بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا اللــه
لبيك يا رسول الله
~الاحبة جميعا حياكم الله~
على بركة الله الحلقة الاولى من البحث العقائدي ( انبياء الله بين العصمة والخطأ) .
النبي ابراهيم عليه السلام
اشكال :
قال تعالى : (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُأَصْنَاماًآلِهَةً)(الأنعام: من الآية74)
أليس قول إبراهيم لأبيه ( آزرّ ) باسمه فيه سوء أدب منه (ع) تجاه آزرّ أو ما شابه ؟ .
رد الاشكال : هذا لاجل هدايته وإصلاحه في الدنيا والاخرة كما قال له : (يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطاً سَوِيّاً) (مريم:43) .
وكانت محاولته لهدايته عديدة لانه يعتبرها الجزء الحقيقي تجاه أتعابه عليه .فان الجزاء الحقيقي انما هو سعادة الاخرة لا سعادة الدنيا , بل من الممكن القول ان سوء الادب سيكون لو تركه سائرا ً في غيه مستمرا ً على ذنوبه وليس سوءالادب في الهداية أكيدا ً .مضافا ً الى ان السؤال ينفتح لو آزارّ هو أبوه ووالده الحقيقي , ليكون سوء الادب تجاهه متحققا ً. مع التنزل عما سبق . ولكن ثبت بالدليل عدم كونه أبا ً له . وانما يناديه بذلك باعتباره المربي له ومعه فسوء الادب تجاهه ليس بفضيع لانه ليس والده الحقيقي .مضافا ً الى ان سياق الآية واضح في ان( آزر ّ ) لم يقع في كلام إبراهيم (ع) وانما يبدأ كلامه بقوله :
( أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً آلِهَةً)(الأنعام: من الآية74) .
اشكال :
قال تعالى : (وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ........)
(التوبة: 114) .
اعتقد ان عداء ( آزر ) وكفره بالله ( تبارك وتعالى ) كان ظاهرا ً غير خاف عن إبراهيم (ع) منذ البداية , فبماذا نفسر قوله تعالى (فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ )؟ .
رد الاشكال :اعتقد ان الرد :انه تبين له انه لا يستحق المغفرة وان الله لن يغفر له .أو تبين له :انه غير صالح للهداية بل هو مصر ومعاند . وهذا لم يكن واضحا ً من قبل .كما قال تعالى : (مَاكَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَالْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ )(آل عمران: من الآية179) .
اشكال :
قال تعالى : (فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأى كَوْكَباً قَالَ هَذَا رَبِّي)(الأنعام: 76) . وقال تعالى : (فَلَمَّا رَأى الْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَذَا رَبِّي )(الأنعام: من الآية77) وقال تعالى (فَلَمَّا رَأى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ )(الأنعام: من الآية78) .
اليس في قوله (ع) هذا شرك ظاهر لا نعلمه منه (ع) ؟ .
رد الاشكال : جواب ذلك موجود في كل كتب التفسير . وحاصر الوجوه الممكنة عدة أمور :
الاول : ان يكون قوله : ( هذا ربي ) مسوقا ً مساق الاستفهام الاستفهام الاستنكاري , يعني ان هذا لايمكن ان يكون ربي .
الثاني : ان يكون ترديدا ً لاعتقاد الكافر لاجل الوصول به لنتيجة التي يريدها وهي التوصل الى التوحيد المطلق . لكي يكون ذلك لزاما ً لهم وهداية لهم .
الثالث : ان يكون هذا من قبيل مستويات التربية التي مر بها إبراهيم (ع) , قبل بلوغه الدرجة الرفيعة . وكان هذا حاصلا ً في أول أمره كما هو واضح تأريخيا ً .
كما انه من الواضح انه مر تدرج في المراتب فقد جعله رسولا ً , ثم جعله خليلا ً , ثم جعله إماما ً . فمن الممكن ان يكون قد مر في مراحله الاولى بمثل ذلك .
اشكال : قال تعالى : (فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ) (الصافات:89) .وقال تعالى (قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوايَنْطِقُونَ) (الانبياء:63) . اليس في هذا الدعاء منه (ع) كذب ( على الظاهــــــر)وهوالمعصوم (ع) ؟
رد الاشكال : أما الآية الاولى فجوابها واضح ,لاننا لا نستطيع ان نقول كونها كذب لاحتمال ان يكون سيقما ً فعلا ً لمرض فيه بل يجب ان نقول ذلك لانه معصوم لا يكذب .
