اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين
اللهُم صلِ على فآطمَة وأبيها و بعلها حيدر و بنيهآ و السر المستودع فيها عدد ما أحآط به علمُك
أفضلية الزهراء على سائر الأنبياء
ورد في الزيارة الجامعة الشريفة : ( فبلغ الله بكم أشرف محل المكرّمين و أعلى منازل المقربين أرفع درجات المرسلين )
و يظهر منه أن الله تعالىْ جعلهم في أكمل و أعلى أرفع و أشرف تلك المراتب ، و هي مرتبة ولايتهم المطلقة التكوينية و التشريعية التي هي دون مرتبة الربوبية و فوق مرتبة الكمالات المتصوّره لأحد .
أيضاً يلزم منه أفضليتهم "عليهُم السلام" على الأنبياء "عليهُم السلام" وكيف لا يكونون "عليهم السلام" أفضل من سائر الأنبياء عدا النبي محمد "صلىْ الله عليَه وآله وسلِمْ" وما تكاملت نبوة لنبيَّ حتى أقرّ بفضلهُم .
عن رسُول الله "صلىْ الله عليَه وآله وَسِلمْ" : ( ماتكاملت النبوّة لنبيّ في الأظلّة حتى عرضت عليه ولايتي و ولاية أهل بيتي ، و مثلوا له فأقرّوا بطاعتهم و ولايتهم ) و عن أبي عبدالله "عليه السلآم" : ( مانبىء نبيَّ قط إلاّ بمعرفة حقنا و بفضلنا عمن سوانا )
فما إستقامت نبوة لنبي و لا رسالة لرسُول ولا ولاية لوليّ مالم يُقرّ أمام الجبروت الإلهي بعالم الميثاق و الذر الأول بولاية فاطمَة و أبيها و بعلها و بنيها عليهم السلام .
عن مولانا الباقر "عليَه السلآم" : ( على معرفتها دارت القرون الأولى ) فـ سِئل عليَه السلآم عن معنى القرون الأولى ، فقال عليَه السلآم ( قرون كل الأنبياء و المرسلين )
فمعرفتها إذاً دارت عليها القرون الأولىْ وهي قرون الأنبياء و المرسلين فصارت معرفتها علّه لثبوت النبوة و الرسالة للأنبياء و ممّا لا يخفى بأن العلة أفضل و أشرف من معلولها .
و قد ورد عن رسُول الله "صلىْ الله عليَه وآله وسَلِم" : ( فاطمَة روحي التي بين جنبي )
فكل مايثبت للنبي "صلىْ الله عليَه وآله وسلِم" من كرامات يثبت للزهراء "عليها السلام" فكما أن النبي الأعظم – صلىْ الله عليَه وآله وسلِمْ- أفضل من جميع الأنبياء عليهم السلآم فكذلك روحه و مهجة قلبه و ثمرة فؤاده "عليها السلام" أفضل من الأنبياء ، و كذلك أمير المؤمنين "عليَه السلآم" الذي يعبّر عنه القرآن أنه نفس النبي الأعظم – صلىْ الله عليَه وآله وسَلِمْ – فيكُون أمير المؤمنين "عليَه السلآم" أفضل من جميع الأنبياء "عيَهُم السلآم" ،
أيضاً نستدل بأفضليتها على الأنبياء بالحديث المرويَّ عن النبي "صلىْ الله عليَه و آله وسَلِمْ" : ( هبط عليَّ جبرائيل فقال : يامحمد إن الله جل جلاله يقول : لو لم أخلق علياً لما كان لفاطمَة إبنتك كفؤ على وجه الأرض آدم فما دونه )
و هذا يظهر علوّ مقام الصديقة الطاهرة على هؤلاء العظام الكِرام
ذلك المقام الذي ل يدانيه سوىْ أمير المؤمنين "عليَه السلآم" سيد البشر ، و هذا الحديث يظهر تفوقهما صلوات الله عليهما على سائر الأنبياء و الأوصياء و الأولياء .
فما كان للأنبياء من الفضائل و الكمالات إلاّ وقد إجتمعت في مولاتنا الصديقة الطاهرة "عليهَا السلآم" .
