(منقول من التحفة الرضوية في مجربات الإمامية)
اللهم إنه كان في سابق علمك، ومحكم قضائك، وجاري قدرك، وماضي حكمك، ونافذ مشيئتك في خلقك أجمعين، سعيدهم وشقيهم وبرهم وفاجرهم أن جعلت (لفلان بن فلان)، علي قدرة فظلمني بها، وبغي علي لمكانها، وتعزز علي بسلطانه، الذي خولته إياه وتجبر علي بعلو حاله، التي جعلتها له وغره أملاؤك له، وأطغاه حلمك عنه، فقصدني بمكروه عجزت عن الصبر عليه، وتغمدني بشر ضعفت عن إحتماله، ولم أقدر على الإنتصار منه لضعفي والإنتصار مني لذلي، فوكلته إليك، وتوكلت في أمره عليك، وتوعدته بعقوبتك، وحذرته سطوتك، وخوفته نقمتك، فظن أن حلمك عنه من ضعف، وحسب إن إملاؤك له من عجز، ولم تنهه واحدة عن أخرى، ولا أنزجر عن ثانية بأولى، ولكنه تمادى في غيه، وتتابع في ظلمه، ولج في عدوانه، وأستشرى في طغيانه، جرأة عليك يا سيدي، وتعرضاً لسخطك الذي لا ترده عن الظالمين، وقلة إكتراث ببأسك الذي لا تحبسه عن الباغين، فها أنا ذا يا سيدي مستضعف في يديه، مستضام تحت سلطانه، مستذل بعناءه، مغلوب مبغي علي، مغضوب وجل خائف، مروع مقهور، قد قل صبري وضاقت حيلتي ، وأنغلقت علي المذاهب، إلا إليك وأنسدت الجهات علي إلا جهتك، وألتسبت علي أموري في دفع مكروهه عني وأشتبهت علي الآراء، في إزالة ظلمه، وخذلني من أستنصرته من عبادك، وأسلمني من تعلقت به من خلقك طراً، وأستشرت نصيحي فأشار علي بالرغبة إليك، وأسترشدت دليلي فلم يدلني إلا عليك، فرجعت إليك، يا مولاي صاغراً راغماً مستكيناً، عالماً أنه لا فرج لي إلا عندك، ولا خلاص لي إلا بك، أنتجز وعدك في نصرتي، وإجابة دعائي، فإنك قلت وقولك الحق، الذي لا يرد ولا يبدل (ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغي عليه لينصرنه الله) وقلت جل جلالك وتقدست أسماؤك ( ادعوني استجب لكم) وأنا فاعل ما أمرتني به لا منا عليك وكيف أمن به وأنت عليه دللتني، فصل على محمد وآل محمد فأستجب لي كما وعدتني، يا من لا يخلف الميعاد, وإني لأعلم يا سيدي أن لك يوماً تنتقم فيه من الظالم للمظلوم، وأتيقن أن لك وقتاً تأخذ فيه من الغاضب للمغضوب، لأنك لا يسبقك معاند، ولا يخرج عن قبضتك منابذ، ولا تخاف فوت فائت، ولكن جزعي وهلعي لا يبلغان بي الصبر على أناتك ، وإنتصار حلمك، فقدرتك علي يا سيدي ومولاي فوق كل قدرة ، وسلطانك غالب على كل سلطان، ومعاذ كل أحد إليك، وإن أمهلته، ورجوع كل ظالم إليك وأن أنظرته، وقد أضرني يا رب حلمك عن (فلان بن فلان) وطول أناتك له، وإمهالك إياه، وكاد القنوط أن يستولي علي لولا الثقة بك، واليقين بوعدك، فإن كان في قضائك النافذ، وقدرتك الماضية أن ينيب أو يتوب أو يرجع عن ظلمي، أو يكف مكروهه عني، وينتقل عن عظيم ما ركب