اللهُم صَلِ علىْ مُحمِدٍ وَ آلِ مُحَمِدٍ وَ عجِلَ فرجَهُم وَ أهلِكَ أعدائِهُمْ وَ إرَحمِنَا بِهُمْ يَا الله
الَسَلآمُ عَليِكُمْ وَ رحَمِة الله وَ نُوره وَ بَركَاتُه
السَلآمُ عَلىْ آلحُسيِنَ وَ علىْ عليَّ بِنَ آلحُسيِنَ وَ عَلىْ أولآدَ الحُسيِنَ وَ عَلىْ أصحَآبَ الحُسيِنَ
آلسَلآمُ عَلىْ قتيِلَ العَبّرآتَ آلسَلآمُ عَلىْ آلدمَآءَ آلزآكيِآتَ السَلآمُ علىْ الدمِآءَ السَآئِلآتَ السَلآمُ عَلىْ الأروآحَ الطآهِرآتَ السَلآمُ علىْ الأجسَآد العآرياتَ
۞ اْلَخِـيَـمْه آلَفاَطِمّيَة اْلَحُسـينيَة الـثَـالِـثَـة وَ الأربعون / الـفـرصـة الـذهـبـيـة ۞
ورد عن أمير المؤمنين "عليَه السلآم" في وصِف عباد الله الصالحين ( قد تخلى من جميع الهموم إلاَّ هماً واحداً انفرد به )
في الوقت الذي يستغرق فيهِ أكثر الناس في طلب الدنيا ، حيث تصبح أكبر همَّهم و يُصابون بطول الأمل الذي يُنسيهم الآخرة ، كان هناك فئة تعيش هم الآخرة بإعتبارها دار القرار .
و على صعيد الآخرة يواجه الإنسان مشكلتين :
الأولى : الخلاص من النار و حيَّاتها و عقاربها و زقومها و غسلينها و سلآسلها و شياطينها .
و الثانية : دخول الجنة و الفوز بنعيمها و مرافقة محمد و آلِ محمد "عليَهُم السلآم" إلى سائر لذاتها من حُور و قصُور و أنهار و أطيار .
ولذا كان علينا أن نعيش همَّ هاتين المشكلتين لأنه لا بدَّ أن نواجهها ، فكيف يكون ذلك :
1- بِـ الولاية لآل البيت عليهم السلآم : يمكن أن يتخلص الإنسان من عذاب جهنم ، ففي الحديث القدسي قال الله تعالى ( لاية علي بن أبي طالب حصني ، و من دخل حصني أَمِن من عذابي ) فمن لقي الله من دون ولاية الأئمَة عليهم السلآم أكبه الله على منخريه في نار جهنم .
و كما أن هذه الولاية تخلصه من نار جهنم فهي كذلك تنفعه عند الإحتضار و عند نزع الروح ، و تدفع عنه سكرات الموت ، و عذاب القبر ، و كذلك تنجيه عند خروجه للعرض الأكبر يوم القيامة ، و أيضاً تمكنه من ورود الحوض .
فعن رسُول الله - صلىْ الله عليَه و آله وسَلِم - ( يا علي لتردن عليَّ الحوض و شيعتك راضين مرضيين و يرد عليَّ أعداؤك ظامئين مقمحين )
و كذلك فإن الولاية لآل محمد عليهم السلآم تُمكنه من دخول الجنة - فعن رسُول الله صلى الله عليَه و آلَه و سلِمْ ( لا يجوز أحد إلى الجنة مالم يكن بيده صَكُّ براءةٍ من النار من علي بن أبي طالب عليه السلام ) و في روايَة ( لا يدخل أحد الجنة مالم يكتب له له علي بن أبي طالب عليه السلآم الجواز ) .
2- العبادة ، مثلاً :
أ- الصلاة : بها يتخلص العبدُ من سيئاته التي هي خطوات على طريق جهنم .
كما قال تعالى ( إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِئَاتِ ) ومن هنا جاء في الرواية أنه في أوقات الصلآة ينادي مَلك ( قوموا إلى نيران التي أوقدمتوها على ظهوركم فأطفئوها )
أما إذا ترك صلاته فإنه يعرض نفسه للهلاك في نار جهنم ، كما قال تعالى ( مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُواْ لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّيِنَ ) .
ب- بالصوم : فقد ورد في خطبة النبي - صلى الله عليَه و آله وسلم - في إستقبال شهر رمضان : ( أيها الناس إن أبواب الجنان في هذا الشهر مفتحه فسلوا ربكم أن لا يغلقها عليكم ، و أبواب النيران مغلقه فسلوا ربكم أن لا يفتحها عليكم ) .
