
ولا تتوقف التأملات في حياة القديسة الطاهرة السيدة فاطمة عليها السلام ، و ها نحن في آخر محطة تأمل مع مولاتنا السيدة الجليلة فاطمة الزهراء عليها السلام ..و في آخر محطة منها ...



خَاتِمَة الْبَحْث
أبتدىء خاتمة بحثي ( من الولادة حتى الشهادة طريق معبد بالظلم ) وأقول : إن الشجاعة في تصحيح الخطأ لا بالاستمرار عليه ، وهذه نقطة مهمة جداً ، كالذي لايأخذ درساً من شخص يعرفه تكبراً ، قائلاً : كيف أأخذ الدرس من فلان ؟ ويستمر بل يكابر إلى أن يخسر خسارة علمية كبيرة ! لأنه كابر ، وسيبقى جاهلاً ، فيا إخوتي القضية قبل أن تُعلّل إلى طائفية ، لو ترجع إلى حقيقة كلامي لوجدت أن كلامي لم يكن وليد الساعة ، ولم يكن يبحث إلا عن وقائع ، فكيف يمكن أن نعلل تلك الوقائع ؟ أيضاً كانت ولازلت فكرة تخطئة أتباع مذهب أهل البيت (عليهم السلام) متواصلة ؛ للتنقيص منهم ، ذلك لأن في وجودهم تعرية لكل أولائك الأناس الذين تركوا تلك البصمات السوادء على صفحات التاريخ ، ومن جملة تلك الخزعبلات -التي لم يكتفوا في تخطئة أتباع مذهب اهل البيت (عليهم السلام ) فقط بل ذهبوا إلى تكفيرهم علناً !
- هو مصحف فاطمة (عليها السلام ) !! فإنك ترى أن الشخص الذي يذهب صراحة إلى تكفير أتباع أهل البيت (عليهم السلام ) أنه محبوب عند أسياده ويجعل له وقعاً في النفوس واحترام لاحدود له !
مما جعل الكثير من عبيد الدنيا أن يتشجعوا على طرح هكذا أفكار ؛ لكي يلاقوا قبولاً عند أسيادهم ، فمن جملة ما طُرح كما ذكرت : القول بتحريف القرآن ومن جملتها مصحف فاطمة (عليها السلام) ، فأقول ما هو الهدف من هذه العشرات من الكتب والمنشورات التي كتبها بعض الكتاب من قلوب تفيض ببغض الشيعة ، وقام آخرون بطباعتها وتوزيعها ونشرها في أنحاء العالم ، ومن أبرزها كتب هذا المؤلف الهندي ( إحسان إلهي ظهير) التي يوزعنها مجاناً، خاصة على الحجاج في موسم الحج كما نقل لي أحد الاخوة ، فإنني لم أذهب للحج حتى أرى ذلك ، وإما بالمكتبات فإنهم يبعونها ومعها أشرطة مسجلة تكفر الشيعة وتخرجهم من الإسلام ؟ ! .
وَهْنَا أَسْأَل :هَل كُتِب عَلِيِنَا نَحْن الْشِّيَعَة أَن نَدْفَع دَائِمَا الثَّمَن ؟
وتتوالى علينا سهام الإفتراءات والتُهم ؟ وأن يكون جواب دعوتنا إلى الوحدة مع إخواننا السنة لمقابلة موجة العداء العالمية للإسلام ؛ أن نُفاجأ بتحالف النواصب والأجانب ، ثم يُقال لنا : إعترفوا بالكفر والخروج عن الدين ، أو تبرؤوا من أهل البيت (عليهم السلام) ، الذين أوصى بهم النبي( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى جنب القرآن ، لذلك يقول علماء أصول الفقه : لابد قبل البحث في المسألة من تحرير محل النزاع فيها ، وهو كلام علمي تماماً ، لأن خلط الموضوعات يوجب خلط الأحكام ، فلابد من إعراب المسألة الخلافية .
