بسِمْ الله نُورَ علىْ نُورَ
اللهُم صَلِ علىْ مُحمِدٍ وَ آلِ مُحَمِدٍ وَ عجِلَ فرجَهُم وَ أهلِكَ أعدائِهُمْ وَ إرَحمِنَا بِهُمْ يَا الله
الَسَلآمُ عَليِكُمْ وَ رحَمِة الله وَ نُوره وَ بَركَاتُه
السَلآمُ عَلىْ آلحُسيِنَ وَ علىْ عليَّ بِنَ آلحُسيِنَ وَ عَلىْ أولآدَ الحُسيِنَ وَ عَلىْ أصحَآبَ الحُسيِنَ
آلسَلآمُ عَلىْ قتيِلَ العَبّرآتَ آلسَلآمُ عَلىْ آلدمَآءَ آلزآكيِآتَ السَلآمُ علىْ الدمِآءَ السَآئِلآتَ السَلآمُ عَلىْ الأروآحَ الطآهِرآتَ السَلآمُ علىْ الأجسَآد العآرياتَ
۞ اْلَخِـيَـمْه آلَفاَطِمّيَة اْلَحُسـينيَة الأربعون الرابعه وَ الأربعُـون / تقوى الله عز وجل ومالها من آثار ۞
قال الله عز وجل ( فَاتَّقُواْ اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ )
هذا الخطاب الإلهي وصية لنا و لمن كان قبلنا من ني آدم ( وَلَقَدْ وَصَّيْنَا أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبلِكُمْ وَ إِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللهَ )
ومعنى لتقوى : أن يبتعد العبد عن كل مايغضب الله تعالى ، فيتقي الله فيما ينظر فلا تقع عينه على حرام و يتقي الله فيما يسمع فلا يستمع للغيبة أو للغناء مثلاً ، و يتقي الله فيما يقول فلا يغتاب و لا يشتم و لا يؤذي مؤمناً .. ، و يتقي الله في أموال الناس فلا يظلمهم ، و يتقي الله في أعراض الناس فلا يهتكهم .
عن رسُول الله – صلى الله عليه و آله و سلم- ( أوحى الله إليَّ أن أنذر قومك : لا تدخلوا بيتاً من بيوتي و لأحدٍ من عبادي عند أحد منكم مظلمة فإني ألعنه ما دام قائماً يصلي بين يدي حتى يرد الظلمة ) .
وعنه – صلى الله عليه و آله وسلم – ( ترك لقمة حرام أحب إلى الله من صلاة ألفي ركعة تطوعاً ) وعن الصادق عليه السلام ( رد دانق حرا يعدل عند الله سبعين حجة مبرورة )
وفي عدة روايات ( أصل العبادة الورع ) – ( أصل الدين الورع ) – ( كن ورعا تكن أعبد الناس ) و بدون تقوى فإن للأعمال الحسنة تتفرق كالغبار ( وَقَدِمْنَآ إِلَى مَا عَمِلُواْ مِنْ عَمَلِ فَجَعَلْنَاهُ هَبَآءً مَّنثُورًا )
عن الصادق عليه السلام ( أما والله كانت أعمالهم أشد بياضاً من القباطي ( القطن الأبيض ) و لكن كانوا إذا عرض لهم حرام لم يدعوه )
وعن الإمام الباقر عليه السلام ( والله اشيعتنا إلا من اتقى الله و أطاعه )
وعن الإمام الصادق عليه السلام ( ليس منا ولا كرامه من كان في مصر فيه مئة الف أو يزيدون وكان في ذلك المصر أحد أورع منه )
وعن الإمام الباقر عليه السلام ( ماتنال ولايتنا إلا بالعمل و الورع ) و الولاية هي الحصن الحصين ( ولاية علي بن أبي طالب حصني ، ومن دخل حصني أمن من عذابي ) و الدخول إلى هذه الولاية ليس بالكلام بل بالعمل و الورع .
فلو أن رجلاً هاجمه أسدٌ و أمامه حصن يمكنه الفرار إليه و لكنه هدد الأسد بالكلام فقط ، إعلم أيها الأسد : إن أقتربت مني سوف أهرب ، و يبقى في مكانه فإن هذا الأسد يفعل فعلته و يقوم بتزيقه .