الصوم كفارة للذنوب التي هي سبب في ورود النار ، فقد جاء في الرواية ( من صام شهر رمضان إيماناً و إحتساباً غفر الله له ماتقدم من ذنبه و ما تأخر )
ج- بالحج : فقد جاء في الرواية ( إذا وقف الحاج في عرفات خرج من ذنوبه ) .
3- التقوى : وهي أن يتقي العبد الوقوع في الذنب ، و يجتهد في الإبتعاد عما حرَّم الله كما لو دخل الإنسان في حقل ألغام فإنه سيكون حذراً عند عبوره الحقل ، و كذلك علينا أن نحذر الوقوع في فخاخ و ألغام إبليس عند عبورنا حقل الدنيا لنصل الآخرة بسلآم ، فننجو من النار كما قال تعالى ( وَ يُنَجِى اللهُ الَّذِينَ اتُّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ ) و نعبر إلى الجنة بسلآم ( تِلْكَ الجَنَّةُ الَّتِى نُورثُ مِنْ عِبَادنَا مَن كَانَ تَقِيَّاً ) - ( إن المتقين في جنات و عيون ) - ( إن المتقين في جنات و نهر ) .
و عن رسُول الله - صلىْ الله عليَه و آله وسلم - ( أكثر ماتلج به أُمتيَّ الجنة : تقوى الله و حُسن الخُلق )
4- بزيارة الحُسين عليه السلآم و البكاء عليه : إذا زاره المواليَّ ( تُغفر له ذنوبه ، يغفر الله له ماتقدم من ذنبه ما تأخر )
و يستغفر له الحُسين عليَه السلآم .
وفي روايَة : ( شيعه ملكان ، و قالا له : ياولي الله مغفور لك أنت من حزب الله و حزب رسُوله و حزب أهل بيته و الله لا ترى النار بعينك ولا تراك ولا تطعمك أبداً ) و في رواية ( من زارني زرته ولو كان في النار أخرجته )
و أيضاً سبب لخلاص غيره من النار ، فعن أبي عبدالله عليه السلآم قال : ( زائر الحُسين عليه السلآم مُشفع يوم القيامة لمائَة رجلَ كلهم قد وجبت لهم النار ) وفي رواية يُقال لزوار الإمام الحُسين عليَه السلآم ( خذوا بيد من أحببتم ) .
و بالنسبة إلى دخول الجنة جاء في الرواية ( لابد أن يدخلوها قبل أهل الجنة بأربعين عاماً ) .
أما بالنسبة للبكاء عليه فقد جاء في الرواية عن أثر هذه الدمعه : ( لو أن قطرة من هذه الدموع وقعت في نار جهنم لأطفأت حرَّها )
و بالنسبة لدخول الجنة ، فقد ورد : ( أن أجر كل قطرة أن يُبوئه الله بها في الجنة حقباً ) " عبارة عن الدوام و الخلود "
بل يصل إلى أعالي الجنان كما جاء عنهُم عليهم السلآم : ( من بكى لمصابنا كان معنا في درجتنا يوم القيامة )
فعلينا أن نجتهد في البكاء و الإبكاء على سيد الشهداء عليه السلآم فقد ورد عن بعض عُلمائنا : أنه تمنى لو أفنى كل لحظات حياتهِ في البكاء و الإبكاء على الإمام الحُسين عليه السلآم ، فالبكاء على الإمام الحُسين عليه السلآم مطلوب و محبوب .
حتى لو وصلت إلى مستوى الجزع الذي هو حرام على كل أحد إلاَّ على الحُسين عليَه السلآم فإنك فيَه مأجور ، قال الإمام الصادق عليَه السلآم لبعض أصحابه أوتجزع ؟ قال : نعم سيدي حتى يظهر أثر ذلك على وجهي ، فقال له الإمام الصادق عليه السلآم : رحم الله دمعتك يا مسمع أما إنك تُعد من أهل الجزع و الحزن علينا أهل البيت ، إنك سترى حضُور أبائي عند موتك و وصيتهم ملك الموت بكَ ، فملك الموت أشفق عليك من الأم الشفيقة على ولدها .
الأئمه عليهم السلآم فتحوا ابوابهُم في مثل هذا اليوم ، يستقبلون الشعراء و المعزَّين ، دخل جعفر بن عفان على الإمام الصادق عليه السلآم فأنشده أبياتاً في جده الحُسين عليه السلآم فبكى الإمام الصادق عليه السلآم و لكن الإمام الصادق "ع" نبَّهه إلى شيء وهو أن رثاء الحُسين ماينبغي أن يكون تلاوةً ، إنشاداً ، قراءةً ، بل يجب أن يكون بشكل خاص و بنمط خاص .