الْكِرَام الْافَاضِل
إِن الْبَحْث فِي مَوْضُوْع مُقَدَّس كَالْقُرْآَن ، وَفِي مَسْأَلَة قُرْآنِيَّة خَطِيْرَة كَمَسْأَلَتِنَا يُوَجِّب عَلَى الْبَاحِث الَّذِي يَحْتَرِم نَفْسَه وَقَلَمُه، أَن يُرَاعي الْأُصُول الْتَّالِيَة :






أَوَّلَا: مَعْرِفَة نَوْع الْمَسْأَلَة
وَهَل هِي مَسْأَلَة عِلْمِيَّة مَحْضَة أَم مَسْأَلَة عَمَلِيَّة ؟ وَهَل الْمُشْكِلَة أَنَّه تُوْجَد فِي مَصَادِر الْمُسْلِمِيْن وَبُطُوْن الْكُتُب رِوَايَات تَتَنَافَى مَع صِيَانَة الْقُرْآَن وَسَلَامَتِه ؟ أَم الْمُشْكِلَة أَن أُنَاسَا مِنْهُم يَعْتَقِدُوْن بِتَحْرِيْف الْقُرْآَن ، لِكَي تَثْبُت لَهُم سَلَامَتِه وَنَدْعُوْهُم إِلَى الْإِيْمَان بِه ؟


ثَانِيَا : الْعَدَالَة فِي الْنَّظَر إِلَى الرِّوَايَات الورَادَة فِي مَصَادِر الْشِّيْعَة وَالْسُّنَّة مَعَا
أَمَّا أَن يَرَى الْكَاتِب الرِّوَايَات الَّتِي فِي مَصَادِر الْشِّيْعَة وَيَغْمُض عَيْنَيْه عَمَّا فِي مَصَادِر الْسُّنَّة ، كَمَا فَعَل الْكُتَّاب الْجُدُد الَّذِيْن وَجَّهُوْا الْتُّهْمَة إِلَى الْشِّيْعَة فِي عَصْرِنَا ، فَهَذَا عَمَل لايَنْسَجّم مَع الْعَدَالَة وَالْمَوْضوْعِيّة .


ثَالِثَا :الْتَّتَبُّع الْوَاسِع لِلِرِّوَايَات وَتَحَرِّي الْدُّقَّة فِي نَقْلِهَا وَتَحْلِيْلُهَا وَالاسْتِنْتَاج مِنْهَا .
وَإِذَا رَاعِيْنَا هَذِه الْأُصُول فِي مَسْأَلَتِنَا ، نَجْد أَن وَاقَعَهَا لَيْس أَكْثَر مِن وُجُوْد رِوَايَات مِن مَصَادِر الْشِّيْعَة تَقُوْل بِنَقْص الْقُرْآَن وَفِي مُقَابِلِهَا تُوْجَد رِوَايَات مِن مَصَادِر الْسُّنَّة تَقُوْل بِنَقْص الْقُرْآَن ، وَرِوَايَات أُخْرَى تَقُوْل بِزِيَادَتِه ، وَرِوَايَات أُخْرَى تَجُوْز الْتَّصَرُّف فِي نَص الْقُرْآَن .
وَإِذَا نَظَرْنَا إِلَى وَاقِع الْمُسْلِمِيْن الْشِّيْعَة وَالْسُّنَّة ، نَجِدُهُم مُجْتَمِعِيْن وَالْحَمْد لِلَّه عَلَى صِحَّة نُسْخَة الْقُرْآَن الْمَوْجُوْدَة فِي طُول بِلَاد الْشِّيْعَة وَعَرْضُهَا وَطُوْل بِلَاد الْسُّنَّة وَعَرْضُهَا ، لايَعْرِفُون قُرْآَنَا غَيْرَهَا .
فَكَيْف يَصِح لْكَاتِب وَالْحَال هَذِه أَن يَصْدُر حُكْمُه وَيَقُوْل : إِن الْطَّائِفَة الْفُلَانِيَّة يَعْتَقِدُوْن بِالْأَمْر الْفُلَانِي أَو لايُعْتَقِدُون بِه ، فَإِن كَلِمَة ( يَعْتَقِدُوْن ) تَعْنِي أَن ذَلِك الْأَمْر مَوْجُوْد فِي مَصَادِرِهِم ، وَيُقَبِّلُه عُلَمَاؤُهُم وَيَعْتَقِدُوْن بِه وَيُدَرِّسُوْنَه لِعَوَامِّهِم ، فَهُو مِن عَقَائِدَهُم الْمُعَاشَة فِي مُجْتَمَعَاتُهُم ، كَّعَقِيْدَة الْإِمَامَة ، وانْتِظَار الْإِمَام الْمَهْدِي( عَجَّل الْلَّه فَرَجَه الْشَّرِيف ) عِنْد الْشِّيْعَة .