الـنـبـي آدم " عليَه السلآم "
فآدم عليَه السلآم أب البشر ، خلقه الله من تراب بينما السيدة الزهراء "عليهَا السلام" خلقها الله من ثمار الجنة .
آدم "عليَه السلام" أبو البشر و الزهراء "عليها السلام" لولاها لا يوجد بشر ,
يقول الله تعالى : ( و عزتي و جلالي إني ماخلقت سماء مبنية ولا أرضاً مدحية و لا قمراً منيراً ولا شمساً مضيئة ولا فلكاً يدور ولا بحراً يجري ولا فلكاً يسري إلا لأجلكم و محبتكم )
فــلَــوْلاهُــمُ لَـمْ يَـخــلُــقِ الله آدمـاً ومـا كـان بــكــرٌ فــي الــوجــودِ و لا عَـمْـرُو
و لا سُـطِـحَـتْ أرضٌ و لا رُفـعـت سَـمـا و لا طَـلُـعَـتُ شـمـسٌ و لا أَشْـرَقَ البَـدرُ
فالزهراء "عليها السلام" هي إم الأئمة أم هذه الأنوار
آدم عليَه السلام أخرجه الله من الجنة بعد أن أكل من تلك الشجرة بينما الزهراء عليها السلام أعطيت الجنة ( وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُواْ جَنَّةً وَ حَرِيراً ) على إثر أعطائها رغيف خبزها لليتيم ـ و المسكين ، و الأسير .
آدم "عليَه السلآم " بكى على فراق الجنة كئتي سنة و كذلك الصديقة الطاهرة "عليها السلام" بكت على أبيها النبي "صلىْ الله عليَه وآله وَسِلمْ" الجنة الحقيقية ، تسعين يوماً طيلة الأيام الباقية من حياتها بعد أبيها .
آدم أسجد الله له الملائكة و الزهراء "عليها السلام" هي السبب لسجود الملائكة لآدم "عليها السلام" ، لأن الملآئكة كان سجودهم لله تعظيماً و تشريفاً لآل محمد عليهُم السلام الذين كانت تسطع أنوارهم في جبين آدم عليَه السلام .
و أيضاً الزهراء "عليَهَا السلآم" تصلي عليها الملائكة : ( إِنَّ الله وَمَلائِكَتَهُ يُصَلَّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَ سَلِّمُواْ تَسلِيماً ) و الصلاة على محمد – صلىْ الله عليَه وآله وسلِمْ – لا تكون من دون آل محمد "صلىْ الله عليَه وآله وَسلِمْ"
يـا آلَ بـيـت رسُـول الله حـبـكـم فـرض مـن الله فـي الـقـرآن أنـزلـه
كـفـاكـم مـن عـظـيم الشـأن أنـكـم مـن لـم يـصـلِ عـليـكم لا صلاة له
و كذلك الزهراء "عليهَآ السلام" كانت عندما تقف في محرابها يصلي عليها سبعون ألف من الملائكة ، يقولون يا فاطمَة إن الله إصفاكِ و طهركِ و إصطفاكِ على نساء العالمين .
آدم علمَه الله الأسماء ( وَ عَلَّمَ ءَادَمَ الأَسْمَآءَ كُلَّهَا ) و الزهراء أم الأسماء و حقيقية الأسماء ، بل إنها تملك مصحف فيه جميع العلوم .
الـنـبـي نـوح " عـلـيَـه الـسـلام "
النبي نوح "عليَه السلآم" حزن بعد غرق الناس ، و الزهراء "عليها السلآم" بكت و حزنت ! كانت تبكي ليلاً و نهاراً لضياع المسلمين و هلاكهم لأنهم إنحرفوآ عن الخط الصحيح .