وإذا عاش الإنسان تقوى الله في حياته فإنه يحصل على آثار و نتائج منها :
1-العون و التأييد الإلهي : ( إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذيِنَ اتَّقَواْ ) جاء في الرواية ( لو كانت السماوات و الأرض على العبد رتقاً ثم إتقى الله لجعل الله له مخرجاً 9
2-سبب النجاة و الرزق الحلال : ( ومن يتق الله يجعل له مخرجاً * و يرزقه من حيث لا يحتسب ) .
3-تكمل عل العبد و تغفر الذنوب : ( يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله و قولوا قولاً سديداً * يصلح لكم أعمالكُم و يغفر لكم ذنوبكم )
4-سبب محبة الله : ( فإن الله يحب المتقين ) .
5-سبب قبول الأعمال ( إنما يتقبل الله من المتقين )
6-سبب العز و الكرامة عند الله ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم )
7-سبب إفاضة نور العلم ( و إتقوا الله و يعلمكم الله )
8-سبب بشارة الملائكة ( الذين ءامنوا و كانوا يتقون * لهم البشرى في الحياة الدنيا )
9-سبب الخلاص من العذاب : ( ثم ننجي الذين اتقوا )
10-سبب دخول الجنة : ( تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقياً )
11-الكُون مع الصادقين ( الأئمة عليهم السلام ) : ( اتقوا الله و كونوا مع الصادقين ) ، ( إن المتقين في جنات و نهر * في مقعد صدق عند مليك مقتدر ) – إن المتقين : الذين يمتلكون التقوى وهي الإحتراز عن الوقوع في المعصية كما في الرواية : ( أن لا يفقدك الله حيث أمرك و لا يجدك حيث نهاك ) – ( في مقعد صدق ) في مستقر صدق طاهر و نقي ، في جلس حق ليس فيه ما يخل بالطمأنينة ، دائم في قراره على خلاف عالم الدنيا لأن الدنيا محفوفة بالمكاره و الأخطار و الآفات و البلايا وكل مايسلب الراحة .
عن الإمام الصادق "عليَه السلام" ( لأنه الحق تعالىْ إسمه نَعت هذا المكان بلصدق لذا فإنه لن يقبل بغير الصادقين فيه )
و للصدق مراتب عديدة ، فلو أن أحداً نالها جميعاً فإنه يلغ مرتبة الصدَّيقين في حديث الإمام الصادق "عليَه السلآم" ( إن الرجل ليصدق حتى يكتبه الله صدَّيقاً )
و الله عز و جل جعَل الصدَّيقين في مرتبة الأنبياء "عليهُم السلام" و الشهداء و الصالحين فهُو تعالىْ إسمَه يقول : ( فَأُوْلَئِكَ مَعَ اْلَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِم مِّنَ اْلنَّبِيَّنَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ اْلشُّهَدَآءِ )
و من مراتب الصدق :
1-الصدق في الكلام : عن الصادق "عليَه السلآم" : ( لا تنظروا إلى طول ركوع الرجل و سجوده فإن ذلك قد إعتاده ولو تركه استوحش لذلك ، ولكن انظروا إلى صدق حديثه و أداء أمانته )
وعن النبي – صلىْ الله عليَه وآله وَسلِمْ – ( ثلاث من كن فيه كان منافقاً و إن صلىْ و زعم أنه مسلم ، من إذا حدَّث كذب و إذا وعد أخلف و إذا أؤتمن خان )
2-الصدق في العمل : عندما تتعوذ بالله أن يجب أن تكون واقعياً ، وعندما تقول ( لا إله إلا الله ) فلا تتخذ إلهك هواك ، ولا تعبد الشيطان من دون الله ، ففي الرواية ( من لم يصدق فعله قوله فليس بعالم ) .
3-الصدق في الوفاء بالعزم : أي المداومه على فعل الخير ، ( مِّنَ اْلْمُؤمِنينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَـاهَدُوا اللهَ عَليْهِ ) ، وفي المقابل يذم سبحانه و تعالى ناقضي العهُود ( الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ )
( وَمِنْهُم مِّن عَاهَدَ اللهَ لَئِنْ ءَاتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّقّنَّ وَ لَنَكُونَنَّ مِنَ اْلصَّالِحِينَ * فَلَمَّآ ءَاتَاهُم مِّن فَضْلِهِ بَخِلُواْ بِهِ وَ تَوَلَّواْ وَّهُم مُّعرِضُونَ * فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِي قَلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَآ أَخْلَفُواْ اللهَ مَا وَعَدُوهُ وَ بِمَا كَانُواْ يَكْذِبُونَ )
ومن الذين وفوا بعهدهم سعيد بن عبدالله الحنفي ، أصيب بثلاثة عشر سهماً أثناء صلاة الإمام الحُسين عليَه السلآم – فقال : سيدي هل وفيت ؟! فقال له الحُسين عليَه السلآم : نعم أنت أمامي في الجنة إقرأ جدي رسُول الله عني السلآم و قل له : إني تركت حُسيناً فريداً وحيداً .