هَل يَقْبَل هَؤُلَاء الْكُتَّاب الَّذِيْن أَصْدَرُوْا حُكْمَهُم عَلَى الْشِّيْعَة بِأَنَّهُم يَعْتَقِدُوْن بِتَحْرِيْف الْقُرْآَن ، أَو لَدَيْنَا كِتَاب مُغَايِر لِلْقُرْآن اسْمُه مُصْحَف فَاطِمَة ! وَأَن يُؤَلِّف بَاحِث شِيْعِي كِتَابا يَقُوْل فِيْه أَن الْسُّنِّيِّين يُؤْمِنُوْن بِنُبُوَّة عُمَر بْن الْخَطَّاب وَلَا يُؤْمِنُوْن بِنُبُوَّة مُحَمَّد (صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم ) ؟
وَعُمَر يَرَى رَأَيَا ، ثُم يَنْزِل الْقُرْآَن مُخْطِئَا رَأْي الْنَّبِي (صَلَّى الْلَّه عَلَيْه و آَلِه ) وَمُؤَيِّدَا رَأْي عُمَر الْخَطَأ الْفَاحِش ، فَيَسْتَنْكِر ذَلِك عُمَر وَيَنْهَاه عَنْه ، فَيَتِدْرَاك الْنَّبِي (صَلَّى الْلَّه عَلَيْه و آَلِه ) أَخْطَاءَه وَيُصَحِّح مُوَاقَفَة بِتَسْدِيْد عُمَر الْنَّبِي الْمَزْعُوْم لِلْمُسْلِمِيْن أَن يَذْبَحُوْا جِمَالَهُم فِي مُؤْتَة ، وَمَسْأَلَة أَمَر الْنَّبِي (صَلَّى الْلَّه عَلَيْه و آَلِه ) الْمَزْعُوْم بِقِطْع نَّخِيْل خَيْبَر وَكُرُوم الْطَّائِف فِنَاه عُمَر .... الْخ ، حَتَّى إِن بَعْض مُحِبِّي الْخَلِيْفَة أَلْفَوْا كِتَابا ، وَنَظَمُوا قَصَائِدَا فِي مُوَافَقَات الَلّه تَعَالَى لَعَمْر ، يَعْنُوْن بِذَلِك نُزُوْل الْقُرْآَن أَو الْوَحْي بِتَخْطِئَة رَأْي الْنَّبِي
(صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم ) وَتَأْيِيْد رَأْي عُمَر !!
وَالْأَعْظُم مِن ذَلِك أَنَّه عِنْدَمَا تَقَع مُوَاجَهَة بَيْن عُمَر وَالْنَّبِي ( صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَآَلِه وَسَلَّم ) كَمَا حَدَث فِي طَلَب الْنَّبِي
(صَلَّى الْلَّه عَلَيْه و آَلِه ) مَن الْحَاضِرِيْن فِي مَرَض وَفَاتِه ، أَن يَأْتُوْه بِدَوَاة وُقِرْطَاس لَيُكْتَب لَهُم وَصِيَّتَه لتَأْمِيْنْهُم مَدَى الَّاجْيَال مِن الضَّلَال ، فَعَارَض ذَلِك عُمَر وَأَيَّدَه اكْثَر الْحَاضِرِيْن ، حَتَّى غَلَبُوْا الْنَّبِي (صَلَّى الْلَّه عَلَيْه و آَلِه ) وَّمَنَعُوْه مِن كِتَابَة وَصِيَّتَه وَإِلَى يَوْمِنَا هَذَا يَقِف إِخْوَانَنَا الْسُنَّة إِلَى جَانِب عُمَر وَيُبَرِّرُوْن عَمَلُه ، و لَعَلَّهُم يُخْطِئُوْن الْنَّبِي (صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَالِه وَسَلَّم) ! .