نوح "عليَه السلآم" من إستقرّ في سفينته نجا و طبعاً حتى النجاة بالنسبة إلى نوح عليَه السلام كانت ببركة توسله بأسماء محمد و آلِ محمد –صلىْ الله عليَه وَ آله وَسلِمْ - أما الزهراء عليها السلام فهي سفينة النجاة التي عبّر عنها النبي – صلىْ اله عليَه وآله َسلِمْ - : ( مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق و هوى )
نوح "عليَه السلآم" الله سلم عليَه في القرآن : ( سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِى العَالَمِينَ ) و سلّم على الزهراء "عليهَا السلام" أيضاً : ( سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ ) .
الـنـبـي إبـراهـيـم "عليَه السلآم"
النبي إبرهيم "عليه السلام" خليل الله ، و الروايات تشير أن الله ما إتخذه خليلاً إلا لكثرة صلاته على محمد و آل محمد – صلىْ الله عليَه وآله وسلِمْ – و بعضها لكثرة سجُوده ، وفي إحداها لأنه لم يرد سائلاً و لم يطلب شيئاً من غير الله ، تصوّر لما أرادوآ أن يرموه في النار قال له جبرائيل : ( هل لك حاجة ؟ ) قال عليَه السلام : ( أما لك فلا و أمّا إلى الله فنعم ) و هذا يدلل على شده توكله على الله ، و الزهراء "عليَها السلام" لم ترد سائلاً ، جاء في الرواية : إن السائلين إذا يئسوا من مكان توجهوآ إلى دار فاطمَة .
يروي جابر بن عبدالله الأنصاري قال : ( إن رسُول الله أدّى صلاة العصر معنا ، وبعد أن فرغ ظلّ مستقبلاً القبلة و قد تحلق حوله الصحابه كالفراشات ، و إذا بشيخ عربي كان يجرّ أقدامه لشدة الجوع و الفقر قد أعياه التعب حتى طوى الطريق و وصل المدينة وهو يرتدي ملابس رثه ، و حين تقدم من الرسُول تفحصه فوجده لا يقوى على الوقوف لكبر سنه و ضعفه و جوعه ، فسأله عن حاله أجاب الشيخ : يا رسُول الله أنا جائع فأطعمني ، و عرياناً فأكسني ، و مسكيناً فيّسر أمري ، أجاب الرسُول –صلىْ الله عليَه َ آله َسلِمْ- : ( أنا لا أملك الآن شيئاً أساعدكَ به و لكني أدلك ، فالدال على الخير كفاعله ، إذهب إلى بيت من يحبها الله والرسُل و تحب هي الله و رسوله )
ثم أمر بلال بأن يدّله على دار فاطمة ، حين بلغ باب الدّار نادى بأعلىْ صوته : ( السلام عليكم يا أهل بيت النبوة . . ، فأجابت فاطمة : ( و عليك السلام ، من أنت ؟ ) فرد الشيخ : أعرابي ذهبتُ إلى أبيك سيّد البشر و شكوتُ له حالي فدلّني عليك فإرحميني يرحمكِ الله .. ، في ذلك الحين كان عليَّ المُرتضىْ فاطمَة و الحسن و الحُسين عليهُم السلام لم يذوقوآ الطعام منذ ثلاثة أيام و كان الرّسول على علم بذلك ومع هذا فقد أخذت الزهراء عليها السلام جلد الخروف الذي دبغته و كان الحسن و الحُسين "عليهما السلآم " ينامان عليه و أعطته للإعرابي و قالت له : ( أرجو أن يفرج الله عنك بكرمة فأنا لا أملك الآن سوى هذا الجلد ) قال الأعرابي : يا بنت محمد قد شكوتك جوعي فماذا أفعل بهذا الجلد وكيف أطفئ به نار جوعي ، عندما سمع فاطمة بهذا خلعت قلادة كانت في رقبتها أهدتها إياها بنت حمزة بن عبدالمطلب و أعطتها للأعرابي و قالت : ( خذها و بعها أرجو أن يكرمك الله بخير منها )