4- الصدق في المراتب الدينية : أي في اليقين و الصبر و الشكر و الخوف و الرجاء و التوكل و الحب و البغض و الزهد و الرضا و التسليم .
فمن الممكن أن يدَّعي مُدَّع أحدَ هذه المراتب دون وجود أي أثر . مثلاً : يدَّعى أنه متيقن بالموت ومع ذلك نجده منهمكاً في المعاصي ، وفي الحرص و البخل و العداوة و الفساد . . .
فالذين يتيقنون بعالم الحساب يلزمهم المراقبة الشديدة لأقوالهم و أفعالهم .
( عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرِ ) كلمة عند أي بمكان قريب منه ، و القرب إما أن يكون مكانياً و إما أن يكون معنوياً ، و المراد هنا القرب الروحي و المعنوي .
فالله سبحانه لا يحدُّه زمان و لا مكان ، فالقرب منه تعالى بمعنى المنزلة و المكانة ، أي مجللون محترمون في موضع عناية الله .
القرب المادي ليس له قيمَة ، فعائشة و حفصة قُربهما من الرسُول " صلىْ الله عليَه وآله وسلم " مجرد قرب مادي ليس له أية قيمة ، بإعتبار بعدهما الروحي .
بينما أُويس القرني في اليمن ، يقول له أمير المؤمنين "عليَه السلآم" : ( إذا قلبك معي فلا خيرأن تكون في اليمن )
وهذا القرب المعنوي يجعل العبد يغرق في الألطاف و الكرامات الإلهيَة ( لَهُم مَّا يَشَآءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ) – ( وَ إِذّا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمَا وَ مُلْكاً كَبِيراً ) - ( إن أهل الجنة ملوك ) .
و الإمام الحُسين عليَه السلآم ليس فقط ملكاً في الجنة ، بل هُو سيد شباب أهل الجنة ولكن أسفي على هذا العزيز على هذا السيد أخرجوه من مدينة جده .
خرج من المدينة ولكن كيف خرج ؟!!
خرج بأُبهة ، بهيبة و جلآل ، كما يقول عبدالله بن مبارك : جئتُ لأرى كيف يكون خروج الحُسين عليَه السلآم فرأيت الهوادج و المحامل و الخيل المُسرَّجه و بني هاشم قد أحاطوا بالحُسين عليَه السلام وهو جالس على باب بيته كأنه البدر بين الكواكب ، جالس بينهم وهم محدقون به ، في البداية ماعنده ُوى بني هاشم واحد و عشرين محدقين به .
يقول : فوقفت معهم فلما رأى الحُسين عليَه السلآم أنهم قد أكملوا ما تحتاج إليه العائلة من وسائل الركوب ، إلتفت إليهم و قال : ركَّبوا العائلة ، فدخل بنو هاشم إلى الدار و صار في كل لحظة ، في كل ساعه ، يخرج شاب من دار الحُسين و خلفه إمرأة أو إمرأتان تمشيان على سكينة و وقار فيركَّبهن في بعض تلك الهوادج و يُرخىْ الستُور عليهُن .
إلى أن خرج شاب من دار الحُسين له ذؤابتان و وجهه كفلقة قمر طالع و خلفه إمرأتان تمشيان على سكينة و وقار و قد أحدق بهن إماؤهن . أقبل بهن إلى تلك الهوادج فأركبهن .
فسألت من هذا الشاب ؟! من هاتان المرأتان ؟! قالوا : أما الشاب فهو قمر العشيرة أبو الفضل العباس " عليَه السلآم" و أما المرأتان فهما إبنتا أمير المؤمنين "عليَه السلآم" زينب العقيلة و أختها أم كلثوم .
