بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل كان الحسين (عليه السّلام) عالماً بمصيره المعروف ؟
يكثر التساؤل حول علم الحسين (عليه السّلام) بما صار إليه عاقبة أمره حسب ما هو معروف ، هل كان من باب الاحتمال ، أو الظن الذي يحتمل العكس والخلاف ؛ فيكون حينئذ قد خُدع بكتب أهل العراق وغُرّر به من قبلهم ؟ أم كان ذلك العلم من باب القطع والجزم واليقين الذي لا شك فيه ؛ فيكون حينئذ قد أقدم على حركة انتحارية ؟
نقول : أجل ، كان عالماً بما جرى علماً يقينياً قاطعاً لا يشوبه شك ، وقد أعلن عنه في مكّة قُبيل الخروج بخطبته التي قال فيها (عليه السّلام) : (( وكأنّي بأوصالي هذه تقطّعها . . . )) . ولكن مع ذلك لم يكن خروجه عملاً انتحارياًً ، بل كان قتله نتيجة طبيعية للظروف والأحداث العادية التي أوجدها الناس بجهلهم وسوء تصرفهم ، من قبيل علم الطبيب مثلاً بموت هذا المريض في النهاية ؛ بسبب تطوّر المرض ومضاعفاته الطبيعية التي لا خيار للطبيب فيها وجوداً ولا عدماً ، وإنّما عليه أن يراقبها ويساير مراحلها بما عنده من مخففات ومسكنات فقط ، وهو بانتظار نتيجتها الطبيعية القصوى .
كذلك علم الحسين (عليه السّلام) بذلك المصير ، فهو (عليه السّلام) كان يعلم من البداية أنّ يزيد سيتولى على الخلافة ويطلب منه البيعة ، وهو يمتنع من البيعة فيأمر بقتله في المدينة ؛ فيخرج منها حفظاً لدمه ودفاعاً عن كرامته ، ويكتب إليه أهل العراق بالطاعة والبيعة له فتتم عليه الحجّة الظاهرية بحسب القوانين الشرعية ، فإذا وصل إليهم يغدرون به ويحصرونه في وادي كربلاء . وهكذا تتسلسل الحوادث حسب مجراها الطبيعي حتّى تؤدّي إلى العاقبة التي حصلت ، ولم يكن بوسع الحسين (عليه السّلام) أنْ يغيّر أو يدفع شيئاً منها .
نعم ، حاول بكلّ ما استطاع أنْ يخفف من وطأتها ويؤخّر من حدوثها فما استطاع ؛ لوجود الموانع والدوافع الشرعية والزمنية .
صحيح إنّه لو كان قد بايع ليزيد لتغيّر وجه مصيره إلى حد كبير ، ولكن قد أثبتنا سابقاً أنّ ذلك كان حراماً على الحسين (عليه السّلام) من الوجهة الشرعية والأخلاقية والعرفية ، وجريمة كبرى على شرفه ودينه واُمّة جده (صلّى الله عليه وآله) .
وعلى هذا فقس باقي الحوادث المتتابعة بعدها التي ما كان باستطاعة الحسين (عليه السّلام) دفعها إلاّ بالتنازل عن كرامته ، والتخلّي عن مسؤوليته ، والخيانة لرسالته والأمانة الملقاة على عاتقه من قبل الله ورسوله والاُمّة .
والخلاصة : كان علم الحسين (عليه السّلام) علماً بترتب الحوادث على عواملها الطبيعية ، والمعلولات على عللها ، أو المسببات على أسبابها ؛ تلك الأسباب والعلل التي أوجدها الناس بسوء اختيارهم وضعف الوازع الديني في نفوسهم ، فهم محاسبون عليها ومعاقبون بها يوم تجزى فيه كلّ نفس ما كسبت : ( وَسَيَعْلَمُ الّذِينَ ظَلَمُوا أَيّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ )(1) .
ومن هنا قيل : إنّه (عليه السّلام) جمع بين التكليفين في آن واحد ؛ التكليف الباطني : وهو تكليفه من الله بأنْ يفدي الدين بنفسه وأنّه شهيد هذه الاُمّة ، والتكليف الظاهري : وهو تكليفه العرفي الطبيعي ، أي مسايرة الأحداث والتطوّرات حسب متطلباتها العادية . وهذا من خصائصه (عليه السّلام) .
ولعلك تقول : من أين علم الحسين (عليه السّلام) بتلك القضايا الغيبية قبل وقوعها ؟
فأقول : وصلت إليه من أبيه علي (عليه السّلام) وجده محمد (صلّى الله عليه وآله) ، وبالتالي عن الله سبحانه وتعالى الذي هو وحده علاّم الغيوب . وقد أوحى سبحانه إلى رسوله (صلّى الله عليه وآله) بكلّ ما يجري على الحسين (عليه السّلام) .
فإنْ قلت : فلماذا لمْ يحفظ الله تعالى وليّه الحسين (عليه السّلام) ، ولم يدفع عنه القتل وهو العالم بكلّ شيء والقادر على كلّ شيء ؟
قلت في الجواب : لأنّ بقتله إحياء الدين ، وبدمه حفظ شريعة الإسلام ، فدار الأمر بين حياة الحسين (عليه السّلام) أو حياة الدين ؛ لأنّ الجمع بينهما يؤدي إلى الجبر وسلب الحرية الإنسانية ، وهو ممنوع في شريعة الله تعالى ، فكان الدين أولى بالحياة ؛ فالحسين (عليه السّلام) فداء الدين .