أخذ الإعرابي القلادة و جاء إلى المسجد فوجد رسُول الله جالساً بين أصحابه فقال : يا رسُول الله لقد أحسنت إليَّ فاطمة بهذه القلادة و طلبت مني أن أبيعها عسى أن يفرج الله بواسطتها عني ، بكى الرسول و قال : ( كيف لا يفرج الله عنك و بنت محمد سيدة نساء العالمين أعطتك هذه القلادة ؟ ) نهض عمار بن ياسر و قال : أتأذن لي يارسُول الله أن أشتري هذه القلادة ؟ أجاب الرسول : ( لا يعذب الله من يشتريها ) سأل عمار الأعرابي : بكم تبيع هذه القلادة فأجاب : بما يشبعني خبزاً و لحماً و ببرد يماني أستر به نفسي دينار أنفقه للوصول إلى أهلي ، قال عمار بن ياسر : سأعطيك مئتي درهم و عشرين ديناراً ذهباً أحمر و سأكسوك ببرد و سأوصلك على ناقتي إلى أهلك و سأشبعك من خبز الحنطه و اللحم ، قال الأعرابي : ما أكثر سخائك ، كان عمار لا يزال لديه بعض من غنائم خيبر التي أعطاه إياه الرّسول – صلىْ الله عليَه وآله وَسلِم – فإصطحب الأعرابي و أوفىْ بما وعد به ، عاد الأعرابي إلى الرّسل ثانية
فسأله "صلىْ الله عليَه وَ آله وسَلِم" : ( هل شبعت و كسيت ؟ ) فأجاب : نعم يا رسُول الله و أصبحت غنياً أيضاً ، فقال الرسُول – صلىْ الله عليَه وَ آله وَسلِمْ – ( و الآن أدعُ لفاطمَة بالخير لأنها صنعت هكذا معك ) رفع الأعرابي رأسه إلى السماء و قال : ياربّ الذي لا أعبد سواه و أنت الربّ القديم الذي لا سبيل إلى الحداثة إليك ويا رازقنا في كّل حال ، مُنَّ على فاطمَة بشيء لم تره عين و لم تسمعه أذن ، فقال رسُول الله –صلىْ الله عليَه وَ آله وَسلِم- : ( آمــيـــن ) .
ثم أكمل رسُول الله –صَلىْ الله عليَه وَ آله وَسلِمْ – ( لقد أعطىْ الله لفاطمَة في الدُنيا ما قاله الأعرابي فأنا أبو فاطمَة وليس في الدنيا مثيل ، و علي زوج فاطمة ولو لم يكن موجوداً لما وجد من هو كفؤ يليق بها و الحسن و الحُسين سبطاي وسيدا شباب أهل الجنة )
ثم قال صلىْ الله عليَه وَ آله وَسلِمْ ( أخبرني حبيبي جبرائيل أن الزهراء عندما توضع في القبر يسألها ملكان : ( من ربك ؟ ) فتقول : ( الله ربي ) ثم يسألانها : ( من نبيك ؟ ) فتقول : ( أبي ) بعد ذلك يسألانها : ( من وليك ؟ ) فتقول : ( هذا الرجل الواقف عند قبري أيَّ علي بن أبي طالب )
ثم سأل الرسُول "صلىْ الله عليَه آله وسلمْ" مرة أخرىْ : ( ألا أزيدكم علماً بفضل فاطة ) قالوا : نعم يارسُول الله ، قال "صَلىْ الله عليَه و آله وَسلِمْ" : ( لقد أوكل الله جمعاً من الملائكة بحفظ فاطمة من أمامها و خلفها و يمينها و شمالها و يرافقونها ما دامت حيّة حتى تموت و يصلون كثيراً عليها و على أبيها و بعلها و بنيها )
بعد أن أشترى عمّار تلك القلادة من الأعرابي عطّرها بالمسك و لفها ببرد يماني وكان له عبد إشتراه من غنائم خيبر إسمه " سـهـم " إستدعاه و سلّه القلادة و طلب إليه أن يأخذها إلى رسُول الله –صلىْ الله عليَه وَ آله وسَلِم- و قال له : لقد وهبتك له أيضاً ، و الرسُول – صلىْ الله عليَه و آله وسلم – وهبها بدوره إلى فاطمة "عليها السلام" جاء سهم إلى فاطمَة و سلّمها القلادة فأخذتها و أطلقته ، ضحك سهم فسألته عما يضحكه فقال : يابنت رسُول الله لقد أضحكتني بركة هذه القلادة ، فقد أشبعت جائعاً و كست عرياناً أغنت فقيراً و أركبت راجلاً و أعتقت عبداً و عادت في النهاية إلى صاحبها .