زينب "عليها السلآم" دخل عليها قبل العباس جملة من شباب بني هاشم ، و لكن رفضت أن تقوم معهم ، دخل عليها علي الأكبر قال : عمَّه قومي و إركبي أنا بخدمتك ، قالت : يا بن أخي إنطلق و ركَّب أمك ليلىْ ، أقبل القاسم : عمَّه قومي لأركبك أنا بخدمتك قالت : يابن أخي إنطلق و ركَّب أمك رملَه ، و لكن لما دخل عليها أبو الفضل العباس سلام الله عليه ....
ولكن يوم الحادي عشر من المحرم لما أرادت ركوب الناقة ، تذكرت خروجها من المدينة ، إتجهت ناحية أبي الفضل العباس عليَه السلآم قالت : أخي عباس أنت الذي أخرجتني من منزلي ، و أركبتني في محملي قُم الآن و ركب أختك .
يا عـباس منته لَّي جـبتني و بِـ يدك يا عـزي ركـبتني
و طـول الدرب ما فارقـتني ليش هـ الساعه عـفـتـنــي
إنهض يا خويه وشويَ متني ترى سياط زجر لورمتني
إلـهيَّ بحق الحسين و أخيه وَ جده و أبيَه وَ أمُه وَ بنيَه وَ شيعتَه وَ مواليَه وَ قبرَه وَ سآكنيَه وَ زوارَه وَ مجاوريَه خلصني مِنَ الغم الذيَّ أنا فيَه
ياقاضي الحاجات يا سميع الدعوات يا منزل البركات يادافع البليات برحمتك يا أرحم الراحمين
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهُم كُنْ لِوليُّك الحُجةِ ابن الحسن صلَواتُك عليهِ وعلى ابائِه في هذه الساعة وفي كلِ ساعة ولياً وحافِظْا وقائِداً وناصراً ودليلاً وعَيّنا حتى تُسكِنَهُ ارضَك طوعا وتُمتِعهُ فيها طويلاً برحمتِك يا ارحمْ الراحِمين
وَ صَلىْ الله عَلىْ مُحَمِدَ وَ آلِ مُحَمِدَ آلطَيبيِنَ آلطآهرِينَ
مِنَ قلِبَ اْلَخِـيَـمْ آلَفاَطِمّيَة اْلَحُسـينيَة مُشرفة أحَلىْ روضَة بآلعَآلِمْ / آلنُورَ آلحُسينيَّ
نسألكُم الدعَآءَ
اللهُم صَلِ علىْ مُحمِدٍ وَ آلِ مُحَمِدٍ وَ عجِلَ فرجَهُم وَ أهلِكَ أعدائِهُمْ وَ إرَحمِنَا بِهُمْ يَا الله
الَسَلآمُ عَليِكُمْ وَ رحَمِة الله وَ نُوره وَ بَركَاتُه
السَلآمُ عَلىْ آلحُسيِنَ وَ علىْ عليَّ بِنَ آلحُسيِنَ وَ عَلىْ أولآدَ الحُسيِنَ وَ عَلىْ أصحَآبَ الحُسيِنَ
آلسَلآمُ عَلىْ قتيِلَ العَبّرآتَ آلسَلآمُ عَلىْ آلدمَآءَ آلزآكيِآتَ السَلآمُ علىْ الدمِآءَ السَآئِلآتَ السَلآمُ عَلىْ الأروآحَ الطآهِرآتَ السَلآمُ علىْ الأجسَآد العآرياتَ
۞ اْلَخِـيَـمْه آلَفاَطِمّيَة اْلَحُسـينيَة الأربعون الرابعه وَ الأربعُـون / تقوى الله عز وجل ومالها من آثار ۞
قال الله عز وجل ( فَاتَّقُواْ اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ )
هذا الخطاب الإلهي وصية لنا و لمن كان قبلنا من ني آدم ( وَلَقَدْ وَصَّيْنَا أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبلِكُمْ وَ إِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللهَ )
ومعنى لتقوى : أن يبتعد العبد عن كل مايغضب الله تعالى ، فيتقي الله فيما ينظر فلا تقع عينه على حرام و يتقي الله فيما يسمع فلا يستمع للغيبة أو للغناء مثلاً ، و يتقي الله فيما يقول فلا يغتاب و لا يشتم و لا يؤذي مؤمناً .. ، و يتقي الله في أموال الناس فلا يظلمهم ، و يتقي الله في أعراض الناس فلا يهتكهم .
عن رسُول الله – صلى الله عليه و آله و سلم- ( أوحى الله إليَّ أن أنذر قومك : لا تدخلوا بيتاً من بيوتي و لأحدٍ من عبادي عند أحد منكم مظلمة فإني ألعنه ما دام قائماً يصلي بين يدي حتى يرد الظلمة ) .