وبهذا صرّحت اُخته العقيلة زينب (عليها السّلام) لما جلست عند رأسه وهو صريع ، ورفعت طرفها نحو السماء وقالت : اللّهمَّ تقبل منّا هذا الفداء . وإلى هذا المعنى يرمز الحديث الشريف المشهور القائل : (( حسين منّي وأنا من حسين )) . فحسين منّي واضح ، أي ابني وولدي ، ولكن قوله (صلّى الله عليه وآله) : (( أنا من حسين )) . يعني أنّ بقاء ذكري وشريعتي وديني بالحسين ، أي بتضحية الحسين وشهادته .
ولقد قال بعض الخبراء ، وهو السيّد جمال الدين الأفغاني (رحمه الله) : إنّ الإسلام محمدي الوجود والحدوث ، وحسيني البقاء والاستمرار .
وقال المستشرق الألماني ماربين في الحسين (عليه السّلام) كلمته المعروفة : وإنّي أعتقد بأنّ بقاء القانون الإسلامي ، وظهور الديانة الإسلاميّة ، وترقّي المسلمين هو مسبب عن قتل الحسين (عليه السّلام) وحدوث تلك الفجائع المحزنة ، وكذلك ما نراه اليوم بين المسلمين من حس سياسي وإباء الضيم .
وقال أيضاً : لا يشك صاحب الوجدان إذا دقّق النظر في أوضاع ذلك العصر ونجاح بني اُميّة في مقاصدهم ، لا يشك أنّ الحسين (عليه السّلام) قد أحيا بقتله دين جدّه وقوانين الإسلام ، ولو لمْ تقع تلك الواقعة لمْ يكن الإسلام على ما هو عليه الآن قطعاً ، بل كان من الممكن ضياع رسومه وقوانينه حيث كان يومئذ جديد عهد . انتهى محلّ الشاهد من كلام ماربين المستشرق الألماني .
وأحسن تعبير عن هذا الواقع هو ما قاله ذلك الشاعر عن لسان الحسين (عليه السّلام) يوم عاشوراء : إنْ كان دينُ محمدٍ لمْ يستقمْ إلاّ بقتلي يا سوفُ خذيني
وقال السيد جعفر الحلي : بقتلهِ فاح للإسلام طيبُ شذى وكلّما ذكرتهُ المسلمونَ ذكا
مأساة الحسين (عليه السلام) بين السائل والمجيب.الشيخ عبد الوهاب الكاشي
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
يقول الإمام الصادق(ع)"العامل بالظّلم والرَّاضي به والمعين له شركاء ثلاثتهم"
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
إنها إرادة السماء ومشيئة الله الجبّار الذي شاء أن يحيا الدين بعد أن غرزت فيه سهام الأمويين
ورماحهم الذين أذهبوا ماء وجه الإسلام بالنفاق والرياء والظلم والفجور فإلى أين صارت الناس
وإلى أين مضى شأن الأمة والدين قد صار كأس خمرةٍ تتناقله الزمرة الفاجرة والطغمة الفاسدة , فكيف
يسمونه تلك الشهادة العظيمة الخالدة انتحاراً وقد ركز الدعي ما بين اثنتين ما بين السلة والذلة وهيهات
أن يرضى أبو الأحرار بالذل والإستسلام لفاجرٍ لعين قد خيّره بين القتل والبيعة ؟؟
شاءوا أن يقتلوه ويخرسوا صوته فنطقت أخته زينب الحوراء(ع) بالصوت الذي سحب البساط
من تحت أقدام الطغاة .
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين الأشراف و عجل فرجهم يا كريم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
طـــــــرح جدا قيم و مميز اختي العزيزة ........ بارك الله بكم و اثقــــــل موازين حسناتكم
حفظكم الله تعالى و رعاكم و أعلى شأنكم و رفع درجــــاتكم
بحق محمد و آل محمد
و نسألكم الدعاء
يَــ الطـبـعـک كريــم و مــا تــرد حايــر .. يــاأباالفضل
بسِم الله نُور على نُور اللهم صلِ على محمد و آلِ محمد و عجلَ فرجهم و أهلك أعدائهم و إرحمنا بهم يا الله السلام عليكم ورحمة الله و نوره و بركاته
أختي الكريمة / باركَ الله فيكِ على هذا الطرحَ النُورانيَّ الجميِلَ ! أسأل الله أن يرزقكُم نظرَة منَ سيدي وَ مولايَّ أبا عبدالله "ع" يقضيَّ بها جميع حوائجكُم
ربي يبارك فيكُم و يجزآكم الله ألفَ خيرَ و رحمَ الله والديكُم حفظكم الله تعالى من شر الجن والانس مع شيعة محمد وال محمد و نصركم نصراً عظيماً نسألكم الدعاء
بسم رب الزهراء عليها السلام
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام على بديعة الوصف والمنظرالسلام على من نرتجيها ليوم الفزع الأكبر
حبيبتي قدسية الزهراء وفقكم الله تعالى لكل مايحب ويرضى
دمتم بحب ورعاية الزهراء
اللهم أدخلني في كل خير أدخلت فيه محمدا وآل محمد
وأخرجني من كل سوء أخرجت منه محمدا وآل محمد
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وسَهِّلْ مَخْرَجَهُمْ والعَنْ أعْدَاءَهُم
السلام على الحسين و على علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين
السلام على ساقي عطاشى كربلاء أبا الفضل العباس ورحمة الله وبركاته
اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ
بارك الله فيكِ وجزاكِ الله خير الجزاء أختي على هذا الطرح المبارك
اسأل الله تعالى أن يحفظكم ويقضي جميع حوائجكم بحق النبي المصطفى وعترته الأطهار عليهم السلام