإمام المهدي المنتظر عليه السلام عج
خادمة العترة الطاهرة
تسبيحة الزهراء
(اللهم أفرغ علينا صبرًا و ثبت أقدامنا و انصرنا على القوم الكافرين)