وعنه – صلى الله عليه و آله وسلم – ( ترك لقمة حرام أحب إلى الله من صلاة ألفي ركعة تطوعاً ) وعن الصادق عليه السلام ( رد دانق حرا يعدل عند الله سبعين حجة مبرورة )
وفي عدة روايات ( أصل العبادة الورع ) – ( أصل الدين الورع ) – ( كن ورعا تكن أعبد الناس ) و بدون تقوى فإن للأعمال الحسنة تتفرق كالغبار ( وَقَدِمْنَآ إِلَى مَا عَمِلُواْ مِنْ عَمَلِ فَجَعَلْنَاهُ هَبَآءً مَّنثُورًا )
عن الصادق عليه السلام ( أما والله كانت أعمالهم أشد بياضاً من القباطي ( القطن الأبيض ) و لكن كانوا إذا عرض لهم حرام لم يدعوه )
وعن الإمام الباقر عليه السلام ( والله اشيعتنا إلا من اتقى الله و أطاعه )
وعن الإمام الصادق عليه السلام ( ليس منا ولا كرامه من كان في مصر فيه مئة الف أو يزيدون وكان في ذلك المصر أحد أورع منه )
وعن الإمام الباقر عليه السلام ( ماتنال ولايتنا إلا بالعمل و الورع ) و الولاية هي الحصن الحصين ( ولاية علي بن أبي طالب حصني ، ومن دخل حصني أمن من عذابي ) و الدخول إلى هذه الولاية ليس بالكلام بل بالعمل و الورع .
فلو أن رجلاً هاجمه أسدٌ و أمامه حصن يمكنه الفرار إليه و لكنه هدد الأسد بالكلام فقط ، إعلم أيها الأسد : إن أقتربت مني سوف أهرب ، و يبقى في مكانه فإن هذا الأسد يفعل فعلته و يقوم بتزيقه .
وإذا عاش الإنسان تقوى الله في حياته فإنه يحصل على آثار و نتائج منها :
1-العون و التأييد الإلهي : ( إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذيِنَ اتَّقَواْ ) جاء في الرواية ( لو كانت السماوات و الأرض على العبد رتقاً ثم إتقى الله لجعل الله له مخرجاً 9
2-سبب النجاة و الرزق الحلال : ( ومن يتق الله يجعل له مخرجاً * و يرزقه من حيث لا يحتسب ) .
3-تكمل عل العبد و تغفر الذنوب : ( يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله و قولوا قولاً سديداً * يصلح لكم أعمالكُم و يغفر لكم ذنوبكم )
4-سبب محبة الله : ( فإن الله يحب المتقين ) .
5-سبب قبول الأعمال ( إنما يتقبل الله من المتقين )
6-سبب العز و الكرامة عند الله ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم )
7-سبب إفاضة نور العلم ( و إتقوا الله و يعلمكم الله )
8-سبب بشارة الملائكة ( الذين ءامنوا و كانوا يتقون * لهم البشرى في الحياة الدنيا )
9-سبب الخلاص من العذاب : ( ثم ننجي الذين اتقوا )
10-سبب دخول الجنة : ( تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقياً )
11-الكُون مع الصادقين ( الأئمة عليهم السلام ) : ( اتقوا الله و كونوا مع الصادقين ) ، ( إن المتقين في جنات و نهر * في مقعد صدق عند مليك مقتدر ) – إن المتقين : الذين يمتلكون التقوى وهي الإحتراز عن الوقوع في المعصية كما في الرواية : ( أن لا يفقدك الله حيث أمرك و لا يجدك حيث نهاك ) – ( في مقعد صدق ) في مستقر صدق طاهر و نقي ، في جلس حق ليس فيه ما يخل بالطمأنينة ، دائم في قراره على خلاف عالم الدنيا لأن الدنيا محفوفة بالمكاره و الأخطار و الآفات و البلايا وكل مايسلب الراحة .