قال له عليه السلآم : إنشدونا كما تنشدون ( يعني بالرقه ، يعني بلحن عاطفي ، يعني بشكل يثير و يحرك العواطف و الدموع ) - فلما سمع جعفر بن عفان بكى و أنشأ يقول :
أُمرر على جسد الحُسين و قل لأعظمَة الزكيه
يا أعظماً لا زلتِ من وطفاء ساكبة رويـــــــه
مالذَّ عيشَ بعد رضكِ بالجيآد الأعـوجـــيَّـــــه
وابكــي المطهـر للمطهر و المطهرة الزكــيـه
وإذا مـررت بقبـره فأطل بـه وقـف الـمطــيه
إمامكم الرضا عليه السلآم في مثل هذا اليوم فتح بابه دخل عليه دعبل و كان قد ضرب ستراً بينه و بين عياله و أجلس النساء خلف الستار و عاد إلى مجلسه ، قال : يا دعبل أو غافلٌ أنت عن هذه الأيام ، هذه أيام حزن لنا و لشيعتنا و أيام فرح و سرور لأعدائنا ، قال دعبل : سيدي عندي قصيدة في رثاء جدك الحُسين عليَه السلآم ، فبدأ دعبل ينشد و الإمام الرضا عليه السلآم يبكي ، حتى وقع الرضا عليه السلام مغمى عليه ، فأمسك دعبل حتى أفاق الرضا عليه السلآم ، فعاد إلى إنشاده
يقول دعبل : فبكى الحاضرون و إرتفع البكاء من خلف الستار من النساء و سمعت منادية تنادي وا أبتاه واحسيناه ، و خاصة لما وصل دعبل إلى هذا الفصل الذي وجه فيه التعزية و التسلية إلى فاطمة الزهراء عليها السلآم فقال :
أفاطم لو خلتِ الحُسين مُجدلاً و قد مات عطشاناً بشطِّ فراتِ
إذن للطمت الخد فاطم عنده و أجريتِ دمع العين في الوجناتِ
أفاطم قومي يا إبنة الخير و إندبي نجوم سـماواتٍ بِـ أرضَ فلآة
تـوفـوا عُطـاشـى بالفـرآت فليتني تُـوفيـت فيـهُـم قـبـل حينُ وفاتي
لا شك أن روح فاطمَة ترفرف على رأسك في هذه الأثناء فقط إستشعر حضَُورها بأبي هيَّ و إميَّ ، لا شك أيضاً أن روح عليَّ عليه السلآم و محمد صلى الله عليه وآله وسلم و الحُسين عليَه السلآم ترفرف على رأسك أيها القارئ لذكر الحُسين ، فوجَه خطابكَ إلى الزهراء عليها السلآم وجه لها التعزية سلآم الله عليها .. .
يا رسُول الله يا فاطمة يا أمير المؤمنين المرتضى
عظم الله لكم الأجر بمن كظَّ أحشاه الظما حتى قضى
قالوا : رأت ذرة النادبة ، ذرة النادبة كانت تندب على الحُسين فرأت فاطمة الزهراء عليها السلام في المنام في الرؤيا فقالت لها : يا ذرة إندبي على ولدي الحُسين بهذه الأبيات لفاطمة سلآم الله تعالى عليها :
أيها العينان فيضا و إستهلآ لا تغيضا و إبكيا بالطف ميتاً تُرك الصدرُ رضيضاً
لــم أمـــرضـــــه مـــريــــضــــاً لا و لا كــــــــــــــــان مــــــريـــــــــــــضــاً
إلـهيَّ بحق الحسين و أخيه وَ جده و أبيَه وَ أمُه وَ بنيَه وَ شيعتَه وَ مواليَه وَ قبرَه وَ سآكنيَه وَ زوارَه وَ مجاوريَه خلصني مِنَ الغم الذيَّ أنا فيَه
ياقاضي الحاجات يا سميع الدعوات يا منزل البركات يادافع البليات برحمتك يا أرحم الراحمين
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهُم كُنْ لِوليُّك الحُجةِ ابن الحسن صلَواتُك عليهِ وعلى ابائِه في هذه الساعة وفي كلِ ساعة ولياً وحافِظْا وقائِداً وناصراً ودليلاً وعَيّنا حتى تُسكِنَهُ ارضَك طوعا وتُمتِعهُ فيها طويلاً برحمتِك يا ارحمْ الراحِمين
وَ صَلىْ الله عَلىْ مُحَمِدَ وَ آلِ مُحَمِدَ آلطَيبيِنَ آلطآهرِينَ
مِنَ قلِبَ اْلَخِـيَـمْ آلَفاَطِمّيَة اْلَحُسـينيَة مُشرفة أحَلىْ روضَة بآلعَآلِمْ / آلنُورَ آلحُسينيَّ
نسألكُم الدعَآءَ