
اللهم صل على محمد و آل محمد ...سادة الخلائق أجمعين ...و عجل فرجهم و أهلك أعدائهم أجمعين ...
أزجـى ثـنـائـي وثناء العــــبادِ
لـسـاحـة الطهر الإمام الجــوادِ
نـال مـن الـرفـعة ما لم ينـــل
شـبـيهها أهل التقى والــسدادِ
قـد أرشد الناس لدرب الهدى
يـهـدي الـبرايا لسبيل الرشـــادِ
" الإمام الراحل السيد محمد الشيرازي قدس سره "

ولنكمل مع القارئ ما ابتدئ من الوقفات
الوقفة الثالث عشر :
كان الإمام الجواد (عليه السلام ) شاباً في زهرة العمر ، وقيل أنه كان المأمون يغدق عليه الأموال الوافرة ويروى أنها تبلغ مليون درهم اضافة إلى الحقوق الشرعية تعود عليه ( عليه السلام ) من الشيعة ، وغيرها من الأموال إلا أنه (عليه السلام ) لم يكن يبذل شيئاً منها على نفسه بل كان ينفقها على الفقراء والمساكين والمحتاجين .
روي أنه رآه الحسين المكاري في بغداد ، وكان محاطاً بهالة من التعظيم والتكريم من قِبل الأوساط الرسمية والشعبية ، فحدثَتْه نفسُه أنه لا يرجع إلى وطنه يثرب ، وسوف يقيم في بغداد راتعاً في النعم والترف .
فعرف الإمام ( عليه السلام ) قصده وانعطف عليه وقال له :
يا حسين ، خبز الشعير ، وملح الجريش ، في حرم جَدي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أحب إليَّ مما تراني فيه.
الوقفة الرابعة عشر :
وكان الإمام الجواد ( عليه السلام ) مشهورا بكرمه ومعروفه إلى الناس .
حتى ذكر المُؤَرِّخون قصص كثيرة عن كرمه ( عليه السلام ) منها:
أن أحمد بن حديد قد خرج مع جماعة من أصحابه إلى الحج ، فهجم عليهم جماعة من السُرَّاق ونهبوا ما عندهم من أموال ومتاع ولما انتهوا إلى يثرب انطلق أحمد إلى الإمام الجواد ( عليه السلام ) وأخبره بما جرى عليهم ، فأمر الإمام (عليه السلام ) له بكسوة ، وأعطاه دنانير ليفرقها على جماعته ، وكانت بقدر ما نهب منهم .

.
الوقفة الخامسة عشر :
بويع المعتصم العباسي سنة ( 218 هـ ) وكانت تصله التقارير بتحرك الإمام أبي جعفر ( عليه السلام ) ونشاطه بين أبناء الأمّة الإسلامية .
قَرَّر المعتصم العباسي - وبمشورة القاضي ابن أبي دؤاد الإيادي ، المعادي لأهل البيت ( عليهم السلام ) فقرر أن يبعث بكتاب إلى واليه على المدينة المنورة ، محمد بن عبد الملك الزيَّات ، في عام ( 219 هـ ) ، بارسال الإمام الجواد ( عليه السلام ) ، وزوجته أم الفضل إلى ( بغداد) .
علم الإمام ( عليه السلام ) بأنَّ رحلته هذه هي الأخيرة ، فلا عودة بعدها لذلك ترك ولده الهادي ( عليه السلام ) في ( المدينة ) وأوصى له وسَلَّمه مواريث الإمامة بعد أن اصطحبه معه إلى ( مَكَّة ) لأداء الحجّ .
أكمل الإمام الجواد ( عليه السلام ) مراسم الحج ، وترك ( مَكَّة ) متجها إلى مدينة الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ثم خرج من ( المدينة ) مُتَّجهاً إلى ( بغداد) .
وأخبر ثقاة أصحابه بأنه غير راجع للحجاز من رحلته هذه مَرَّة أخرى .
روى محمد بن القاسم ، عن أبيه : لمَّا خرج - الإمام الجواد ( عليه السلام ) من ( المدينة ) في المرة الأخيرة ، قال ( عليه السلام ) : ( مَا أطْيَبكِ يا طيْبَة !! فَلَسْتُ بِعَائدٍ إِليكِ ) .
حتى وصل ( عليه السلام ) إلى ( بغداد ) فدخلها لليلتين بَقِيَتا من المحرم سنة ( 220 هـ) .