واماالآية الثانية : فكل كتب التفسير تصدت لذكرالوجوه فيها . ومنها :
أولا : ان هذا الخبر يعتبره منوط بالشرط : ((إِنْ كَانُوايَنْطِقُونَ)) . ولكن حيث انهم لا ينطقون . اذن فلم يفعله كبيرهم .
ثانيا : ان ( كَبِيرُهُمْ ) ليس فاعلا ً بل مبتدأ وخبره هذا يعني هذا هو كبيرهم . وأما فاعل
( فعله ) فهو ضمير ليس له ذكر في العبارة يعود على الفاعل الواقعي .
ثالثا : ان المراد من (كَبِيرُهُمْ ) انسان لا صنم , وهو اما ان يراد به إبراهيم كما أحتمله بن عربي في تفسيره با عتبار تسلطه عليهم وعلى تكسيرهم .ويراد به نمرود الذي جعله ونصبه للعبادة . ويكون الفعل المسند اليه هو الضلال الناتج منه وليس التكسير .
اشكال :
قوله تعالى : ( وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي)(البقرة: من الآية260) . نحن نعلم ان إبراهيم (ع ) وجميع المعصومين عليهم السلام في أعلى درجات اليقين بقدرة الله عز وجل على احياء الموتى .فكيف كان هذا القول منه ؟
رد الاشكال : الاطمئنان حالة نفسية ,واليقين حالة عقلية . فيمكن ان يكون اليقين موجودا ً , والاطمئنان النفسي أي استقرارالقلب والخلود الى الراحة الفكرية غير موجود . وبذلك العمل الذي أمره الله تعالى به حصل له الاطمئنان وليس هو اليقين لكي يصح السؤال .
اشكال :
قال تعالى (نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً )(هود: 70) . وقال تعالى ( فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لا تَخَفْ )(الذريات:28) وقال تعالى : (فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ)(هود:74) .
الخوف من غير الله قبيح وهو منهم (ع) اقبح . والمعروف ان موطنه الاصلي هو النفوس غير المتكاملة ,فكيف نرد اشكال خوف إبراهيم (ع) وهو في أعلى درجات تكامله النفسي ؟
وقد يقال نفس الشيء تجاه موسى (ع) بعد قتله للقبطي ؟ .
قال تعالى (وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ) (الشعراء:14) وقال تعالى : (قَالا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى) (طـه:45) . وقال تعالى :
( فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفاً يَتَرَقَّبُ)(القصص:18) .
رد الاشكال : الخوف من غير الله سبحانه ليس بقبيح لانه قهري وجبلي لايمكن الفكاك منه هو مقتضى النظر الى الاسباب التي سنها الله تعالى في خلقه . كقول زوجة إبراهيم (ع) ( أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ)(هود: من الآية72) .وقول زكريا : ( أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِعِتِيّاً) (مريم:8) .
هذامضافا ً الى انه يمكن ان يرى الفرد وجود مصلحة عامة في الحفاظ على ذاته لاجل اطاعة الله وهداية الناس . فيجب عليه تجنب أسباب الموت والقتل . فيكون خوفه مشروعا ً وصحيحا .
اشكال:
قال تعالى: (يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ , إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ) (هود:75) .
قد يقال في المقام . ان الرسل ليس لهم الا التبليغ والامتثال لامرالله المولى جل وعلى , فما معنى مجادلة إبراهيم (ع) فيهم ؟
رد الاشكال : هو يرجو رحمة الله فيهم والعطف عليهم . فاذا حصل الإصرار على ذلك وذكر المبررات له , صدق معنى المجادلة وهو غير مخل بمقام النبوة .
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
اخي الكريم اسمح لي ان اضيف الى جميل ما طرحت هذا القليل، واعذرني ان كنت قد اقحمت نفسي في ذلك، إلا اني ارتأيت ان اضيف بعض هذه الردود والتي هي في الواقع نقلا اهل البيت عليهم السلام.
اولا فيما يتعلق بالاشكال في قول نبي الله ابراهيم عليه السلام(هذا ربي) عند رؤيته للكوكب والقمر والشمس،
ان هذا مما احتج به النبي ابراهيم عليه السلام على قومه مما الهمه الله عز وجل وآتاه وتأكيد ذلك ما جاء في الايه(83) من سورة الانعام ( وتلك حجتنا ءاتيناها إبراهيم على قومه). ثانيا فيما يتعلق بالاشكال في قول النبي ابراهيم عليه السلام (اني سقيم) ،
- ان هناك روايات عديده عن اهل البيت عليهم السلام قد اشارت الى تفسير هذه الاية ولكننا يجب ان نعرض الاية التي تسبقها وهي قوله عز وجل ( فنظر نظرة في النجوم)الاية 88 من سورة الانعام، وتشير الروايات الى ان النبي ابراهيم قال اني سقيم عندما حسب فرأى ما يحل بالامام الحسين عليه السلام من مصائب اي ان النبي ابراهيم عليه السلام سقيم لما يحل بالحسين عليه السلام.