خِتَامَا أَقُوْل : مَمكَّن أَن يَكُوْن هُنَاك خِلَاف فِي عَقَائِد مَذْهَبِيَّة ، لَكِن الْمَسْائِل الَّتِي تَخُص الْإِسْلَام لَا يَنْبَغِي الْتَّطَرُّق لَهَا وَلَاسِيَّمَا كَلَّا الْفَرِيْقَيْن يُسْتَشْهَد بِقَوْلِه تَعَالَى : ( إِنَّا نَحْن نَزَّلْنَا الْذِّكْر وَإِنَّا لَه لَحَافِظُوْن ) فَأَرْجُو مِن الْمُثَقَّفِيْن الْإِلْتِفَات إِلَى هَذَا الْجَانِب الْمُهِم وَلِيَعْلَمُوَا ان اتِّهَام الْشِّيْعَة بِتَحْرِيْف الْقُرْآن هَل يُعَد نَصْرَا لِلْسُّنَّة ؟ أَم طَعْنَا لِلْإِسْلَام وَبِالْعَكْس ؟ هَذَا وَأَسْأَل الْلَّه تَعَالَى أَن يَتَقَبَّل مِنَّا خَالِص الْأَعْمَال ، و آَخِر دَعْوَانَا أَن الْحَمْد لِلَّه رَب الْعَالَمِيْن وَصَلَّى الْلَّه عَلَى مُحَمَّد وَآَلِه الْطَّيِّبِين الْطَّاهِرِيْن ، وَاللَّعْن الدَّائِم عَلَى أَعْدَائِهِم اجْمَعِيْن مِن بَدْء الْزَّمَان إِلَى مَا بَعْد قِيَام يَوْم الدَّيْن .
...و هَاهِي أَسْرَاب الْطُيُوْر الْوُلائِيَّة ، أَعْلَنْت الْرَّحِيْل عَبْر سِلْسِلَة مِن الْقَدَاسَة و الْطَّهَارَة ، بِأَجْنِحَتِهَا الْفَاطِمِيَّة لَتَصِل بِنُوْر الْمَحَبَّة ، و الْوِلَاء الْدَّائِم ، و الْعَهْد الْعَظِيْم ، لِتُلَامِس كَيْان نُوْر الْوُجُوْد الْأَقْدَس ، ابْن فَاطِم ، وَوِرَاثِهَا مَالْدَيْهَا مِن الْشِّيَم و الْفَضَائِل ....
الْمَهْدِي عَجَّل الْلَّه لَه الْفَرْج لَتَقُوْل : مَوْلَاي نَحْن نُحِبُّك ...عَجَل بِحَق أُمِّك الْزَّهْرَاء .فَقَد ذَبُلَت زُهُوْر عُمْرِنَا فِي انْتِظَار تِلْك الْطَّلْعَة الْبَهِيَّة و الْغُرَّة الْمُحَمَّدِيَّة .!!
فَلَا زِلْنَا نَنْتَظِر ..!!
قصيــــــدة مولـــد النور
الْلَّهُم كُن لِوَلِيِّك الْحُجَّة بْن الْحَسَن ، صَلَوَاتُك عَلَيْه و عَلَى آَبَائِه ، فِي هَذِه الْسَّاعَة ، و فِي كُل سَاعَة ، وَلِيَّا و حَافِظَا ، و قَائِدَا و نَاصِرَا ، و دَلَيْلَا و عَيْنا ن حَتَّى تُسْكِنَه أَرْضَك طَوْعا ، و تُمَتِّعَه فِيْهَا طَوِيْلَا ..بِرَحْمَتِك يَا أَرْحَم الْرَّاحِمِيْن ..يَا مَهْدِي ادَركَنآُآُآآآِآ
لَا تَنْسَوْا الْدُّعَاء لِلْمُؤْمِنِيْن و الْمُؤْمِنَات الْأَحْيَاء مِنْهُم و الْأَمْوَات ، خُصُوْصَا لِأَهْلِنَا و لشُهدَائِنا الْبَحْرَانِيِّيْن الْأَحْرَار ..!!
قَام عَلَى الْعَمَل : خُدَّام أُمُّهُم الْسَّيِّدَة فَاطِمَة الْزَّهْرَاء عَلَيْهَا الْسَّلَام
الْسَّيِّد هِبَة الْلَّه شَرَف الْدِّيْن / مِسْك الْنَّبِي الْهَادِي (صَلَّى الْلَّه عَلَيْه و آَلِه ) / بَرِيْق الْعَبَّاس (عَلَيْه الْسَّلَام ) / الْمَوَدَّة فِي الْقُرْبَى
لَا يَحِل نُقِل الْعَمَل دُوْن ذِكْر لِلْكَاتِب و الْمَصْدَر : مُنْتَدَيَات سَمَاحَة الْسَّيِّد الْفَاطِمِي الْمُوسَوِي حَفِظَه الْلَّه و رَعَاه