و كذلك الصديقة الطاهرة صلوات الله عليها لم تطلب شيئاً من غير الله تعالىْ ، لم تطلب أيَّ شيء طيلة السنوات التسع التي عاشتها في بيت علي "عليَه السلام" .
ورد أن أمير المؤمنين عليَه السلآم دخل يوماً على فاطمة وهي ليست على مايرام وقد لازمت الفراش ، فأخذ رأسها وضعه في حجره و قال عليه السلام : ( يا فاطمة قولي ما تريدين ؟ ) أجابت وهي جوهرة الحياء و العفة : ( لا أريد شيئاً يا إبن العم ) ، فألح عليها الإمام عليَه السلام عندها قالت : ( لقد أوصاني أبي ألا أطلّب منك شيئاً فرّبما لم تتمكن من الإتيان به و تخجل )
، أقسم عليها الإمام بحقّه أن تطلب منه ماتشتهي ، فقالت : ( بما إنك أقسمت عليَّ فسأقول ، إن أمكن الحصُول على رمان فهو ينفعني ) نهض الإمام و غادر الدّار ليجلب الرمّان و حين سأل أصحابه قالوا إن فصله قد إنقضى ولا يوجد الآن منه إلاّ عند شمعون اليهودي فقد جاؤوا له بعدّة رمانات من الطائف قبل أيام .
ذهب الإمام عليه السلام إلى بيت اليهودي و دق الباب ففتحه شمعون و حين رأى الإمام عليه السلام قال : ياعليَّ ما الذي دعاك إلى أن تشرفنا بِـمجيئك إلى الدّار ؟ أجاب الإمام عليَه السلام : ( سمعت أن عندك رماناً فجئت أشتري منك واحدة لمريض عندي ) قال اليهودي : لقد بعتها جميعاً وليس عندي الآن منها شيئاً وبما أن الإمام عليَه السلام كان يعلم بعلم الإمامة أن واحدة منها قد بقيت لذا قال : ( إذهب و تفحص فربّما بقيت وآحده وأنت لا تعلم بها ) قال اليهودي : أنا أعرف مافي داري و لا يوجد رمّان ، كانت زوجة شمعون تقف خلف الباب و سمعت الحوار فقالت له : لقد إحتفظت انا بواحده و أخفيتها تحت الأوراق دون علمك ، ثم جاءت بها و أعطتها للإمام عليه السلام فأعطاها أريعة دراهم ثمناً ، قال شمعون : إن قيمتها نصف درهم ، ردّ الإمام عليه السلام : ( لقد إحتفظت بها المرأة ذخراً و ربّما نفعتها يوماً فلتكن الدراهم الثلاثة و النصف المتبقية لزوجتك ) ثم عاد الإمام عليه السلام إلى المنزل .
