بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إذا كـــان العلــــم نور اللـه يقذفه في قلب من يشــــاء فما الذي يمنع عن قذف نــــور العلم في قلب أوليائــــه ،
هكذا كان من مصادر علم الأئمة عليهم السلام الإلهام ، والذي ترافقه سكينة تجعلهم يثقون بأنه من عند اللـه .
كذلك روي عن الإمام الصادق (ع) أنه قال : إن علمنا غابر ومزبور ونكث في القلب ونقر في الأسماع ، قال : أما الغابر فما تقدم من علمنا ، وأما المزبور فما يأتينا ، وأما النكث في القلوب فإلهام ، وأما النقر في الأسماع فإنه من الملك .
وروى زرارة مثل هذا الحديث وأضاف : قلت كيف يعلم أنه كان الملك ولا يخاف من الشيطان إذا كان لايرى الشخص قال ..
إنه يلقــــى عليه السكينة فيعلم أنه من الملك ، ولو كان من الشيطان اعتراه الفزع . وإن كان الشيطـان - يأزره - لايتعرض لصد هذا الأمر(14).
وعلم الإمام الباقر (ع) - كما سائر أئمة الهدى انبعث من هذه الروافد ، فلم يكن غريباً ، ما أظهر اللـه على لسانه من معارف الدين حتى قال الشيخ المفيد ( قدس سره ). لم يظهر عن أحد من ولد الحسن والحسين عليهما السلام من علم الدين والآثار والسنّة وعلم القرآن وسيرة وفنون الآداب ما ظهر عنه(15).
من هنا ترى عظماء الفقه والحديث يعترفون بالمصدر الإلهي لعلمه الغزير ، فقد جاء في كشف الغمة عن الحافظ عبد العزيز بن الأخضر الجنابذي في كتابه معالم العترة الطاهرة عن الحكم بن عتيبة ( وكان من كبار فقهاء عصره ) أنه قال في تفسير قوله تعالى : { إِنَّ فِي ذَلِكَ لاَيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ } (الحجر/75) .
قال : كان واللـه محمد بن علي منهم(16). وحكي عن أبي نعيم في كتابه الحلية أنه سأل رجل ابن عمر عن مسألة فلم يدر ما يجيبه ، فقال اذهب إلى ذلك الغلام فسله وأعلمني بما يجيبك ، وأشار إلى الباقر (ع) فسأله فأجابه فأنجد ابن عمر فقال : إنهم أهل بيت مفهمون(17).
والتعبير بكلمة مفهمون كان شائعاً في ذلك العصر ، وكان يعني أنهم مؤيدون من عند اللـه يلقي عليهم الرب علماً بالإلهام .
ولذلك ترى من العلماء من يقصدونه من كل أفق بحثاً عن علمه الإلهي حتى روي عن عبد اللـه بن عطاء أنه قال : ما رأيت العلماء عند أحد قط أصغر منهم عند أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين (ع) ، ولقد رأيت الحكم بن عتيبة مع جلالته في القوم بين يديه كأنه صبي بين يدي معلمه(18).
وقد روى عنه محمد بن سلم ذلك الفقيه المتبحر ثلاثين ألف حديث ، أما جابر الجعفي فقد قال : حدثني أبو جعفر سبعين ألف حديث لم أحدث أحداً أبداً(19).
ولأن الظروف السياسية كانت تتسم ببعض الانفراج فلقد تسنى للإمام أن يحاجج الكثير من المخالفين له ويعيدهم إلى جادة الصواب ، والتاريخ يسجل لنا بعض تلك الاحتجاجات ، وننقل شيئاً منها لتكون شاهدة على ما وراءها من الحجج البالغة .
(14) المصدر : ( ص 60 )
(15) في رحاب أئمة أهل البيت في سيرة الباقر : ( ص 7 ) .
(16 المصدر : ( ص 6 ) .
(17) المصدر .
(18) المصدر .
(19) المصدر .
بسم رب الزهراء عليها السلام
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام على بديعة الوصف والمنظرالسلام على من نرتجيها ليوم الفزع الأكبر
حبيبتي ملاذ الطالبين وفقكم الله تعالى لكل مايحب ويرضى
دمتم بحب ورعاية الزهراء
اللهم أدخلني في كل خير أدخلت فيه محمدا وآل محمد
وأخرجني من كل سوء أخرجت منه محمدا وآل محمد