الوقفة السادسة عشر
التاريخ يجمع أن الإمام ( عليه السلام ) اغتيل مسموماً وأنَّ من دبر الاغتيال زوجته زينب المُكنَّاة بـ( أم الفضل ) بنت بنت المأمون التي قَدَّمت للإمام عنباً مسموماً وساندها أخيها جعفر و المعتصم بن هارون وهو المدبر الأساسي للجريمة .
ذكر المؤرخ المسعودي :
لما انصرف أبو جعفر ( عليه السلام ) إلى ( العراق ) ، لم يزل المعتصم وجعفر بن المأمون يُدبِّران ويعملان على قتله ( عليه السلام) .
فقال جعفر لأخته أم الفضل - وكانت لأمّه وأبيه - في ذلك ، لأنه وقف على انحرافها عنه ، وغِيرتها عليه ، لتفضيله أم أبي الحسن ابنه عليها ، مع شِدَّة محبتها له ، ولأنها لم تُرزَق منه ولد ، فأجابت أخاها جعفراً .
أنَّ هؤلاء المجرمين ( المعتصم ، وجعفر ، وأم الفضل ) ، قرروا قتل الإمام ( عليه السلام )
يقول المسعودي :
وجعلوا - المعتصم بن هارون ، وجعفر بن المأمون ، وأخته أم الفضل - سُمّاً في شيء من عنب رازقي ، وكان يعجبه ( عليه السلام ) العنب الرازقي ، فلمَّا أكلَ ( عليه السلام ) منه نَدمَتْ ، وجعَلَتْ تبكي .
فقال ( عليه السلام ) لها : ( مَا بُكَاؤك ؟!! ، والله لَيَضربنَّكِ اللهُ بِفَقر لا يَنجَبِر ، وبَلاء لا يَنْسَتِر) .
فَبُليت بِعِلَّة في أغمض المواضع من جوارحها ، وصارت ناسوراً ينتقض عليها في كلِّ وقت .
فأنْفَقَت مالها ، وجميع ملكها على تلك العِلَّة ، حتى احتاجت إلى رفد الناس .
وتردَّى جعفر في بئر فَأُخرِج ميتاً ، وكانَ سكراناً .
وكانت شهادته ( عليه السلام ) في آخر ذي القعدة 220 هـ .
وحُفِر للجثمان المقدَّس قبرٌ ملاصقٌ لقبر جدِّه الإمام الكاظم ( عليه السلام ) ، في مقبرة قريش بـ( بغداد ) .



سلام الله عليك يا جواد الأئمة منا أبدا ما بقي الليل والنهار وجعلنا الله ممن يستحقون شفاعتك يوم لا ينفع مال و لا بنون إلا من اتى الله بقلب سليم عامر بحبكم أهل البيت ..!!
الحلقة الخامسة تاتي باذن الله
هبة الله شرف الدين
النجف الأشرف

بحر و راحة كفه طوفان ..هذا هو جواد الأئمة ، السيد الجليل ، العالم العامل ، الطيب الزكي ...يالكم من أمة خاذلة ..
لا تبكي أيتها العيون ..فالجواد في جنان الخلد ..مع جده سيد النبيين و مع آبائه البررة الطيبين ..إبكي أيتها الدنيا للأبد ..
و البسمة على ثغر الجواد تُرسمُ..!!
نسأل الله القبول و أهل البيت عليهم السلام الشفاعة ..
و آخر دعوآنا أن الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيد الخلق أجمعين ، محمد و آل محمد الطيبين الطاهرين ، و عجل الله فرجهم و أهلك أعدائهم الظالمين ..!!
اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن ، صلواتك عليه و على آبائه ، في هذه الساعة و في كل ساعة ، ولياً و حافظاً ، و قائداً و ناصراً ، و دليلاً و عيناً ، حتى تسكنه أرضك طوعاً و تمتعه فيها طويلاً ، برحمتك يا أرحم الراحمين و صلِّ اللهم على محمد و آل محمد .

قآم على العمل : خدَّام السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام : السيد هبة الله شرف الدين ، مسك النبي الهادي صلى الله عليه و آله ، المودة في القربى
لا يحل نقل العمل دون ذكر صاحبه و المصدر : منتديات سماحة السيد الفاطمي الموسوي حفظه الله .