وفي الطريق سمع صوتاً ضعيفاً و أنّه من غريب ، تتبع الصت حتى وصل إلى أرض خربة وجد فيها رجلاً أعمى مريضاً قد وضع رأسه على التراب وهو يئِن ، جلس الإمام الرحيم و الرؤوف عنده و رفع رأسه و سأله : ( يا رجل من أنت و من أيَّ قبيلة ومنذ متى و أنت مريض ؟ ) أجاب : أيها الشاب الصّالح أنا رجل من أهل المدائن ثقلت ديوني ولم أجد بُداً من أن أركب السفينة آتي إلى المدينة و أنا أقول لنفسي : لأذهب إلى مولاي أمير المؤمنين علّه يحلّ مشكلتي و يؤدي عني دينيَّ ، قال الإمام عليَه السلآم : ( و بم ترغب الآن ؟ ) أجاب : لو أمكنني الحصُول على رمانه فأنا أرغب في ذلك ، قال الإمام عليه السلام : ( لقد جئتُ بـ رمانه إلى مريضي العزيز و لكني لن أحرمك و سأعطيك نصفها ) و شرع يضع حبّ الرمّان في فم المريض حتى نفذ النصف
، فقال المريض : لو تكرمت عليّ بنصفها الثاني فربما تحسّن حالي ، خجل الإمام عليه السلام و قال لنفسه : ( ياعلي إن مريضاً فقيراً سقط في هذه الأرض الخربة منقطعاً عن الأخرين أحوج إلى الرّعاية و ربّما يسر الله لفاطمة وسيلة أخرى ) أعطى الرجل النصف الأخر و عندما إنتهى من إطعامه نهض و غادر الخربة إلى داره وهو يفكر حتى وصل الدار فخجل من الدُخول يده فارغه ، نظر من شق الباب ليرى إن كانت فاطمة نائمة أم مستيقظه ، فوجدها تجلس متكئة و أماها طبق من الرمان وهي تأكل ، سرّ الإمام غاية السُرور و دخل المنزل ، حين نظر إلى الطبق وجد أن رمّانه ليس من هذا العالم ، وعندما سأل فاطمة عن حالها أجابت : ( يا ابن العم ما إن غادرت المنزل حتى تعرّقت عرق الصّحه و فجأة سمعت صوت الباب فذهبت فضة لتفتحه و وجدت هناك رجلاً يحمل بيده طبق الرّمَان هذا و هو يقول إن أمير المؤمنين رسله لفاطمَة )
النبي إبراهيم إمتحن في ذبح ولده ورفع عنه التكليف ، ولكن الزهراء عليها السلام إبتليت بقتل ولدها الحسن عليه السلام و بذبح ولدها الحُسين عليه السلام ولم يرفع عنه التكليف .
الـنـبـي مـوسـى "عـلـيـه الـسـلام"
النبي موسى عليه السلام كلّم الله ( وَكَلَّمَ اللهُ مُوسَىْ تَكلِيماً ) و الزهراء عليها السلام كانت تناجي ربها في محراب العبادة .
و موسى عليه السلام له كتاب التوراة و الزهراء عليها السلام أيضاً لها مصحف فاطمة وهو بخط أمير المؤمنين عليه السلام و إملاء جبرائيل .
موسى عليه السلام نزل عليه المنّ و السلوىْ هذا الطعام و الصديقة الطاهرة أرسل لها طعام من الجنة عدة مرات .
الـنـبـي عـيـسـى "عـلـيـه الـسـلام"
النبي عيسى عليَه السلآم الله جعله يتكلم في المهد و الصديقة الطاهرة عليها السلام كانت تسبح في بطن أمّها و كانت تحدّث أمها خديجة ، النبي – صلىْ الله عليَه وَ آله وَسلِمْ – كان أحياناً يدخل على خديجة و يراها تتكلم فيقول : ( يا خديجة مع من تتكلمين ؟ ) فتقول : ( أتكلم مع هذا المولود الذي في بطني ) فيقول لها – صلىْ الله عليَه وَ آله وَسلِمْ – ( أبشري يا خديجة إنها طاهرة مباركة ) .
عيسى عليه السلام إمه مريم وهي سيدة نساء العالمين ، و أيضاً الزهراء عليها السلام أمها خديجة وهي سيدة نساء العالمين .
الـنـبـي الأعـظـم " صـلـىْ الله عـلـيـه وَ آلـه َ وَ سـلـم "
جاءه –صلىْ الله عليَه وَ آله وَسلِمْ – سائل فإنتزع النبي – صلىْ الله عليَه وَ آله سَلِمْ – ثوبه و دفعه إليه ، و لف نفسه بحصيرة ، فنزل قوله تعالىْ : ( وَلَا تَجْعَلَ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كّلَّ البَسْطَ فَتَقْعُدَ كَلُومَاً مَّحْسُوراً ) و كذلك فاطمة الزهراء عليها السلام تصدقت بثوبها الجديد ليلة زفافها
النبي الأعظم –صلىْ الله عليَه وَ آله وَسلِمْ – كان يصلي حتى تتورم قدماه و كذلك الصديقة الطاهرة عليها السلام يخبّر عنها ولدها الإمام الحسن عليه السلام ( ما كان في هذه الأمة أعبد من فاطمة ، كانت تصلّي حتى تتورم قدماها ) .