- او قد يكون قوله عليه السلام (اني سقيم) قد جاء في مورد تقية كما دلت على ذلك جملة من الاخبار المروية عن اهل البيت عليهم السلام. ثالثا اما فيما يتعلق بالاشكال في قول نبي الله لبراهيم عليه السلام (ولكن ليطمئن قلبي)،
- فأنه وكما افادت الاخبار المروية عن اهل البيت عليهم السلام بأن النبي ابراهيم عليه السلام عندما قال ( رب أرني كيف تحيي الموتى) فأن هذه الاية متشابهة ومعناها أنه سأل عن الكيفية، والكيفية من فعل الله عز وجل متى لم يعلمها العالم لم يلحقه عيب ولا عرض في توحيده نقص.
- وهناك وجه اخر اوضحه الامام الرضا عليه السلام في مجلس المأمون عندما سأله الاخير عن تفسير هذه الاية، وقد اجابه الامام الرضا عليه السلام بأن قال: ان الله تبارك وتعالى كان أوحى الى ابراهيم : إني متخذ من عبادي خليلا إن سألني إحياء الموتى أجبته، فوقع في نفس ابراهيم عليه السلام أنه ذلك الخليل، اي قال ليطمئن قلبي على الخلة.
بسم رب الزهراء عليها السلام
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام على بديعة الوصف والمنظرالسلام على من نرتجيها ليوم الفزع الأكبر
أخي الجليل هبة الله وفقكم الله تعالى لكل مايحب ويرضى
دمتم بحب ورعاية الزهراء
اللهم أدخلني في كل خير أدخلت فيه محمدا وآل محمد
وأخرجني من كل سوء أخرجت منه محمدا وآل محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
أشكرك أخي على الطرح
جزاك الله ألف خير
ووفقك لما يحب ويرضى
بحق محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
طرحكم مبآآرك إن شاء الله أتمنى لكم التوفيق سيدي ..
و بالنسبة لرد الاخت حيدرية فهو الصحيح فيما يخص الآيات التي ذكرتها لأنه وارد عن اهل البيت عليهم السلام
و شكراً على الموضوع يستحق الطرح ...
و لدي نقطة سيدي بالنسبة للآية الكريمة -وسوف أحاول جاهدة مراجعة الآية الكريمة في أحاديث أهل البيت عليهم السلام فهي محل الشفاء ..
و لن أقول تفسير لكن رؤية أو شك سأتاكد منه- ...فالتفسير حرام إلا من أهل بيت النبوة عليهم السلام ..
"( فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ........)
ألا يكون المعنى بأن آزر كان مشركاً في الظاهر يعني دائه هو الشرك و محله - عقله - فلما بيَّن النبي إبراهيم على نبينا و آله و عليه أفضل الصلاة و السلام
الحجة له و لبقية القوم ظهر بانه كافر عدو و محل ذلك - قلبه- فتبرأ منه مباشرة و لاحظ نحن في مذهب أهل البيت عليهم السلام العداوة تكون بعد التبين من البغض -الكفر- و محله القلب لا العقل فالبراءة واجبة
و لكن فيما يخص العقل -الشرك- فيجب المحاججة مع من نعتقد بضلالته ...و ليس البراءة مباشرة ...
إلا بعد التبين من أنه معاند مبغض لأهل البيت عليهم السلام ...
كذلك بالنسبة لابليس و عداوته أليس عدوا لله بكفره انظر الله سبحانه و تعالى لم قال بانه كفر ..واصبح بذلك عدو الله و عدو كل مؤمن ...و قد صرح بكفره من خلال مافعل في القصة الواردة في القرآن الكريم ...
ملاحظة أخي الجليل : راجعوا الآيات القرآنية المرتبطة بالشرك تجدوها تختلف عن المرتبطة بالكفر ...
المرتبطة بالشرك هي تتصل بعمليات العقل ..أفلا يعقلون مثلا ..
أما الكفر فهي قلبية و هذا صاحب اللعن ...
أرجو أن يكون ردي واضحا لسماحتكم ..