عن الإمام الصادق "عليَه السلام" ( لأنه الحق تعالىْ إسمه نَعت هذا المكان بلصدق لذا فإنه لن يقبل بغير الصادقين فيه )
و للصدق مراتب عديدة ، فلو أن أحداً نالها جميعاً فإنه يلغ مرتبة الصدَّيقين في حديث الإمام الصادق "عليَه السلآم" ( إن الرجل ليصدق حتى يكتبه الله صدَّيقاً )
و الله عز و جل جعَل الصدَّيقين في مرتبة الأنبياء "عليهُم السلام" و الشهداء و الصالحين فهُو تعالىْ إسمَه يقول : ( فَأُوْلَئِكَ مَعَ اْلَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِم مِّنَ اْلنَّبِيَّنَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ اْلشُّهَدَآءِ )
و من مراتب الصدق :
1-الصدق في الكلام : عن الصادق "عليَه السلآم" : ( لا تنظروا إلى طول ركوع الرجل و سجوده فإن ذلك قد إعتاده ولو تركه استوحش لذلك ، ولكن انظروا إلى صدق حديثه و أداء أمانته )
وعن النبي – صلىْ الله عليَه وآله وَسلِمْ – ( ثلاث من كن فيه كان منافقاً و إن صلىْ و زعم أنه مسلم ، من إذا حدَّث كذب و إذا وعد أخلف و إذا أؤتمن خان )
2-الصدق في العمل : عندما تتعوذ بالله أن يجب أن تكون واقعياً ، وعندما تقول ( لا إله إلا الله ) فلا تتخذ إلهك هواك ، ولا تعبد الشيطان من دون الله ، ففي الرواية ( من لم يصدق فعله قوله فليس بعالم ) .
3-الصدق في الوفاء بالعزم : أي المداومه على فعل الخير ، ( مِّنَ اْلْمُؤمِنينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَـاهَدُوا اللهَ عَليْهِ ) ، وفي المقابل يذم سبحانه و تعالى ناقضي العهُود ( الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ )
( وَمِنْهُم مِّن عَاهَدَ اللهَ لَئِنْ ءَاتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّقّنَّ وَ لَنَكُونَنَّ مِنَ اْلصَّالِحِينَ * فَلَمَّآ ءَاتَاهُم مِّن فَضْلِهِ بَخِلُواْ بِهِ وَ تَوَلَّواْ وَّهُم مُّعرِضُونَ * فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِي قَلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَآ أَخْلَفُواْ اللهَ مَا وَعَدُوهُ وَ بِمَا كَانُواْ يَكْذِبُونَ )
ومن الذين وفوا بعهدهم سعيد بن عبدالله الحنفي ، أصيب بثلاثة عشر سهماً أثناء صلاة الإمام الحُسين عليَه السلآم – فقال : سيدي هل وفيت ؟! فقال له الحُسين عليَه السلآم : نعم أنت أمامي في الجنة إقرأ جدي رسُول الله عني السلآم و قل له : إني تركت حُسيناً فريداً وحيداً .
4- الصدق في المراتب الدينية : أي في اليقين و الصبر و الشكر و الخوف و الرجاء و التوكل و الحب و البغض و الزهد و الرضا و التسليم .
فمن الممكن أن يدَّعي مُدَّع أحدَ هذه المراتب دون وجود أي أثر . مثلاً : يدَّعى أنه متيقن بالموت ومع ذلك نجده منهمكاً في المعاصي ، وفي الحرص و البخل و العداوة و الفساد . . .
فالذين يتيقنون بعالم الحساب يلزمهم المراقبة الشديدة لأقوالهم و أفعالهم .
( عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرِ ) كلمة عند أي بمكان قريب منه ، و القرب إما أن يكون مكانياً و إما أن يكون معنوياً ، و المراد هنا القرب الروحي و المعنوي .
فالله سبحانه لا يحدُّه زمان و لا مكان ، فالقرب منه تعالى بمعنى المنزلة و المكانة ، أي مجللون محترمون في موضع عناية الله .
القرب المادي ليس له قيمَة ، فعائشة و حفصة قُربهما من الرسُول " صلىْ الله عليَه وآله وسلم " مجرد قرب مادي ليس له أية قيمة ، بإعتبار بعدهما الروحي .
بينما أُويس القرني في اليمن ، يقول له أمير المؤمنين "عليَه السلآم" : ( إذا قلبك معي فلا خيرأن تكون في اليمن )
وهذا القرب المعنوي يجعل العبد يغرق في الألطاف و الكرامات الإلهيَة ( لَهُم مَّا يَشَآءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ) – ( وَ إِذّا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمَا وَ مُلْكاً كَبِيراً ) - ( إن أهل الجنة ملوك ) .