لذلك لا عجبَ و لا غرابة نادٍ عند البلاء : يازهراء يازهراء يازهراء فقد ذكر احد الاباء انه حدثت له قصة في السعودية اثناء زيارته لابناء عمومته حيث اصيب شاب في حادث سيارة والحادث كان شنيعا جدا ادى لوفاة الشاب فور الحادث والاطباء عملوا على انعاشه لتحريك قلب الشاب ولو نبضة واحدة .
وضع الشاب على سرير المستشفى ممدد ا وبدوا البحث عن هويته حتى يعرفوا من هو وكيف يتصلون باهله فوجدوا اسمه وبطاقته
يقول الاب اتصل بي دكتور مصري يقول لي بان فلان ابن فلان حصل له حادث سيارة وهو الان بالمستشفى وحالته خطرة ولم يذكر للوالد ان ابنه مات .
ذهب الاب على عجل ودموع عينيه لا تنقطع وبكاء يصرخ اين ولدي اين ولدي اين العناية المركزة ,عندها اخذ الاطباء يذكرونه بالله وان الاجل المحتوم لا محالة وعليه تحمل المصيبة فصاح عندها بدا بالصراخ والبكاء وصاح باعلى صوته ( يا زهراء اغيثيني).
فاخذ يصيح باعلى صوته ( يازهراء اغيثيني ) اريد منك وسندي في ولدي رجعيلي ولدي ارجوك اريده ليوم فقري الحياة .......
وفجاة وهو في هذه الحالة انفتح باب الطوارىء ودخل ابنه بكامل صحته وكان لا شيئا لم يحدث وركض في اتجاه والده وحضنه وبدا الاب يفقد وعيه بمجرد مشاهدة ابنه خارجا من غرفة الطوارىء فقبل قليل كان ممدا ميتا لا حراك فيه بعد ان ازالوا عنه اجهزة العناية المركزة وتركوه ممدا بملابسه كما جاووا به بالاسعاف وسط ذهول الاطباء الذين لم يصدقوا اعينهم وظلوا في حيرة
عندما فاق الاب من غيبوبته امسك بولده وقال له بكل قوة وشكر مولاتنا (ام الحسن)واشهد انها ذخر لنا في الشدائد
قال الاطباء ان في الامر سر من الاسرار ومعجزة لانهم حاولوا بكل جهد انقاذ الشاب لكن لا فائدة
يقول الابن حينما صعدوا بروحه الى عنان السماء مرعوبا من هول المطلع فإذا بملائكة اوقفوني برهة واخذوا يتحادثون بان موكب السيدة الزهراء الله سلام عليها قادم الى ان وصلت بمحاذاتنا واشارت للملائكة ارجعوه الى جسده فابوه ينتظر رجوعه بفارغ الصبر و قالت له مولاتنا الزهراء سلام الله عليها قل لابيك لقد افجعت قلبي بنداءك يا زهراء اغيثيني وجددت علي مصيبة ولدي علي الاكبر وقل له اننا لا ننسى شيعتنا في الازمات والمحن
الـلـهُـم بِـحـقَ الـزهـراء وَ أبـيّـهَـا وَ بـعـلـهـا وَ بَـنِـيَـهـا وَ الـسَـر الـمُـسـتَـودع فِـيـهَـا عَـجـّل فـيَّ فرجَ مـولانـا صآحبَ العصِرَ وَ الزمآنَ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهُم كُنْ لِوليُّك الحُجةِ ابن الحسن صلَواتُك عليهِ وعلى ابائِه في هذه الساعة وفي كلِ ساعة ولياً وحافِظْا وقائِداً وناصراً ودليلاً وعَيّنا حتى تُسكِنَهُ ارضَك طوعا وتُمتِعهُ فيها طويلاً برحمتِك يا ارحمْ الراحِمين
وَ صَلىْ الله عَلىْ مُحَمِدَ وَ آلِ مُحَمِدَ آلطَيبيِنَ آلطآهرِينَ