مني، فصل اللهم على محمد وآل محمد، وأوقع ذلك في قلبه الساعة الساعة قبل إزالة نعمتك التي أنعمت بها علي، وتكديره معروفك الذي صنعته عندي، وإن كان في علمك به غير ذلك، من مقام على ظلمي،فأسألك يا ناصر المظلوم المبغي عليه إجابة دعوتي، فصل اللهم على محمد وآل محمد، وخذه من مأمنه أخذ عزيز مقتدر، وأفجأه في غفلته، مفاجأة مليك منتصر، وأسلبة نعمته، وسلطانه، وأفضض عنه جموعه وأعوانه، ومزق ملكه كل ممزق، وفرق أنصاره كل مفرق، وأعره من نعمتك التي لم يقابلها بالشكر، وأنزع عنه سربال عزك، الذي لم يجازه بالإحسان، وأقصمه يا قاصم الجبابرة، وأهلكه يا مهلك القرون الخالية، وأبره يا مبير الأمم الظالمة، وأخذله يا خاذل الفئات الباغية، وأبتر عمره، وأبتز ملكه، وعف أثره، وأقطع خبره، وأطفأ ناره، وأظلم نهاره، وكور شمسه، وأزهق نفسه، وأهشم شدته، وجب سنامه، وأرغم أنفه، وعجل حتفه، ولا تدع له جنه إلا هتكتها، ولا دعامة إلا قصمتها، ولا كلمة مجتمعة إلا فرقتها، ولا قائمة علو إلا وضعتها، ولا ركناً إلا وهنته، ولا سبباً إلا قطعته، وأرنا أنصاره وجنده، وأحباؤة وأرحامه، عباديد بعد الألفة، وشتى بعد إجتماع الكلمة، ومقنعي الرؤس بعد الظهور على الأمة، وأشف بزوال أمره القلوب المنقلبة الوجلة، والأفئدة اللهفة، والأم المتحيرة، والبرية الضائعة، وأدل ببواره الحدود المعطلة، والأحكام المهملة، والسنن الداثرة والمعالم المغيرة، والتلاوات المتغيرة، والآيات المحرفة، والمدارس المهجورة، والمحاريب المجفوة، والمساجد المهدومة، وأرحم به الأقدام المتعبة، وأشبع به الخماص الساغبة، وأرو به اللهوات اللاغبة، والأكباد الظامية، وأرح به الأقدام المتعبة، وأطرقه بليلة لا أخت لها، وساعة لا شفاء منها وبنكبة لا أنتعاش معها، وبعثرة لا إقالة منها، وأبح حريمه، ونغص نعيمه، وأره بطشتك الكبرى، ونقمتك المثلى، وقدرتك التي هي فوق كل قدرة، وسلطانك الذي هو أعز من سلطانه، وأغلبه لي بقوتك القوية، ومحالك الشديد، وأمنعني منه بمنعك الذي كل خلق فيه ذليل، وأبتله بفقر لا تجبره، وبسوء لا تستره، وكله إلى نفسه، فيما يريد أنك فعال لما تريد، وأبرءه من حولك وقوتك، وأحوجه إلى حوله وقوته، وأذل مكره بمكرك، وأدفع مشيئته بمشيئتك، وأسقم جسده، وأيتم ولده، وأنقص أجله، وخيب أمله، وأدل دولته، وأطل عولته، وأجعل شغله في بدنه، ولا تفكه من حزنه، وصير كيده في ضلال، وأمره إلى زوال، ونعمته إلى إنتقال، وجده في سفال، وسلطانه في إضمحلال، وعاقبته إلى شر مآل، وأمته بغيظه إذا أمته، وأبقه لحزنه أن أبقيته، وقني شره وهمزه ولمزه، وسطوته وعداوته، وألمحه لمحة تدمر بها عليه فإنك أشد بأساً. وأشد تنكيلاً، والحمد لله رب العالمين.[/align[/align]]