و الإمام الحُسين عليَه السلآم ليس فقط ملكاً في الجنة ، بل هُو سيد شباب أهل الجنة ولكن أسفي على هذا العزيز على هذا السيد أخرجوه من مدينة جده .
خرج من المدينة ولكن كيف خرج ؟!!
خرج بأُبهة ، بهيبة و جلآل ، كما يقول عبدالله بن مبارك : جئتُ لأرى كيف يكون خروج الحُسين عليَه السلآم فرأيت الهوادج و المحامل و الخيل المُسرَّجه و بني هاشم قد أحاطوا بالحُسين عليَه السلام وهو جالس على باب بيته كأنه البدر بين الكواكب ، جالس بينهم وهم محدقون به ، في البداية ماعنده ُوى بني هاشم واحد و عشرين محدقين به .
يقول : فوقفت معهم فلما رأى الحُسين عليَه السلآم أنهم قد أكملوا ما تحتاج إليه العائلة من وسائل الركوب ، إلتفت إليهم و قال : ركَّبوا العائلة ، فدخل بنو هاشم إلى الدار و صار في كل لحظة ، في كل ساعه ، يخرج شاب من دار الحُسين و خلفه إمرأة أو إمرأتان تمشيان على سكينة و وقار فيركَّبهن في بعض تلك الهوادج و يُرخىْ الستُور عليهُن .
إلى أن خرج شاب من دار الحُسين له ذؤابتان و وجهه كفلقة قمر طالع و خلفه إمرأتان تمشيان على سكينة و وقار و قد أحدق بهن إماؤهن . أقبل بهن إلى تلك الهوادج فأركبهن .
فسألت من هذا الشاب ؟! من هاتان المرأتان ؟! قالوا : أما الشاب فهو قمر العشيرة أبو الفضل العباس " عليَه السلآم" و أما المرأتان فهما إبنتا أمير المؤمنين "عليَه السلآم" زينب العقيلة و أختها أم كلثوم .
زينب "عليها السلآم" دخل عليها قبل العباس جملة من شباب بني هاشم ، و لكن رفضت أن تقوم معهم ، دخل عليها علي الأكبر قال : عمَّه قومي و إركبي أنا بخدمتك ، قالت : يا بن أخي إنطلق و ركَّب أمك ليلىْ ، أقبل القاسم : عمَّه قومي لأركبك أنا بخدمتك قالت : يابن أخي إنطلق و ركَّب أمك رملَه ، و لكن لما دخل عليها أبو الفضل العباس سلام الله عليه ....
ولكن يوم الحادي عشر من المحرم لما أرادت ركوب الناقة ، تذكرت خروجها من المدينة ، إتجهت ناحية أبي الفضل العباس عليَه السلآم قالت : أخي عباس أنت الذي أخرجتني من منزلي ، و أركبتني في محملي قُم الآن و ركب أختك .
يا عـباس منته لَّي جـبتني و بِـ يدك يا عـزي ركـبتني
و طـول الدرب ما فارقـتني ليش هـ الساعه عـفـتـنــي
إنهض يا خويه وشويَ متني ترى سياط زجر لورمتني
إلـهيَّ بحق الحسين و أخيه وَ جده و أبيَه وَ أمُه وَ بنيَه وَ شيعتَه وَ مواليَه وَ قبرَه وَ سآكنيَه وَ زوارَه وَ مجاوريَه خلصني مِنَ الغم الذيَّ أنا فيَه
ياقاضي الحاجات يا سميع الدعوات يا منزل البركات يادافع البليات برحمتك يا أرحم الراحمين
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهُم كُنْ لِوليُّك الحُجةِ ابن الحسن صلَواتُك عليهِ وعلى ابائِه في هذه الساعة وفي كلِ ساعة ولياً وحافِظْا وقائِداً وناصراً ودليلاً وعَيّنا حتى تُسكِنَهُ ارضَك طوعا وتُمتِعهُ فيها طويلاً برحمتِك يا ارحمْ الراحِمين
وَ صَلىْ الله عَلىْ مُحَمِدَ وَ آلِ مُحَمِدَ آلطَيبيِنَ آلطآهرِينَ
مِنَ قلِبَ اْلَخِـيَـمْ آلَفاَطِمّيَة اْلَحُسـينيَة مُشرفة أحَلىْ روضَة بآلعَآلِمْ / آلنُورَ آلحُسينيَّ
نسألكُم الدعَآءَ